الصفحات

الثلاثاء، 22 مايو 2012

نحو فكر تقدمي جديد

إن التاريخ هو طبعاً من صنع إرادات وأعمال البشر، إلا أن هذه الإرادات وهذه الأعمال تندرج دائما في إطار عدد محدد من القناعات والمعتقدات والتمثلات، التي تعطيها وجهتها ومحتواها وترسم لها خياراتها.. ومن واجبنا اليوم استعادة هذا المعنى وصياغة نص فكري تقدمي تأسيسي جديد... لقدعجزت الأحزاب والنقابات كما الحكومات والطبقة السياسية و"المجتمع المدني" عن صياغة وبلورة فكرة جديدة محددة تعيد الأمل الى شعوبنا بمستقبل ممكن للحياة في لبنان كما في بلادنا العربية أو على هذا الكوكب. لقد انتهى الإنقسام التقليدي بين يمين ويسار الى مأساة بعد انهيار جدار برلين، وانهيار المرجعيات الضابطة للفكر والحركة ، وزال وَهمُ الحداثة قبل أن تصلنا بركاتها المفترضة، وانقشع شعار التقدم الذي كان حجاباً يمنعنا من رؤية حقيقة مجتمعاتنا وظروفها، وبان الخطر المخيف: تطور لا بل انفجار لا سابق له لوحشية الأنظمة الاستبدادية الحاكمة باسم التقدم والتغيير، وللحروب الأهلية المخبوءة، وللرأسمالية المتوحشة، وفي سيرورة غير مضبوطة النتائج وبمعزل عن قِيَم وضوابط البشر ووجودهم واستمرار نوعهم وخارج كل اهتمام بحياة الناس الفقراء الكادحين والمنتجين ومستقبلهم. من هنا أهمية وضرورة بلورة أنماط تفكير جديدة ، واجتراح رؤية جديدة متماسكة للذات وللآخر، لبلادنا وللعالم، تكون متجاوزة للقديم، إنما غير مفارقة له، وتكون منشدّة الى الجديد، إنما غير محلقة في الفراغ.. ويحتاج هذا الأمر إلى إعادة النظر في المفاهيم التي قامت عليها تجربة "الدولة الحديثة" في العالم العربي، بحيث يمكن رسم طريق عربية جديدة نحو الحداثة والتنمية والعروبة والاشتراكية لا تكون مجرد اقتباس لتجارب الآخرين أو ترداداً ببغائياً لمقولات الأقدمين... ولا بد لنا في هذا المجال من إعطاء مفهوم "الإنسجام" في مواجهة مفهومي الإلغاء والاستتباع، حيزاً أساسياً، لأن هذا المفهوم يشكل سمة مميزة تطاول كل مجالات التفكير والعمل لبناء مشروع جديد. لقد قامت الدولة العربية الحديثة (الرجعية والتقدمية على السواء) باستتباع المجتمع ونصبت نفسها وصية عليه، وهي لم تفكّر أصلاً في ادخال المجتمعات العربية عالم التقدم والحداثة بل هي دمرت هذه المجتمعات تدميراً كبيراً وأعادتها الى الوراء ودفعت بها الى الإنكفاء على الذات والدفاع عن النفس في وجه الدولة (الطائفية العشائرية) التي استباحت كل شيء لتأمين بقائها ومصالحها.. لقد مارست الدولة الاستبدادية العربية الإلغاء بحق كل مخالف فرداً كان أم جماعة، والاستتباع بحق كل المجتمع وكل الطبقات والفئات. إن المشروع التقدمي الجديد يعني الانسجام بين الدين والدولة، أي عملياً بين المجتمع والدولة، لأن الدين متحقق أساساً في المجتمع، وليس فكرة مجردة. كما أن الدولة ليست بحال من الأحوال مجالاً لتجسيد المقدس. فالمشروع الحضاري الحقيقي يرفض في آن واحد إختزال الدين في السياسة، كما يفعل الأصوليون، ويرفض التقابل بين الدين والدولة، كما حصل في بعض التجارب الغربية. والمشروع التقدمي الجديد يعني الإنسجام بين الماضي والحاضر تأسيساً للمستقبل بعيداً عن الانقطاع الذي أوجدته الحداثة الغربية مع الماضي بحجة التأسيس للمستقبل انطلاقاً من حاضر منقطع عن جذوره، وكذلك بعيداً عن محاولات تأبيد الماضي وإلغاء التاريخ، كما يفعل الأصوليون في ردهم على الأطروحة الغربية. كما أن المشروع النهضوي التقدمي الحضاري يعني الإنسجام بين المكونات المتعددة لهوية الانسان، فيرفض اختزاله في بعد واحد من أبعاده. فهوية الإنسان العربي هي هوية مركّبة تحتوي على إنتماءات متعددة (عائلية، مهنية، وطنية، طائفية، ثقافية، إنسانية...) وهذه الهوية المركبة ليست تراكماً عشوائياً للإنتماءات المتعددة، إنما هي تعبير عن خلاصة موّحدة للشخصية الانسانية ...واختزال الهوية بأحد مكوناتها يؤدي إلى إحداث فصل غير طبيعي بين دوائر الإنتماء المختلفة للإنسان ويضعف تماسك شخصيته وتكاملها، ما يدفعه عند الأزمات إلى الهروب إلى دائرة أوسع أو أضيق من الدائرة المأزومة ..

تونس ودروس ما بعد الثورة

جعفر الشايب تمر تونس في هذه المرحلة بحالة تحول مهمة على مختلف الأصعدة ينبغي العمل على دراستها وتحليلها، وعدم الانشغال بالأحداث والقضايا اليومية التي لا تشكل الأساس في فهم التحول الجذري نحو الديمقراطية في تونس، ولا توجد إلى الآن دراسات وأبحاث توثيقية ترصد هذه التجربة في التحول من الاستبداد إلى الديمقراطي. وبينما تبدو الأوضاع في ظل أنظمة الاستبداد متسمة بالهدوء والسكينة، فإن الحالة تختلف في حال الأنظمة الديمقراطية التي تتميز بالحركية والفاعلية السياسية لتعدد الأدوار والجهات الفاعلة فيها، ولوضوح صراع المصالح بينها، وهو ما يحدث حاليا في تونس مقارنة مع ما مضى. في لقاء مع نشطاء توانسة تمت مناقشة مآلات التغيير الحاصلة في تونس والحديث عن أبرز التطورات والتحديات التي تمر بها هذه التجربة الوليدة والمهمة في عالمنا العربي. فعلى الرغم من وجود بعض المعوقات والمصاعب، إلا أن تجربة التحول أثبتت نجاحاً غير مسبوق في القدرة على معالجة العديد من هذه الإشكاليات حينما برزت الإرادة الوطنية المشتركة لحلها. في تونس كان هنالك انتخاب مجلس تأسيسي لا برلمان، ومهمة هذا المجلس إعداد الدستور لا إدارة البلاد، كما اتضح صعوبة الانسلاخ عن الماضي لأنه ليس انفصالا فقط عن النظام السياسي بل هو انفصال عن جميع مكوناته الثقافية والاجتماعية أيضاً. وتم التصويت والاتفاق بالإجماع على قانون الترشح للانتخاب على أن تشمل كل قائمة 50% من النساء، وتشكيل هيئة عليا لتحقيق أهداف الثورة مكلفة بإعداد مراسيم القوانين خلال ثلاثة أشهر للمرحلة الانتقالية، التي تشمل قانون الجمعيات وقانون الأحزاب وقانون الانتخاب والهيئة المستقلة للانتخاب وقانون الحصول على المعلومات بالإضافة إلى إصلاح الإعلام. وهذه الهيئة مكونة من 154 شخصاً من بينهم حقوقيون وممثلو أحزاب ومؤسسات مدنية وقضاة وخبراء في الإعلام والاقتصاد. واستندت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة إلى مبدأين رئيسيين هما: تأكيد مصلحة الجميع وحماية الحريات، وإقرار حضور مؤسسات المجتمع المدني لما له من تأثير قوي على فاعلية القوانين. كما اعتمدت ضوابط ومعايير أساسية للقانون الانتخابي منها: ضمان عدم سيطرة طرف محدد، التناصف ما بين الرجال والنساء، ومشاركة التونسيين في الخارج. يعتقد هؤلاء النشطاء أن هنالك عقبات وتحديات كثيرة تواجه الثورة برزت بعضها في الانتخابات، منها: محاولة إعادة إنتاج الاستبداد من خلال إبقاء سيطرة رجال النظام السابق في المراكز الإدارية، ومحدودية الوقت وقصره لتشكيل الأحزاب، وضعف الرقابة على الانتخابات بسبب الحاجة إلى عدد هائل من المراقبين، وطرح قضايا الهوية في العملية الانتخابية، والاستعمال المفرط للمساجد..

Che Guevara, un aigle de la Révolution

"Les aigles peuvent parfois voler à la hauteur des poules, mais les poules ne s'élèveront jamais à la hauteur des aigles" (V.I. Lénine, au sujet de Rosa Luxembourg) Tombé le 9 octobre 1967 en Bolivie, Ernesto "Che" Guevara de la Serna était assurément un aigle de la révolution. Lorsque des soit-disant "maoïstes" osent affirmer que "les maoïstes ont toujours rejeté le Che", il y a vraiment de quoi rigoler... Ces individus ont bien plus à voir avec l'anarchisme sectaire et borné, le gauchisme dogmatique façon "Gauche communiste" ou certains groupuscules hitléro-trotskistes, qu'avec quoi que ce soit de maoïste ou même de marxiste. Ce qui est vrai, c'est que le Che a commis des erreurs, erreurs aux conséquences tragiques y compris pour lui même. La principale de ces erreurs est la fameuse théorie du foco, du "foyer de guérilla" : un petit groupe de guérilleros "parachutés" dans une région particulièrement déshéritée, suffirait à entraîner les masses exploitées derrière eux vers la révolution. Conception subjectiviste, idéaliste, militariste, qui néglige le travail politique de fond dans les masses, la préparation idéologique, préalable indispensable à toute lutte armée. Il s'agissait en fait d'une systématisation erronée de ce qui avait réussi à Cuba, dans des conditions bien particulières où les révolutionnaires ont, si on peut dire, "eu de la chance" - mais beaucoup et bien travaillé aussi, qu'on ne se comprenne pas mal. Mais en Bolivie, après un premier échec au Congo, les paysans n'ont pas suivi le petit groupe de guérilleros "tombés du ciel", ignorants de leurs préoccupations concrètes, de leurs us et coutumes et même de leur langue ! (beaucoup de paysans indigènes ne parlaient même pas, ou mal, espagnol à cette époque). Ajoutée à la politique d'obstruction du P"C" bolivien, de refus de toute aide à la guérilla, cette conception erronée l'a conduit ainsi que ses compagnons vers son destin funeste... Après sa mort, la théorie du foco fut rapidement abandonnée par toutes les guérillas révolutionnaires du continent, au profit de la guerre populaire prolongée et du travail politique de masse. Les seuls à s'en réclamer par la suite furent des groupes en réalité "réformistes armés", c'est à dire pour qui l'action armée vise à ouvrir des négociations avec le pouvoir en place pour obtenir des "avancées", et non à le renverser. Comme le MRTA au Pérou par exemple (anéanti en 1997, après un prise d'otage à l'ambassade japonaise). Le P"C" bolivien, puisqu'il en est question, permet d'enchaîner sur la 2e grande erreur. Le Che a certes vu, mais grandement sous-estimé le révisionnisme, le processus d'abandon du socialisme et de rétablissement du capitalisme en URSS. Des 1962-63, sa critique de la "coexistence pacifique" de Khrouchtchev, de l'embourgeoisement de la direction soviétique, de la mollesse du soutien aux luttes de libération du "tiers-monde" et de l'hégémonisme de l'URSS sur celles-ci et les peuples nouvellement libérés, semblait l'amener progressivement sur les positions chinoises. Mais il n'ira jamais au bout de ce raisonnement. Pour lui, la controverse sino-soviétique était un facteur de division et d'affaiblissement du mouvement communiste international, qu'il fallait essayer de limiter voire de réparer à tout prix. Il pensait que l'URSS pouvait être ramenée "dans le droit chemin". En fait, c'était un marxiste-léniniste "orthodoxe" ("stalinien" diraient certains...) pour qui la lutte de lignes (et nécessaire la rupture) affaiblissent le camp de la révolution ; alors qu'en réalité elles le renforcent. Cependant, rien ne permet d'affirmer quelles auraient été ses évolutions ultérieures, si la mort ne l'avait fauché à 39 ans dans la sierra bolivienne. Peut être que la trahison des pro-soviétiques boliviens aurait encore radicalisé ses positions sur l'URSS, et l'aurait rapproché du maoïsme dont la Révolution culturelle était en passe de changer la face de la Chine - et du mouvement communiste international. Pure politique-fiction... Donc, oui le Che a commis des erreurs lourdes, et il les a payée le plus cher possible : de sa vie. Mais si il a pu voler à la hauteur des poules (ce qui semble exagéré comme image), les poules ne voleront jamais à sa hauteur, même 42 ans après sa mort. Il restera un modèle d'intégrité et de détermination révolutionnaire, et un symbole pour les masses à travers le monde (qui elles ne s'y trompent pas...), même très loin de l'Amérique latine. Après la révolution cubaine, il dirigea l'épuration implacable - et méritée - contre les assassins et les tortionnaires fascistes du régime de Batista. Puis il présida pendant 4 ans, comme ministre de l'économie, à la construction certes inachevée d'une économie socialiste à Cuba. Un modèle à défendre contre toutes les attaques et les récupérations. Les récupérations comme icône de mode par le grand capital, ou même par les fascistes, ont leur source dans la récupération par la petite-bourgeoisie réformiste "radicale", dès 1968 avec la LCR. Quels qu'aient étés les errements idéalistes du Che, difficile de comprendre ce qui a pu les amener a projeter leurs fantasmes de "socialisme démocratique" sans dictature du prolétariat sur un homme qui a été pendant plus de 10 ans un dirigeant communiste intransigeant, qui citait Staline dans ses discours et pourfendait les trotskistes. Mais le fait est que... La dernière tentative de récupération de ce genre fut le bouquin de Besancenot en 2007 (pour les 40 ans de sa mort). Cependant celui-ci s'est trouvé en rude concurrence, dès sa sortie, avec un ouvrage de "démolition du mythe" (façon Propagandstaffel -"Livre noir") signé Jacobo Machover. Preuve parmi d'autres du recul de la social-démocratie (qu'on ne charge plus de "récupérer" le besoin de révolution des masses) et de renforcement de l'offensive idéologique généralisée de la Réaction (autrement dit la poussée du fascisme). Si les 30 ans de sa mort avaient coïncidé avec la sortie du "Livre noir du communisme" de la clique Courtois - où il avait droit à sa part de calomnies, il avait surtout eu droit à son hymne ("Hasta siempre") entonné par des top-model séduisantes... Mais c'est vrai, c'était la "Fin de l'Histoire"! Preuve que les temps ont changé, que l'offensive contre la révolution qui vient passe par l'offensive contre les figures des révolutions passées [jeunes villiéristes ; site fasciste suisse], et que l'heure n'est pas - quelles qu'aient été ses erreurs - à se joindre à ces attaques contre un des plus grands révolutionnaires communistes de son époque (avec Mao et Ho Chi Minh) ! HASTA SIEMPRE COMMANDANTE !!!

وليد جنبلاط للأنباء: تنظيم الخلاف السياسي بدل تفجيره…والتذكير بمقررات الحوار...

21 أيار- مايو 2012 أدلى رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي مما جاء فيه:في إنتظار أن تُسرّع خطوات بعض الدول الكبرى التي تسير كالسلحفاة في تعاطيها مع الأزمة السورية من خلال التأكيد على الحل السياسي الانتقالي لترحيل النظام كخيار وحيد متاح لانقاذ سوريا من الدمار والتشرذم والانقسام، وفي إنتظار تبلور مناخات داخليّة مؤاتية لاستئناف الحوار الوطني دون شروط مسبقة لاعادة تكريس الثوابت من خلال حل سياسي يفضي إلى الاستيعاب التدريجي للسلاح في إطار الدولة في الظروف الملائمة وعدم إستخدام السلاح في الداخل، ومن خلال الابتعاد عن محاولة تهميش الآخرين عبر إستخدام لغة “السلفية” أو سواها وإتاحة المجال لحرية التعبير عن الرأي، وفي ظل الانقسام اللبناني الحاد بين مؤيد للثورة السورية ومؤيد للنظام؛ فقد يكون من الممكن للبنانيين التقدم نحو تفاهم على الحد الأدنى لتمرير هذه المرحلة الحساسة من خلال النقاط التالية: أولاً: إحتضان الجيش، فلقد قامت المؤسسة العسكرية بإحتضان المقاومة أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006، وواجهت ببسالة تنظيم “فتح الاسلام” في مخيم نهر البارد في العام 2007، ولقيت بدورها الاحتضان آنذاك من أهل عكار. ونشيد بإنجازها تحقيقات سريعة لمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه في عكار، وهذا كله يؤكد ضرورة الالتفاف حول الجيش اللبناني أكثر من أي وقت مضى لحماية الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي للحيلولة دون الانزلاق نحو الفتنة أو الاقتتال الداخلي. ثانياً: رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية، لا سيما بعدما رأينا كيف أن المسرحيات التي قامت بها بعض الأجهزة قد أدخلت طرابلس والشمال في مناخات من التوتر الشديد من خلال تخطي أصول التوقيف لأحد الأشخاص وتنفيذ عملية بوليسية بدل إستدعائه وفق ما تنص عليه القوانين، ومن خلال تبرئة أحد القطريين الذي كان متهماً بالارهاب، فإذا به يبرأ ويسافر عائداً إلى بلاده؟ ألم تعرض هذه الخطوات غير المدروسة علاقات لبنان العربية، ولا سيما مع دول الخليج، التي تحتضن عشرات الآلاف من اللبنانيين في مؤسساتها الاقتصادية، وها هي تحذر رعاياها من المجيء إلى لبنان؟ ثم ما هذا التناقض المعيب في تصريحات وزيري الدفاع والداخلية حول وجود تنظيم “القاعدة” في لبنان؟ ألا يستطيع وزير الدفاع التعبير عن عبقريته السياسية والعسكرية إلا من خلال الترويج لوجود القاعدة في لبنان بأي ثمن؟ ثالثاً: مسألة داتا الاتصالات التي تبقى ضرورية للحيلولة دون وقوع المزيد من الانكشاف الأمني على ضوء تجدد مرحلة الاغتيالات السياسية كما يقولون وبعد هروب مجموعة قيل أنها “سلفيّة” من مخيم عين الحلوة، ناهيك تسخيف لمفهوم العمالة، والترحيب بالعملاء الذين يحملون على الأكتاف وتقام لهم المهرجانات الشعبيّة؟ ألا يفسح كل ذلك المجال أمام إسرائيل للتغلغل مجدداً في الداخل اللبناني وإستكمال عملها في زرع الشبكات التجسسيّة هنا وهناك؟ رابعاً: تصدير النظام السوري لأزمته الداخليّة نحو لبنان وقد مهدت لها وأكدتها تصريحات بشار الجعفري في الأمم المتحدة وفيصل المقداد، وذلك من خلال السعي لاستباحة الأرض اللبنانية لا سيما عند الحدود لتحويل لبنان مجدداً إلى ساحة مفتوحة؟ خامساً: الزيارة المشؤومة والمشكورة للسيد أحمد جبريل جاءت في السياق ذاته، فهي مشؤومة لأنها تحمل في طياتها تهديدات ورسائل، ومشكورة لأنها جاءت لتذكرنا بمقررات الحوار الوطني التي إتخذت بالاجماع ومنها سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والمحكمة الدولية التي، للتذكير، أقرت أيضاً بالاجماع. المطلوب من كل القوى السياسية اللبنانية في هذه اللحظة الحساسة وقفة مع الذات، لعلنا ننجح في تنظيم الخلاف السياسي بدل تفجيره وإدخال البلاد في الفوضى. وتبقى كلمة إلى أهالي الطريق الجديدة، كما توجهنا إلى أهالي طرابلس وعكار بالأمس، حيال ضرورة تفويت الفرصة على بعض المندسين لاغراق لبنان في الفوضى، والحفاظ على أصالة بيروت العربية والوطنية التي واجهت الاحتلال الاسرائيلي وعدم الانزلاق مجدداً إلى حروب الشوارع والأزقة، كما يريد لها البعض من وراء الحدود. أخيراً، نعبر عن شجبنا ورفضنا لأي تهديد يطال أي إنسان، عادياً أم شاعراً أم مفكراً، كما حصل مع الشاعر أدونيس، لكن كنا نتمنى لو أن الشاعر إياه الذي إعتبر نفسه في مرتبة بابلو نيرودا وناظم حكمت ومحمود درويش، لم يهرب بإتجاه الهجوم على السلفية بدل أن يدين أعمال النظام السوري.