الصفحات

السبت، 20 مارس 2010

بادشاه خان".. غاندي المسلم

"بادشاه خان".. غاندي المسلم

في الوقت الذي كان فيه الزعيم الهندوسي المهاتما غاندي يناضل ضد الاحتلال البريطاني للهند، كان هناك "غاندي" آخر يقاوم المحتل ويناضل من أجل نبذ العنف في باكستان وهو المسلم خان عبد الغفار خان، أو "بادشاه خان" المنسي حتى من شعبه.
المخرجة الكندية تيري ماكلوهان سلطت الضوء على غاندي باكستان؛ للتذكير بدوره في المقاومة السلمية ضد الحكم البريطاني من خلال الفيلم الوثائقي "غاندي الحدود"، وحاولت ماكلوهان من خلال الفيلم أن تنفض الغبار عن "بادشاه خان" التي تعني "ملك الملوك"؛ حيث يسرد الفيلم قصة حياة خان الذي أصبح النظير الباكستاني المسلم لغاندي.
وحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الذي عقد في أبو ظبي العام الماضي.
وجرى تصوير الفيلم في أفغانستان وباكستان والهند، ويتضمن مقابلات مع الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، والرئيس الأفغاني حامد كرزاي ليتحدثا عن "بادشاه خان"، بالإضافة إلى عدة شخصيات سياسية بارزة في جنوب آسيا.
وتأمل المخرجة الكندية أن يساعد فيلمها في تحطيم الصور النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين؛ حيث قالت: "هذا الفيلم يساعد في تحطيم هذه الصورة السلبية التي تجعل بعض الناس قلقين".
وأضافت ماكلوهان: "بالتأكيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ساعدت على الصورة السلبية في وعي الناس.. وجعلت رسالة اللاعنف أكثر إلحاحا".
"بادشاه خان"
ولد خان عام 1890 لأسرة ثرية تنتمي لقبائل البشتون في وادي بيشاور على الحدود بين أفغانستان وباكستان، وآمن خان بالمقاومة السلمية كوسيلة لاستعادة الحقوق وتحرير الأوطان.
ووفقا لـ"رويترز"، فقد أمضى خان يوما واحدا من كل ثلاثة أيام من حياته في السجن، حتى إن منظمة العفو الدولية رشحته ليكون "سجين عام 1962".
"خدام الله"
وأسس خان في عام 1920 جماعة "خدام الله" المعروفة باسم "القمصان الحمر"؛ لتميز ملابسهم باللون الأحمر، وقامت الجماعة على الإيمان بفكرة المقاومة السلمية.
وفي خطاب خان لأعضائها قال: "سأقدم لكم سلاحا فريدا لا تقدر الشرطة ولا الجيش على الوقوف ضده... هذا السلاح هو الصبر والاستقامة.. ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الوقوف ضده"، وضمت الجماعة ما يزيد على 100 ألف عضو.
وفي أواخر عام 1920 تحالفت جماعة "خدام الله" مع حزب غاندي، واستمر هذا التحالف حتى عام 1947 عندما أصبحت الهند وباكستان دولتين مستقلتين.
وكان انقسام الهند وباكستان بداية لانحسار نفوذ خان السياسي؛ حيث عارض استقلال باكستان معتقدا أن الناس من مختلف الأديان ينبغي أن تعيش معا، لكن جماعته واصلت حماية غير المسلمين عندما انتشرت فوضى العنف الطائفي التي نجمت عن تقسيم البلدين.
وفي عام 1987 أصبح خان أول شخص لا يحمل الجنسية الهندية يحصل على جائزة "بهارات راتنا"، وهو أعلى وسام رسمي هندي.
وعاش خان فترة طويلة من الزمن في أفغانستان لحث الناس على أهمية التعليم في بلد عانى من صدمات كثيرة وعقود طويلة من الحروب، ودفن في مدينة جلال آباد الأفغانية عام 1988.
ويعتقد "إم.جي أكبر" رئيس تحرير صحيفة "آسيان أدج" الهندية أن خان انتمى لمجموعة من التقاليد القبلية التي تثمن الشرف، وتتوقع من الرجال الدفاع عنه بأي ثمن، لكنه تمكن من إعادة تعريف معنى الشجاعة، بحد قوله.
ويضيف أكبر: "بالنسبة لرجل ولد وسط ثقافة المحارب.. قادر على إقامة إمبراطورية فقط عن طريق قوة معتقداته.. يجعل الناس يعتقدون أن اللحظة التي تصبح فيها عنيفا تصبح أداة مضحكة في يد صبي.. وكان هذا صعبا".