الصفحات

الخميس، 21 يونيو 2012

الشهيد محمود الهمشري(1938- 1973)

من بلدة طولكرم الفلسطينية، وأول معتمد لإقليم حركه فتح في فرنسا، جاءها قادماً من الجزائر مُكلفاً من الشهيد أبو جهاد بمهمة تنظيم الوضع الفلسطيني ، وخاصة منه الطلابي (الوجود الفلسطيني في تلك الفترة كان بمعظمه وجودا طلابيا ، ولا يتعدى المئة شخص على كامل الساحة الفرنسية ، وكان متمركزا في باريس ، ليون ، تولوز ، بواتييه ). كان أول ممثل (غير رسمي) لمنظمه التحرير الفلسطينية في فرنسا ، والتي لم تكن بعد قد حصلت على الإعتراف بها كممثل وحيد للشعب الفلسطيني .. أسس فرع الإتحاد العام لطلبه فلسطين في فرنسا عام 1968، وكان رئيسه الأول هو الأخ داوود التلحمي ، تبعه الأخ عز الدين القلق .. التواجد الفلسطيني في تلك المرحلة كان بأغلبيته العظمى فتحاوي الهوى والإنتماء ورغم وجود بعض الأخوه القلائل ذوي الإنتماءات الأخرى (وخاصة للجبهة الديمقراطية الحديثة الولادة بعنوان اليسار الجديد ) .. طبيعة الثورة الفلسطينية في تلك المرحلة جعلت منها محط انظار كل القوى العربية ، فهي كانت تمثل الأمل الحقيقي في احداث التغيير الواجب في وضع المنطقه العربية ، ولذلك ، فعدد الفلسطينيين في فرنسا لم يكن العامل المؤثر في قوة إندفاعة النشاط الداعم للقضية الفلسطينية ، حيث وجد الفلسطينيون انفسهم مدعوميين بإمتداد عربي ضخم متواجد على الساحه الفرنسية منذ قديم الزمان ، ويمتلك رصيدا كبيرا في العمل النضالي والتنطيمي ( وخاصة الأخوة الجزائريين ، والعديد من الحركات والقوى المغربية )،هذا عدا عن بعض القوى السياسية الشرق اوسطية ، واليهود من اصول عربية وشرقية (وخاصه المصريين منهم ).. كما وأن طبيعة الوضع الشبابي في فرنسا في تلك المرحله ، والأفكار الثورية التي كانت تعتمل في صفوف الشباب ( احداث أيار/مايو 1968 ) والتي كانت شرارة لتغييرات هامة في المجتمع الفرنسي ، وإنقلاب على التقاليد المُحافظة التي كانت سائدة فيه ، كان لها هي الأخرى دورا هاما في تلقف جزء هام من تلك القوى الشبابية للفكرة الفلسطينية ، ومساندتها على إعتبار انها جزء من حركة شبابية عالمية ممتدة من فيتنام الى كوبا وافريقيا مرورا بفلسطين ، قائمة على رفض الواقع القائم وساعية الى تبديله بواقع تحتل فيه الحرية والعدالة حيزاً اوسع واشمل .. ضمن هذه الظروف الخصبة ، ورغم الموقف السلبي للميكروكوزم السياسي والثقافي والأدبي الفرنسي المحافظ ، وللسلطات الفرنسية نفسها إستطاع الشهيد محمود الهمشري ان يؤطر وينظم الطاقات الفلسطينية القليلة ضمن إطار إلإتحاد العام لطلبة فلسطين ، وان يحيط ذلك الإطار بنواة اوسع جبهة عربية مُساندة وداعمة مُستفيداً من إنعكاس معركة الكرامة (آذار/مارس 1968 ) على إندفاعة تلك القوى وعلى معنوياتها ، وأن يطرق بها ومعها ضمير الكثير من صُناع الرأي العام الفرنسي .. بسرعه البرق تشكلت لجان داعمة للحق الفلسطيني في العديد من المدن الفرنسية ، وكان من اهمها في ذلك الوقت ’’اللجنة الدائمة للعمل من أجل فلسطين ’’ في مدينة تولوز ، والتي ضمت في صفوفها نخبة من الشباب اللبناني (الأطباء وعلى رأسهم الشهيد الدكتور عصمت مراد) ، والعربي ، ومن الناشطين الفرنسيين والقلة القليلة من الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون هناك ( ثلاثة في احسن الأحوال ) ... وهكذا اصبح الشهيد محمود الهمشري محوراً للعمل الفلسطيني ، وللعمل المساند للحق الفلسطيني في فرنسا ، واصبح له أثر قوي في القوى الحية في المجتمع الفرنسي ، فهو اضاف لعدالة الحق الفلسطيني ، طيفا واسعا من الفعاليات المساندة ، وبها ومعها شرع في ’’زراعة’’ الفكرة الفلسطينية في اوساط المجتمع الفرنسي .. لم يرق لقادة الدولة الصهيونية ديناميكية النضال الفلسطيني في الساحات الأوروبية المختلفة ، وإستشعروا مُبكراً ’’مخاطر’’ بروز الهوية الفلسطينية في اوروبا بعد بروزها وتجذرها في الشرق الأوسط بين تجمعات الفلسطينيين في دول اللجوء ، لأن وجود مثل هذه الشخصية الوطنية الفلسطينية يهز احد اهم الدعائم النظرية للأسطورة الصهيونية (ارض بلا شعب ، لشعب بلا ارض) ، وذلك في ارض (اوروبا) كانت الصهيونية تزرعها بعقدة الذنب ، وتغذيها وترعاها ، معتمدة على حقائق مجتزئة من التاريخ ، وعلى الغياب التام لأي عمل عربي مُنظم وواضح المعالم ، يُفند الرواية الصهيونية ، ويقوّض اسس تحميل الشعب الفلسطيني وزر اللاسامية التي عانى منها اليهود في اوروبا.. وكعادتها في التعامل مع الموضوع الفلسطيني ، كان قرار غولدا مائير والتي كانت رئيسة وزراء الدولة الصهيونية في ذلك الوقت هو سحق هذه الظاهرة الجديدة بالحديد والنار ، اما الحجة ، فهي نفسها ، كانت دوما جاهزة في الأدراج الصهيونية ، ولم تتغير حتى يومنا هذا ، فالفلسطيني في روايتهم الزائفة ، هو ’’إرهابي’’ ، منذ ولادته ، وحتى مماته .. وهكذا ، تحركت ’’فرقه الموت ’’ المسماة ’’كيدون ’’ التابعة للموساد ، وتجولت في عواصم اوروبا مُستهدفة طلائع العمل النضالي الفلسطيني في عواصم اوروبا .. فأغتالت تباعاً .... 1. الشهيد وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما بإطلاق النار عليه بتاريخ 17-10 – 1972. 2. الشهيد محمود الهمشري ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس بتلغيم الهاتف في بيته بتاريخ 9-1-1973. 3. الشهيد حسين علي أبو الخير: ممثل منظمة التحرير في قبرص، اغتيل في قبرص يوم 25/1/1973. تم اغتياله أمام مكتبه في نيقوسيا 4. الشهيد باسل الكبيسي ، احد اهم كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بإطلاق النار عليه بتاريخ6-4-1973 في باريس . 5. الشهيد علي احمد عبد القادر (أبوسامي) عضو مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في قبرص بوضع المتفجرات أسفل سريره بأحد فنادق قبرص بتاريخ 9-4-1973 6. الشهيد محمود بو ديا في باريس بتاريخ 28-6-1973وهو مناضل جزائري إتهمته إسرائيل بالمساهمة في عملية ميونخ. في صباح 9/12/1972 ، في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً ، وبعد ان كانت زوجة الشهيد قد غادرت لتوها الشقة الواقعة في 177 من شارع اليزيا في باريس من اجل مرافقة ابنتهما الصغيرة الى الحضانة ، رن جرس الهاتف في بيت الشهيد ، وكان على الهاتف ’’صحفي إيطالي’’ كان قد تخلف عن موعد اخذه بعد إلحاح على الشهيد باليوم السابق في مقر الجامعة العربية في باريس حيث كان الشهيد قد إنتظره طويلا بلا فائدة .. وعندما تأكد ’’الصحفي ’’ المزعوم من ان المُجيب على الهاتف هو الشهيد بنفسه ، تم تفجير الشحنة الناسفة المُسيطر عليها عن بعد من قبل فريق كان في سيارة تقف في شارع بيت الشهيد والتي كانت زوجته قد لاحظتها مرارا من قبل ، شحنة ناسفة كان متخصصو المتفجرات من فريق القتل قد وضعوه باليوم السابق في طاولة الهاتف مستغلين الفترة الزمنية التي كان الشهيد قد قضاها في مكتب الجامعة العربية بإنتظار الصحفي المزعوم .. فريق الطوارئ في مستشفى كوشان في باريس والذي قدم العلاج الأولي للأخ محمود الهمشري بعد ظهر يوم الجمعه المشؤوم ، اعلن بأن جروح المٌصاب البالغة لا تُشكل خطراً على حياته ورغم العناية الطبية التي إشتهرت بها المستشفيات الفرنسية اصيب الجريح بـ غرغرينا ادت الى بتر ساقه اليسرى ، ولم يمنع ذلك من إصابة الجريح ب’’تسمم دم’’، ادى الى وفاة الشهيد..(هل نتذكر تسميم ياسر عرفات؟) مساء يوم 9/1/1973 ، شهراً كاملاً بعد عملية التفجير .. تسربت معلومات عن مسؤولية المرتزق مايكل هراري عن اغتياله . الصحافه الفرنسيه ، إلا القليل منها ، تلقفت الروايه الصهيونيه التي روّجت للفكره القائله بأن الشهيد أصيب خلال تحضيره لشحنه ناسفه في بيته ، وتصدرت تلك الروايه الصفحات الأولى للعديد من الصحف الفرنسيه ، ورغم كل المؤشرات ( سأعود لها لاحقاً ) التي كانت تجذب الأنظار الى الموساد الإسرائيلي والتي ادت الى إقرار الرئيس جورج بومبيدوا ، بعد عشره ايام من الجريمه ، في لقاء مع الكاتب والصحفي الفرنسي فيليب دوسانت روبير ، بقناعته بأن الموساد هو المسؤول عن الجريمه ،كما كشفه الكاتب في كتابه ’’ سبتمر الدائم ’’ والذي نشره عام ال1977 ، لم يبدي البوليس الفرنسي ادنى إهتمام في التحقق من صحه تلك المؤشرات ، فقاضي التحقيق مثلاً لم يكلف نفسه عناء لقاء الأخ محمود الهمشري خلال الشهر الذي قضاه في المستشفى قبل وفاته ، رغم حاله المصاب التي سمحت له بإستقبال العديد من اصدقائه ومحبيه ومعارفه ، فهل تصريحات السيد روجيه ويبو ، احد اقدم المشرفين على تأسيس المخابرات الفرنسيه ، ومديرها حتى عام 1958 ،والتي إفتخر فيها في مقابله له نُشرت في مجله باري ماتش في جانفيه 1974 بإشرافه على تأسيس الموساد الإسرائيلي علاقه بذلك التلكؤ ؟؟ دوله الإحتلال رفضت دفن الشهيد في مسقط رأسه ، طولكرم ، ورغم رفض إمام جامع باريس حمزه بوبكر فتح باب الجامع امام الجموع التي إحتشدت يوم 14 كانون الثاني 1973 لتأبين الشهيد ، مما ادى الى صدامات عنيفه مع الشرطه الفرنسيه التي إعتقلت على اثرها العشرات من المُشيعين ، تمت الصلاة على الشهيد ، ودفن في مقبرة بير لا شيز في 17 كانون الثاني بحضور حشد هائل من الجمهور ومن الأصدقاء والمتضامنيين ، ومن مفارقات القدر ان يكون الأخ محمود صالح ، والذي إستشهد في 3 كانون الثاني 1977 ، هو من وضع اكليل الورد الذي كان ابو عمار قد ارسله بإسم منظمه التحرير تكريما للشهيد ، على ضريح المرحوم .. كما وانه ايضا من مفارقات القدر ان يكون الشهيد محمد بوديا ، والذي وقع ضحية لنفس الموساد الإسرائيلي في 28 حزيران من عام 1973 ، احد الموقعين على عريضه ال47 التي نُشرت في جريده اللوموند الفرنسيه لإدانة دعوة السيد فرانسوا ميتران لغولدا مائير لحضور إجتماع ’’الإشتراكيه الدولية’’ المنعقد في باريس في 13 و14 كانون الثاني 73 ، بعد ايام قليلة من سقوط الشهيد محمود الهمشري على ايدي فريق القتله التي كانت قد ارسلته لتصفيه الناشطين الفلسطينيين في العواصم الأوروبيه ، زيارة كان الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو قد إعتبرها في غير محلها ، كما وانه ، اي الشهيد محمود بوديا ، كان احد المخاطبين للحشد الكبير الذي حضر مهرجان تأبين الشهيد في صالة الميتواليتي في باريس .. هذا ولقد إستشهد بعد ذلك ، وفي حقبة اخرى ، وفي طروف مختلفة ، وبرصاص بعضه ’’عربي ’’ ، في اوروبا ، كوادر وقادة آخرون ، وهم :ـ 7. الشهيد سعيد حمامي :ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فى لندن ، ومعتمد إقليم فتح فيها ، اغتيل في مكتبه في لندن يوم 4/1/1978 بالرصاص. 8. الشهيد عز الدين القلق ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس ، ومعتمد إقليم فتح فيها ، بتاريخ 3-8-1978. 9.الشهيد عدنان حماد ، امين سر حركه فتح في فرنسا ونائب مدير مكتب منظمة التحرير فيها ، بتاريخ 3ـ8ـ1978 . 10.الشهيد سمير طوقان عضو مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في قبرص ، وعضو لجنه اقليم فتح فيها ، بتاريخ 25-12-1979 . 11. الشهيد كمال حسن أبو دلو: نائب مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في روما، اغتيل في روما يوم 17/6/1982. 12. الشهيد نعيم خضر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بلجيكيا و بروكسل ، ومعتمد إقليم فتح فيها ، في 1 حزيران/يونيو1981. 13. الشهيد محمد طه أحد أكبر الضباط بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في ألمانيا عام 1982. 14. الشهيد فاضل الضاني مساعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس ، وعضو لجنه إقليم فتح في فرنسا ، بتاريخ 23-7-1982 . 15. الشهيد عصام السرطاوي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في إجتماع الإشتراكية الدولية في البرتغال بتاريخ 10-4-1983. 16. الشهيد مأمون شكري مريش الملقب بالصغير ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في أثينا بتاريخ 20-8- 1983. 17. الشهيد زياد محصي، ممثل منظمة التحرير الجديد في قبرص، قتل في غرفته في فندق في العاصمة اليونانية، أثينا