الصفحات

الخميس، 21 يونيو 2012

الثورة لن تتوقّف": "اليسوعي باولو مشمئز من "بعض الكهنوت".. ومن المجتمع الدولي!

الثلثاء 19 حزيران (يونيو) 2012 “لن نشاهد القامة العملاقة للأب باولو دالوغليو في دير "مار موسى" في صحراء "النبك" (شمال دمشق) بعد الآن"، حسب جريدة "لوموند" الفرنسية. فقد صدرت لهذا الكاهن اليسوعي، الذي قضى في سوريا ٣٠ عاماً، حيث أسّس مركزا مختلطاً للحوار الإسلامي-المسيحي، الأوامر من رئيسه في سِلك "اليسوعيين" بمغادرة سوريا. والسبب، كما تقول مراسلة "لومومد" في بيروت، "لور إسطفان"، التي أجرت مقابلة معه اليوم، أن الكاهن الإيطالي الذي كان مهدّداً بالطرد منذ نوفمبر ٢٠١١ بسبب الإنتقادات التي وجّهها للنظام، خرج مجدّداً عن "واجب الصمت" الذي كان مفروضاً عليه لكي يتمكن من البقاء في سوريا. أولاً، عبر الرسالة المفتوحة التي وجّهها إلى مندوب الأمين العام للإمم المتحدة، كوفي أنان، في شهر مايو، وطالبه فيها بمزيد من التدخل الدولي في سوريا. ثم عبر الزيارة التي قام بها في آخر شهر أيار/مايو إلى مدينة "القُصير" قرب "حمص"، التي يسيطر عليها الثوار وهي قريبة من الحدود اللبنانية. وقال الأب باولو، في بيروت: "لم أكن أعرف أن قرار طردي من سوريا قد اتُّخِذ فعلاً، ولكنني كنت أشعر أن الطوق يزداد إحكاماً. وكنت أشعر بالحاجة الأخلاقية للقيام بهذا النزول إلى الجحيم لكي أثبت لنفسي أنني متضامن تضامناً جذرياً مع الشعب السوري"! في "القُصَير" : "قوى ثورية" ومجموعات إسلامية "طائفية" النظرة! وبناءً على طلب من الأهالي، فقد توجّه الأب "باولو" إلى "القُصَير" للتفاوض من أجل إطلاق سراح عدد من المسيحيين المخطوفين، وأمضى فيها ٨ أيام، وتعرّض فيها، على غرار أهل المدينة، للقصف المدفعي المتواصل. وقال "في مستشفى ميداني "مُرتَجَل"، قتل شخصان على السرير الذي استقليت عليه قبل ساعة للتبّرع بالدم". وفي "القصير" تعرّف "باولو" على "القوى الثورية" كما يسمّيها. فهو لا يستخدم تعبير "المتمرّدين" إطلاقاً! كما تعرّف على نشوء مجموعات إسلامية لا تتبع للقوى الثورية، وتتمسّك بقراءة "طائفية" للأزمة، بعكس سكان "القُصَير". خطر حرب أهلية مديدة على محور "العاصي"! ويشعر الكاهن، وعمره ٥٧ عاماً، بقلق واشمئزازٍ شديدين مما يجري في سوريا حالياً. وهو يخشى، بصورة خاصة، من "صَومَلة" سوريا التي قد يتسبّب بها، حسب رأيه، موقف الإنتظار الذي يقفه الغرب. ويضيف أن "الثورة لن تتوقف"، ولكن "عسكرة الثورة" الناجمة عن شدة القمع باتت تلعب دوراً أكثر أهمية من المظاهرات السلمية. ويقول: "كلما انتظرنا، كلما ازداد خطر غّرَق سوريا في حرب أهلية مديدة على طول محور "نهر العاصي" (الذي يخترق مدن حمص وحماه، وجوار مدينة "إدلب")، وكلما ازداد خطر وقوع مذابح بين السنّة والعلويين، وكلما زاد نفوذ العناصر الجهادية". ويقول الأب "باولو داغليو" أنه مشمئز من "الغرب الذي يثابر على إقفال أذنيه، متذرّعاً بـ"الفيتو" الروسي والصيني. "! ويضيف أن "الوضع حساس جداً في سوريا، وسيصبح خارج السيطرة في غضون ثلاثة أشهر". ويعبّر الكاهن اليسوعي عن اشمئزازه، كذلك، من أولئك الذين "لا يرون في "الربيع العربي" سوى مؤامرة"- في إشارة إلى قسم من الكهنوت السوري الذي يساند النظام "ويتبع سياسة إنتحارية". إن الأب "باولو"، الذي يعتبر نفسه ممثلاً لـ"كنيسة المسيحيين الشبّان المنخرطين في التغيير" يخشى على هؤلاء الشبان المسيحيين من أن يجدوا أنفسهم محاصرين بين كتلتين من المتطرفين: "كتلة متطرّفي النظام، وكتلة متطرّفي العنف الجهادي". ويتوقع أن "التطرف وأعمال العنف ستتسبّب بإخراج المسيحيين من سوريا"! من رفض التدخّل الأجنبي إلى تأييد.. "ضربات موضعية" لحماية الناس! ويقول الأب "باولو" أن تعليق نشاطات بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، الذي تم الإعلان عنه في ١٦ حزيران/يونيو، قد زاد من تشاؤمه. ويضيف: "إذا ما قررت الأمم المتحدة سحب المراقبين، فإن ذلك يعني ترك سوريا تغرق في مرحلة أكثر صعوبة بكثير". ومع تأييده لمهمة كوفي أنان، فإنه يعتقد أن "المجتمع الدولي لم يعمل جدياً على الإطلاق من أجل تطبيق خطة أنان: وبدلاً من الإكتفاء بنشر ٣٠٠ مراقب دولي، كان ينبغي نشر ٣٠٠٠ مراقب، ومعهم ٣٠ ألف "مرافق" يمثلون المجتمع المدني". وأخيراً، فإن الأب "باولو"، الذي يتحدث العربية بطلاقة، والذي وقفَ منذ البداية ضد التدخّل الأجنبي، بات اليوم يعتقد بأن عمليات عسكرية موضعية، تترافق مع مبادرة غير عُنفيّة، يمكن أن توفّر الحماية لسكان المناطق الأكثر عرضة للخطر. وذلك "شرط ألا تتحوّل إلى حرب عمومية، أو إلى احتلال"! ويضيف: "حتى بين السوريين الأكثر تمسّكاً بالوسائل السلمية، فإن كثيرين باتوا على قناعة بأنه ليس هنالك بديل عن إنتصار عسكري على النظام"!

مبادرة الاتحاد العامّ التونسي للشغل لحماية الثورة وانقاذ البلاد

أعلن حسين العباسي الأمين العام للاتحاد عن أهم محاور المبادرة التي أطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل مرحباً بكافة المنظمات والأحزاب مؤكدا أن المبادرة تأتي لإنقاذ البلاد في إطار حوار بين الجميع داعيا إلى مؤتمر وطني بين الفرقاء السياسيين موضحا كذلك أن المبادرة سوف لن تكون ضد أي طرف أو بديلا عن الحكومة أو الشرعية بل هي مبادرة تأتي كقوة اقتراح . وذكّر الأمين العام بالدور التاريخي للاتحاد كمنظمة وطنية دافعت عن الانعتاق من الاستعمار وفي بناء دولة الاستقلال وفي الدفاع عن الديمقراطية والحريات الفردية والعامة وساهمت في ثورة الحرية والكرامة وستواصل القيام بدورها الوطني. وفيما يلي نص المبادرة: انطلاقا من إيماننا بضرورة تكاتف الجهود من أجل تحقيق أهداف الثورة ومتابعة استحقاقاتها ومساهمة منّا في معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في ظرف دقيق يفرض مجابهة العديد من التحدّيات ونظرا لما يتسم به هذا الوضع من احتقان سياسي وغياب الحوار بين الفرقاء وتفعيلا للدّور المحوري لمكوّنات المجتمعين المدني والسياسي، وأمام غياب إطار للحوار والتوافق يساعد على تذليل الصعوبات وتقريب وجهات النظر والمساعدة على تامين المرحلة الانتقالية الثانية، وتجنّبا للمنزلقات التي تتهدّد بلادنا، فإنّ الاتحاد العام التونسي للشّغل من موقع مسؤوليته الوطنية ودوره التاريخي يدعو كلّ الأطراف، حكومة وأحزابا وجمعيات ومنظّمات إلى ضرورة عقد مؤتمر وطني جامع يدير حوارا حقيقيّا لصياغة توافقات كبرى تؤمّن إدارة المرحلة الانتقالية تكون على قاعدة المبادئ التالية وبعيدا عن كل التجاذبات: 1- التمسّك بمدنية الدولة وبالنظام الجمهوري الديمقراطي وبالمكاسب المجتمعية التي راكمها الشعب التونسي عبر السنين. 2- احترام حقوق الإنسان وضمان الحريات العامة والفردية وتكريس المواطنة والعدالة للقطع مع الاستبداد منظومة وممارسة. 3- نبذ العنف بكل أشكاله واحترام الرأي المخالف وقبول الآخر والتصدّي لظاهرة الإرهاب ولكلّ الدعوات التي تغذّي العنف. 4- تحييد الإدارة والمساجد والمؤسسات الاقتصادية والتربوية والجامعية عن كل نشاط حزبي وضبط آلية لمراقبة ذلك. 5- اعتبار مؤسّسات الدولة وأجهزتها الضامن الوحيد والمسؤول على تطبيق القانون وحماية المؤسّسات والممتلكات والمواطنين واحترام الحقوق والحريات. 6- صياغة منوال تنموي جديد للحدّ من الفوارق الاجتماعية والجهوية ولمجابهة الفقر وذلك بتدعيم الاستثمار ونشر ثقافة العمل والإنتاج. وتنحصر هذه التوافقات في: - التوافق حول ملف جرحى الثورة وعائلات الشهداء بعيدا عن التجاذبات وذلك بتكفّل الدولة بهذا الأمر مع تعزيز جهودها عبر المجهود الوطني. - التوافق حول سبل تكريس الشفافية في التشغيل والانتدابات للمعطلين عن العمل وإيجاد آليات انتقالية لتأمين حدّ أدنى من التغطية الصحية والاجتماعية لمن لم يشملهم الانتداب حفاظا على كرامتهم وحقهم في العيش الكريم. - التوافق حول روزنامة زمنية تتعلّق بتحديد تاريخ نهاية صياغة الدستور الجديد من قبل المجلس التأسيسي وتحديد رسمي لتاريخ الانتخابات العامّة القادمة. - التوافق حول تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بما يضمن استقلاليتها وحياديتها وديمومتها وكذلك حول القانون الانتخابي. - التوافق حول تركيبة الهيئة العليا المستقلة للإعلام. - التوافق حول تركيبة الهيئة الوقتية للقضاء بما يكرّس استقلاليته. - التوافق حول تركيبة لجنة تقصّي الحقائق حول الرشوة والفساد وكذلك بالنسبة للجنة المصادرة. - التوافق حول إرساء منظومة العدالة الانتقالية القائمة على المحاسبة ثم المصالحة. - التوافق حول ضبط آلية للتعيينات الإدارية وإسناد الخطط الوظيفية الكبرى تكرّس حياد الإدارة وديمومة المرفق العام وعدم تحزّبها ،وكذلك الأمر بالنسبة للنيابات الخصوصية في البلديات. - التوافق حول إصلاحات عاجلة للمنظومة البنكية والمصرفية بما يساعد على تشجيع الاستثمار وخلق مواطن الشغل. - التوافق على إصلاح المنظومة الأمنية وإعادة هيكلتها بما يكرس مفهوم الأمن الجمهوري وإعادة الاعتبار لدوره في إشاعة الأمن وحماية أعوانه عند أداء مهامهم ومراجعة وضعهم الاجتماعي. إنّ الحوار حول هذه المسائل وصياغة توافقات وطنية حولها يدخل في صميمتعميق الوحدة الوطنية وحماية الانتقال الديمقراطي والإدارة الجماعية للمرحلة الانتقالية، وهو ما يتطلّب ضبط آليات وهياكل ونقترح في هذا الباب: إحداث مجلس وطني للحوار يجتمع دوريا ويشكّل أداة فعّالة في إدارة الخلافات والتوصل إلى توافقات. مع التأكيد على أن أطر الحوار والتوافق هذه لا تمثّل إلا قوة اقتراح ولا تعوض في شيء السلط الدستورية والشرعية القائمة التي تبقى وحدها صاحبة اتخاذ القرار.

Understanding the Egyptian revolution

Tareq El Bishri This is the fifth revolution in the history of modern Egypt since the 19th century. The first revolution was the one that toppled Mohammed Ali. The second is of Ourabi in 1880. The third was in 1919. The fourth was in 1950. The fifth revolution is the present one of January 2011. Of all the revolutions, four of them were a partnership between the people and the military. All the people of Egypt agreed that these revolutions were effective, in the sense that they were rejecting a regime that governed them and were looking forward to adjusting the system. We notice that the only revolution in which the army was not involved was the 1919 revolution. This is attributed to the fact that the army was absent; it was in Sudan, away from the political events in Egypt. So in other words, the only successful Egyptian revolution is where there was no effect or influence of the army in participating in or protecting it - where the Egyptian army was away from the events in Egypt in Sudan. That is the 1919 revolution. What we notice when we read the history of Egypt is the army was actually going along with the revolution in Egypt - and in this fifth revolution, which we are witnessing now, it came out to the streets after the withdrawal of the police on January 28. The Egyptian army was actually supporting this movement and protecting public installations and buildings and protecting the movement of the people instead of resisting or oppressing it. And the army that came onto the streets was actually supporting the movement and no single bullet was shot at the time. But there was a major and clear difference between the events of the July 23, 1952 revolution and the events of 2011. In the 1952 revolution, there was actually a coherency to the peoples' movement. There, people shared a unified demand for the withdrawal of British forces from Egypt. At the time, the revolutionary force came from the army, and that decided the political battle against the regime of the time. If we look at the events of the period between 1951 and 1952, we find that the popular movement - partisan and non-partisan - had an important force against the king and royal system. The momentum increased, but the popular movement to remove the royal system and there was the fire in Cairo at the time. The army came on July 23 to carry out this revolutionary act believing in its values and was supported by the people. So the main act supported by the people was carried out by the army in 1952, whilst the partner was the people in supporting that main action of the revolution. On January 25, there was a major difference. The revolutionary action was by the popular youth movement, which suffered 150 deaths and more than 5,000 injured. In the first three days of the revolution, before the police disappeared from the streets leaving a state of insecurity, and before the army took over the task of security, the army actually protected government buildings and responded to the movement with a great deal of understanding and coherence. It would seem from this revolution that the main action was not by the army but the people. The great momentum they generated was surprising, along with the determination and resolve of the people, as well as the cumulative effect of toppling the regime. The army was merely supporting; but the main actor was the people, and the army was the partner, facilitator and supporter of the people. It would seem from this that the popular movement had the precedence in toppling the regime of Hosni Mubarak, but did not have the leadership. The absence of organisation Although the popular movement was the one that toppled the leadership of Hosni Mubarak, it did not have the organisational, institutional leaderships to take over power and replace the deposed president. There were official parties that were recognised by the regime, but they were very weak and could not formulate a main part in stirring the revolution or leading the revolutionaries or organising them. There were some intellectual leaders who were known for their patriotism, especially in the last seven years of Mubarak's regime, and made good contributions in the revolution that we witnessed on the streets. But all those leaders did not have any organisational links with the popular movement itself and would have no role in organising it. There were some protests and popular movements organised by factory workers, civil servants and other groups over the past seven years, but numbered only in the hundreds during their protests and sit-ins. They had various demands, from economic grievances - wages and employment - to political ones related to freedom and the release of detainees. That related to the idea of coming out – of demonstrating, the culture of demonstrations, and the culture of protesting. And this was on-going in Egypt before January 25. But the main event was on January 25. All those movements were scattered and separated, they were sporadic – that was the situation before the revolution I saw something very important here. The revolution, with its masses, increasing numbers, defiance of the will of Hosni Mubarak, the awareness of the objectives and demands of the Egyptian people, its collective intelligence, its ability to escalate the political situation and its adherence to its objectives and peaceful nature, defied the authority that practiced oppression and killing. It distinguished between friend and foe, and we witnessed it ourselves with our own eyes. But it had no single organisational leadership that was expressing its will, that was speaking on its behalf. The revolutionary sense was the dominant one and led to a spontaneous response from the masses without any organisational leadership. The lack of leaders organising the masses also had a positive effect - it analysed the ability of Mubarak, of the regime and its ability to use oppression against people. What contributed to the success of the revolution is the great ability of the Egyptian people in one revolutionary state, to have a common sense of revolution. That sense, the Egyptian sense of responding to the revolution, is very useful, and replaced the organisational links in steering the people. But all of this was one thing, and another thing that is important for a political authority to be toppled and be replaced by another, this deep sense of coherence and common cause had its effect in steering people and moving them. Now we are talking about the condition of a state that needs to be toppled. This is where it is easy because the sentiment of civil riot, which was widespread, made it possible to paralyse the government completely, and if this takes place the regime would fall. This is impossible, to take the reins of power when you have no strong organisation. The revolution has an eventual aim, which is to seize the reins of power. It is impossible to have an institutional vacuum, because the authority is, at the end of the day, an institution, and there needs to be an organisational entity. This is why the official parties were not capable because they were not holding the reins of the revolution and the evolving organisational institutions will not be able to do that. There was eager anticipation for the organisational action of a powerful institution in the few days preceding Mubarak's departure from power. The Egyptian army tried to fill the vacuum on February 10, 2011. The 10th of February - not the 11th of February. The supreme council of the armed forces without the chairmanship of Hosni Mubarak - and Hosni Mubarak was the supreme leader of the armed forces. To protect the gains of the army, the ambitions of this revolutionary objective related to toppling the regime. That took place on February 10, 2011 and shows that the state was practicing authority outside the institutions of the constitution of 1971, because the supreme council was not of those institutions stated in the constitution that issues political decisions or takes political action. The political authority was transferred by means of the revolution, and the supreme council convened without the leader, issuing the first political communiqué, announced to the people on the evening of February 10, 2011. When that communiqué came out, people were congratulating each other because it was a transfer of power - temporarily, but this is a different matter, but the state actually dispensed with the president. The authority was transferred to the supreme council, the armed forces. The political authority was transferred by the legitimacy of the revolution and the army proved that it was holding the reins of power and was the legitimate ruler when Hosni Mubarak gave power to the army. A communiqué was issued at the time to determine the nature of the authority; the nature of the body that has helped the reins of power; and its constitutional position. There was a communiqué stating that the supreme council of armed forces will hold power for six months and suspend the constitution. That communiqué meant that the supreme council will be in place of the president for six months, and the constitution is not abolished but suspended. There was going to be amendments of its articles. Then a communiqué was issued dissolving the parliament, the people's assembly and the council to the legislative authority of Egypt. There were actually serious accusations of rigging before that. This means that the supreme council would actually overtake the authority of those two councils and chambers as well as of parliament during this transitional period, which is estimated to be six months. As we know, any constitution has general provisions about the rights of its citizens and freedoms, and then there are some provisions about the local governments - the two institutions of the executive and the legislative authorities. So the supreme council was actually undertaking that role and announced elections in a more democratic fashion within the allocated six months. We know that the two institutions which were practicing the political action and making decisions were the presidency and the council of the general assembly. The first was toppled and the other two chambers were dissolved, so the supreme council was undertaking all the authority during the transitional period for those two institutions to be re-established in a democratic fashion in order to resume authority. Thus, elections would take place for those institutions to be re-established, and then the people would take part in a referendum about the amended constitution in order to have a new constitution which reflects the political situation in Egypt after the revolution. What has the revolution achieved? The other point that I wanted to talk about is what happened? Everything I mentioned about the revolution's transfer of authority has another question about what it has achieved and what it is expecting to achieve. We could say that what emanated from the revolution was a number of political results which I think have become very clear and have been achieved in the main. The first is that these results, which involved toppling Hosni Mubarak and his family, ended any possibility of transfer of power to his son. And with the organisational and political aspect left the question now to talk about the authority of the state and the fall of the president himself meant that the state has changed, or that it was seriously going to change. Also many of the figures of the regime have been removed and also the supporters of Gamal Mubarak, Mubarak's son. This category of people were actually controlling the state for the past years with the support, blessing and protection of the president himself. Their influence was increasing gradually and they actually controlled the political system during those years. There was a vacuum for them and they managed to control and hold all the reins of power during those years before the revolution. That was the first example of those exercising power and the supporters of the president. This was the main result. The second result was the political activism which managed to remove the political power of the police and removed the police, not in terms of its function of protecting but of its function of using its role which had increased over the past 20 years or so over the rule of Hosni Mubarak and the Egyptians know that several institutions of the state was still subjected to the authority of the police. The influence of the police permeated all of the institutions. This activism brought back the armed forces to the right position. The third result, had this revolutionary act which brought forth a new generation of young people and put that generation, the top of the life in Egypt's political scene and that generation will have an impact on the few in the next months and years. Why do youth movements emerge? I have tried in previous studies to monitor the movements of young people since the beginning of the 20th century. It seemed to me in this study about youth movements in the 20th century that the emergence of parties is obvious because it represents manifestoes and programmes, or economic concerns. It is known how parties emerge, and particular tribal affiliations. These affiliations actually lead to the emergence of parties expressing the interests of certain groups. But when the youth movement emerges, and for its emergence to increase in Egypt over 20 years, then that poses a question – why do they emerge? The emergence of youth movements happens when new objectives appear in society, new physical and social objectives that never emerged before. New challenges in society, that would require responses that never existed before and these objectives were unprecedented. That would lead to the emergence of youth movements expressing that political or social element that never existed before, that was new to the institutions of the state. Youth movements emerge if the institutional groupings are able to express new emerging needs, or urgent demands. And this inability to be attributed to oppression of a previous historical period, in these circumstances, a youth movement emerges outside the frameworks of the present institutions and draws attention to the large numbers and their ability and activism. And through their existence, it actually marks the emergence of new institutions that will have impact over the future years. Some of these youth movements were characteristic and appeared at a time when there were no revolutions. We witnessed the youth movements in 1906, and the National Party, Mustafa Kamal's party, emerged at the time. In 1935 there was a youth movement as well, a new youth movement that appeared on the political scene in Egypt, and that is the 1919 revolution that did not bear any fruits and there was a need to prepare for other objectives that were not fulfilled by the 1919 [revolution]. So the youth movement appeared, the Muslim Brotherhood, and other movements as well. In 1946, there was another youth movement that emerged in Egypt, and the social objective was started by the leftist activists and included the concepts of social justice. And the left wing movements also appeared afterwards. So the youth movements would also appear to give forth to new currents and organisations that never existed before. The 2011 movement is a youth movement and it spread and it was not only for youth, and was similar to other revolutions because it toppled a political system as a result of its revolution. We had new movements in society whose impact would be seen in the future, but the revolution of 2011 was similar to the 1911 revolution and 1952 revolution. It started to change the authority and the political system, and it was able to change the system, or at least started to do so. So this movement was successful in changing the regime, or starting to change the regime. These youth revolutions in its historical context changes within its historical context and reveals that things happen and change despite the impediments and despite the oppression by the political systems and oppression by the regime, because all these ways of oppression cannot eradicate one whole generation. When a new generation appears, it appears far from the oversights made by society. I would like to clarify one point. All the political parties that were available at the time, the government how did it know about these political parties? They know the people behind such political parties, and they know all the things that are happening in those political parties, and they know how to lure those members and how to divide such people. The other movements that were available had files on them, and the government would study and expand those files, and only after would realise and find out that there is a new generation that you do not know anything about. New people who have no files whose names are unknown and you do not know their leader, and so on and so forth. So by the time you make files for those people, you will be toppled. It is too late. The youth movement is a movement that did not have anything written in files. It was unknown to the regime. Hosni Mubarak's regime tried to close all the doors that were trying to topple his system, and controlled the trade unions, the political parties, the institutions, the universities - all the political security was controlled by the police. And all the emerging political institutions were considered outside the law. On the other hand, the protest movements between workers and the different institutions - whether the intellectuals or so on - did not have any organised movement, and did not have a voice that was loud enough to be heard and did not have points of assembly. What happened? The spark of the revolution was the result of the youth movement that came up with an organisation that tried to lead the Egyptian people. It was successful because it was not a part of the political parties or the revolutionary intellectuals that were known in the country, and it is far from the eyes of the political system and the police - that is why they did not know how to deal with it. So that reminds us of the saying, that when a crisis gets really bad, it will get solved eventually and will not be as bad as it used to be when it first started. From this presentation there are two things we can talk about. It is possible for any corrupt political system to be toppled, and popular forces will appear and topple such a regime. So every regime has its own legitimacy, and there will be ways and systems that would expose it as illegitimate. That is why on February 10, the legitimacy of the regime was toppled by the revolution. The birth of a new child leads to tearing; that is what happens biologically. But what is important is to limit the tearing as much as possible, and that is what has happened here with the birth of the new regime. And that is why there was an establishment of a new legitimacy based on new political and social systems, and to get rid of the oppressing regime and to pave the way for a new transit period, or interim period, to go into a new era which will be presenting new institutions and new political parties - this is very important, to have new political parties, that will represent the requirements and needs of these generations. This is what I wanted to tell you. Thank you very much.

MAHMOUD HUSSEIN

" Mahmoud Hussein " est le pseudonyme commun de deux auteurs : Baghgat Elnadi (né en 1936) et Adel Rifaat (né en 1938). Tous deux Egyptiens - l'un est d'origine musulmane ; l'autre d'origine juive, mais converti à l'islam -, ils furent à l'époque de Nasser d'ardents militants laïcs et marxistes. C'est à ce titre qu'ils furent incarcérés à plusieurs reprises dans les années 1960 avant de s'installer en France, où ils furent naturalisés en 1983. Ils sont titulaires d'un doctorat d'Etat en philosophie politique, et auteurs de nombreux ouvrages parmi lesquels on citera : Versant sud de la liberté, Essai sur l'émergence de l'individu dans le Tiers monde ; Les arabes au présent ; Sur l'expédition de Bonaparte en Egypte. Entre 1978 et 1988, " les " Mahmoud Hussein ont dirigé Le courrier de l'Unesco, publié en 30 langues et diffusé dans 120 pays. Ils ont déjà publié, chez Grasset, le Tome I de " Al Sîra " (13.000 exemplaires vendus à ce jour). Les textes qui nous éclairent sur la vie de Muhammad ibn 'Abd Allâh ibn 'abd al-Muttalib, Prophète de l'Islam, éma-nent essentiellement de trois sources. Ce sont : le Coran, que tout musulman tient pour la Parole de Dieu, révélée à Mu-hammad par l'entremise de l'ange Gabriel ; les Dits du Prophète (Hadîths), qui consignent les propos personnels de Muhammad ; enfin les Chroniques (Al-Sîra), qui rapportent les témoignages de ses contemporains sur ses faits et gestes. De ces trois textes, seule la Sîra nous offre les jalons chro-nologiques et géographiques qui nous permettent de replacer, dans une continuité historique repérable, la plupart des grands événements de sa vie. De plus, en nous conduisant au cœur de l'époque où il a vécu, elle nous retransmet le souffle et les rythmes de la vie dans l'Arabie du septième siècle. Elle est gorgée de couleurs, de saveurs, d'expressions, qui nous rapprochent de la vérité intime des hommes de ce temps, au moment où Muhammad vient bouleverser leurs manières d'être et de penser. Elle nous permet de saisir, en même temps que le sens des changements suscités par son action prophéti-que, les multiples facettes de sa personnalité. Cependant, le Prophète ayant vécu dans une société de tradition orale, les témoignages de ses contemporains sur ses faits et gestes n'ont pas été directement couchés par écrit. Ils ont d'abord été transmis de bouche à oreille, puis partielle-ment retranscrits sur des matériaux de fortune, par divers rapporteurs, avec de nombreuses variantes. Ce n'est qu'un siècle et demi après la mort de Muhammad, que ces témoi-gnages ont commencé à être collectés, authentifiés et fixés par écrit. Différents chroniqueurs y ont consacré une grande partie de leur vie. Travaillant chacun de son côté, ils ont patiemment repris à rebours les chaînes de transmission de ces témoigna-ges, pour remonter peu à peu jusqu'aux témoins directs. La fidélité des notations qu'ils ont rapportées a nécessaire-ment pâti de la longueur du temps écoulé, des conditions techniques de la transcription et, parfois, des préférences politiques de certains des transmetteurs. On ne saura jamais, de source sûre, si telle phrase a bien été prononcée sous telle forme, à tel moment. Mais si trois chroniqueurs l'ont retrou-vée, à travers trois cheminements distincts, plus ou moins dans les mêmes termes, nous pouvons tenir pour vraisembla-ble qu'elle a bien été prononcée. De cette période cruciale, on ne peut donc espérer cerner la vérité que par approximations successives, par une lecture comparative des textes des grands chroniqueurs , en tirant parti de la diversité même de leurs cheminements. Mais, quels que soient les écarts entre les faits et les textes, au-delà des imprécisions, des erreurs de perspective, et même des distor-sions volontaires, la Sîra constitue l'un des textes fondateurs de l'imaginaire musulman. Sollicitée depuis douze siècles par tous ceux qui traitent du fait religieux, elle informe la cons-cience des croyants dans l'ensemble du monde. A ce titre aussi, elle est incontournable. Or, son corpus originel, rédigé dans une langue relative-ment archaïque, est volumineux, hétérogène, confus. Ne se prêtant pas à une lecture facile, il n'est accessible qu'à une minorité de clercs, qui l'utilisent trop souvent à des fins partisanes. C'est pourquoi la plupart des musulmans n'en reçoivent que des bribes, le plus souvent extraites de leur contexte, tronquées, voire carrément réinventées. L'objectif de notre travail aura été de mettre ce corpus directement à la portée du grand public. A partir des principales Chroniques, nous avons regroupé les informations éparses, et en général partielles, portant sur chacun des moments de la vie du Prophète. Puis nous avons choisi, parmi les différentes versions d'un même événement, celle qui nous a paru faire la synthèse la plus probante - quitte, dans certains cas, à opérer nous-mêmes la synthèse de plusieurs de ces versions. Enfin nous avons mis tous les fragments retenus bout à bout, afin de recomposer une vision globale de la Sîra, qui respecte le fond comme la forme d'écriture du corpus originel, mais qui devienne directement intelligible au lecteur d'aujourd'hui. Il y avait un délicat équilibre à trouver entre fidélité et lisi-bilité. Nous nous y sommes efforcés, en opérant un patient travail de découpage et de montage, sans aucun a priori doctrinal, sans ajouter quoi que ce soit de notre cru et sans rejeter aucun fait d'importance, dès lors qu'il était retenu par l'un, au moins, des grands chroniqueurs. C'est bien d'un condensé essentiel des textes des principaux chroniqueurs de l'Age d'or de l'Islam, et non d'une construc-tion personnelle ou partisane, qu'il s'agit ici. La vie de Muhammad, telle que la Sîra nous permet de la reconstituer, se décompose en trois périodes distinctes. De 570, année de sa naissance à La Mecque, à 610, année où il voit l'ange Gabriel lui annoncer que Dieu l'a choisi comme Son Messager, il mène une existence simple, dont les détails nous sont peu connus. De 610 à 622, il s'efforce de prêcher la Parole de Dieu (le Coran) dans sa ville natale. Mais il ne parvient à constituer autour de lui qu'une communauté restreinte, de plus en plus menacée. De 622, année de l'Hégire (Hijra, ou Emigration), où il s'établit avec les siens à Médine, à 632, année de sa mort, il unifie les principales tribus d'Arabie sous la bannière de la nouvelle religion (Islam, ou Soumission à Dieu) .

Tarek El-Bishry

Tarek El-Bishry (Arabic: طارق عبد الفتاح سليم البشرى‎; born November 1, 1933) is an Egyptian thinker and Judge, considered one of Egypt's top legal minds.[1] On February 15, 2011 El-Bishry was appointed by the Supreme Council of the Armed Forces to head the committee set up to propose constitutional changes in the aftermath of the Egyptian Revolution of 2011.[2][3] Biography He was born in Cairo. His grandfather, Salim al-Bishri, was shaykh of al-Azhar from 1900–1904 and 1909-1916. His father, 'Abd al-Fattah al-Bishri, was president of the Egyptian Court of Appeal until his death in 1951. His uncle, 'Abd al-'Aziz, was a celebrated writer. He has two sons, 'Imad and Ziyad. Tariq al-Bishri graduated from the Faculty of Law at Cairo University in 1953. Upon graduation, he was appointed after the Council of State, where he worked until his retirement in 1998. At the time of his retirement, he held the offices of first deputy (Al-na'ib al-awwal) to the Council of State and Chairman of its General Assembly for Legislation and Consultation (Al-jama'iya al-'umumiya lil-fatawa wal-tashri'). El-Bishry was a secular leftist but became a prominent "moderate Islamic" political thinker, which gained him respect as a bridge between the movements.[1] El-Bishry was named in 2008 by Hamdy Kandeel, a prominent Egyptian television and radio personality, as a suitable candidate for the 2011 Egyptian presidential elections, during an interview led by Amr Adeeb.[4] Works He is a prolific writer on questions of law, history, and Islamic and social thought. References 1. ^ a b Lee Keath; Hamza Hendawi (Feb. 15, 2011). "Muslim Brotherhood to form political party, promises not to field candidate for president". The Globe and Mail. http://www.theglobeandmail.com/news/world/africa-mideast/muslim-brotherhood-to-form-political-party-promises-not-to-field-candidate-for-president/article1908442/. Retrieved Feb. 16, 2011. 2. ^ Egyptian army appoints head of constitution body, Reuters for Al-Masry Al-Youm, February 15, 2011 3. ^ Ex-judge to head Egypt reform panel, Aljazeera English, February 15, 2011 4. ^ article, Daily Star Egypt[dead link] External links • Faith in protest, The Alliance of Egyptian Americans, 2006 interview • Profile, Ellis Goldberg, nisralnasr blog, 15 February 2011 • Understanding Egypt's revolution, Tarik al-Bishri, Al Jazeera English, 18 March 2011, "The chair of the committee tasked with rewriting the Egyptian constitution reflects on the birth of a new regime." • Egypt's new legitimacy, Tarek El-Bishry, The Guardian, 21 March 2011, "Egypt's referendum results have set us on the path to rebuild our country on new democratic grounds"

Driven by hope: Adel Hussein (1932-2001)

By Amira Howeidy Friday 17 March: Draped in black, Nadia Lotfy, the blonde sweetheart of the 1960s Egyptian cinema, is crying her eyes out at the funeral of Adel Hussein. The huge turnout of mourners (and security forces) at the Omar Makram mosque in Cairo's Tahrir Square, the day after he died in Alexandria of a cerebral haemorrhage, attests to Hussein's popularity and eventful life as writer and politician. Autumn 1995: Adel Hussein, secretary general of the Islamist Labour Party, announces he will run for parliamentary election in the Cairo constituency of Nasr City. One of his rivals is a businessman who has been inviting voters to free meals of grilled kebab. When I asked Adel Hussein one October evening, in his small Heliopolis flat overlooking the Merryland gardens, what he could offer as competition, he flashed his wide smile and replied: "Hope." Unless one is acquainted with Hussein's background, this would have sounded like a trite cliché. It wasn't. For more than half a century and until a week before his death, Hussein was engaged in a brave battle for what he believed was a just cause. To anybody who knew him well he was the embodiment of a "driven" spirit. Such drive couldn't have lasted for so long without being fuelled by hope, lots of it. And it was this essential optimism, his close friends say, which made him the charming and charismatic politician he was. Hussein was the youngest brother of Ahmed Hussein, a prominent nationalist figure who founded and led the Young Egypt Party in the 1930s. A political activist at the early age of 14, Adel Hussein formed student committees to oppose the British occupation, and regularly joined anti-British demonstrations. As a student in the Faculty of Science at Cairo University, Hussein joined the underground communist movement and, as a result, was imprisoned between 1953 and 1956. After obtaining his university degree in 1957, the young Marxist was sent to jail again between 1959 and 1964. Upon his release he joined the staff of Akhbar Al-Yom newspaper, and continued to work as a journalist for the next 10 years. In 1973, Hussein was among a number of journalists who were shunted to administrative jobs as a disciplinary act for their opposition to President El-Sadat. This was when he began what he called a "long journey of scholarly research." The outcome was a two-volume study entitled The Egyptian Economy: from independence to dependency, which was briefly banned. Another controversial work followed under the title Towards a New Arab Thought: Nasserism, development and democracy, in which Hussein urged young people to move beyond the fundamentals of traditional Egyptian schools of thought. After obtaining an academic prize from the Kuwaiti government in 1981, Hussein published his third work, Normalisation -- the Zionist plan for economic hegemony in 1984. This marked the end of Hussein's scholarly years, which he described as "a very fruitful period of my life during which I reached the peak of maturity, and which witnessed my transformation to an Islamist ideology." He began a new period of political activism by joining the Labour Party and focusing his efforts on formulating the party's own brand of Islamism; one combining anti-imperialist positions which Hussein had inherited from his Marxist background with the application of Islamic Shari'a to bring about social justice. But Labour, which at that time spanned a wide range of ideologies from Nasserism to socialism and radical nationalism, lacked an organisational infrastructure and did not represent a coherent, let alone substantial, political force. After Hussein became a member in 1984, the party underwent major upheavals which led to a virtual Islamist takeover. "The party suffered from ideological confusion," Hussein argued. "There was no general agreement on the Islamic framework or the need to comply with Shari'a. Some wanted to wave the banner of Islam, some did not believe in Islam at all, and others did not really know what they wanted." Analysts agree that Hussein's membership took the Labour Party by storm, polarising members into pro-Islamist and pro-social democrat factions. When the famous tripartite alliance (Labour, Muslim Brothers and Liberals) emerged in 1987 as an electoral platform adopting the "Islam is the Solution" slogan, Labour was stamped Islamist. Hussein's influence was equally strong on the party's mouthpiece, Al-Shaab -- the most hawkish of opposition papers -- which he edited between 1985 and 1993, opening its pages to Brotherhood leaders. Al-Shaab's editorial style under Hussein echoed that of the pre-1952 Young Egypt Party's newspaper Masr Al-Fatah. That paper is well remembered for once publishing large photographs of beggars on its front page under the banner headline: "Those are your subjects, Your Majesty." Hussein is said to have brought the same school of journalism to Al-Shaab with banners such as "No stability, no security, no supremacy of law in this country." For years, Al-Shaab was a source of trouble for the regime, frequently launching campaigns against top officials, accusing them of corruption and subservience to imperialism and Israel. Its last campaign, during May of last year, against a novel it deemed blasphemous, provoked thousands of Al-Azhar University students to stage violent demonstrations. Accused of inciting public opinion, the political parties tribunal decided to close down the paper and freeze the activities of the Labour Party. Both remain on hold. Hussein's close friends argue that his party's ordeal was the most intense experience he had to endure, even worse than the days he spent in a tiny cold prison cell in December 1994 while suffering a cardiac attack. The void his death has created has triggered concerns over the future of the Labour Party in an already stagnant political scene. Until Al-Ahram Weekly went to print, the party had not decided who would replace him. Hussein came under fire for his shift from Marxism to Islamism and was occasionally branded as an opportunist, shifting politics whenever a new wave emerged. Scoffing at this accusation, Hussein said with his characteristic smile: "How can I be an opportunist, politically or otherwise? I have been in opposition under King Farouk, Nasser, Sadat and Mubarak. I have gained nothing, politically or financially." Now that his life is over, most people will agree that he was not a man in search of personal gain. His life was spent in a long, brave and daring struggle which entailed many a hardship, yet must equally have provided him with the personal satisfaction of standing as a fighter. Fighting was the quality he most cherished, and for which he would have liked to be remembered. The huge crowd at last Friday's funeral, coming from across the political spectrum to pay a last tribute to this remarkable man, was one more proof of the validity of his choice, and of the love and respect his legionary qualities earned him among foes and friends alike.

دعوة إلى إطلاق سراح المدافعين عن حرية التعبير المحتجزين بمعزل عن العالم الخارجي

21 حزيران/يونيو 2012 نحن الموقعون أدناه مجموعات حقوق انسان من مختلف أنحاء العالم لدينا بواعث قلق جدية حول المدافعين عن حقوق الإنسان وحول الصحفيين والمدونين والكتّاب الذين تعرضوا للاختفاء القسري. ولقد ساهم اختفائهم في عدم توفر معلومات موثوقة حول انتهاكات حقوق الإنسان على الأرض. وندعو الحكومة السورية الى تقديم معلومات عن مصير كل المعتقلين في انتهاك لحقهم في حرية التعبير وإلى الإفراج الفوري عنهم. كما نطالب كافة الأطراف المعنية خصوصا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا كوفي عنان بالسعي إلى ضمان السماح للجميع بالكتابة بحرية وأمان من انتهاكات حقوق الانسان خلال النزاع المستمر. المدافع عن حقوق الإنسان والصحافي مازن درويش مدير المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير (SCM)، اعتقل في 16 فبراير\شباط 2012 من قبل الاستخبارات الجوية. وخلال هذه الفترة من الاعتقال، لم تحصل عائلته على أية معلومات عن حالته الصحية ولا عن مكان اعتقاله. كما كان من المستحيل الحصول على معلومات تتعلق بمصير بقية أعضاء المركز، والمدافعين عن حقوق الإنسان والمدونين بما في ذلك عبد الرحمن حمادة وحسين غرير ومنصور حميد العمري، وهاني زيتاني، الذين اعتقلوا جنبا إلى جنب مع مازن درويش واحتجزوا بمعزل عن العالم الخارجي في مركز احتجاز الاستخبارات الجوية. وهناك أيضا سبعة موظفين وموظفات أخريات في المركز وزائر واحد يواجهون محاكمة عسكرية بتهمة 'حيازة مواد محظورة بقصد نشرها'. ومن المتوقع أن تنعقد جلسة محاكمتهم بمحكمة في دمشق بتاريخ في 25 حزيران/يونيو 2012، بعد أن تم تأجيل الجلسة السابقة لأن الاستخبارات الجوية فشلت في اعلام المحكمة ان كان مازن درويش سيحضر كشاهد. المتهمون هم المدونون بسام الأحمد وجوان فارس و وأيهم غزول ويارا بدر ورزان غزاوي وميادة الخليل وسناء زيتاني وهنادي زحلوط. وهناك حالات أخرى لاعتقالات طالت المدافعين عن حقوق الإنسان في العام الماضي ولاتزال أمكنة احتجازهم غير معروفة. فلقد تم اعتقال المدافع عن حقوق الإنسان براء بكيراتي من دمشق في 30 سبتمبر/أيلول 2011 بعد مداهمة منزله ومصادرة جهاز الكمبيوتر الخاص به من قبل الاستخبارات الجوية. ومنذ إلقاء القبض عليه لم يمكن الحصول على أية معلومات عنه أو عن مكان احتجازه، وأسرته لا تعرف فيما إذا كان حيا أو ميتا. وبالمثل، اعتقل الناشط السلمي يحيى الـشربجي، ومعروف عنه أنه من دعاة اللاعنف، يوم 6 سبتمبر/ أيلول 2011 من قبل المخابرات الجوية. ولا تعرف عائلته لاتعرف مكان احتجازه أو فيما إذا كان حيا أو ميتا. منذ أكثر من سنة، ألقي القبض على المدافع عن حقوق الإنسان أنس الـشغري وذلك في يوم 16 مايو/إيار 2011 بعد أن نقلت عنه وسائل الإعلام الدولية بعض الأخبار. ولا توجد أي معلومات مؤكدة بشأن ما إذا كان حيا أو ميتا، أو عن مكان وجوده. وبالإضافة إلى ذلك، مايزال هناك عدد من الكتاب والشعراء والمدونين رهن الاحتجاز في سوريا، بعضهم محتجز بمعزل عن العالم الخارجي. ففي العام الماضي، اعتقل مهيب النواثي، وهو صحفي فلسطيني، وذلك في يوم 5 يناير/ كانون الثاني 2011 تسعة أيام بعد وصوله إلى دمشق للقيام بأبحاث لكتاب كان يعده عن حركة حماس (الجماعة الإسلامية الفلسطينية). ومايزال مكان احتجازه مجهولا. طل الملوحي، شاعرة شابة ومدونة اعتقلت يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول 2009، وحكم عليها بخمس سنوات في السجن بعد استدعائها للاستجواب حول كتابات على مدونتها. ويقال أنها محتجزة في الحبس الانفرادي ويخشى أن تكون عرضة لسوء المعاملة. إننا نعرب عن قلقنا الشديد بخصوص الأمن والسلامة البدنية والنفسية للمدافعين عن حقوق الإنسان والكتاب والمدونين المشار إليهم أعلاه، وإننا نعتقد أن اختفاءهم القسري مرتبط بشكل مباشر بأنشطتهم السلمية والمشروعة لحقوق الإنسان في سوريا. ونعتقد أن هذا الاختفاء القسري المفترض أيضا يشكل جزءا من حملة أوسع من التهديدات والمضايقات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا من أجل منعهم من القيام بعملهم المشروع. لذلك نحن الموقعون أدناه، ندعوا الى مايلي: • على السلطات السورية فورا الكشف عن أماكن احتجاز جميع المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والكتّاب والمدونين المحتجزين، وضمان حصولهم على التواصل غير المقيد مع أسرهم ومع المحامين، وضمان حمايتهم من أي تعذيب أو غيره من صنوف المعاملة السيئة؛ • ندعو الحكومة السورية لاحترام التزاماتها الدولية بما فيها تلك الواردة في إعلان الأمم المتحدة المتعلق بحق ومسؤولية الأفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق الإنسان المعترف بها عالمياً والحريات الأساسية؛ • نداء إلى الأمم المتحدة للضغط من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع هؤلاء المحتجزين والمحتجزات في انتهاك لحقهم في حرية التعبير، والمكفولة بموجب المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية (ICCPR)، والتي تشكل سوريا دولة طرفاً فيها. الموقعون المنظمات الشريكة : مؤسسة سمير قصير - مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية مركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR)- المصدر مركز العدالة لحقوق الانسان مجموعة الكرامة رابطة المرأة العربية مركز وسائل الإتصال الملائمة من أجل التنمية المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان المعهد العربي للتنمية والمواطنة (لندن) المجموعة العربية لرصد الإعلام اسودا لمتاهضة العنف ضد المرأة الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان المنظمة البحرينية لإعادة التأهيل و مناهضة العنف منظمة شباب البحرين لحقوق الانسان مركز القاهرة للتنمية وحقوق الانسان مؤسسة قضايا المراة المصرية Citizens for Global Solutions مركز دمشق لدراسات حقوق الانسان مركز دمشق للدراسات الديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا مركز الدوحة لحرية الإعلام الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية مركز النديم للعلاج والتاهيل النفسي لضحايا العنف الشبكة الأوروبيةالمتوسطية لحقوق الانسان منظمة حريات السورية مركز الخليج لحقوق الإنسان المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني مركز لاهاي لملاحقة المجرمين ضد الإنسانية Hivos منظمة حقوق الانسان والديمقراطية في العراق منظمة حقوق الانسان في سوريا (ماف) International Institute for Nonviolent Action (NOVACT) International Media Support (IMS) المؤسسة العراقية للتنمية الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين الشبكة العراقية للإعلام الإجتماعي الجمعية العراقية لحقوق الانسان مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعزيب اللجنة الكردية لحقوق الانسان في سوريا (الراصد) اسم التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني مركز الحماية القانونية للصحفيين في العراق L'Instance Marocain des Droits Humains جمعية أمى للحقوق والتنمية الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان في العراق نظرة للدراسات النسوية مؤسسة المرأة الجديدة شبكة سلمى الإقليمية لمناهضة العنف ضد النساء المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان مركز تونس لحرية الصحافة منظمة اوروك الاعلامية المستقلة Witness مركز الدراسات النسوية في فلسطين منظمة يمن للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية

Call to release freedom of expression defenders held incommunicado

The following is an appeal from over 80 groups, initiated by the Bahrain Centre for Human Rights (BCHR), the Gulf Centre for Human Rights (GCHR) and PEN International's Writers in Prison Committee (WiPC), calling on the authorities to free human rights defenders, journalists, bloggers and writers in Syria, some of whom have been detained incommunicado:
21 June 2012 Call to release freedom of expression defenders, held incommunicado The undersigned rights groups from around the world are seriously concerned about human rights defenders, journalists, writers and bloggers in Syria who have been subjected to enforced disappearance, which has contributed to the lack of credible information available about human rights violations on the ground. We call on the Syrian government to provide information about the whereabouts of all those detained in violation of their right to free expression and to release them immediately. We further call on all interested parties, specifically United Nations Special Envoy to Syria Kofi Annan, to seek assurances that everyone will be allowed to safely and freely report on human rights violations during the ongoing conflict. Human rights defender and journalist Mazen Darwish, Director of the Syrian Center for Media and Freedom of Expression (SCM), was arrested on 16 February 2012by the Air Force Intelligence (AFI) Service. At this time, his family has no information about his health and whereabouts. It has also been impossible to obtain information regarding the whereabouts of other members of SCM, human rights defenders and bloggers including Abdelrahman Hamada, Hussein Ghareer, Mansour Hamid Al -Omari, and Hani Zetani, who were arrested together with Darwish and detained incommunicado at the AFI detention centre. Seven other SCM employees and one visitor to the office face a military trial on charges of “possessing prohibited materials with the intent to disseminate them.” They are due in court in Damascus on 25 June 25, after the trial was postponed because the AFI had failed to notify it whether Darwish would appear as a witness. Those charged are bloggers Bassam Al-Ahmad, Joan Farso, Ayham Ghazzoul, Yara Bader, Razan Ghazzawi, Mayadah Al-Khaleel, Sana Zetani and Hanadi Zahlout. There have been other cases of human rights defenders arrested last year, whose whereabouts are also unknown. Human rights defender Barraa Bukairati from Damascus was arrested on 30 September 2011 by the AFI after they raided his home and confiscated his computer. Since his arrest, there has been no information about Bukairati or his whereabouts, and his family does not know whether he is alive or dead. Similarly, peace activist Yahya Al-Sharbaji, a well-known advocate of non-violence, was arrested on 6 September 2011 by the AFI. His family does not know where he is, or if he is alive or dead. Over a year ago, human rights defender Anas Al-Shaghri was arrested on 16 May 2011. He had been quoted by international media prior to his arrest. There is no confirmed information about whether he is alive or dead, or of his whereabouts. In addition, writers, poets and bloggers remain in detention in Syria, some held incommunicado. Last year, Muheeb Al-Nawathy, a Palestinian journalist was arrested in Syria on 5 January 2011 nine days after arriving in Damascus to do research for a book he is writing about Hamas (the Palestinian Islamic group). Al-Nawathy's whereabouts are still unknown. Tal Al-Mallouhi, a young poet and blogger who was arrested on 27 December 2009, was sentenced to five years in prison after being summoned for questioning about her blog entries. She is reportedly held in solitary confinement and feared to be at risk of ill-treatment. We express serious concern for the security and physical and psychological integrity of the above-mentioned human rights defenders, writers and bloggers and we believe that their presumed forced disappearance is directly related to their peaceful and legitimate human rights activities in Syria. We believe that this presumed forced disappearance also forms part of a wider campaign of threats and harassment against human rights defenders in Syria in order to prevent them from carrying out their legitimate work. We, the undersigned groups, therefore: • Call on the Syrian authorities to immediately reveal the whereabouts of all detained human rights defenders, journalists, writers and bloggers, and to ensure they have unrestricted access to their family, lawyers; and guarantee that they are protected from any torture or other ill-treatment; • Call on the Syrian government to respect its international obligations including those outlined in the UN Declaration on the Right and Responsibility of Individuals, Groups and Organs of Society to Promote and Protect Universally Recognized Human Rights and Fundamental Freedoms; • Call for the UN to press for the immediate and unconditional release of all those currently detained in violation of their right to freedom of expression, guaranteed under Article 19 of the International Covenant on Civil and Political Rights (ICCPR), to which Syria is a state party. Signed, Samir Kassir Eyes Center for Media and Cultural Freedom (SKeyes) - Samir Kassir Foundation Bahrain Center for Human Rights Writers in Prison Committee, PEN International Andean Foundation for Media Observation & Study (FUNDAMEDIOS) Arabic Network for Human Rights Information ARTICLE 19 Association of Independent Electronic Media (ANEM) Cairo Institute for Human Rights Studies Canadian Journalists for Free Expression Cartoonists Rights Network International Center for Media Freedom and Responsibility Center for Media Studies & Peace Building (CEMESP) Centre for Independent Journalism Committee to Protect Journalists Egyptian Organization for Human Rights Freedom Forum Freedom House Globe International Human Rights Network for Journalists - Uganda Index on Censorship Initiative for Freedom of Expression Instituto Prensa y Sociedad de Venezuela International Press Institute Maharat Foundation (Skills Foundation) Media, Entertainment and Arts Alliance Norwegian PEN Observatorio Latinoamericano para la Libertad de Expresión (OLA) Pakistan Press Foundation Palestinian Center for Development and Media Freedoms (MADA) PEN American Center Reporters Without Borders (RSF) World Association of Newspapers and News Publishers (WAN-IFRA) World Press Freedom Committee Gulf Centre for Human Rights (GCHR)-Co-initiator Al-Adala Centre for Human Rights (Saudi Arabia) Alkarama (Dignity) Alliance for Arab Women Appropriate Communication Techniques for Development (ACT) Arab Foundation for Civil Society Arab Foundation for Development and Citizenship Arab Working group for Media Monitoring (AWG-MM) Asuda for Combating Violence against Women Bahrain Human Rights Society Bahrain Rehabilitation and Anti Violence Organization (BRAVO) Bahrain Youth Society for Human Rights Cairo Center for Development (CCD) Center for Egyptian Women's Legal Assistance (CEWLA) Citizens for Global Solutions Damascus Centre for Human Rights Damascus Center for Human Rights Studies Doha Centre for Media Freedom Egyptian Association for Community Participation Enhancement El Nadim Center for the Management and Rehabilitation of victims of violence Euro-Mediterranean Human Rights Network (EMHRN) Freedoms Organization in Syria Gulf Centre for Human Rights Gulf Civil Society Associations Forum Hague Center for the persecution of Criminals against Humanity in Syria Hivos Human Rights and Democracy Organization in Iraq Human Rights Organization in Syria (MAF) International Institute for Nonviolent Action (NOVACT) International Media Support (IMS) Iraqi Institution for Development Iraqi Journalists Rights Defense Association Iraqi Network for Social Media (INSM) Iraqi Society for Human Rights Khiam Rehabilitation Center for Victims of Torture Kurdish Committee for Human Rights in Syria Lebanese Women Democratic Gathering (RDFL) Legal Protection Center for Journalists in Iraq L'Instance Marocain des Droits Humains Mother Association for Rights & Development (MARD) National Association for the Defense of Human Rights in Iraq Nazra for Feminist Studies New Woman Foundation Salma Network against Violence against Women in the Arab World Syrian Center for Legal Studies and Research Syrian Human Rights League Tunisian Centre for Freedom of the Press (CTPJ) Uruk Independent Organization for Media Witness Women's Study Center Yemen Organization for Defending Rights and Democratic Freedoms

الربيع العربي ثورة بـ"عمق ديني" يتجاوز "التيار الديني"

وسام سعادة
لا يكون "الربيع" ربيعاً إلا عندما يكون هذا الربيع "في خطر". الثورة التي تجد كل طريق مفتوحاً أمامها لا تعود ثورة. والثورة، حتى لو زُيّنَ للقائمين بها، أو المنخرطين فيها، أو المتصدّين لها، أنّ الأوضاع التي يجتازونها قد سبقت لهم رؤيتها، لكنها لا تتكشّف كثورة الا في قدرتها على مخادعة الجميع. كما أن الثورة ليست "فرزاً" بين أنصارها وأعدائها فقط، بل هي أيضاً ثورة بمعنى خلط الحابل بالنابل. من لا قدرة لديه للتفاعل مع هذين البعدين المتناقضين، الثورة كفرز والثورة كخلط، والتنقل بينهما بسرعة الزمن الثوري نفسه، خيرٌ له انتظار حركة الزمن الثوري نفسه بين الفرز والخلط. الانتظار هو أيضاً من تقنيات الزمن الثوري، أو من أساليب التحايل عليه. الربيع العربي هو ثورة بمعنى من المعاني. فرز وخلط، وسخرية لا آخر لها من كل معتصم بحبل "قانون الثورات"، الذي يستأمنه الممانعون مثلاً على أنفسهم، ويقاتلون به الثورات الجارية التي من لحم ودم. كذلك، فالربيع العربي ثورة لأنه يسخر أيضاً من أوهام المثاليين، الليبراليين النمطيين، الذين ينتظرون "ثورة في حدود القانون". أما الأهم من كل ذلك، أن الربيع العربي شكّل النافذة التي عادت من خلالها الثورة، اصطلاحاً ومفهوماً وأفقاً، الى مساحة التداول في مطلع هذا القرن، مثلما كانت الثورة "من تحت" الروسية والايرانية لعام مدخلاً ل"عودة المفهوم" في بدايات القرن الماضي.. والنظرة الى هذا الربيع تظلّ قاصرة أو طائشة بالضرورة، ما لم يجر الانطلاق من سياقه العام: أزمة آليات السيطرة الغربية، السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية، القائمة منذ نهايات الحرب الباردة، وأزمة المتفلتين من هذه السيطرة، سواء في شكلها العام أو في وجه من وجوهها، ما يضطرّهم وفي اللحظة نفسها التي يظهرون تعطّلها، الى الاحتكام اليها، على ما يظهر في جميع وقائع الربيع العربي، من مناجاة ميدان التحرير في القاهرة لباراك اوباما، الى مناشدة ثوار ليبيا لحلف شمال الاطلسي في اللحظة الحرجة، الى مفارقات الوضع السوري الكثيرة في هذا الاطار، بين من يرفض التدخل الدولي قبل ان يطرحه احد، وبين من يستعجله بساعة ليست ساعة "العالم". واذا كان الانتفاض الشعبي لإطاحة نظام مومياقراطي قد بدأ في تونس، وسبقته عملية اهتزاز النظام العربي الاجمالي من خلال استقلال جنوب السودان عنه، الا ان الربيع العربي بحد ذاته بدأ في مصر، والثورة المصرية لا تزال محوره، وفيها اكثر من سواها يظهر الزمن الثوري بتعقيداته وصعوباته، خصوصاً الآن، حين يظهر ان هذا الربيع في خطر. في المجتمعات العربية الاخرى، وفي السنوات الماضية، كان الاحتقان من ظلم الحكام يجد التعبير عن نفسه بالهمس وفي نطاق ضيق. فقط في مصر كان هذا التعبير يترجم نفسه على نطاق اجتماعي واسع رغم سطوة الفرعونية الامنية. في المجال الخاص فقط، كان يمكن لكل تونسي او ليبي او سوري أن يفتح لك صدره. أما في مصر، فالنقمة الشعبية على حسني مبارك والحزب الوطني والمؤسسة القمعية كانت قد انتشرت بشكل هائل في المجال العام، وهذا فارق اساسي بين مصر والمجتمعات الاخرى. المجتمعات الاخرى كانت محكومة بطغاة، بعضهم غير فئوي وغير ايديولوجي ومتواضع في عنفيته (بن علي)، وبعضهم الآخر فئوي وايديولوجي وسفّاح بالوراثة (بشار الاسد). أما حسني مبارك الديكتاتور، فلم يكن طاغية، تحديداً لأنه كان على رأس دولة الاستبداد، الاستبداد الشرقي الذي يجعل شرعيته بديهية تماماً، بحكم كونه عريقاً في مصر، "منذ أيام الفراعنة". بإزاء هذا النموذج، استدعى سيد قطب في ظلمات سجنه في الخمسينيات والستينيات، ثنائية "موسى ضد فرعون"، في مواجهة نظام ثورة يوليو، التي سبق له ان اندفع لتأييدها بشدة، وشكل حلقة وصل بين ضباطها الاحرار وجماعة "الإخوان"، قبل الاصطدام النهائي وحادثة المنشية. اليوم، هذه الثنائية تتخذ لنفسها في مصر اشكالاً عدّة، وتشكّل العمق الديني للثورة المصرية، الامر الذي لا يختزل في هيمنة "التيار الديني" بالمعنى السياسي للكلمة. انه السؤال عن مصدر الشرعية. الفرعونية الامنية تقول ان صك توليتها امر وادي النيل هو منذ بدء التاريخ، وان خلع حاكم من الحكام ليس الا تجديدا لحيوية النموذج الفرعوني نفسه. في المقابل، في كل لحظة من لحظات احتدام الثورة المصرية، السؤال المفتاحي المباغت والمثابر يبقى: موسى أم فرعون؟

Anwar Abdel Malek -- a Major Inspiration for Said's Conception of Orientalism

Edward Said a) On the level of the position of the problem, and the problematic . . . the Orient and Orientals [are considered by Orientalism] as an "object" of study, stamped with an otherness -- as all that is different, whether it be "subject" or "object" -- but of a constitutive otherness, of an essentialist character.... This "object" of study will be, as is customary, passive, non-participating, endowed with a "historical" subjectivity, above all, non-active, non-autonomous, non-sovereign with regard to itself: the only Orient or Oriental or "subject" which could be admitted, at the extreme limit, is the alienated being, philosophically, that is, other than itself in relationship to itself, posed, understood, defined -- and acted -- by others. b) On the level of the thematic, [the Orientalists] adopt an essentialist conception of the countries, nations and peoples of the Orient under study, a conception which expresses itself through a characterized ethnist typology . . . and will soon proceed with it towards racism. According to the traditional orientalists, an essence should exist -- sometimes even clearly described in metaphysical terms -- which constitutes the inalienable and common basis of all the beings considered; this essence is both "historical," since it goes back to the dawn of history, and fundamentally a-historical, since it transfixes the being, "the object" of study, within its inalienable and nonevolutive specificity, instead of defining it as all other beings, states, nations, peoples, and cultures-as a product, a resultant of the vection of the forces operating in the field of historical evolution. Thus one ends with a typology-based on a real specificity, but detached from history, and, consequently, conceived as being intangible, essential-which makes of the studied "object" another being with regard to whom the studying subject is transcendent; we will have a homo Sinicus, a homo Arabicus (and why not a homo Aegypticus, etc.), a homo Africanus, the man-the "normal man," it is understood-being the European man of the historical period, that is, since Greek antiquity. One sees how much, from the eighteenth to the twentieth century, the hegemonism of possessing minorities, unveiled by Marx and Engels, and the anthropocentrism dismantled by Freud are accompanied by europocentrism in the area of human and social sciences, and more particularly in those in direct relationship with non-European peoples. [Anwar Abdel Malek, "Orientalism in C risis," Diogenes 44 (1963): 107-8] Abdel Malek sees Orientalism as having a history which, according to the "Oriental" of the late twentieth century, led it to the impasse described above. [97]

Anwar Abdel Malek

He is that Egyptian giant intellect who has delved in various cultures and religions, and who has gone beyond the traditional view of highly esteeming the West to look with respect to the East. He is the Egyptian encyclopedic writer Anwar Abdel Malek who took the Silk Road until China. He always had a deep vision, renewed thought and a spirit that does not accept defeat. He fought intellectual battles and faced challenges valiantly. And he was always proud of his being Egyptian, wishing his homeland look deeply beyond events and analyze beyond dimensions. When I was the ambassador in Vienna and the resident representative of the International Atomic Energy Agency in the mid-nineties, I was asked to invite a prominent figure to give a speech before the Egyptian International Festival in the Austrian capital. So I invited Dr. Malek, the Egyptian to the core, although he lived for years in Paris. He believed that modernity did not necessarily mean westernization, as the civilization of the East has a huge heritage that could support its future. And he impressed everyone in the Austrian capital when he talked about the past and the future in fluent English. When he asked me to look after his daughter with his Austrian wife who lives on the outskirts of Vienna, I felt a father’s love of his daughter, irrespective of distance. I remember when I was Director of the Institute of Diplomatic Studies in 1994 that Minister of Foreign Affairs Amr Moussa called to ask me if I read Dr. Malek’s articles on the Silk Road in Al-Mosawar magazine. I told him that I did, and that I invited him to give a lecture to the diplomats at the institute. The minister and I then kept talking about Dr. Malek’s intellectual status in Egypt and internationally. Dr. Malek has the depth of philosophers and a mix of the cultures and civilizations of the East and the West. Many of his friends - including myself - wanted him to hold a monthly salon in Cairo for us to learn from him. The most enthusiastic about the idea was Dr. Sadek Abdel Al of the Faculty of Medicine, who is also interested in the environment and in politics. I must say that Dr. Malek is not appreciated enough in his country, and that the new generations did not benefit enough from him, although he is willing to talk to all cultural circles. While Al-Ahram publishes his articles regularly, the Egyptian universities and the public and private media did not give him the hospitality that he deserves and that he never sought for. We must swim in the seas of the modern thought of that 80-year-old intellect, even if we would be swimming against the tide. History is driven by unconventional ideas like Dr. Malek’s that illuminate the paths of nations and peoples for the better. I call for honoring that man with awards and with memberships in the major cultural institutions of Egypt. He has worked hard to give his experience to the next generations. And Egypt has always remained the focus of his attention
Mounir Chafiq Mounir Chafiq (en arabe: منير شفيق - orthographié aussi Mounir Chafik ou Mounir Shafiq) est un homme politique et un intellectuel palestinien né en 1936 à Jérusalem. Il est coordinateur du Congrès nationaliste islamique. Biographie Né dans une famille chrétienne palestinienne, Mounir Chafiq est un ancien militant du Fatah palestinien et membre du Conseil de planification de l’OLP. Dans les années 1970, il est connu pour être un dirigeant de la gauche nationaliste palestinienne et arabe. Réfugié au Liban, il participe, avec des militants libanais et palestiniens, à la création de la Brigade étudiante du Fatah, d’inspiration maoïste, en 1973. L’organisation s’implanta fortement au sud- Liban, pendant les années de la guerre civile libanaise. Suite au débat et à l’évolution interne de la Brigade étudiante du Fatah, il se convertit à l’Islam à la fin des années 1970. Cette conversion n’est pas isolée, mais participe d’un mouvement collectif au sein de la Brigade. Par la suite, il tenta avec l’accord du numéro deux du Fatah, Abou Jihad, de coordonner les activités d’un groupe islamique au sein du Fatah. Il a surtout une influence intellectuelle sur le Jihad islamique palestinien. Actuellement, Mounir Chafiq est coordinateur du Congrès nationaliste islamique, qui réunit et coordonne la majorité des organisations nationalistes arabes et islamiques du monde arabe. Publications en langue française Mounir Chafiq a publié de nombreux ouvrages en langue arabe. Ont été traduits en français : • L’Islam en lutte pour la civilisation, Al-Bouraq, 1992 • L’Islam et les défis du monde contemporain, Al-Bouraq, 1995

ادوارد سعيد يتذكر حنا ميخائيل (أبو عمر) (1935-1976)

التقيته للمرة الأولى في أواخر الخمسينات في الولايات المتحدة، كنت طالبا في جامعة برنستون، فيما كان طالبا (من عمري نفسه) في كلية هافرفورد، وهي معهد مرموق للدراسات العليا تابع لطائفة "الكويكرز" تبعد حوالي خمسين ميلا عن برنستون. قدم إلى هافرفورد من رام الله حيث كان قد تخرج من مدرسة "الفرندز"، بينما تخرجت أنا من مدرسة داخلية أمريكية وقبل ذلك من كلية فكتوريا في مصر. كان حنا يدرس الكيمياء وكنت أدرس الآداب. وأعجبت فورا بتواضعه الجم وتهذيبه، إضافة إلى عقله الوقاد.في تلك الأيام لم يكن أيا منا مهتما بالسياسة، كانت رام الله جزأ من المملكة الأردنية الهاشمية، وكان العالم العربي آنذاك واقعا تحت تأثير جمال عبد الناصر الذي تضمنت دعوته القومية العربية نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المسلوبة، إلا أنها لم تؤكد على الطبيعة الخاصة لهذا النضال. كلا هذين الإطارين لم يثيرا اهتمامنا. وبعد حصولنا على شهادة البكالوريوس أصبحنا معا طالبي دراسات عليا في هارفارد. أذكر أنني رأيته هناك خلال الستينات، واذكر أيضا انه ابلغني بتغيير موضوع دراسته من الكيمياء إلي دراسات الشرق الأوسط (أصبح طالبا تحت إشراف المستشرق البريطاني الشهير جيب، الذي كان انتقل لتوه من أكسفورد إلى هارفارد)أنا شخصيا لم أكن معنيا بميدان الشرق الأوسط- إذ انصب اهتمامي على الانكليزية والأدب المقارن-، لكن اذكر أن حنا وصف تغيير موضوع دراسته باعتباره ضروريا لشخص مثله كان بحاجة لمعرفة المزيد عن التقاليد التاريخية لشعبه وتراثه. في عام 1965 أو 1966 شاهدته في نيويورك، كان يدرس العربية في برنستون، وكان طلق لتوه زوجته الأمريكية، كانت لقاءاتنا آنذاك متباعدة حيث كنت أعيش في نيويورك بينما كان حنا يزورها بصورة متقطعة. بعد 1967 انقطع الاتصال بيننا، بالرغم من أنني علمت من صديق مشترك أن حنا كان انتقل إلى جامعة واشنطن في سياتل ليصبح أستاذا مساعدا في دراسات الشرق الأوسط هناك. لم أره ثانية حتى صيف 1970. ومثل كل عربي من جيلي أصبت بصدمة عميقة إثر حرب 1967، وجرني ظهور "حركة المقاومة الفلسطينية" كما كانت تعرف في حينه، إلى النشاط السياسي، في آب (أغسطس) 1970 سافرت إلى الأردن كي أرى بنفسي ما حل بحركتنا. كما كان ناصر من أقربائي البعيدين وصديقا جيدا، وكان هو الذي مكنني من الاتصال برفاق عديدين في الحركة عندما وصلت إلى عمان كان حنا من بينهم بالطبع (كلاهما من رام الله ). لم أكن مستعدا لاستيعاب التحول الذي طرأ على صديقي الوديع وحتى المسالم، الذي أصبح الآن نصيرا متفرغا وعضوا في فتح مسئولا إعلاميا فعالا كلف بالاهتمام بالصحافيين والزوار الآخرين من الخارج. الشيء الرئيسي الذي كان عظمة وسخاء، مبادرته بالذهاب إلى عمان في المقام الأول، كان يحمل شهادة الدكتوراه من هارفارد ولديه منصب أكاديمي مضمون في الولايات المتحدة تخلى عن هذا كله واستعاض عنه بمستقبل مجهول، ناهيك بالمخاطر التي تحيط بموقع التطوع في حركة شعبية لما تنطلق بعد، وكانت تفتقد لمقومات الأمان وسط بيئة عربية، متفجرة ومعادية، ووضعت لنفسها فوق كل ذلك هدفا يكاد يكون جنونيا وهو تحرير فلسطين. لن ألمس قط أي تردد من جانبه في شأن قراره بالعودة، لم يشر إطلاقا إلى ما تركه وراءه، واعطاني دائما الانطباع بالتزام متين لرجل حدد مسار حياته وفق المبادئ الرائعة لتحرير وتنوير شعبه التي لم يحد عنها إطلاقا. منذ ذلك الوقت ظل مناضلا في صفوف فتح ، ولكنني لم أسمعه يوما ينبس بكليشهات سخيفة أو بأدنى تبجح. بمرور الوقت أصبح حنا ميخائيل يتمتع بسلطة ومكانة كبيرتين داخل الحركة، ولكن بخلاف كثير من نظرائه لم يسئ إلى مرؤوسيه ولم يتعال عليهم بمرتبته وإنجازاته المتفوقة. على غرار كمال ناصر، انحدر ميخائيل من خلفية مسيحية، وهو ما أشاطره إياه، وعند التفكير بالمسألة أجد أن ثلاثتنا تلقينا تعليما متباينا للغاية، وجئنا إلى النضال الفلسطيني من منطلقات متباعدة تماما. كمال كان بعثياً في الأصل، بينما كان حنا خريج "الكويكرز" وباحثا في شؤون الشرق الأوسط، أما أنا فكنت غربياً تقريباً في تعليمي ومعرفتي. لكن لم يشعر أحد منا بأننا أعضاء في أقلية، بالرغم من أننا كنا كذلك بالطبع. كلٌ منا بطريقته الخاصة اعتبر أن تراثه عربي-إسلامي و أن منظوره الثقافي أممي. كانت فلسطين هدفاً تحريرياً و ليست حركة محلية من أجل حكم ذاتي بلدي تحت وصاية أجنبية. نظرنا إليها باعتبارها جزءاً عضوياً في إطار حركات التحرر في العالم الثالث- علمانية و ديمقراطية و ثورية. كان حنا، على سبيل المثال، باحثاً في الفكر الإسلامي العربي. ووفر ذلك بالنسبة له استمرارية تراثية للأجيال اللاحقة من العرب كي ينطلقوا من جديد في مساعيهم لتحقيق الانبعاث الوطني والحرية. من جهة أخرى، لم يشعر أحدنا إلا بالفخر حيال خلفياتنا العائلية والطائفية التي ربما جعلتنا نبدو مختلفين بالمقارنة مع الكثيرين من زملائنا الفلسطينيين. لكن بالنسبة لنا نحن الثلاثة كانت المجتمعات المسيحية التي خرجنا منها بمثابة عناصر من الفسيفساء أكبر من حركات عربية وإسلامية ومنتمية إلى العالم الثالث ومعادية للاستعمار، كنا فخورين بأن نكون جزءاً منها، قد يختلف عنها و لكنه غير منفصل أبداً. كان حنا و كمال يثيران إعجابي دائماً، أنا الذي أكتب العربية و أقرأها بطريقة عادية، بفصاحة لغتها و وضوحها، مما يجعلني أسعى مذذاك إلى محاكاتهما. وقفت إلى جانب حنا في اجتماع جماهيري في عمان قبل "أيلول الأسود" مباشرةً. كان عرفات يخطب من شرفة منزل صغير معلناً "أننا" رفضنا "مشروع روجرز"، و أن القوات العراقية في الأردن التي يبلغ قوامها 15 ألف جندي أكدت للتو التزامها بالوقوف "معنا". أخذني حنا لملاقاة عرفات فور انتهاء خطابه، لكنه كان محاطاً بعدد كبير من الأشخاص مما حال دون التحدث بأكثر من التحايا الروتينية التي تسمح بها العادة مثل هذه المناسبات. إلا أنني أتذكر بوضوح شعور حنا بالانزعاج في وجود عرفات. أعتقد أن كلينا أحس بقوة أسلوبه الخطابي الميلودرامي، لكننا شعرنا أيضاً أنه بالرغم من قدرته على التحدث بلغة التحرر، فإنه كان ممثلاً عظيماً و سياسياً متفوقاً لا تربطه بالحقيقة إلا علاقة ٌ واهيةُ. لم تقدم القوات العراقية أي مساعدة، بالطبع.في الفترة 1972 إلى 1973 أمضيت سنتي الأكاديمية في إجازة دراسية في بيروت حيث كنت ألتقي كثيراً بحنا، الذي بدأت أعرفه باسم "أبو عمر" بصفته مسؤولاً عن الاتصالات بالطلبة والصحافيين وشرائح متنوعة من الشعب الفلسطيني في لبنان الذي أخذ بالتوسع. لم أعرف قط أين مسكنه و لم أزره هناك، كما لم أعرف الكثير عن حياته الشخصية إلا في وقت لاحق. خلال كل تلك السنوات قبل وفاته في 1976، بدا لي غارقاً تماماً في دوره كمسؤول سياسي في الحركة. و أثار إعجابي زهده المتناهي في الملبس ونمط الحياة. ازداد سمنةً بعض الشيء، إلا أنني لم أره يلبس أي شيء سوى البزة الكاكية. ولم يقد سيارة قط، ولم يستخدم في سلوكه إلا أسلوب الحديث البسيط البعيد عن التكلف تماماً. كان دائما يحرص على الإنصات، وحده بين رفاقي الفلسطينيين كان عندما يسألني عن التطورات في الولايات المتحدة ينتظر فعلاً أن أجيب. في العادة عندما كان يواجه إلي السؤال نفسه من قبل بعض المثقفين و "الأبوات" الآخرين كنت، كنت أنا الذي أضطر إلى الإنصات إلى محاضرة لمدة 90 دقيقة حول ما يحدث في الولايات المتحدة، معظمها ملتقط من مجلة تايم وبورصة الإشاعات في بيروت. أتذكر لأنني تحدثت مع حنا عن الحركة المناهضة للحرب في فيتنام، وعن نعوم تشو مسكي وآخرين ممن كان يحترم أعمالهم، وعن التطورات في المجتمع الصناعي- العسكري. أعتقد أنه كان أصبح حينئذ ماركسيا، ولكن كم كان يختلف عن زملائه في الحركة التقدمية! كانت مفرداته مليئة بالملاحظات عن المعاناة الإنسانية للبشر عن الحرمان والنبل، عن المأساة والأمل، عن العجز والتفاؤل. حادثتان في بيروت لا تزالان راسختين بوضوح خاص في ذاكرتي. غالبا ما كان حنا يزورني في غرفتي الصغيرة التي كنت استخدمها في منزلي كمكتب. وبينما كنا جالسين نراجع نبأ آخر غارة إسرائيلية على النبطية، عندما أنزلت طائراتهم الأمريكية الرعب والعقاب بالمدنيين الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء، كنت منزعجاً جداً من وحشية أعدائنا إلى حد أنني سألته: "هل تشعر بأي كره إزاءهم"؟ لم أصب قط بمثل ذلك الذهول، أولا عندما عبر عن استغرابه لسؤالي وثانياً عندما قال "كلا"، لا أعتقد أن في أمكاني ذلك. رأيت في لحظة واحدة أمرين: رقته بالجوهر كإنسان ومدى تفوق حنكته السياسية علي. كان قد ربط بحركة تقيه من المشاعر العابرة التي لا تنفع كثيراً في النهاية، كي يمكن أن تتطور عوضاً عن ذلك فلسفة والتزام سياسيان بعيدا المدى. علمتني إجابة حنا هذه الكثير عن التفاني والصبر. الحادثة الثانية وقعت في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) 1972. كنت في المنزل مع عائلتي عندما رن الهاتف في وقت متقدم ليلاً. كان المتحدث حنا يسألني إذا كان في إمكانه أن يأتي مصطحبا جان جينيه للقائي، في البداية أعتقدت أنه يمزح لأن جينيه بالنسبة لي من عمالقة الأدب المعاصر، واحتمال أن يقوم بزيارتي كان مثل احتمال أن يزورني بروست أوتوماس مان. قال حنا: "كلا،أنا جاد. هل يمكننا المجيء الآن؟". حضرا بعد 15 دقيقة، وبقيا ساعات عدة. كتبت في أماكن أخرى عما قاله جينيه وفعله خلال تلك الفترة‘ لكن دور حنا يحتاج إلى شيء من التعليق هنا. من الواضح من "السجين العاشق" (le captif amoureux )- كتاب جينيه حول حبه للفلسطينيين الذي نشر بعد وفاته- أن " أبو عمر" كان يمثل شخصية بالغة الأهمية بالنسبة إليه كدليل وصديق ومؤتمن موضع ثقة. لم تكن لغته الفرنسية ممتازة لكنها كانت تفي بالغرض. وبينما رحت أتبادل الأحاديث مع جينيه تلك الليلة ، كان حنا يجلس هادئا في الظل ، يعلق بين حين وأخر، ويجيب على تساؤلاتنا مطلقا ضحكته على إحدى ملاحظات جينيه الثاقبة. لم يقحم نفسه قط في النقاش، لكنه ظل متواجدا بصبر وتواضع واقتدار. يبدو أن جينيه أحس بأن حنا، على غرار كثير من الفلسطينيين الذين صادقهم، كان يمثل نوعا من النقاوة وحتى لامبالاة شخصية غير أنانية كانت بالنسبة للكاتب الفرنسي العظيم تجسد جوهر الثورة الفلسطينية، بمرحها الرائع وقوتها الداخلية المذهلة ومثلها الجميلة. تملكتني تلك المشاعر نفسها تماما إزاء حنا عندما جلس هناك مع جينيه. وأبلغني لاحقا أنه أعجب بجينيه بسبب نفاذ بصيرته الشعرية إزاء " أعمالنا"، ولإحساسه بأن ذلك أكثر غنى من تحليل سياسي أكاديمي جاف. بجلوسه هناك كما فعل – ولو أن لقائي مع جينيه ما كان سيتم لولا حنا- جسد أبو عمر المبادئ السائدة السخية وغير التقليدية للثورة الفلسطينية. كانت لحظة إستناره بالنسبة إليّ . بعد أن بدأت الحرب الأهلية اللبنانية التقيت بحنا في بيروت بصورة متقطعة فقط، لكن بقينا دائما على اتصال وثيق. وبصفته رئيسا لطائفة الكويكرز في لبنان، رعى والد زوجتي إميل قرطاس حفل زواج بسيطا بين حنا وجهان الحلو وفق طقوس الكويكرز (كما يقضي القانون اللبناني)، وجمعتنا هذه المناسبة معا في بضع مناسبات اجتماعية. أدركت حينها أيضا كيف أن حنا بدأ ببطء يجمع حوله جماعة من أعضاء فتح المتماثلين في الرأي (كانت فتح بالنسبة إليه الحركة الوحيدة التي يمكن أن ينتمي إليها لأنها، حسب ما قاله لي ذات مرة، واسعة بما يكفي لتمثيل الجميع) الذين كانوا مستائين من الاتجاه السياسي للقوى المسيطرة. كان حنا مناهضا لانتهاك السلطة، ومناهضا للإنفاق التبذيري ونمط الحياة المبهرج، وكان من بين الأوائل الذين حذروا من النفوذ السيئ للبترو دولار. ورفض بعد ذلك بوقت قصير أن تكون له أي علاقة بالصحافيين والشخصيات الأجنبية ، معتبرا أن مهمته تكمن في إعادة تثقيف "نا" وقد حافظ على أسلوبه المتروي والجذاب والمتواضع لمعلم موهوب بحق لم يكن يلجأ إلى التلقين أو التوبيخ. لكنه عبر بلا كلل عن إيمانه بمبادئ الكفاح الشعبي والتحول الثوري التي كانت حاسمة لأي نصر فلسطيني حقيقي. أذكر ذات مرة أنه شكى لي حماقة التورط الفلسطيني في الشؤون اللبنانية، وكانت نبوءته صادقة لأن ذلك التورط أدى في النهاية إلى كارثة 1982. لكنه نظر أيضا بعدم ثقة إلى السياسات العربية التقليدية، التي كانت السياسة الفلسطينية أصبحت نسخة مبتذلة عنها. وأكثر من أي شيء احتقر عبادة البندقية وعبادة الفرد أدرك أنها تمنح إحساسا سطحيا وفوريا بالرضا، لكنها كانت تستغل بسهولة بالغة من قبل العناصر الانتهازية وغير المبدئية. خلال الأشهر التي سبقت وفاته أثار إعجابي كيف أن أفكار المعرضة انتشرت داخل فتح في بيروت. أخبرني عن رحلة قام بها إلى فيتنام الشمالية وكيف أنها عززت اقتناعه بالتفاني المتسم بنكران ألذات وبالتنظيم والانضباط الدقيق. بدأت أيضا أحدس- ليس لدي أي معلومات أعتمد عليها بإستثاء الأدلة غير القاطعة بعض الشيء من أصدقاء له- بأنه أخذ يثير قلق القيادة بمعارضته الجدية وتأثيره المتزايد على أولئك الذين كانوا يعملون معه. يجب أن أقول بكل أمانة وأسى أن اختفاءه المشئوم ثم وفاته اللاحقة في 1976 بدت لي بأنها كانت مواتية جدا لتلك العناصر في فتح التي وجدت أن المعارضة للمناورة السياسية والمحسوبية ولوي المبادئ تتجسد في صورة مزعجة تماما في سلوك حنا وفكره. جاء اختفاؤه بينما كان في ما يبدو أنها مهمة خُطط لها بصورة حمقاء للتوجه في قارب صغير وبدون حراسة من بيروت إلى طرابلس في مياه كانت تجوبها باستمرار دوريات تابعة للقوات الإسرائيلية ومليشيا الكتائب، نتيجة لتخطيط سيء للغاية وقدر كبير من الاستهتار غير المقبول. ولسنوات بعد النهاية المأساوية لحياته، غالبا ما فكرت بأن تلك الرحلة المشئومة حرمت الحركة الفلسطينية من واحد من أكثر كوادرها مبدئية وإنسانية. لذا لم يكن غريبا إن كثيرا من أصدقائه، وخصوصا زوجته الشجاعة جهان، رفضوا أن يقبلوا بحقيقة سقوطه في الأسر كشيء نهائي، وليس غريبا أن الكثيرين منا كانت لديهم مصلحة في إبقاء جذوة الأمل في إطلاقه وعودته. لكن يبدو لي أن حياته التي انتهت مبكرا بصورة مفجعة تكتسب حاليا أهمية أكبر. فحنا ميخائيل ليس بين المنتصرين في مسيرة السلام الحالية. ورفاقه في لبنان وأماكن أخرى لا يزالون في المنافي. والأسوأ من كل ذلك، في رأيي، أن الأفكار والمبادئ التي عاش ومات من أجلها، مبادئ التحرر الإنساني والتعايش الكريم بين العرب واليهود، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية للرجال والنساء ، كلها وضعت في حال انحسار مؤقت ليس فقط بسبب لامبدئية حزب العمل الإسرائيلي، بل وبسبب تخلي الحركة ذاتها التي انتمى إليها عن المواقف المبدئية. إن فئة سائدة جديدة في الحركة تشدد على واقعية وبرغماتية تدعو الآن إلى صداقة غير مشروطة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تمنح إسرائيل 5 بلايين دولار سنويا ولا تزال تعارض تقرير المصير للفلسطينيين كما يفهم هذا التعبير في أي مكان أخر في العالم. وما هو أخطر من ذلك، أن هذه الفئة السائدة تعتقد بأن الصفقات بين كبار الممولين هي أفضل ل "الشعب" من جهود الشعب ذاته. تركزت حياة حنا ميخائيل كلها على راديكالية ثاقبة، لا تقنع بالكليشهات المبتذلة للسياسة كمشاريع أعمال، ولا تقتنع بالشعارات الفارغة للديماغوجية الاحتفالية، وتزدري ضعف الكفاءة والمحاباة. لقد ايد حنا ميخائيل المبادئ والمثل ليست كأفكار تجريدية وهمية، بل كتجليات ملموسة في الحياة اليومية، بين رجال ونساء عاديين، للعربي واليهودي على السواء. وعند استذكار حنا كصديق وشخصية تاريخية في الكفاح من أجل الحرية والمعرفة الإنسانية، نحتاج للقبول بما يعتبره فالتر بنيامين مهمة المؤرخ، وهي حسب قوله أن يفصل المرء نفسه عن ما يُدعى بمسيرة التقدم، وأن يقدم بعدئذ تاريخا مغايرا للاتجاه الرئيسي الذي يبدو منتصرا. كان حنا ميخائيل مفكرا بحق. ما ذكرته عنه ليس وصفا عاطفيا أو مبالغا فيه. فقد احتفظ دائما بتواضعه وبساطته الأصيلة المستمدة من الكويكرز. لكن كما ينبغي أن يكون عليه المفكر، عاش وفقا لأفكاره ولم يفصل قيمه الديمقراطية والعلمانية لتناسب سادة جددا ومناسبات جديدة. وبالنسبة لكل فلسطيني اليوم، و في تناقض صارخ مع التنازل الكبير و الاستسلام المذل لزعمائنا، يمثل حنا ميخائيل نموذجاً لدور متميز، رجلاً لم يحط من شأن نفسه أو شعبه. لماذا؟ لأنه عاش أفكاره و مات في سبيلها. هكذا بهذه البساطة. و بالمثال الذي ضربه يعطي حنا درساً لأولئك الذين بقوا على قيد الحياة بعده.

حنا ميخائيل "أبو عمر"

• وُلِدَ حنا ميخائيل في 24 تشرين أول عام 1935 في مدينة رام الله • أتمّ حنا تعليمه في مدرسة الفرندز (الكويكرز) وحصل عام 1952 على منحةٍ دراسية من كلية هافرفورد في الولايات المتحدة حيث درسَ الكيمياء وأكمل دراسته العليا في جامعة هارفارد ونال الدكتوراه في العلوم السياسية وكتب أطروحته عن "الماوردي: الفكر السياسي في الإسلام". • بدأ حنا بتدريس العلوم السياسية في جامعة برنستون. ثم انتقل إلى جامعة واشنطن وكان أستاذا مميزا أثر على العديد من تلاميذه الذين فهموا من خلاله القضايا العربية والقضية الفلسطينية. • ترك حنا الولايات المتحدة عام 1969 وذهب إلى عمان لينضم للثورة الفلسطينية. وأصبح يعرف باسمه الحركي أبو عمر . اشرف على تنظيم جهاز الإعلام المركزي في عمان ومتابعة الاتصالات الخارجية مع الشخصيات والقوى في أوروبا الغربية، حيث ساهم بتأسيس لجان الصداقة وشبكة من الاتصالات كما شارك بإقامة الندوات والمهرجانات. وساهم أبو عمر بفعالية في برنامج تثقيف الأشبال (اليافعين) وفي جهاز "التفويض السياسي" المختص بتعبئة وتثقيف المناضلين. • أصبح أبو عمر عضو هيئة المحلفين في "محكمة راسل الدولية الثانية للسلام المتعلقة بأمريكا اللاتينية" والعضو العربي الوحيد فيها 1971- 1976. • انتقل أبو عمر إلى بيروت عام 1971 وعمل في "مركز الأبحاث الفلسطيني " وفي هيئة تحرير "شؤون فلسطينية " كما انضم إلى هيئة إدارة "مركز التخطيط الفلسطيني " وقد ترك العديد من الكتابات عن العمل الثوري والقضية الفلسطينية. • تزوج أبو عمر عام 1972 من جهان حلو. • أعطى أبو عمر الأولوية للعمل التنظيمي والتعبوي في داخل الأرض المحتلة، أصبحَ عضواً في لجنة قيادة لبنان عام 1973 مسؤولا عن شؤون المرأة والطلاب. • في أوج الحرب الأهلية اللبنانية ( 20 تموز1976) اهتزّت المقاومة الفلسطينية لخبر اختفاء أبو عمر مع تسعة من كوادر المقاومة وإثنين من البحارة.

غسان كنفاني

غسان كنفاني (عكا 9 ابريل 1936 - بيروت 8 يوليو 1972) روائي وقاص وصحفي فلسطيني تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في 8 يوليو 1972 عندما كان عمره 36 عاما بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. كتب بشكل أساسي بمواضيع التحرر الفلسطيني، وهو عضو المكتب السياسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. في عام 1948 أجبر وعائلته على النزوح فعاش في سوريا كلاجئ فلسطيني ثم في لبنان حيث حصل على الجنسية اللبنانية. أكمل دراسته الثانوية في دمشق وحصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. في ذات العام تسجّل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق ولكنه انقطع عن الدراسة في نهاية السنة الثانية، انضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه إليها جورج حبش لدى لقائهما عام 1953. ذهب إلى الكويت حيث عمل في التدريس الابتدائي، ثم انتقل إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية (1961) التي كانت تنطق باسم الحركة مسؤولا عن القسم الثقافي فيها، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة (المحرر) اللبنانية، وأصدر فيها(ملحق فلسطين) ثم انتقل للعمل في جريدة الأنوار اللبنانية وحين تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 قام بتأسيس مجلة ناطقة باسمها حملت اسم "مجلة الهدف" وترأس غسان تحريرها، كما أصبح ناطقا رسميا باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. تزوج من سيدة دانماركية (آن) ورزق منها ولدان هما فايز وليلى. أصيب مبكرا بمرض السكري. بعد استشهاده، استلم بسام أبو شريف تحرير المجلة. خرج أبوه من أسرة عادليامن أسر عكا وكان الأكبر لعدد غير قليل من الأشقاء، وبما أن والده لم يكن مقتنعاً بجدوى الدراسات العليا فقد أراد لإبنه أن يكون تاجراً أو كاتباً أو متعاطياً لاى مهنة عادية ولكن طموح الابن أبي عليه إلا أن يتابع دراسته العالية فالتحق بمعهد الحقوق بالقدس في ظروف غير عادية. صفر اليدين من النقود وحتى من التشجيع فما كان عليه إلا أن يتكل علي جهده الشخصي لتأمين حياته ودراسته فكان تارة ينسخ المحاضرات لزملائه وتارة يبيع الزيت الذي يرسله له والده ويشترى بدل ذلك بعض الكاز والمأكل، ويشارك بعض الأسرفي مسكنها، إلى أن تخرج كمحام. وعاد إلي عكا ليتزوج من أسرة ميسورة ومعروفة ويشد رحاله للعمل في مدينة يافا حيث مجال العمل أرحب وليبني مستقبله هناك. وكافح هناك وزوجته إلى جانبه تشد أزره وتشاركه في السراء والضراء ونجح وكان يترافع في قضايا معظمها وطني خاصة أثناء ثورات فلسطين واعتقل مرارا كانت إحداها بإيعاز من الوكالة اليهودية. وكان من عادة هذا الشاب تدوين مذكراته يوماً بيوم وكانت هذه هي أعز ما يحتفظ به من متاع الحياة وينقلها معه حيثما حل أو إرتحل، وكثيراً ما كان يعود إليها ليقرأ لنا بعضها ونحن نستمتع بالاستماع إلى ذكريات كفاحه، فقد كان فريدا بين أبناء جيله، وكان هذا الرجل العصامي ذو الآراء المتميزة مثلاً لنا يحتذى. هذا هو والد غسان كنفاني الذي كان له بدون شك أثر كبير في حياة ثالث أبنائه غسان. هو الوحيد بين أشقائه ولد في عكا، فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الاجازة والأعياد في عكا، ويروى عن ولادته أن امه حين جاءها المخاض لم تستطع أن تصل إلى سريرها قبل أن تضع وليدها وكاد الوليد يختنق بسبب ذلك وحدث هذا في التاسع من نيسان عام 1936. كان من نصيب غسان الالتحاق بمدرسة الفرير بيافا وكان يحسد لانه يدرس اللغة الفرنسية زيادة عما يدرسه غيره. ولم تستمر دراسته الابتدائية هذه سوى بضع سنوات. فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا وهو الحي الملاصق لتل أبيب وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود التي بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين. لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا، أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47 إلى ان كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948 حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا. بقي المهاجرون خارج عكا على تل الفخار (تل نابليون) وخرج المناضلون يدافعون عن مدينتهم ووقف رجال الأسرة أمام بيت جدنا الواقع في اطراف البلد وكل يحمل ما تيسر له من سلاح وذلك للدفاع عن النساء والاطفال إذا اقتضى الامر. ومما يذكر هنا ان بعض ضباط جيش الانقاذ كانوا يقفون معنا وكنا نقدم لهم القهوة تباعاعلما بان فرقتهم بقيادة أديب الشيشكلي كانت ترابط في أطراف بلدتنا. وكانت تتردد على الأفواه قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا التي لجأ أهلها إلى عكا وكانت الصور ما تزار ماثلة في الأذهان. في هذا الجو كان غسان يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري. استمرت الاشتباكات منذ المساء حتي الفجر وفي الصباح كانت معظم الاسر تغادر المدينة وكانت أسرة غسان ممن تيسر لهم المغادرة مع عديد من الأسر في سيارة شحن إلى لبنان فوصلوا إلى صيدا وبعد يومين من الانتظار استأجروا بيتاً قديما في بلدة الغازية قرب صيدا في اقصي البلدة علي سفح الجبل، استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوما في ظروف قاسية إذ أن والدهم لم يحمل معه الا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها في بناء منزل في عكا وآخر في حي العجمي بيافا وهذا البناء لم يكن قد إنتهي العمل فيه حين إضطروا للرحيل. من الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق حيث استقر بهم المقام في منزل قديم من منازل دمشق وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية من مراحل حياة الأسرة. غسان في طفولته كان يلفت النظر بهدوئه بين جميع إخوته وأقرانه ولكن كنا نكتشف دائماً أنه مشترك في مشاكلهم ومهيأ لها دون أن يبدو عليه ذلك. بعدها تحسنت أحوال الأسرة وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في تصحيح البروفات في بعض الصحف وأحياناً التحرير واشترك في برنامج فلسطين في الاذاعة السورية وبرنامج الطلبة وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية. وكانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده شقيقته التي كان لها في هذه الفترة تأثير كبير علي حياته. وأثناء دراسته الثانوية برز تفوقه في الادب العربي والرسم وعندما انهى الثانوية عمل في التدريس في مدارس اللاجئين وبالذات في مدرسة الاليانس بدمشق والتحق بجامعة دمشق لدراسة الادب العربي وأسند اليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي وكان معظم ما عرض فيه من جهد غسان الشخصى. وذلك بالإضافة إلى معارض الرسم الاخري التي أشرف عليها. وفي هذا الوقت كان قد انخرط في حركة القوميين العرب ووقد كان غسان يضطر أحيانا للبقاء لساعات متأخرة من الليل خارج منزله مما كان يسبب له احراجا مع والده الذي كان يحرص علي انهائه لدروسه الجامعية وأعرف أنه كان يحاول جهده للتوفيق بين عمله وبين اخلاصه ولرغبة والده. في أواخر عام 1955 التحق للتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه. وفترة اقامته في الكويت كانت المرحلة التي رافقت إقباله الشديد والذي يبدو غير معقول على القراءة وهي التي شحنت حياته الفكرية بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم لا يصدق. كان يقول انه لا يذكر يوماً نام فيه دون أن ينهي قراءة كتاب كامل أو ما لا يقل عن ستماية صفحة وكان يقرأ ويستوعب بطريقة مدهشة. وهناك بدأ يحرر في إحدي صحف الكويت ويكتب تعليقا سياسياً بتوقيع "أبو العز" لفت اليه الانظار بشكل كبير خاصة بعد أن كان زار العراق بعد الثورة العراقية عام 1958 على عكس ما نشر بأنه عمل بالعراق. في الكويت كتب أيضاً أولي قصصه القصيرة "القميص المسروق" التي نال عليها الجائزة الأولي في مسابقة أدبية. ظهرت عليه بوادر مرض السكري في الكويت أيضاً وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التي ولدت في كانون الثاني عام 1955. فأخذ غسان يحضر للميس في كل عام مجموعة من أعماله الأدبية والفنية ويهديها لها وكانت هي شغوفة بخالها محبة له تعتز بهديته السنوية تفاخر بها أمام رفيقاتها ولم يتأخر غسان عن ذلك الا في السنوات الأخيرة بسبب ضغط عمله. وفي عام 1960 حضر غسان إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية كما هو معروف. غسان الزوج بيروت كانت المجال الأرحب لعمل غسان وفرصته للقاء بالتيارات الأدبية والفكرية والسياسية. بدأ عمله في مجلة الحرية ثم أخذ بالإضافة إلى ذلك يكتب مقالاً اسبوعيا لجريدة "المحرر" البيروتية والتي كانت ما تزال تصدر أسبوعية صباح كل إثنين. لفت نشاطه ومقالاته الانظار اليه كصحفى ومفكر وعامل جاد ونشيط للقضية الفلسطينية فكان مرجعاً لكثير من المهتمين. عام 1961 كان يعقد في يوغوسلافيا مؤتمر طلابي اشتركت فيه فلسطين وكذلك كان هناك وفد دانمركي. كان بين أعضاء الوفد الدانمركي فتاة كانت متخصصة في تدريس الأطفال. قابلت هذه الفتاة الوفد الفلسطيني ولاول مرة سمعت عن القضية الفلسطينية. واهتمت الفتاة اثر ذلك بالقضية ورغبت في الاطلاع عن كثب على المشكلة فشدت رحالها إلى البلاد العربية مرورا بدمشق ثم إلى بيروت حيث أوفدها أحدهم لمقابلة غسان كنفاني كمرجع للقضية وقام غسان بشرح الموضوع للفتاة وزار واياها المخيمات وكانت هي شديدة التأثر بحماس غسان للقضية وكذلك بالظلم الواقع على هذا الشعب. ولم تمض على ذلك عشرة أيام الا وكان غسان يطلب يدها للزواج وقام بتعريفها علي عائلته كما قامت هي بالكتابة إلى أهلها. وقد تم زواجهما بتاريخ 19/10/1961 ورزقا بفايز في 24/8/1962 وبليلي في 12/11/1966. بعد أن تزوج غسان انتظمت حياته وخاصة الصحية إذ كثيراً ما كان مرضه يسبب له مضاعفات عديدة لعدم انتظام مواعيد طعامه. عندما تزوج غسان كان يسكن في شارع الحمراء ثم انتقل إلى حى المزرعة، ثم إلى مار تقلا أربع سنوات حين طلب منه المالك اخلاء شقته قام صهره بشراء شقته الحالية وقدمها له بايجار معقول. وفي بيروت اصيب من مضاعفات السكري بالنقرس وهو مرض بالمفاصل يسبب آلاماً مبرحة تقعد المريض أياماً. ولكن كل ذلك لم يستطع يوماً أن يتحكم في نشاطه أو قدرته على العمل فقد كان طاقة لا توصف وكان يستغل كل لحظة من وقته دون كلل. وبرغم كل انهماكه في عمله وخاصة في الفترة الأخيرة إلا أن حق بيته وأولاده عليه كان مقدساً. كانت ساعات وجوده بين زوجته وأولاده من أسعد لحظات عمره وكان يقضى أيام عطلته (اذا تسنى له ذلك) يعمل في حديقة منزله ويضفي عليها وعلى منزله من ذوق الفنان ما يلفت النظر رغم تواضع قيمة موجوداته. غسان القضية أدب غسان وإنتاجه الادبي كان متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعاً عاشه أو تأثر به. "عائد إلى حيفا" وصف فيها رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا وقد وعي ذلك وكان ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية. "أرض البرتقال الحزين" تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية. "موت سرير رقم 12" استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض. "رجال في الشمس" من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت واثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها هي تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين في تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق. في قصته "ما تبقي لكم" التي تعتبر مكملة "لرجال في الشمس" يكتشف البطل طريق القضية، في أرض فلسطين وكان ذلك تبشيراً بالعمل الفدائي. قصص "أم سعد" وقصصه الأخرى كانت كلها مستوحاة من أشخاص حقيقيين. في فترة من الفترات كان يعد قصة ودراسة عن ثورة فلسطين 1936 فأخذ يجتمع إلى سكان المخيمات ويستمع إلى ذكرياتهم عن تلك الحقبة والتي سبقتها والتي تلتها وقد أعد هذه الدراسة لكنها لم تنشر (نشرت في مجلة شؤون فلسطين) أما القصة فلم يكتب لها ان تكتمل بل اكتمل منها فصول نشرت بعض صورها في كتابه "عن الرجال والبنادق". كانت لغسان عين الفنان النفاذة وحسه الشفاف المرهف فقد كانت في ذهنه في الفترة الأخيرة فكرة مكتملة لقصة رائعة استوحاها من مشاهدته لاحد العمال وهو يكسر الصخر في كاراج البناية التي يسكنها وكان ينوى تسميتها "الرجل والصخر". استشهد صباح يوم السبت 8/7/1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله مما أدي إلي استشهاده مع ابنة شقيقته لميس حسين نجم (17 سنة).

الدكتور عز الدين القلق

ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس. ولد القلق في مدينة صفد في الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة، وقد أطلقت عليه أسرته اسم عز الدين تيمنا بالبطل الشيخ عز الدين القسام. اضطر عام 1948 إلى النزوح مع أسرته إلى سورية هربا من الإرهاب الصهيوني. وقد أقام مع عائلته في دمشق وفيها أكمل دراسته الثانوية. تعاطف في شبابه مع الحركة الشيوعية مما قاده إلى السجون حيث قضى عامين من 1959 إلى 1961. نال شهادة الإجازة في الكيمياء من جامعة دمشق عام 1964، وفي العام نفسه سافر إلى مدينة بواتييه الفرنسية حيث التحق بجامعتها ونال فيها شهادة الدكتوراه في الكيمياء. انتمى الى التيار الماوي منذ العام 1965 وانضم في أثناء دراسته بفرنسا الى حركة فتح، وناضل في صفوفها وقد انتخب رئيسا لاتحاد طلبة فلسطين في فرنسا من 1969 إلى 1970 وهي الفترة التي كان فيها التعاطف اليساري مع الثورة الفلسطينية قد أخذ يتبلور ويتعمق في الأوساط الفرنسية. بعد اغتيال المناضل محمود الهمشري عام 1973 على أيدي المخابرات الإسرائيلية في باريس أصبح عز الدين القلق المندوب غير الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا. في عام 1975 منحت الحكومة الفرنسية م.ت.ف حركة فتح مكتب إعلامي في باريس فتم تكريس عز الدين القلق مديرا رسميا له. وقد شغل عز الدين القلق هذا المنصب بجدية وانفتاح وتمكن من بناء شبكة واسعة من العلاقات مع كافة الحركات السياسية الفرنسية كما تمكن من كسب بعض القطاعات اليهودية المعادية للصهيونية إلى جانب الثورة الفلسطينية وعلى الأخص بين المثقفين والفنانين. تميزت شخصية عز الدين القلق بسعة الثقافة وبقوة الاقناع وبالتزامه القوي بالمواقف الرسمية لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية. اغتيل القلق في مكتبه في باريس بتاريخ 2 أغسطس 1978م على أيدي متطرفين فلسطينيين من المجلس الثوري المنشق عن حركة فتح بقيادة صبري البنا. صدر للقلق بعد استشهاده مجموعة قصصية ومجموعتان فنيتان من الملصقات الثورية الفلسطينية ومن البطاقات البريدية القديمة عن فلسطين.

الدكتور نعيم خضر ، ممثل منظمة التحرير في بروكسل ، مناضل و مثقف .

ولد نعيم خضر في 30 كانون أول عام 1939 في قرية الزبابدة قضاء جنين في فلسطين، كان السادس بين عائلته من سبعة أولاد، كان عمره تسع سنوات عندما توفي والده. درس في مدرسة اللاتين في القرية حيث شجعه كاهن الرعية على متابعة دروسه فالتحق بالمعهد الاكليركي في بيت جالا حيث درس الفرنسية والإيطالية بالإضافة إلى الإنجليزية وتابع دروسه الفلسفية واللاهوتية لمدة خمس سنوات بين 1958-1963 حيث كان طالباً لامعاً وفي السنة السادسة والأخيرة ترك نعيم الدير لأنه لم يشعر بالدعوة إلى الكهنوت ولان رسالة أخرى كانت تنتظره. إن المهام التي أوكلتها منظمة التحرير الفلسطينية للدكتور نعيم خضر حملته للمشاركة في الكثير من جلسات مجلس الأمن الدولي والعديد من المحاضرات الدولية التي كانت تنظمها هيئة الأمم المتحدة. وكان من عادته أن يعود مع وفد فلسطين، وقد حقق نجاحات مهمة للمنظمة كالاعتراف الرسمي بمنظمة التحرير كعضو مستقل ضمن المجموعة الأسيوية وفي مجموعة ال 77 (مجموعة دول عدم الانحياز). وفي نفس الوقت لعب د. نعيم خضر دوراً بارزاً في تقدم الحوار الأوروبي العربي من خلال عمله ونشاطه في بروكسل. حيث نجح في إقامة علاقات مع اللجنة التي تقود مجموعة الدول الأوروبية وخاصة مع كلود شيسون وجاستون ثورن فكان يلتقي بهم وبالعديد من الشخصيات الأوروبية في لوكسمبورغ وستراسبورغ وفي البرلمان الأوروبي. وإذا كانت الدول الأوروبية التسعة التي اجتمعت في مؤتمر البندقية في حزيران 1980 قد اعترفت بالشعب الفلسطيني وبمنظمة التحرير الفلسطينية فالفضل الأساسي يعود إلى العمل المتواصل لنعيم خضر في المحادثات المتبادلة مما كان له الأثر الأهم في التحول في العلاقات بين أوروبا والعالم العربي. هذا وقد كان الشهيد د. نعيم خضر عضواً بارزاً في لجنة الشؤون الخارجية التابعة للمجلس الوطني الفلسطيني الذي كان عضواً فيه، وكان عضوا" في اتحاد القانونيين الفلسطينيين وعضوا في اتحاد المحامين الديمقراطيين في بلجيكا وعضواً في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين. لم يكن نعيم خضر صاحب نظريات بيد انه كان رجل فكر محام عن قضيته ، لم يكتف بالترافع في دعواها بل بحث أيضاً القضايا والأبعاد الإنسانية المرتبطة بها. فنال احترام وثقة الرأي العام الأوروبي واستطاع أن يؤثر فيه ، فكان رجلا شعبيا يعبر عن نفسه أمام الشعوب والقيادات الأوروبية، محاوراً ومدافعاً عن عدالة قضية فلسطين. كان فكره وخطابه بعيداً عن الجمود والانغلاق . قال عنه الرئيس الراحل ياسر عرفات: من الممكن قراءة قضية الشعب الفلسطيني في حياة نعيم ويمكن للباحثين أن يعكفوا على دراسة القضية الفلسطينية، وتحليل ثقافة وعادات شعبنا الفلسطيني من خلال دراسة حياته وبصماته التي لا تمحى.. فآثاره ملكٌ للشعب الذي ولدهُ وللامة التي أنجبته. كان د. نعيم خضر مناضلاً في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح. كرس حياته وقناعته وارادته وفكره وعمله لأجل قضية فلسطين. شقيقه الدكتور بشارة خضر المحاضر في جامعة لوفان . له العديد من الكتب والأبحاث المتخصصة بالشؤون الأوروبية والعلاقات العربية والفلسطينية الأوروبية. اغتيل على يد المخابرات العربية/الاسرائيلية بواسطة أبو نضال في 1 حزيران 1981.

الشهيد محمود الهمشري(1938- 1973)

من بلدة طولكرم الفلسطينية، وأول معتمد لإقليم حركه فتح في فرنسا، جاءها قادماً من الجزائر مُكلفاً من الشهيد أبو جهاد بمهمة تنظيم الوضع الفلسطيني ، وخاصة منه الطلابي (الوجود الفلسطيني في تلك الفترة كان بمعظمه وجودا طلابيا ، ولا يتعدى المئة شخص على كامل الساحة الفرنسية ، وكان متمركزا في باريس ، ليون ، تولوز ، بواتييه ). كان أول ممثل (غير رسمي) لمنظمه التحرير الفلسطينية في فرنسا ، والتي لم تكن بعد قد حصلت على الإعتراف بها كممثل وحيد للشعب الفلسطيني .. أسس فرع الإتحاد العام لطلبه فلسطين في فرنسا عام 1968، وكان رئيسه الأول هو الأخ داوود التلحمي ، تبعه الأخ عز الدين القلق .. التواجد الفلسطيني في تلك المرحلة كان بأغلبيته العظمى فتحاوي الهوى والإنتماء ورغم وجود بعض الأخوه القلائل ذوي الإنتماءات الأخرى (وخاصة للجبهة الديمقراطية الحديثة الولادة بعنوان اليسار الجديد ) .. طبيعة الثورة الفلسطينية في تلك المرحلة جعلت منها محط انظار كل القوى العربية ، فهي كانت تمثل الأمل الحقيقي في احداث التغيير الواجب في وضع المنطقه العربية ، ولذلك ، فعدد الفلسطينيين في فرنسا لم يكن العامل المؤثر في قوة إندفاعة النشاط الداعم للقضية الفلسطينية ، حيث وجد الفلسطينيون انفسهم مدعوميين بإمتداد عربي ضخم متواجد على الساحه الفرنسية منذ قديم الزمان ، ويمتلك رصيدا كبيرا في العمل النضالي والتنطيمي ( وخاصة الأخوة الجزائريين ، والعديد من الحركات والقوى المغربية )،هذا عدا عن بعض القوى السياسية الشرق اوسطية ، واليهود من اصول عربية وشرقية (وخاصه المصريين منهم ).. كما وأن طبيعة الوضع الشبابي في فرنسا في تلك المرحله ، والأفكار الثورية التي كانت تعتمل في صفوف الشباب ( احداث أيار/مايو 1968 ) والتي كانت شرارة لتغييرات هامة في المجتمع الفرنسي ، وإنقلاب على التقاليد المُحافظة التي كانت سائدة فيه ، كان لها هي الأخرى دورا هاما في تلقف جزء هام من تلك القوى الشبابية للفكرة الفلسطينية ، ومساندتها على إعتبار انها جزء من حركة شبابية عالمية ممتدة من فيتنام الى كوبا وافريقيا مرورا بفلسطين ، قائمة على رفض الواقع القائم وساعية الى تبديله بواقع تحتل فيه الحرية والعدالة حيزاً اوسع واشمل .. ضمن هذه الظروف الخصبة ، ورغم الموقف السلبي للميكروكوزم السياسي والثقافي والأدبي الفرنسي المحافظ ، وللسلطات الفرنسية نفسها إستطاع الشهيد محمود الهمشري ان يؤطر وينظم الطاقات الفلسطينية القليلة ضمن إطار إلإتحاد العام لطلبة فلسطين ، وان يحيط ذلك الإطار بنواة اوسع جبهة عربية مُساندة وداعمة مُستفيداً من إنعكاس معركة الكرامة (آذار/مارس 1968 ) على إندفاعة تلك القوى وعلى معنوياتها ، وأن يطرق بها ومعها ضمير الكثير من صُناع الرأي العام الفرنسي .. بسرعه البرق تشكلت لجان داعمة للحق الفلسطيني في العديد من المدن الفرنسية ، وكان من اهمها في ذلك الوقت ’’اللجنة الدائمة للعمل من أجل فلسطين ’’ في مدينة تولوز ، والتي ضمت في صفوفها نخبة من الشباب اللبناني (الأطباء وعلى رأسهم الشهيد الدكتور عصمت مراد) ، والعربي ، ومن الناشطين الفرنسيين والقلة القليلة من الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون هناك ( ثلاثة في احسن الأحوال ) ... وهكذا اصبح الشهيد محمود الهمشري محوراً للعمل الفلسطيني ، وللعمل المساند للحق الفلسطيني في فرنسا ، واصبح له أثر قوي في القوى الحية في المجتمع الفرنسي ، فهو اضاف لعدالة الحق الفلسطيني ، طيفا واسعا من الفعاليات المساندة ، وبها ومعها شرع في ’’زراعة’’ الفكرة الفلسطينية في اوساط المجتمع الفرنسي .. لم يرق لقادة الدولة الصهيونية ديناميكية النضال الفلسطيني في الساحات الأوروبية المختلفة ، وإستشعروا مُبكراً ’’مخاطر’’ بروز الهوية الفلسطينية في اوروبا بعد بروزها وتجذرها في الشرق الأوسط بين تجمعات الفلسطينيين في دول اللجوء ، لأن وجود مثل هذه الشخصية الوطنية الفلسطينية يهز احد اهم الدعائم النظرية للأسطورة الصهيونية (ارض بلا شعب ، لشعب بلا ارض) ، وذلك في ارض (اوروبا) كانت الصهيونية تزرعها بعقدة الذنب ، وتغذيها وترعاها ، معتمدة على حقائق مجتزئة من التاريخ ، وعلى الغياب التام لأي عمل عربي مُنظم وواضح المعالم ، يُفند الرواية الصهيونية ، ويقوّض اسس تحميل الشعب الفلسطيني وزر اللاسامية التي عانى منها اليهود في اوروبا.. وكعادتها في التعامل مع الموضوع الفلسطيني ، كان قرار غولدا مائير والتي كانت رئيسة وزراء الدولة الصهيونية في ذلك الوقت هو سحق هذه الظاهرة الجديدة بالحديد والنار ، اما الحجة ، فهي نفسها ، كانت دوما جاهزة في الأدراج الصهيونية ، ولم تتغير حتى يومنا هذا ، فالفلسطيني في روايتهم الزائفة ، هو ’’إرهابي’’ ، منذ ولادته ، وحتى مماته .. وهكذا ، تحركت ’’فرقه الموت ’’ المسماة ’’كيدون ’’ التابعة للموساد ، وتجولت في عواصم اوروبا مُستهدفة طلائع العمل النضالي الفلسطيني في عواصم اوروبا .. فأغتالت تباعاً .... 1. الشهيد وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما بإطلاق النار عليه بتاريخ 17-10 – 1972. 2. الشهيد محمود الهمشري ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس بتلغيم الهاتف في بيته بتاريخ 9-1-1973. 3. الشهيد حسين علي أبو الخير: ممثل منظمة التحرير في قبرص، اغتيل في قبرص يوم 25/1/1973. تم اغتياله أمام مكتبه في نيقوسيا 4. الشهيد باسل الكبيسي ، احد اهم كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بإطلاق النار عليه بتاريخ6-4-1973 في باريس . 5. الشهيد علي احمد عبد القادر (أبوسامي) عضو مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في قبرص بوضع المتفجرات أسفل سريره بأحد فنادق قبرص بتاريخ 9-4-1973 6. الشهيد محمود بو ديا في باريس بتاريخ 28-6-1973وهو مناضل جزائري إتهمته إسرائيل بالمساهمة في عملية ميونخ. في صباح 9/12/1972 ، في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً ، وبعد ان كانت زوجة الشهيد قد غادرت لتوها الشقة الواقعة في 177 من شارع اليزيا في باريس من اجل مرافقة ابنتهما الصغيرة الى الحضانة ، رن جرس الهاتف في بيت الشهيد ، وكان على الهاتف ’’صحفي إيطالي’’ كان قد تخلف عن موعد اخذه بعد إلحاح على الشهيد باليوم السابق في مقر الجامعة العربية في باريس حيث كان الشهيد قد إنتظره طويلا بلا فائدة .. وعندما تأكد ’’الصحفي ’’ المزعوم من ان المُجيب على الهاتف هو الشهيد بنفسه ، تم تفجير الشحنة الناسفة المُسيطر عليها عن بعد من قبل فريق كان في سيارة تقف في شارع بيت الشهيد والتي كانت زوجته قد لاحظتها مرارا من قبل ، شحنة ناسفة كان متخصصو المتفجرات من فريق القتل قد وضعوه باليوم السابق في طاولة الهاتف مستغلين الفترة الزمنية التي كان الشهيد قد قضاها في مكتب الجامعة العربية بإنتظار الصحفي المزعوم .. فريق الطوارئ في مستشفى كوشان في باريس والذي قدم العلاج الأولي للأخ محمود الهمشري بعد ظهر يوم الجمعه المشؤوم ، اعلن بأن جروح المٌصاب البالغة لا تُشكل خطراً على حياته ورغم العناية الطبية التي إشتهرت بها المستشفيات الفرنسية اصيب الجريح بـ غرغرينا ادت الى بتر ساقه اليسرى ، ولم يمنع ذلك من إصابة الجريح ب’’تسمم دم’’، ادى الى وفاة الشهيد..(هل نتذكر تسميم ياسر عرفات؟) مساء يوم 9/1/1973 ، شهراً كاملاً بعد عملية التفجير .. تسربت معلومات عن مسؤولية المرتزق مايكل هراري عن اغتياله . الصحافه الفرنسيه ، إلا القليل منها ، تلقفت الروايه الصهيونيه التي روّجت للفكره القائله بأن الشهيد أصيب خلال تحضيره لشحنه ناسفه في بيته ، وتصدرت تلك الروايه الصفحات الأولى للعديد من الصحف الفرنسيه ، ورغم كل المؤشرات ( سأعود لها لاحقاً ) التي كانت تجذب الأنظار الى الموساد الإسرائيلي والتي ادت الى إقرار الرئيس جورج بومبيدوا ، بعد عشره ايام من الجريمه ، في لقاء مع الكاتب والصحفي الفرنسي فيليب دوسانت روبير ، بقناعته بأن الموساد هو المسؤول عن الجريمه ،كما كشفه الكاتب في كتابه ’’ سبتمر الدائم ’’ والذي نشره عام ال1977 ، لم يبدي البوليس الفرنسي ادنى إهتمام في التحقق من صحه تلك المؤشرات ، فقاضي التحقيق مثلاً لم يكلف نفسه عناء لقاء الأخ محمود الهمشري خلال الشهر الذي قضاه في المستشفى قبل وفاته ، رغم حاله المصاب التي سمحت له بإستقبال العديد من اصدقائه ومحبيه ومعارفه ، فهل تصريحات السيد روجيه ويبو ، احد اقدم المشرفين على تأسيس المخابرات الفرنسيه ، ومديرها حتى عام 1958 ،والتي إفتخر فيها في مقابله له نُشرت في مجله باري ماتش في جانفيه 1974 بإشرافه على تأسيس الموساد الإسرائيلي علاقه بذلك التلكؤ ؟؟ دوله الإحتلال رفضت دفن الشهيد في مسقط رأسه ، طولكرم ، ورغم رفض إمام جامع باريس حمزه بوبكر فتح باب الجامع امام الجموع التي إحتشدت يوم 14 كانون الثاني 1973 لتأبين الشهيد ، مما ادى الى صدامات عنيفه مع الشرطه الفرنسيه التي إعتقلت على اثرها العشرات من المُشيعين ، تمت الصلاة على الشهيد ، ودفن في مقبرة بير لا شيز في 17 كانون الثاني بحضور حشد هائل من الجمهور ومن الأصدقاء والمتضامنيين ، ومن مفارقات القدر ان يكون الأخ محمود صالح ، والذي إستشهد في 3 كانون الثاني 1977 ، هو من وضع اكليل الورد الذي كان ابو عمار قد ارسله بإسم منظمه التحرير تكريما للشهيد ، على ضريح المرحوم .. كما وانه ايضا من مفارقات القدر ان يكون الشهيد محمد بوديا ، والذي وقع ضحية لنفس الموساد الإسرائيلي في 28 حزيران من عام 1973 ، احد الموقعين على عريضه ال47 التي نُشرت في جريده اللوموند الفرنسيه لإدانة دعوة السيد فرانسوا ميتران لغولدا مائير لحضور إجتماع ’’الإشتراكيه الدولية’’ المنعقد في باريس في 13 و14 كانون الثاني 73 ، بعد ايام قليلة من سقوط الشهيد محمود الهمشري على ايدي فريق القتله التي كانت قد ارسلته لتصفيه الناشطين الفلسطينيين في العواصم الأوروبيه ، زيارة كان الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو قد إعتبرها في غير محلها ، كما وانه ، اي الشهيد محمود بوديا ، كان احد المخاطبين للحشد الكبير الذي حضر مهرجان تأبين الشهيد في صالة الميتواليتي في باريس .. هذا ولقد إستشهد بعد ذلك ، وفي حقبة اخرى ، وفي طروف مختلفة ، وبرصاص بعضه ’’عربي ’’ ، في اوروبا ، كوادر وقادة آخرون ، وهم :ـ 7. الشهيد سعيد حمامي :ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فى لندن ، ومعتمد إقليم فتح فيها ، اغتيل في مكتبه في لندن يوم 4/1/1978 بالرصاص. 8. الشهيد عز الدين القلق ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس ، ومعتمد إقليم فتح فيها ، بتاريخ 3-8-1978. 9.الشهيد عدنان حماد ، امين سر حركه فتح في فرنسا ونائب مدير مكتب منظمة التحرير فيها ، بتاريخ 3ـ8ـ1978 . 10.الشهيد سمير طوقان عضو مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في قبرص ، وعضو لجنه اقليم فتح فيها ، بتاريخ 25-12-1979 . 11. الشهيد كمال حسن أبو دلو: نائب مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في روما، اغتيل في روما يوم 17/6/1982. 12. الشهيد نعيم خضر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بلجيكيا و بروكسل ، ومعتمد إقليم فتح فيها ، في 1 حزيران/يونيو1981. 13. الشهيد محمد طه أحد أكبر الضباط بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في ألمانيا عام 1982. 14. الشهيد فاضل الضاني مساعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس ، وعضو لجنه إقليم فتح في فرنسا ، بتاريخ 23-7-1982 . 15. الشهيد عصام السرطاوي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في إجتماع الإشتراكية الدولية في البرتغال بتاريخ 10-4-1983. 16. الشهيد مأمون شكري مريش الملقب بالصغير ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في أثينا بتاريخ 20-8- 1983. 17. الشهيد زياد محصي، ممثل منظمة التحرير الجديد في قبرص، قتل في غرفته في فندق في العاصمة اليونانية، أثينا