الصفحات

الأحد، 20 مايو 2012

الدفاع عن سنة وكرد العراق، دفاع عن شيعته، والعكس صحيح

عادل عبد المهدي – جريدة العدالة - بغداد تمر العلاقات بين مكونات الشعب في منعطف خطير.. والاخطر ليس الخلافات السياسية والدستورية.. بل حملات الكراهية والتسقيط غير المسؤولة التي تؤسس لرؤية وعلاقات عدائية ومتعصبة. فعندما ينتقل الكلام من المستوى السياسي الى اوصاف ونعوت العداء والكراهية والكذب المجرد، فنحن نؤسس لحالة متفجرة لا حل لها. وعندما يسيطر الهياج ويصبح التصعيد عقيدة لتحقيق رصيد شعبي في هذه الساحة بالضد من الساحات الاخرى.. اوعندما تبدأ القوى السياسية بالخوف من زخم جمهورها الطائفي والعنصري وتناغم الموجة السائدة.. فنحن امام منزلق لا رابح فيه سوى المزيد من التمزق والتراجع والفشل. يجب ان تفتخر المكونات الاساسية الثلاثة وغيرها بتاريخ مشرف في الكفاح والجهاد ضد الاستعمار والاستبداد. ولا يحق لاحد المزايدة او السقوط فيما كانت السلطات تتهم به الاخرين. لا توجد عائلة قدمت من التضحيات لوحدة البلاد ومقاومة الطغيان كما قدم ال الحكيم والصدر والبارزاني والطالباني والسامرائي والشمري والبدري وغيرهم من عوائل كريمة وقوى مضحية. ولا توجد جماعات قدمت من التضحيات كما قدم المراجع العظام والعلماء والمجلس الاعلى وحزب الدعوة والتيار الصدري في مقاومة الطغيان والانتفاضة وجهاد الاهوار .. او كما قدم الكرد والبارت واليكتي في حروب المقاومة والانفال وحلبجة وغيرها.. او كما قدم الحزب الاسلامي والجماعات السلفية/الصوفية وجماعات الضباط والمدنيين المقاومين للحكم.. او كما قدمت حركة الوفاق والبعث السوري والشيوعي والقوميين. لم يتردد المرجع الاعلى الحكيم (قدس سره) بافتاء حرمة مقاتلة الكرد، رغم اتهام السلطات لهم بالانفصال والصهيونية.. ولم يتردد ابناء الجنوب والوسط من ضيافة واستقبال الكرد المهجرين.. وكذلك يلقى من يهرب الى كردستان من فئات الشعب الاخرى.. التي اصطفت غالبيتها ضد صدام في حروبه مع ايران والكويت، رغم ضغوطات النعرات القومية والطائفية. فان نتناسى ذلك كله، ونجعل الخلافات والاخطاء او الانحرافات السياسية، تستثمر تعقيدات الظروف السابقة والحالية، لتصوغها ثقافة متهافتة واتهامات رخيصة، فهذه جريمة كبرى سيدفع العراقيون، وغير العراقيين، ثمنها غالياً. فلدى الجميع ما يعتز به من تاريخ وحاضر مشرف.. وعلينا كلنا الحفاظ عليه.. بل تطويره واللجوء الى رصيده ومبانيه لتطويق الازمات والسعي لحلها والتقدم للامام.. لا لتمزيق انفسنا.. وبناء نفسيات تسعى للدفاع عن مواقعها، او اخطائها، باشاعة "فوبيا" او هستيريا الخوف من الاخر.