الصفحات

الخميس، 24 نوفمبر 2011

طارق متري: المسيحيون في العالم العربي

ا
طارق متري: يحتاجون الى نخب تقودهم لا تسودهم
استضاف دير مار الياس شويا البطريركي ندوة بعنوان: "المسيحيون في العالم العربي"، برعاية بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع، شارك فيها متروبوليت جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران جورج خضر، الوزير السابق طارق متري، والامين العام للجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي في لبنان محمد السماك الذي القت كلمته الدكتورة اغات اللحام.
وتناول المطران خضر في مداخلته تاريخ المسيحيين العرب ومساهمتهم في الحضارة الاسلامية، فرأى "ان تاريخهم يدل على انهم ليسوا جسر معرفة بين الغرب المسيحي والاسلام فقط، فهذه المعرفة متوافرة عند المستشرقين شكلاً اكاديمياً، لكن مسيحيي هذه البلاد، بسبب اللغة، لهم مذاقة القرآن، وتاليا محبة الكثير منه ونوع من الحس بأنهم في حركته، وهو يضرب على اوتار قلوبهم، مما لا يتوافر بالترجمة لأهل الغرب".
واعتبر "ان رسالة المسيحيين في العالم العربي لن تأتي من ثقافتهم، لكن من عمق روحانيتهم. فالثقافة امست مشترك الناس والنخب العربية المختلفة في الدين في بلاد الشام باتت اليفة. لكن المسيحية في جوهرها هي ساحة القلب وبكاء التوبة ومملكة الفقراء والمتواضعي القلوب. هي اذًا عيش قبل ان تكون كلمة، والكلمة عندنا وليدة العيش الطاهر. لذلك قبل ان نكون اهل كتاب نحن اهل المسيح الذي هو الكتاب الذي كتبه الله".
ورأى متري "ان الحديث عن المسيحيين في المشرق العربي، وان من زاوية مخاوفهم وتراجع دورهم لا يتيح التبصر الجاد ما لم نبتعد عن الجنوح الى الشكاوى الأقلوية او اللجوء الى ترداد الخطابة الوطنية". وقال: "لعل المسيحيين يحتاجون الى نخب تقودهم بدلاً من ان تسودهم. والقيادة تعني في هذا المجال فتح المسالك المتعددة أمامهم، وتعني ايضاً الا يصادر السياسيون ادوار النخب الثقافية والدينية، والاّ يسعوا الى استتباعها، والا تدفع المصالح الصغيرة والعصبيات الضيقة والخوف من المستقبل بعض النخب الدينية الى ان يستتبعوا استنصاراً بشعبية الزعماء او طلبا لرعايتهم. وتزداد هذه الحاجة اليوم، لان الاسئلة القلقة والخائفة احياناً، لا تغيب عن حديث المستقبل عند الكثيرين من مسيحيي العالم العربي".
وشدد على "ان عنصر الوقاية الاول من الانزلاق الخطر، بل من الجنوح المدمر، يبقى الموقف الاخلاقي، ويعني هذا الموقف الا يجد المسيحيون انفسهم في غربة عن التوق الى الحرية ومتساهلين مع عنف الاستبداد الدموي ضد المدنيين وساكتين عن الاساءة الى كرامة الشخص الانساني بحسب التعبير المسيحي المعروف".
والقت اللحام كلمة السماك، وفيها: "هناك حاجة، في اطار الربيع العربي" العام، الى ربيع مسيحي خاص، يعيد الصدقية المسيحية المشرقية والعربية القومية، الى مجلس كنائس الشرق الاوسط، ليتمكن من ملء فراغ التحدث باسم المسيحيين جميعاً، وليستأنف تالياً دوره البناء في الحوار المسيحي – الاسلامي".
وحدد سلبيتين "اسلامية ومسيحية لا بد من تفكيكهما". واشار الى ان "السلبية الاسلامية تتمثل في تضخم او في تضخيم الحضور السياسي الاسلامي في اساس حركات "الربيع العربي". اما السلبية المسيحية فتتمثل في غياب او في تغييب مجلس كنائس الشرق الاوسط بصفته الناطق الشرعي باسم مسيحيي الشرق. وتؤجج حالة اللاتوازن هذه بين الحضور او الاستحضار الاسلامي المبالغ فيه، وبين الانكفاء او الاستغناء المسيحي المبالغ فيه ايضا، من مشاعر الخوف المسيحي، ومن مشاعر الخوف الاسلامي من هذا الخوف. فالخوف يؤسس للاثقة. ومن المستحيل ان يقوم عيش واحد او حتى عيش مشترك على قاعدة الخوف واللاثقة".