الصفحات

الجمعة، 15 يونيو 2012

مسألة الديموقراطية في الحزب العربي المعاصر

من نافلة القول إن الهيئات العربية المعاصرة ، على اختلاف أنواعها وألوانها (مؤسسات دينية ورسمية وأهلية، أحزاب وجماعات وحركات سياسية ، جمعيات ومشاريع خيرية ودعوية ، ومجتمع مدني حتى...) لا تقيم أدنى وزن أو اعتبار في وعيها وسلوكها لما يمكن نعته بالديموقراطية . أكان ذلك في طريقة تشكيلها وتكوين نفسها أم في وسيلة وكيفية إدارة شؤونها الداخلية وعلاقاتها الخارجية . وهي تستوي في ذلك مع الأنظمة والسلطات من حيث إمتناع المراقبة والمساءلة والمحاسبة والشورى وتداول السلطة وانتقالها وغياب حرية الرأي والتعبير وحق الاختلاف واحترام الآخر.. وتبدو السمة العامة الغالبة والمشهورة ( ولا عبرة باستثناءات أو مظاهر ذات طابع إعلامي فولكلوري) في فكر وممارسة الهيئات والحركات السياسية العربية (هي) سمة الإدارة المركزية والقيادة الآمرة والقاعدة المنضبطة المطيعة مما أعطى صورة سلبية واقعية عن الحزبية والعمل الحزبي في بلادنا.. هذا دون أن نتحدث عن صورة العمل الأهلي (جمعيات ومنتديات) الذي لا يخرج عن الانقسام الطائفي أو المذهبي أو العشائري أو المناطقي-الجهوي... وليس هنا مجال استعراض الظروف التاريخية والسياقات الاجتماعية والفكرية والثقافية التي ساهمت في نشوء الأحزاب السياسية الحديثة ، أو في تحوّل المذاهب والفرق الكلامية والفقهية إلى أحزاب أيديولوجية حملتها كتل اجتماعية ذات ديناميات عصبوية لا علاقة لها بالكلام او الفقه أو الاجتهاد العقلي ... . ولا يختلف الحزبيون الإسلاميون عن البعثيين أو القوميين السوريين أو الماركسيين في تقولبهم ضمن أشكال من النمطية الجامدة المنغلقة التي لا تتسع للحياة في المجتمع الواسع أو الوطن المتنوع الانتماءات أو الأمة المتعددة الشعوب والأعراق والاقاليم..وهنا سر اختفاء أحزاب عربية دون أن تترك أثراً. إنغلق الحزبيون العرب ( كما أسلافهم) في مجتمعهم الخاص (الجماعة أو الحزب أو الطريقة) وبنوا وطنهم الخاص وأمتهم الخاصة وأنتجوا "فتاويهم" وأنظمتهم وقوانينهم الخاصة، مكررين التجربة الحزبية القومية واليسارية للغرب من حيث بناء التنظيم النخبوي ومن حيث الشعار والممارسة السياسية ومن حيث استهداف الإمساك بسلطة الدولة وخصوصاً من حيث تركيز القوة في رأس الهرم الحزبي- السلطوي- الدولتي بدل نشر القوة في المجتمع... وهم كرروا التجربة الغربية نمطاً وشكلاً، لا روحاً ولا فكراً... ولم يُعدم الحزبيون العرب نصوصاً "دينية" (إسلامية كانت أم قومية أم ماركسية) تبرر التسلط والاستبداد والمركزية وعبادة الشخصية وتحنيط الحزب ، وتعطي معنى الأمر والقيادة المركزية والطاعة الإلزامية.. ولا يفيد في شيء محاولة التقصّي الوصفي لظواهر غياب الديموقراطية عن وعي وسلوك الحركة الحزبية المعاصرة ، فالأمر أظهر وأبرز من أن يُشار اليه، وهو يرتكز الى موروث تاريخي سلفي يستوي فيه الاسلامي مع القومي مع الماركسي... لم تبحث الأحزاب عندنا عن مصدر الشرعية السياسية وعن قبول الناس لها ، وعن مصدر السلطات وطبيعتها وعن طريقة ممارسة هذه السلطات ... ولم تعرف الأحزاب عندنا الانتخاب أي إحترام رأي الشعب الذي هو مصدر الشرعية في النظام السياسي، ولا عرفت احترام الدستور وهو أهم ضوابط الشرعية فيه ، ولم تبحث أيضاً عن مسألة من هو صاحب السلطة والقرار في الدولة والحزب والمجتمع؟ أي من هو ”الآمر“وما هي مواصفاته وما هي ضوابطه؟ ومن يملك صلاحية تعيين أو اختيار "ولي الأمر" هذا (القائد أو الزعيم أو الأمين العام) ، ومن يملك صلاحية مراقبته ومساءلته وعزله عند الضرورة ؟ ما مدى شرعية الغلبة والوراثة ؟ ومن هم أهل الحل والعقد بلغة القدماء، أي النخبة أو الطليعة بلغة العصر؟ وما هي صلاحياتهم ومن يقررها؟ وما هي آليات مقاومة الاستبداد الداخلي؟ الخ... أسئلة كثيرة أعاقت تبلور حياة حزبية صحيحة في بلادنا. فهل يفتح الربيع لبعربي الباب أمام ظاهرة حزبية ديموقراطية سليمة ومعافاة؟...

آية الله السيد رضا الصدر

هو السيّد رضا بن السيّد صدر الدين بن السيّد إسماعيل الصدر ابن السيّد صدر الدين محمّد ابن السيّد صالح الموسوي العاملي، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى الكاظم. ولد في شهر رمضان من عام 1339 هـ (1921 ميلادي)، بمدينة مشهد الإيرانية. والده السيد صدر الدين الصدر[1] وُلد سنة 1299 هـ في الكاظمية في العراق، تابع دراساته الدينية في حوزتها حتى نال درجة الاجتهاد. • ارتبط اسمه بالنهضة الأدبية في العراق، ثم هاجر إلى مدينة مشهد في إيران. ثم توجّه إلى مدينة قم بناءً على دعوة من مرجعها الأعلى ومؤسس الحوزة العلمية فيها الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ليكون من معاونيه. • له رسالة في الحقوق ورسالة في أصول الدين وكتاب التاريخ التاريخ الإسلامي • يُعتبر السيد صدر الدين من مراجع الدين الشيعة في عصره، وقد تولّى زعامة الشيعة بعد وفاة المرجع الحائري. • توفي السيد صدر الدين الصدر سنة 1954 م (1373 هجرية)، ودُفن داخل حرم السيد فاطمة المعصومة في قم المقدّسة. والدته هي السيد "صفية" كريمة المرجع الشيعي في مدينة مشهد السيد حسين القمي. إخوته وأصهاره تألفت عائلة السيد صدر الدين الصدر من سبع بنات وثلاثة ذكور هم: السيد رضا، والسيد علي أصغر، السيد موسى الصدر. بالإضافة إلى كونه ابن عمه، فإنه تربطه علاقة مصاهرة بالسيد محمد باقر الصدر حيث تزوّج الأخير من أخت السيد رضا الصدر. كما أن السيد حسين شرف الدين (حفيد السيد عبد الحسين شرف الدين) هو الآخر صهر السيد رضا الصدر حيث تزوّج بالسيدة رباب الصدر. كان أخوه السيد موسى من تلامذته مواقفه ونشاطاته 1. أيّد الثورة ضد الشاه محمد رضا بهلوي وشارك في بعض نشاطاتها، ولكن ما لبث أن اختلف مع قيادات الثورة بعد انتصارها، حيث كان من مؤيدي النظام الجمهوري من دون الصاق صفة (الإسلامية ) به. وبرر هذه الفكرة بأنه لا يمكن لأي نظام في الكون بأن يرضي المواطنين وبالتالي فإن الفشل والتقصير سيُنسب إلى الإسلام وليس إلى القائمين على الدولة[3] وكان شعاره: أعلنوا الجمهورية وحدها وبعد ذلك صيّروا القوانين إسلامية. 2. زاد في التباين بينه وبين قيادات الثورة علاقته بالسيد محمد كاظم شريعتمداري. فقد كان من المقربين منه، وعندما فرضت الدولة الإيرانية الحظر على زيارته، تحدّى الحظر وقرر زيارته في المستشفى والتقاه قبل ايام من وفاته. وكان السيد شريعتمداري قد أوصى بأن يصلّي عليه السيد رضا الصدر. بعد وفاة شريعتمداري رفضت السلطات الإيرانية السماح للسيد رضا بالصلاة عليه عملا بالوصية وحاولت منعه من إقامة مراسم العزاء، ومع إصراره على إقامة العزاء عن روح السيد شريعتمداري اعتقلته السلطات واحتجزته ليوم واحد بعدما خضع لتحقيق ثم أطلق سراحه. فكتب (الوجيزة في سجن ولاية الفقيه) انتقد فيه بشدّة تصرفات رجال الأمن مع عائلة المتوفي ومعه ومع الذين جاؤوا للعزاء به. 3. عـُرف عنه حبه لمطالعة الإصدارات الدورية التي تحوي تحقيقات ومواضيع جديدة مثل مجلة العربي ومجلة المختار. 4. كان يعتقد بأن شقيقه السيد موسى الصدر ما زال على قيد الحياة، وقد توفي وهو معتقد بذلك. 5. زار مدينة صور بدعوة من السيد عبد الحسين شرف الدين، للإطلاع على أحوالها وليكون خليفة له فيها، إلا أنه فضّل العودة إلى الحوزة وأوفد أخاه السيد موسى الصدر ليقوم بهذه المهمة. 6. عُـرف عنه اهتمامه بالفلسفة والحكمة الإسلامية وكان أستاذا لهذه المواد. 7. بالإضافة إلى تدريسه الفلسفة والحكمة كان أستاذا في البحث الخارج في الفقه والأصول لسنوات في حوزة قم. وفاته: توفّي السيّد رضا الصدر في 26 من جمادى الأُولى 1415 هـ (1994 ميلادي)، ودفن في صحن حرم السيّدة فاطمة المعصومة بمدينة قم المقدّسة.