الصفحات

الأربعاء، 2 يناير 2013

كنيسة لبنان تحتفي بنفسها

غسان حجار

النهار- 2012-11-29 كنيستنا اللبنانية فرحة، تحتفي بنفسها كل يوم. نعقد سينودساً محلياً وآخر للشرق الأوسط، ثم ننتخب بطريركاً فنفرح ونهلل، ثم يزور البطريرك المناطق والقرى والبلدات فنستقبله بالطبل والزمر، بعدها يزورنا البابا فنقيم الإحتفالات ليل نهار. وبعد ان يغادر يمنح البطريرك رتبة الكاردينالية فنطلق العنان لبيانات التهنئة والتبريك، ويذهب البطريرك الى روما فيمضي معه 1500 لبناني ويتجند الإعلام للنقل المباشر وغير المباشر، ثم ننتظر عودته لنبارك ثانية. وهنا مطران يحتفل بنفسه لتعيينه في أحد المجالس البابوية، وثان يكرم في مرور 50 سنة على أسقفيته، وثالث يكرم لا أعلم على أي ارتكابات فعلها. وأيضاً كاهن نال الدكتوراه، وآخر عيّن في موقع إداري، وثالث أمضى 20 عاماً في الكهنوت، ورابع عيد ميلاده. وهنا رهبانية تنتخب هيئتها الإدارية الجديدة وتحتفل نكاية بالقدامى... لا نريد للكنيسة ان تكون عاشورائية، بل ان تعيش زمن القيامة، والفرح، لكن على الكنيسة ان تعيش الفرح مع رعيتها، فلا تكتفي بفرح السلطة الكنسية مع مجموعة من الميسورين وأصحاب المقامات والنفوذ والجاه. أوضاع المسيحيين في مصر ليست في أفضل حال، وفي سوريا أسوأ الأحوال، والأردن يقرب من الإنفجار، والعراق لن نذكر بأي حال. أما في لبنان، فالمدارس تعاني، والمؤمنون يشكون من تقصير بعض مؤسسات الكنيسة، والفقر يزداد ولا من يساعد جدياً، والمرض يتضاعف ولا من يعالج الفقراء، والهجرة على مد عينك والنظر، ولا مسعى حقيقياً لوضع حد لها. أوضاعنا ليست في أفضل حال بل في أزمة حقيقية تستدعي قيام حال طوارئ في الدولة، كما في الكنيسة. لكن الواقع غير ذلك، كأن السلطة الكنسية تعيش في واد والناس في واد آخر. تحاكي الأغنياء، وتتحدث عن الفقراء، لكنها لا تلامس أوجاعهم الحقيقية. تعيش محتفية دائماً بنفسها، كأن هذه السلطة تقف أمام المرآة لتكتشف انها في أفضل حال، خصوصاً اذا ما لبس الآباء المطارنة الأثواب الفخمة المزركشة وحملوا العصي المذهبة. لكن المرآة ليست دائماً حقيقية، اذ هي تنقل صورة خارجية وليس الواقع. على الكنيسة ان تعيش فرح العطاء وفرح القيامة مع ناسها لا من دونهم كي لا تصير الكراسي الأسقفية كمثل حال تركيا مثلاً، أبرشيات من الماضي لا حياة فيها. هوامش • هنيئاً للبطريرك الراعي برتبة الكاردينالية، والكلام السابق ليس انتقاصاً منها ومن صاحبها، اذ لا طمع فيها، ولا أمل، ولا منافسة في أي من المجالات. • ان أعباء ومصاريف 1500 لبناني شاركوا في الإحتفالات في روما، بمعدل 1000 دولار للشخص الواحد، اذا سافر في الدرجة السياحية، وأقام في دير، و3000 دولار اذا سافر في درجة رجال الأعمال وأقام في فندق، تبلغ ما بين مليون ونصف مليون دولار وأربعة ملايين ونصف مليون دولار. • ولائم الغداء والعشاء على هامش الإحتفالات بلغت قيمتها نحو 500 ألف دولار. وبذلك تكون الكلفة نحو 5 ملايين دولار في حدها الأدنى. فهل من حاجة الى تعليق؟