الصفحات

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

الى الراحل الكبير ماجد صبري حمادة

ليلى الصلح حمادة
الوطني المفقود والشيعي المطلوب
الى أوفى الناس وانت اكبرهم،
الى أعز الناس وانت ا...غلاهم
في قلبي للأحبة قدر وانت اعلاهم.
صلب الجوهر ومرن المظهر
منارة خلق وصخرة صدق
لا كذّب ولا خان، وفي الزمن الصعب ما جبن ولا هان.
نسيج فريد من الذكاء والصمت
متواضع على كبر، حاد على تهذيب
في حسبك، انت الفتى العريق وليس الوريث
وفي عشيرتك انت الاخ والرفيق وليس الزعيم
لم تبن سياستك على اضعف ما في النفوس اي على العجز والاستسلام بل بنيتها على اقوى ما في النفوس اي على الضمير والكرامة اذ ما يصنع الاستبداد ليس جبروته بل تخاذل شعبه.
صحيح ان زعامتك بدأت وليدة اقطاع ولكنها انتهت زعامة استحقاق.
وهبك الله بغير حساب
واحبك الناس بغير حساب
بكوك لكثرة صفاتك
وبكوك لقلة امثالك.
انه ماجد حمادة
ثار على الوصاية السورية آنذاك بوقار المترفعين وعاند السياسة اللبنانية آنذاك بغيرة الوطنيين.
خاض انتخاباته الاخيرة متحاملاً على اوجاعه فاسقطه التزوير متمادياً في ظلمه.
اسقطوك ليدفنوا معك الاحلام وهويت شهيدا لمبادئك وقتيلاً لانحرافهم، فقهرتهم باحياء الرجاء.
من عاداك بالامس، تملقاً للوصاية وطمعا بالحماية هم ذاتهم اليوم، اسماً اسماً، اؤكد لك، يفاخرون بالاستقلال الثاني ويناصبون العداء لسوريا في محنتها.
أهكذا تقاس الوطنية؟
اهكذا يتغيّر الولاء؟
سامحهم فعذرهم انهم عابرون يعيشون امواتاً.
يوم ذكرى مماتك في الـ20 من تشرين الثاني 1994، زرتك في مثواك الاخير، في الهرمل وجلست بجوارك، لأوانسك في وحشتك كما افعل دائماً.
سألتني عن وطنك اجبتك انه في مأمن مؤقت لضعف الجوار.
سألتني عن بقاعك اجبتك ا نه في حرمان شديد لجور الاحكام.
سألتني عن طائفتك اجبتك انها قاومت وانتصرت واعتزت في الجنوب ولكنها فشلت في حكم بيروت.
وتذكرنا سوياً، حديثاً صحافياً ادليت به الى احدى المجلات اللبنانية، تقول فيه "انا ارفض اي تطلع الى الخارج لان الاحداث اللبنانية اثبتت ان المسيحي يتطلع الى الغرب ولكن الغرب لم يتطلع اليه والسني يتطلع الى الدول العربية لكن العرب لم يتطلعوا اليه وقياساً فانا ضد التطلعات الشيعية الى ايران او غيرها لان نصيب الشيعي من العالم الاسلامي لن يكون احسن من المسيحي والسني من الغرب والعرب".
(واهمية هذا الحديث انه أعطي منذ اكثر من 25 سنة).
انت من ينتظرونه الآن.
ولكن اين انت الآن؟
هل سيرونك بابنك يوماً اذا اختار واخذ القرار بالرغم من عدم ايماني بالارث السياسي، فلن اشجعه ولن اعترضه.
الى ماجد،
الى اغلى الرجال
لن تمر حياتك بلا أثر ولا خبر كركام من الايام والاعوام.
فاذا كانت الاموات تعيش على قدر محبة الاحياء فما ابقاك يا ماجد وما اخلدك، من قمة مجد الى عنفوان وطن.