الصفحات

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الحزب الحاكم أو الاستعمار الداخلي

سعود المولى
كان الشيخ شمس الدين رحمه الله يقول إننا نجد أشد أنواع العنف القمعي حيث يقلُّ الفقه والوعي ويختفي الورع والتقوى، وحيث يشتد الحماس والتعصب للشعارات والكلمات، فالخوارج لم يكن ينقصهم الحماس الديني ولا الشعار الملتزم ، وقد استباحوا دماء المسلمين باسم الإسلام وبشعار أن لا حكم إلا لله... وعندما أراد البعض اغتيال فكرة القرآن رفعوا القرآن على رؤوس المصاحف في واقعة التحكيم..وفي مناسبة أخرى جرى رفع قميص عثمان فيما العين كانت حقيقة على السلطة ليس إلا. والأمثلة كثيرة وكلها تحكي لنا القصة ذاتها: انفكاك النص والشعار عن الواقع والتاريخ وانفكاك الأداة/الحزب عن السياسة/المدينة... وفي ذلك أصل كل فساد واستبداد.....
وقد شهد القرن الماضي صعود وسيطرة نزعات الغلبة والإستقواء المافياوية لدى الحزب العربي الحاكم وهو في الأغلب حزب ثوري قومي عربي أو ماركسي أو إسلامي، لا فرق بينهم سوى في درجة العنف وفي مشاعر الدفاع الذاتي الميليشياوية الشرسة التي يولّدها في وجه كل نقد سياسي أو كل تفكير بإصلاح وتغيير... وقد صار الوعي المضمر(أو اللاوعي الجمعي) للحزب (ولنظامه السلطوي) يقوم على مسلّمة أنه مستهدف في أمنه ووجوده وأن عليه وهو المسيطر-المتغلب أن يدافع بكل قوة عن مواقعه وأن يستقوي على شعبه... وقد تعاظم هذا الاستقواء مؤخراً تحت عنوان "مقاومة وممانعة" يستهدفها المشروع الأميركي-الإسرائيلي... وفي سياق هذا التحول في طبيعة الحزب السياسي وغايته، حدث ضمور شديد للسياسة، وتهميش للمجتمع، وجرى اختزال المجتمع والدولة والناس بطبقة سياسية حزبية ترتكز على سطوة الأمن والقمع الدموي وعلى المال والإعلام الحزبي، وتحميها معادلات الغلبة الداخلية والاستقواء بالخارج، وتسعيرها للعصبيات الطائفية القبلية الجاهلية وأحقادها الدفينة...
غاب الحزب المؤسسة المفترض أنها تؤطر التجارب والخبرات وتراكم المعرفة والممارسة وتسمح بتقويم المواقف واقتراح أمور وتصحيح سياسات ورسم مسارات وطرح خيارات..انكفأ إلى حدود المصالح العائلية وتغطية الممارسات البلطجية والتشبيحية.. لم يعد أمام الناس أي خيار: إما سلطات النهب والقمع والإرهاب المتضامنة في وحدة مسار ومصير، وإما حراب الاحتلال والتبعية والأمركة والصهينة!!
وجرى إلغاء كل الحيوية الفكرية والسياسية التي تميّزت بها مجتمعاتنا على مر تاريخها: فلا مراجعة ولا شفافية، ولا تفكر أو تدبّر، ولا تنظيم أو ممارسة، ولا رقابة أو محاسبة، ولا مبادرة ولو خجولة للتفكير والنقاش أو الحوار حول حال الأمة اليوم وحال الوطن والبلد، وحول الماضي ودروسه، وحول الحاضر وأوجاعه... لا بل حتى ولا سؤال فيه جرأة أو فيه قلق.. ونحن الذين قال باسمنا المتنبي: على قلق كأن الريح تحتي..اليوم أصبح القلق مؤامرة وأمسى السؤال خيانة.
وتحت اسم الحرية اغتيلت الحرية أضعافاً مضاعفة، وباسم الوحدة تمزق الممزق الواحد إلى أشلاء..وباسم الممانعة ترسَّخت الديكتاتوريات ، وباسم الشعب انتهكت حرية الشعب وكرامته..
بالأمس لفتني كلام للعالم والطبيب السوري خالص جلبي أشار فيه إلى أنه في علم الكيمياء العضوية يتحول نفس المركب من ترياق إلى سم وذلك بمجرد قلب جذر الهيدروكسيل فيه فيبقى الشكل كما هو فيما يصير المفعول مقلوباً.. ويمكن تحت اسم المسجد أن يمارس الضرر والتفريق بين الناس، كما في قصة مسجد الضرار الذي تحصن فيه المنافقون فأمر النبي محمد بهدمه...هكذا تحول الحزب الثوري الحاكم إلى مسجد ضرار...
ويقول خالص جلبي أيضاً بأن الاحتلال الأجنبي هو مثل التهاب الجلد الأحمر؛ مؤلم ونابض وواضح وسريع البداية والنهاية، وسهل المعالجة، وأحياناً يُشفى بوضع الثلج عليه.. أما الاستبداد الداخلي فهو سرطان حقيقي، بطيء التدرج والانتشار وغير مؤلم وغير واضح، وحين يتم القبض عليه وكشفه يكاد يقترب العلاج من الاستحالة، فعمليته نازفة دموية جداً.. وهذا تقريباً ما نراه في سوريا حالياً، وما حصل في ليبيا قبلها..

خطر الفاشية على العمل الحزبي

سعود المولى
في منتصف العشرينات من القرن العشرين صعدت الفاشية والنازية في أوروبا على يد موسوليني وهتلر واستطاعت أن تسيطر على بلدين مهمين وأن تقود العالم إلى حرب دموية تدميرية هائلة..
لم يدرك العالم يومها معنى الفاشية إلا بعد أن وصلت إلى أبواب داره وصار من الصعب إخراجها فكان أن دفعت أوروبا ودفع العالم معها أفدح الأثمان..
مبرر حديثنا اليوم عن الفاشية هو أنها خطر داهم ودائم قد يتعرض له أي شعب. ولكن خطرها الأكبر عند العرب اليوم يكمن في وجود أحزاب وزعامات فاشية تسمم الحياة السياسية والعمل الحزبي الديموقراطي!
ولذلك فإن مواجهة الفاشية نظرياً ومبدئياً تبقى هي الفيصل بين الحزب الديموقراطي الحقيقي والحزب الفاشي المقنع بشعارات التغيير والثورة... وهزيمة الفاشية في بلادنا تتطلب معرفة ودراية وتتطلب حياة ديموقراطية سليمة.. كما وتتطلب ممارسة حزبية وطنية ديموقراطية شفافة..
وبحسب أبرز من حلل الفاشية (المناضل الفرنسي دانيال غيران) فإن مجندي الفاشية عادة ما ينقصهم التجانس لأن لكل فئة من الفئات التي تتوجه اليها الفاشية مطالبها ومطامحها الخاصة... ولا شك بأن ديماغوجية معادية للرأسمالية تخدم في مثل هذه الحالة... إلا أن هذه الديماغوجية المتناقضة في الغالب لا تكفي لربط كافة هؤلاء المتذمرين فيما بينهم.. ومن هنا ضرورة إيجاد الوثاق الذي يوحدهم: "غيبية صوفية شبه دينية يراد لها أن تكون غامضة يشترك فيها الجميع كائنة ما كانت التناقضات في مصالحهم ومفاهيمهم، تجعلهم مندمجين في وحدة شعورية روحية".. فالفاشية (ودائماً بحسب غيران) تفضّل إثارة "الايمان" على التوجه نحو الذكاء..اذ أن الفاشية لا تملك أية مصلحة في التوجه نحو ذكاء المنتسبين ما لم تسحرهم بشكل كامل.. وما أن يصبح المنتسب "مؤمناً" حتى يسهل التلاعب بالحقيقة والمنطق..واذا فتح عينيه صدفة يمكن إعادة اغلاقهما بالحجة السامية التالية: هذا ما يريده الزعيم!!
ويتابع غيران بأن الفاشية تتمتع بحظ التوجه للبؤساء والمستائين..والمعروف أن ظاهرة البؤس مع الاستياء هي ما يمهد للغيبية الصوفية..وهذه ظاهرة قديمة قدم العالم...فبعد حد معين من البؤس لا يعود الانسان يفكر ولا يعود يطالب بحلول منطقية لمصائبه ولا يعود يملك شجاعة إنقاذ نفسه.. فهو ينتظر معجزة ويطلب مخلصاً ويبدي استعداداً للحاق بهذا المخلص والتضحية بنفسه من أجله..
فالفاشية (بعكس الاشتراكية) تحتقر الجماهير ولا تتأخر في النظر اليها من زاوية ضعفها.. كان موسوليني يفاخر بتجربته مع الشعب التي "خدمته كثيراً" و"سمحت له بمعرفة نفسية الجماهير".. فكان يقول بأن "الجماهير غير جديرة بالرأي الحر ولا بأية آراء سوى تلك المفروضة عليها من خارج".. وبأنه "لا يمكن قيادة الجماهير وفق قواعد مؤسسة على الانصاف النظري الخالص بل بالبحث عما يمكنه التأثير عليها وسحرها"... وبأن "الجماهير لا تعرف سوى العواطف البسيطة والمتطرفة ولا يمكن التأثير عليها الا بواسطة الصوَر"....
أما هتلر فكان يقول "إن الغالبية الكبرى للشعب تجد نفسها في وضعية وحالة نفسية أنثوية الى حد أن آراءها وأفعالها تكون محددة بواسطة الانطباع الجاري على مستوى الحواس اكثر مما هي محددة بواسطة التفكير..كما أن الجمهور قليل التأثر بالافكار المجردة وبالمقابل يمكن التأثير عليه بسهولة اكثر في ميدان العواطف والمشاعر"..
وخدعة الفاشية الكبرى هي في نبش الشعور الديني البدائي: تمجيد رجل العناية الالهية... فكأن البشر وتحت غطاء الحضارة، ما زالوا يعبدون الأصنام أو الطواطم.. فهم يشعرون بالحاجة الى خلق أسطورة منقذة يُسقطون فيها أنفسهم.. إلا أنها بالمقابل أسطورة تحمل وزر أحقادهم وحاجاتهم وأفكارهم وحتى حياتهم اليومية...وهم يضعفون أمام الإله الذي خلقوه على صورتهم... فينتظرون الخلاص على يد الفوهرر أو الدوتشي أو الزعيم...ولله في خلقه شؤون... وللحديث عن الأحزاب بقية.

الأحد، 12 فبراير 2012

مئة مثقف فلسطيني: ليس باسمنا ترتكب الجرائم في سوريا

أصدر مئة مثقف فلسطيني بياناً حول الأحداث الدائرة في سوريا، رفضوا فيه ان ترتكب الجرائم ضد الشعب السوري باسم فلسطين. وجاء في البيان:
"يشرفنا نحن الكتاب الفلسطينيين الموقعين على هذا البيان أن نتقدم بطلب انضمام جماعي إلى رابطة الكتاب السوريين التي أعلن عن تأسيسها مؤخراً، من قبل كتاب ومثقفي سوريا الأحرار، أولئك الذين يقفون في صفوف شعبهم وهو يصعد سلم حريته الذي لطخته يد الطاغية بالدم، إن تأسيس رابطة الكتاب السوريين يشكل رافعة أساسية في ثورة سوريا ويضع المثقف الحقيقي في موقعه الى جانب شعبه كشريك فاعل في بناء سوريا الجديدة والخلاص من استبداد حكم العائلة نحو نظام مدني تعددي ديموقراطي قائم على حق المواطنة، يفتح المجال امام حرية التعبير والإبداع ويحرم النظام من تزييف إرادة المثقف السوري الحر عبر أطر فارغة وخاوية استولت على مقدرات الثقافة وصادرت دوره وزيفت إرادته، وكانت دائما أداة بيد الطاغية وأجهزته.
إن سوريا بحاجة اليوم، اكثر من أي وقت مضى، الى هذا الصوت الناضج الصاعد من قلبها، الذي يعزز وحدتها الوطنية ويجعل من تعددية مجتمعها ومكوناته الغنية سبباً للقوة وإثراء المضمون وقاعدة للبناء الديموقراطي.
لقد سمعنا، مؤخرا، ممثل النظام السوري في مجلس الأمن يستعمل القضية الفلسطينية ومسيرتها المؤلمة والمشرفة للتغطية على جرائمه المروعة في سوريا. نقول للنظام السوري وممثليه: ليس باسمنا، ليس باسم فلسطين ترتكب الجرائم في سوريا الحبيبة، أيها القتلة. لا تجعلوا من قضيتنا العادلة قناعاً لجرائمكم اللانسانية بحق إخوتنا السوريين. إن الشعب السوري هو من تبنى القضية الفلسطينية تاريخياً وقدم لأجلها الشهداء، وليس سياسات نظامكم التي نحتفظ منها بذكريات مؤلمة، ولن ننسى أدوارها في مجازر تل الزعتر في 1976، والعدوان الرهيب على مخيم نهر البارد بطرابلس في 1983، وحصار المخيمات في بيروت 1985، وغيرها من أعمال تسببت مراراً بضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية. لا تستعملوا اسم فلسطين فهي لم تعد ورقتكم الرابحة.
إن سوريا موحدة وحرة وديموقراطية هي ما تحتاجه فلسطين، وهي سوريا التي تولد اليوم من رحم ثورة دامية فجّرها شعب عظيم. نحن واثقون من أن اسم فلسطين سيظل في القلب من هذا الشعب الشجاع الثائر ونخبته المثقفة".
وقع على البيان: مريد البرغوثي (شاعر وكاتب)، طاهر رياض (شاعر)، غسان زقطان (شاعر)، زهير أَبو شايب (شاعر)، عزمي بشارة (مفكر)، محمود الريماوي (قاص وروائي)، معن البياري (قاص وصحافي)، يوسف أَبو لوز (شاعر)، نجوان درويش (شاعر)، ربعي المدهون (روائي)، عادل بشتاوي (كاتب روائي وباحث)، انطوان شلحت (كاتب وناقد)، فخري صالح (ناقد)، حسين، شاويش (كاتب)، حزامة حبايب (قاصة وروائية)، نصر جميل شعث (شاعر)، أحمد أبو مطر (ناقد أكاديمي وباحث وناشط)، محمد خليل (قاص)، يوسف عبد العزيز (شاعر)، موسى برهومة (كاتب)، عيسى الشعيبي (كاتب)، موسى حوامدة (شاعر)، نائل بلعاوي (شاعر)، خليل قنديل (قاص)، غازي الذيبة (شاعر)، وسام جبران (شاعر وموسيقي)، عمرشبانة (شاعر)، قصي اللبدي (شاعر)، علي العامري (شاعر)، جهاد هديب (شاعر)، زياد خداش (قاص وكاتب)، ناصر رباح (شاعر)، باسم النبريص (شاعر وكاتب)، راجي بطحيش (كاتب)، شاهر خضره (شاعر)، رائد وحش (شاعر)، أسماء عزايزة (شاعرة.)، محمود ابو هشهش (شاعر)، خضر محجز (روائي وشاعر وباحث وناقد أكاديمي)، باسل أَبو حمدة (كاتب)، إِيراهيم جابر إِبراهيم (قاص)، عبد الله أَبو بكر (شاعر)، أُسامة الرنتيسي (كاتب)، عصام السعدي (شاعر)، خالد جمعه (شاعر)، نعيم الخطيب (كاتب)، أكرم ابو سمره (شاعر)، حنين جمعه (شاعرة)، أحمد يعقوب ( شاعر)، طارق العربي (شاعر)، يوسف الديك (شاعر وروائي)، مهند صلاحات (كاتب ومخرج)، محمد مشارقة (شاعر)، توفيق العيسى (كاتب وصحفي)، باسمة تكروري (كاتبة)، نجوى شمعون (شاعرة )، محمد السالمي (شاعر)، هاني السالمي (روائي)، بلال سلامة (شاعر)، اسامة ابو عواد ( كاتب)، جبر شعت ( شاعر)، يوسف القدرة) شاعر)، نسمة العكلوك (كاتبة)، عثمان حسين ( شاعر)، رزق البياري (شاعر)، ياسر الوقاد (شاعر)، صبحي حمدان (كاتب)، عماد محسن (كاتب)، ليلي فيوليت ( شاعرة)، تيسير محيسن (قاص وناقد وناشط سياسي)، فايز السرساوي (فنان تشكيلي وشاعر)، رجب أبو سرية (قاص وكاتب مقال سياسي)، فؤاد حمادة (ناقد أكاديمي وباحث وناشط سياسي)، مي نايف (ناقدة أكاديمية وباحثة وناشطة جندر)، يسري الغول (قاص وناقد)، حسين أبو النجا (قاص وباحث أكاديمي)، ناصر عليوة (ر وائي وناقد)، عبد الكريم عليان (كاتب وباحث تربوي)، ولاء تمراز (باحث وكاتب سياسي)، عمر شعبان (كاتب وباحث)، حسن مي (كاتب وناقد أكاديمي)، معن سمارة (شاعر وصحفي)، محمد حسونة (أكاديمي وناقد)، عون أبو صفية (روائي)، عاطف حمادة (شاعر وناقد أكاديمي)، غياث المدهون (شاعر)، رجاء غانم (شاعرة)، طارق الكرمي ( شاعر)، أحمد الأشقر، (شاعر)، علي أبو خطاب (شاعر وكاتب)، دنيا الأمل اسماعيل (شاعرة)، اسراء كلش (كاتبة قصصية)، موسى أبو كرش (شاعر وقاص)، عبد الفتاح شحادة (شاعر وروائي)، ياسر أبو جلالة (شاعر وفنان تشكيلي)، خليل حسونة، (شاعر وروائي)، مهيب البرغوثي (شاعر)، عبد الناصر عامر( شاعر وفنان تشكيلي(، نضال الحمارنة (كاتبة)، أشرف عمرو (كاتب وإعلامي)، أسماء ناصر أبو عياش (كاتبة وصحفية)، مايا أبو الحيات (كاتبة)، زينات أبو شاويش (كاتبة)، سوزان سلامة (شاعرة).
وفي أول رد فعل على هذا الطلب الفلسطيني الجماعي، من جانب رابطة الكتاب السوريين، قال نوري الجراح من لندن، أحد مؤسسي الرابطة: "شكرا لكم يا وجدان فلسطين وضميرها الحي. نحن نؤمن أن دمنا واحد. لقد خاطب شعبنا الثائر حكامه القتلة بكلمات شاعركم العظيم محمود درويش: خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا، فساوى المستبد بالمحتل. إننا نعتبر هذا الطلب استفتاء فلسطينيا على الثورة السورية، وهو صوت جماعي يسحب البساط الفلسطيني من تحت النظام السوري، وينزع ورقة التوت الفلسطينية عن عورة النظام. فالضحية الفلسطينية التي ملأت أوجاعها العالم لايمكن لها أن تقبل الصمت على آلام الضحايا أياً كانت هويتهم فالألم الإنساني واحد والجريمة ضد الإنسان واحدة، فكيف بآلام الشقيق. أقول لهم باسم جميع السوريين: بيتنا الأدبي الحر الوليد يتشرف بهم، لهم صدره ولنا العتبة. إن وجدان فلسطين الممثل بهؤلاء الشعراء والأدباء إنما يؤكد على حقيقة نهائية مفادها إن الاستبداد هو الحاضنة الطبيعية للاستعمار، وإن نهاية الاستبداد هي بداية نهاية الاستعمار.
باسم وجدان سوريا الفكري والروحي أقول لإخوتنا الفلسطينيين: شعبنا الحر لن يخذلكم، لن يخذل فلسطين المجاهدة. شكرا لكم، شكرا لكم".

حوار موسّع حول تونس الثورة والدولة والإسلام

الغنوشي: لن نعترف باسرائيل
جزم رئيس حزب النهضة التونسي لشيخ راشد الغنوشي أن تونس لن تعترف أبداً بإسرائيل. وقال الغنوشي، في حوار مع المشاركين في «مؤتمر الثورات والانتقال إلى الديموقراطية» الذي ينظمه مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي في الإسكندرية في مدينة الحمامات التونسية، إن حكومة تونس تريد الفصل بين علاقات تونس بالغرب والموقف من إسرائيل.
ورداً على سؤال عن موقفه من الاعتراف بإسرائيل، قال الغنوشي إنه لا يوجد خلاف بين الحركات الإسلامية على أن فلسطين هي القضية المركزية. وأضاف «لن نعترف أبداً لا بالاحتلال ولا بالكيان. ولا داعي للغرابة، ففلسطين موضع إجماع كل الإسلاميين والقوميين».
وعما إذا كان الغرب يوافق على هذا الفصل، قال إنه في كل مرة كان يجتمع فيها إلى المسؤولين الغربيين كانوا يضعون موضوع إسرائيل على الطاولة. وكنا نقول لهم إننا لا نريد الربط بين الموضوعين، وإلا سنضع في المقابل مسألة كوبا على الطاولة.
وعما إذا كان واثقاً من أن الغرب اقتنع بذلك أجاب أنهم في الاجتماعات الأخيرة لم يعودوا يثيرون معنا موضوع إسرائيل، مؤيداً أن الغرب ماكر ومناور. وقال «هذا موقفنا ولن نحيد عنه».
وقال الغنوشي إن من مهمات الثورة تنشيط المساعي لإقامة وحدة عربية ووحدة المغرب العربي وإقامة سوق عربية مشتركة. وأوضح انه في السابق كانت هناك اجتماعات لمجلس وزراء الداخلية العرب برئاسة زين العابدين بن علي على أساس أن الأخطار هي من الداخل وليس من الخارج، في حين لم يكن هناك مجلس لوزراء الخارجية.
ورأى الغنوشي انه «لا عودة إلى الدكتاتورية ومن يحمي الديموقراطية هو وعي الشعوب والشعوب ثارت. لكن الخطر في الصوملة وعدم قدرتنا على تنظيم أنفسنا بالحرية. هناك محاولات لحرق مصانع وقطع طرق، أي الصوملة. هناك فرق بين الحرية والفوضى».
واعتبر الغنوشي انه «ليس هناك من نموذج يحتذى به. كل دولة عليها أن تبتدع نموذجها. نحن في عالم عربي وإسلامي. نحن نتفاعل مع العالم الإسلامي الذي استفاق منذ القرن التاسع عشر على البون الشاسع بينه وبين الغرب وسعى لتلافي الخلل فكانت محاولات الإصلاح في القاهرة واسطنبول وتونس، قوامها المزاوجة بين الإسلام وقيم الحداثة». وأضاف «لكن الاستعمار والاحتلال قضيا على هذا الحلم من خلال تدفيعنا ديننا ثمناً».
واعتبر الغنوشي أن الثورات العربية الحالية استعادت الحلم في المزاوجة بين قيم الإسلام والقيم العالمية. وتساءل «هل نستطيع ذلك؟» وأجاب «نعم، إن الشعوب التي قامت بالثورات مؤهلة لذلك».

ورفض الغنوشي النظرة القائلة بوجود فكر إسلامي واحد. وقال «هذا خارج القانون. الحركة الإسلامية ظاهرة اجتماعية خاضعة للتطور. كنا ننظر بريبة إلى مجلة الأحوال الشخصية، وانتهينا إلى المساواة بين المرأة والرجل. البعض حاول حشر الحركة الإسلامية في زاوية أنها ضد الحداثة والمساواة. لكن في الألفية الجديدة عادت خيوط الحوار بين الحركة الإسلامية والحركة الحداثية وهذه جزئية مهمة. وانتهت في تونس مثلا إلى وثائق أكتوبر (تشرين الأول) عام 2005 مع أحزاب أخرى بينها الحزب الشيوعي وغيره. كان الاتفاق على نموذج ديموقراطي ورفض العنف والمساواة بين الجنسين».
وعن علاقة الدين بالدولة، قال الغنوشي إن «المشكلة في تونس كانت في أن الدولة كانت توظف الدين. الغرب عاش مشكلة كيف يحرر الدولة من سلطة الكنيسة بينما نحن نحاول تحرير الدين من هيمنة الدولة».
وعن الثورة التونسية، قال الغنوشي إنه لم يقدها حزب واحد ولا شخص واحد بل كل الناس رفعوا الشعارات، وعندما انتصرنا لم نضيع وقتاً حول نموذج الدولة الذي نريد بل كنا متفقين عليه.
وحول العلاقة مع الفكر القومي، قال إنه «ليس عندنا مجافاة بين فكرة العروبة والإسلام. نحن في شمال أفريقيا تعرّبنا أولاً ثم أسلمنا». وأضاف إن بعض الأحزاب القومية ترفض الإسلام جزءاً من الهوية العربية، وهذا شكل صدمة لنا فيما يقبله مفكرون مسيحيون.
وعن التحديات التي تواجه الثورة، قال الغنوشي «إننا نرتاد أرضا جديدة. نحن نحاول أن نوفق بين قيمنا والحداثة. البعض خرج من المعسكر الماركسي ولا يحق له أن يعلمنا الديموقراطية. كلنا مبتدئون في الديموقراطية. ونحن في سنة أول ابتدائي من التجربة الديموقراطية، فلا أحد يزايد على أحد، كلنا مبتدئون».
ورفض الغنوشي منطق الانقلابات العسكرية، موضحاً انه «من الخطأ الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري. الطريق الوحيد هو الشورى، والشورى هي الديموقراطية. ألله أعطانا الشورى لكنه لم يعطنا الأدوات فهذا مجال العقل». وقال «إن الخطر الكبير هو كيف نوفق بين الحرية والنظام. النظام في عهد زين العابدين بن علي كان محفوظاً بسوط السلطان. السلطان طار. السؤال هو كيف ننظم أنفسنا بالحرية لا بسوط السلطان. هذا تحد كبير. التحدي الآخر كيف نقبل بنتائج الانتخابات الديموقراطية. البعض لم يهضم نفسياً أن الإسلاميين جزء من البلاد. الإسلاميون أدركوا أن التحديات كبيرة، لذا لا يمكنهم الحكم وحدهم. وكان يجب أن نبتعد عن صورة حكم الحزب الواحد وينسى الناس أنهم كانوا في ظل حكم حزب واحد. وقد أظهرت الثورة انه يمكن للإسلاميين العمل مع العلمانيين المعتدلين. مجتمعاتنا متعددة ولا مناص سوى أن نقبل بعضنا البعض حتى لا تغرق السفينة».
واعتبر أن الأولوية «كيف نوطّن أنفسنا على الديموقراطية والتعايش وعدم الإقصاء والحرية. منذ سقوط الخلافة الراشدية ونحن نحل خلافاتنا بحد السيف. أما التحدي الآخر فهو الاقتصادي حيث لا كرامة من دون عمل».
من جهته، قال وزير الخارجية التونسي الجديد رفيق عبد السلام إن تونس لن تعترف بإسرائيل وبالأمس كنت مع وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله واتفقنا على 90 في المئة من القضايا واختلفنا على إسرائيل.
وبسؤاله عن إعجاب التونسيين بالنموذج التركي وهل يقبلون بدعوة رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان من القاهرة إلى إقامة نظام علماني وعدم الخوف منه، قال الوزير الشاب «إن موقف اردوغان يخصه وحده. وتونس ليست مضطرة لتكون علمانية. تونس نظامها جمهوري ولغتها عربية ودينها الإسلام». وأضاف «إن لتركيا وضعاً خاصاً والقاعدة الشرعية هناك هي اللائيكية. نحن نقدر نجاح التجربة التركية لكننا لسنا مضطرين لاستيراد النماذج. وهناك نماذج حداثة أخرى فرنسية وأميركية. الحداثة انفتاح على إمكانيات متعددة. وتونس منفتحة على كل الحداثات وسوف تتحرك عبر فضائها العربي». وأضاف «إن إيران ليست عدواً، لكنها ليست صديقاً مطلقاً فهناك مساحات التقاء ومساحات خلاف».

الفنان الكبير عماد حجاج يواجه حملة صهيونية أمريكية

تعرض الصديق الفلسطيني الأردني رسام الكاريكاتير المبدع عماد حجاج إلى هجمة شرسة من قبل جمعيتين يهوديتين تتخذان من الولايات المتحدة الأميركية مقرا لهما، ووصفت الجمعيتان عماد بـ"المجرم والمعادي للسامية".
وكانت كل من منظمة "جي تي أي" و "بناي بريث" اليهوديتان الأميركيتان، نشرتا تقريرا هاجمتا فيه حجاج وعرضتا في تقريرهما اتهامات ضده، واعتبرتاه "مجرما ومعاديا لليهودية وإسرائيل وللسامية، وأنَّه يحرض على اليهود باعتبارهم وحوشا ويتعاملون مع الشعب الفلسطيني بطريقة دموية".
وعلق حجاج على تلك الهجمة التي أبلغ عنها بقوله "نعم استأت لما حدث، وأعتبرها هجمة موجهة ومقصودة خصوصا في هذه المرحلة"، مضيفا "أفتخر بأنني رسام عربي أحترم كل الثقافات والأديان ولا أنحدر في رسوماتي إلى ممارسة العنصرية تجاه أي ثقافة أو دين وهو من المحرمات في عملي".وأشار حجاج إلى أن منظمات يهودية صهيونية كثيرة دأبت على استهداف أي صوت عربي يصل إلى الغرب، عازيا استهدافه بأنه يعتبر من رسامي الكاريكاتير العرب القلة الذين استطاعوا أن يرسموا باللغة الإنجليزية.
ولفَتَ إلى أنَّه منذ أعوام قام برسم رسومات كاريكاتيرية في كثير من المواقع الغربية بالمجان، كما خصصت له في أعمدة إعلامية أميركية عرض فيها الكثير من القضايا الساخنة في رسوماته، خاصة رسومات حرب غزة التي نشرت سلسلتها في "الغد" خلال الحرب، مبيِّناً أنَّها ليست المرة الأولى التي يتعرَّضُ لها لهجوم مثل تلك الجهات.
وكان حجاج تقدَّم بشكوى خطية لمركز حماية وحرية الصحفيين في الاردن الذي يترأسه نضال منصور، الذي ندَّدَ بالهجمة "اللوبية الإسرائيلية" التي تعرض لها حجاج.وقال منصور "لا نرى في رسومات حجاج الكاريكاتيرية أي ترويج لمفاهيم العنصرية ولا نرى فيها حضا على الكراهية او ازدراء للأديان". وأضاف "وفيما يتعلق بالجانب السياسي لرسومات حجاج، نعم نرى فيها انتقادا للسياسات الإسرائيلية واعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها لحقوق ذلك الشعب، وحين يستخدم عماد بعض الرموز في رسوماته المتعلقة بتلك الممارسات فهو يقصد فيها إسرائيل الدولة والاحتلال ولا يقصد فيها المعاداة للديانة اليهودية".
ونحن ندعو الأسرة الصحفية والثقافية العربية لإعلان تضامنها مع ما يتعرض له حجاج الذي يمثل علامة فارقة من علامات الفن الكاريكاتيري العربي.

الاثنين، 6 فبراير 2012

تجربة نسيب لحود: مفارقات رجل محترم

جهاد الزين
2012-02-04

كيف يمكن تقويم تجربة نسيب لحود السياسية ؟ وكيف أمكن ان يتحول وريث تقليدي الى وجه اصلاحي من داخل النظام؟ بعض مكامن النجاح والفشل؟ السقوف والتناقضات؟

الطبقة السياسية اللبنانية، التي كان نسيب لحود احد ورثة احدى عائلاتها "المؤسِّسة" في البرلمان والادارة والجيش داخل البيئة المسيحية، تغيرت كثيرا لأن النظام السياسي اللبناني تغيّر. كان هذا النظام ولا يزال منذ تكوينه كيانيا عام 1920 ودستوريا عام 1926 نظاما طائفيا لكنه أصبح الآن نظاما أكثر طائفية مع تبلور سيطرة الاحزاب الكبيرة على طوائفه. تغيرت الطبقة السياسية الى حد أنها اليوم تعبّر عن تعايش طبقات مختلفة لا واحدة، ولو كانت تتواجد داخل هيكلية "سلطة" دولة واحدة.
لهذا فإن الدولة التي دخلها نسيب لحود سفيرا ونائبا ووزيرا كانت قد اصبحت في مرجعياتها الداخلية والخارجية غير تلك الدولة التي تولّى اسلافه بأجنحة العائلة المختلفة دخولَها وزراءَ ونواباً وضباطاً ومدراءَ عامين.
شاءت اقداره ان يدخل العمل العام في اول زمن استتباب مرجعية الدولة اللبنانية للرئيس السوري حافظ الاسد بتفويض عربي ودولي بعدما كان مبتعدا للعمل الاستثماري الناجح في الخارج خلال الحرب الاهلية، هذه الحرب التي لم تكن شخصيته لتسمح له بالانخراط في خضمها رغم صلة جناحه العائلي الموروثة بالرئيس كميل شمعون، بل حتى، كما يقال، رغم فترة انتساب في أول شبابه الى "حزب الوطنيين الاحرار" مر بها.
تعرفتُ عليه للمرة الاولى في باريس في اواخر الثمانينات او اوائل عام 1990 وكان برفقة ميشال اده وطلال سلمان. ومع دخوله البرلمان نائبا معينا ثم منتخبا صِرتُ كالعديدين ألتقيه في منتديات ثقافية سياسية كان يحرص على حضورها واحيانا على تنظيمها. والملفت ان دائرة اتصالاته الشخصية ضاقت منذ اسس "حركة التجدد الديموقراطي" التي وان احاطته بعدد من الشخصيات والمثقفين ذوي السمعة الحسنة الا انها ايضا جعلته اسير ناد ضيق بدل ان يكون هذا "الحزب" فرصة توسيع علاقات لاسم كنسيب لحود كان يحظى باحترام كبير لصورته العامة في مختلف الاوساط اللبنانية وبما يتجاوز الاوساط النخبوية، من جهة، او قاعدته الانتخابية الموروثة والمكتسبة في المتن الشمالي، من جهة اخرى. وهذه ملاحظة (النادي) لا علاقة لها طبعا بسنواته الثلاث الاخيرة التي قضى معظمها في معاناة الاستشفاء في الخارج. كذلك فهي اشارة الى هامشية تجربته الحزبية قياسا بقوة تجربته النمطية كعامل في الحقل السياسي.
كسياسي وَسَمَتْ تجربتَه المفارقاتُ التالية، هذه بعضها في حدود ما أعرفه: اكثر ما تبقى من الطبقة السياسية التقليدية في لبنان هو اليوم في البيئة المسيحية. نسيب لحود هو من الشريحة البورجوازية المتنورة في جبل لبنان وخصوصا في المتن الشمالي ذي القاعدة الواسعة لطبقة وسطى شبه مدينية حيث نسبة التعليم ومستواه متميزان تاريخيا. لكن هذه الخلفية الموروثة طوّرها نسيب لحود بل بنى بجهده صورته الخاصة الاصلاحية. لهذا كان تقليديا واصلاحيا في آن معا. ولهذا، وقد غادرنا الرجل، تصلح تجربته للدرس ما اذا كانت اصلاحيته في نظام كالنظام اللبناني عبئا على تقليديته ام عنصر قوة فيها؟ لا شك هو حاول التوفيق بين سمتي شخصيته السياسية حتى اللحظة الاخيرة وكان اعتداله، رغم حدة خصوماته السياسية حين توجد، عاملا اكيدا في ترسيخ هذه التوفيقية التي لم يكن يطرح على نفسه الخروج منها حتى في اكثر محطاته صعوبة.
مع انه كان احد اكثر النواب احتراما للنفس حيال النفوذ السوري كسلوك عام وكتصويت، لاسيما ضد التعديلات الدستورية الآيلة للتمديد لرئيسي جمهوريتين هما الياس الهراوي ثم اميل لحود خلال البرلمانات التي شارك فيها منتَخبا في دورات 1992 و1996 و2000 حتى خروجه من النيابة العام 2005 فإنه بالنتيجة لم يشارك كنائب الا في برلمانات الحقبة السورية، ولم تُتح له فرصة الفوز كنائب في فترة مابعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان.
ربما يكون الخطأ السياسي الكبير الوحيد الذي ارتكبه نسيب لحود هو قبوله او ايحاؤه بقبول فتوى امكان انتخاب رئيس الجمهورية بأكثرية عادية (وليس اكثرية الثلثين الدستورية) في فترة احتدام الازمة الوطنية في البلد المنقسم على شفير الحرب الاهلية بين 8 و14 آذار. ربما سبب استدراج نفسه الى ذلك ان غرفة عمليات دولية رفيعة المستوى، ومن ضمنها عديله العاهل السعودي الملك عبدلله، كانت على ابواب التحضير لاحتمال مخرج قسري من هذا النوع يتجاوز الازمة المستعصية ويكون على الارجح نسيب لحود رجلها للرئاسة كرمز من رموز "ثورة الارز" قبل ان يطيح 7 ايار 2008 بكل ذلك ويجري تلقيه تسوويا بادارة قَطَرية. تسوية ستأتي برئيس تسوية لم يعد نسيب لحود قادرا على تمثيلها، مع انه "احد مرشحي الصف الاول للرئاسة" منذ العام 2000، على ما قال لي المرحوم رفيق الحريري ذلك العام واضاف: من يعرف متى سأربط سترتي امام نسيب لحود وانا مستعد لذلك لانه شخص محترم! هذا مع العلم ان سنوات الرئيس رفيق الحريري الاولى في رئاسة الحكومة ووجهت بمعارضة مزعجة احيانا من نسيب لحود للسياسة الاقتصادية، كذلك شهدت تأييده لبيان "الـ55" ضد الفساد والذي كان مناصره نواف سلام احد منظميه.
كان رجلا دقيقا ولذلك كان رجل ملفات. الدقة هي الحصيلة المباشرة لذكاء واضح ومتزن. وكان كشخصية من حيث يعرف بعض دهاقنة الطبقة السياسية، لاسيما الشريحة الجديدة منها، احد عناصر تحسين سمعة برلمان مشوب بعيوب هذه الشريحة الخارجة من حرب أهلية جعلت سمعتها في الوحل.
كان يحكم كل خطابه في الشؤون العامة نِصاب معايير دولة القانون والصراع الديموقراطي، وبدت يومياته السياسية عزفا شاقا على اوتار متنافرة لا يوحِّدها سوى رغبته بالتقيد بقواعد لعبة المؤسسات ايا تكن درجة اختلالها فادحة.
مات رجل محترم.

العلمانية ليست ديناً ولا تصلح للعبادة

الكسندر دوبييري
مؤرّخ أفكار وأستاذ فلسفة في جامعة السّوربون
العلمانيّةُ مسألةٌ مقدّسة في فرنسا، فهي أشبه بدينٍ مدنيّ حقيقيّ. ويذهب حُماتها إلى حدّ القول: «إمّا أن تكون الجمهوريّة علمانيّة أو لا تكون»؛ وأيضًا: «الدّين شأنٌ خاصّ وليس شأنًا عامًّا»؛ أو حتّى الدّين في الشّأن العامّ تقع البلاد في فخّ الطّائفيّة». ولكنْ، لا قيمة لهذه الأقوال على أرض الواقع، فتأويل مبدأ العلمانيّة يختلف كثيرًا بين دولةٍ وأُخرى (بين فرنسا، والولايات المتّحدة، وألمانيا، وغيرها مثلاً)، وحدود العامّ والخاصّ لا يمكن رسمها بوضوحٍ، ناهيك عن صعوبة أن يؤدّي المرء جميع فرائض دينه بكرامة من دون التّعدّي بطريقة أو بأخرى على حيّزٍ مشترك في المجتمع.
هل السّماح للمواطنين اليهود والمسلمين بالاحتفال بالعيد الأهمّ في كلٍّ من الدّيانتين مرادفٌ لإقحام الشّأن الخاصّ بالشّأن العامّ، والقضايا الدّينيّة بالقضايا السّياسيّة؟ وهل يُسهم هذا الأمر في زعزعة نظام الجمهوريّة؟ كلاّ، بل على العكس، فهو يعزّز مبادئ الجمهوريّة القائمة على المساواة بين البشر. غير أنّ السّاسة يلوّحون بالقانون رقم 1905 (الّذي ينصّ على فصل الدّين عن الدّولة) وكأنّه الإنجيل، بدون الإطّلاع على مضامينه. ففي الواقع، لا تشمل مقتضياتُ العلمانيّة المواطنينَ بالقدر نفسه الّذي تشمل فيه الدّولة نفسها، إذ يتعيّن على هذه الأخيرة الوقوف على الحياد من الكنائس، وعدم المحاباة، كي لا تنشأ الطّبقيّة بين المواطنين، ما سيشكّل أرضًا خصبة لعودة النّظام القديم؛ ناهيك عن أنّ هذا الموقف الحياديّ ضروريٌّ لضمان أحد الحقوق الأساسيّة في دولة القانون الحديثة، وهو حرّيّة المعتقد ولازمتها: حرّيّة ممارسة الشّعائر الدّينيّة.
ليست الدّولة العلمانيّة الدّيموقراطيّة دولةً يعاني فيها المؤمنون مرض الفصام، بحيث يختبئون لممارسة شعائرهم الدّينيّة، ويُمنعون من المشاركة بالعيد الّذي يشكّل أساس دينهم، وينصرفون إلى تشويه المآذن الّتي تعلو المساجد، وإخفاء الصّليب تحت قميص «غاب» أو القلنسوّة تحت قبّعة الرّياضة. هل هذا ما تطمح دولة الحرّيّات إلى تحقيقه؟ كلاّ، فالعلمانيّة لا تقتضي بتاتًا حجب المعتقد، إلاّ إذا كانت متخلّفة. ويتمثّل مفهوم الجمهوريّة الكونيّة في معاملة جميع المواطنين على قدم المساواة، وليس في إنكار هويّاتهم. وتجدر الإشارة في هذا السّياق إلى أنّ اقتراح إيفا جولي لاقى هذه المعارضة الهائلة لأنّه حتمًا أثار بعض النّقاط الحسّاسة، ومسّ بعض المشاعر المكبوتة. إذ تناولت جولي أوّلاً مسألة الخوف من محاصرة الجمهوريّة، لا سيّما أنّ العلمانيّة في فرنسا علمانيّة نشأت عقب الثّورة وارتبطت بولادة النّظام الجمهوريّ في خضمّ اضطراباتٍ كثيرة. ربّما لا نزال نعاني حتّى اليوم نوعًا من الذُّهان النّاجم عن تلك التّجربة، ونشعر بالحزن في قرارة أنفسنا على خسائر الماضي المتعذّر إصلاحها. فقد فرضت السّلطات العليا العلمنة فرضًا، على غرار الكثير من الأمور الأخرى في فرنسا. فهذا هو إرث ثورة اليعاقبة الّتي نادت بتعميم تجانس الأديان وتوحيدها إلى أقصى الحدود، وغالبًا ما أدّت إلى نسف التّقاليد. إذ لا بدّ من أن تمرّ كلّ المسائل «على سرير بروكوست»، ولا بأس إن بُتِرَت أوصال اللّغات المحكيّة هنا، وقُطعت رؤوس الفلاّحين الفانديّين هناك، ونُحرت أعناق الثّقافات البروتستانتيّة واليهوديّة والمسلمة هنالك... فالأمر أشبه بحداد لم تنتهِ مراسمه بعد، أو بسرٍّ عائليّ مُحزِن يُحاول الجميع إخفاءه عبر استحضار مفهوم مبسِّط ومُفسد للعقل عن دولة فرنسيّة قائمة منذ الأزل، وهويّة وطنيّة متجانسة.
ثانيًا، تتطرّق إيفا جولي إلى فكرة متناقضة يعتمدها الجمهوريّون بلا تردّد، ومفادها أنّ فرنسا دولةٌ علمانيّة ومسيحيّة في آن. بيد أنّ الدّفاع عن العلمانيّة باسم المسيحيّة لأمرٌ غريب، كي لا نقول أكثر، فالشّعب الفرنسيّ يعرف جيّدًا أنّه ليس علمانيًّا فعلاً، بل هو عالقٌ أبدًا في التواء مبادئه الخاصّة. ويصعب فهم هذه المفارقة بدون الإصابة باضطراباتٍ في الشّخصيّة.
تربط علاقةٌ مبهمة كلاًّ من العلمنة والدّين في فرنسا. وأدّت عبادة «العلّة الطبيعيّة» إلى تشويه صورة الإيمان نوعًا ما، وكأنّنا ما عُدنا نعرف اللّه، وبتنا نجهل التّحدّث إليه، ولم يعُد مصدر راحتنا. إلاّ أنّنا في الوقت نفسه لم نصبح أكثر عقلانيّةً، إذ غالبًا ما نصدّق الخرافات، عبر إيلاء الرّموز أهمّيّة، والشّعور بالتّوتّر من أبسط الأمور، والوقوع في فخّ الحرفيّة وظاهر الأمور. إذًا، يتحوّل النّموذج الفرنسيّ من العلمنة في نهاية المطاف إلى شكلٍ من أشكال الطّائفيّة.

بيان المثقفين العلويين السوريين

بيان من أجل المواطنة

نحن الموقعون أدناه، مواطنون سوريون، علويو المولد، اخترنا أن نعبر عن رأي مجموعة كبيرة من أبناء الطائفة العلوية حيث أجبرتنا الظروف والمسؤولية الوطنية إلى الإشارة مكرهين إلى خلفياتنا الاجتماعية. منذ بداية انتفاضة الحرية في سوريا، دعمنا كافة مطالبها مروراً باسقاط النظام بكافة رموزه وانتهاء ببناء دولة مدنية ديموقراطية تحترم جميع مواطنيها. إننا نستنكر محاولة النظام من خلال ألاعيبه الأمنية والإعلامية ربط الطائفة العلوية خصوصاً والأقليات الدينية عموماً به. بنفس السوية ندين سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت ومازالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية. هذه الأطراف ليست سوى الوجه الآخر للنظام القمعي. إننا نؤكد على ما يلي:
1. وحدة الشعب السوري بكافه أطيافه الدينية والقومية، والعمل على بناء دولة حرة ديموقراطية تحفظ حقوق مواطنيها بالتساوي وهذا يتم بداية باسقاط النظام الاستبدادي الحالي.
2. نطالب الجيش السوري التوقف عن تنفيذ أوامر القتل ضد المتظاهرين السلميين.
3. نجرّم أعمال القمع الوحشية التي يقوم بها أزلام النظام (الشبيحة) أيّاً كانوا، ولأي جماعة دينية أو قومية انتموا.
4. نتبنى الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطنين السوريين من كافة أطياف المجتمع السوري وسنبقى ندافع عنها في وجه من يتعدى عليها أيّا كان.
5. ندعو المواطنين السوريين العلويين وأبناء الأقليات الدينية والقومية المتخوفين مما سيلي انهيار النظام إلى المشاركة في إسقاط النظام القمعي والمساهمة في بناء الجمهورية السورية الجديدة، دولة القانون والمواطنة.
6. ندين أية ممارسات وتصريحات طائفية تصدر عن معارضين، ونعتبرها إساءة للشعب السوري كله ولمستقبل سوريا. وندعو قوى الثورة إلى إدانة مثل هذه الممارسات والتصريحات.
7. ندعو جميع أبناء سوريا بكافة انتماءاتهم إلى التوقيع على هذا البيان بعد صدوره.
عاشت سوريا حرة ديموقراطية.

الموقعون (بحسب الترتيب الأبجدي): هذه النسخة لا تحتوي كل التواقيع لأنها ليست محدثة


1. أمل سليمان
2. أحمد قصير
3. اسماعيل سمهر
4. إنعام محرز
5. اعتدال اسماعيل
6. إيمان الجابر
7. إياد الكردي
8. إيمان زريق
9. إيناس سعد
10. إيهاب الحسن
11. أحمد سلمان
12. الحسن دبّول
13. بتول نيوف
14. تماضر عبدالله
15. جمال صبح
16. جفان ديوب
17. جلنار أحمد
18. حسان الخطيب
19. حسام نيّوف
20. خولة دنيا
21. دنيا علوش
22. دعد مهنّا
23. رامي البيطار
24. ربا حسن
25. رشا عمران
26. رولا أسد
27. روزا ياسين حسن
28. ريتا قاسم
29. ريهام العلي
30. سامر بدّور
31. سامر رضوان
32. سمر يزبك
33. سمر الخطيب
34. سحر شعبان
35. سامر عساف
36. سمير ميهوب
37. سندس سليمان
38. سلوى الأحمد
39. سهير بسمة
40. سوزان شعبان
41. طارق حمدان
42. طلال نعمان
43. طالب العلي
44. عباب خليل
45. عدنان منصورة
46. عبدالرحيم حمور
47. علا رمضان
48. علا يوسف
49. علي ديوب
50. علي سعد
51. علي نزير علي
52. علي سليمة
53. علي ميّا
54. عمار ياسين
55. غسان سلامة
56. فادي منصور
57. فراس سعد
58. فراس سليمان
59. فراس صبيرة
60. فؤاد حمدان
61. كرم الصالح
62. كنان يوسف
63. كنان فرحات
64. لمى حمّاد
65. لويز عبد الكريم علي
66. ليلاس حمود
67. لينا عمران
68. مالك خيربك
107 .ماهر إسبر
69. محمد حسن
70. محمد صبّور
71. محمد عدنان محمد
72. محمود حمدان
73. محمود ديب
74. مها جديد
75. مها محمود
76. معتز محمود
77. معد حسن
78. منيف ملحم
79. مناف سلّوم
80. مهند ناصيف
81. ميادة الخليل
82. مي رستم
83. نضال سلوم
84. نسيم ملحم
85. نجيب محمود
86. نبيل معروف
87. نبيل ابراهيم
88. نسرين ديب
89. نسيم عمران
90. نمير بيطار
91. نضال جديد
92. نهاد خيربك
93. نهى معروف
94. نعمان حميّد
95. نعمى أيوب
96. نوار قاسم
97. نينار حسن
98. هلا جديد
99. همام الأسعد
100. وسيم حسن
101. وسيم فاضل
102. يامن حسين
103. يمان سلامة
104. يسار سليمان
105. يزن معلّا
106. يارا عثمان

جنبلاط: الـ"فيتو" صفعة للشعب السوري..

مطلوب الاعتراف باللاجئين بدل الاستعراضات العسكرية شمالاً
كان حري ببعض الأجهزة الأمنيّة أن تمنع ذهاب بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان إلى جبل العرب بسوريا للقتال ضد الثوار"

الاثنين 6 شباط 2012
أكد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن "ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي من روسيا ثم الصين جاء ليقضي على ما تبقى من مبادرة "الجامعة العربيّة" التي حاولت ترتيب حل سياسي للأزمة في سوريا يفضي الى الخروج من الآحادية ونظام الحزب الواحد والحاكم الأوحد نحو إرساء التعددية والديمقراطيّة والتنوّع بعيدًا عن الوعود الاصلاحيّة الوهميّة التي لم تتحقق ولن تتحقق".
جنبلاط، وفي موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" ينشر غدًا، قال: "لقد جاء هذا الـ"فيتو" بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية، وإهانة الى الثورة السورية التي أرادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديمقراطية، وسيعطي المزيد من الوقت للنظام للاستمرار في استخدام العنف وارتكاب المجازر وقتل الأبرياء في جميع أنحاء سوريا دون إستثناء".

وإذ رأى أنّ "هذا الـ"فيتو" المزدوج هو أيضًا إهانة لكل الشعوب العربيّة الطامحة لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل أفضل في بلدانها بعد أن قبعت بمعظمها لعقود وعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والاذلال"، أضاف جنبلاط: "فهذا الفيتو يتناقض، أقله من هذه الزاوية، مع حقوق الانسان الأساسيّة والطبيعيّة التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدوليّة".

جنبلاط الذي لفت إلى أنّ "هذا الـ"فيتو" يأتي بعد ثلاثين عامًا على مجزرة حماه، وكأنه يعطي الضوء الأخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة لإركاعها"، أشار إلى أنه قد "نُفذت أمس الأول مجزرة كبيرة فيها بهدف تهديمها وتهجير أهلها وتيئيسهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة وإجبارهم على الخضوع، فمصير الوحدة الوطنيّة وعروبة سوريا بات مرتبطًا بمصير مدينة حمص".
وعلى الصعيد اللبناني، قال جنبلاط: "إذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح في المحافل العربيّة والدوليّة نظرًا لخصوصيّة الموقف اللبناني إزاء الأزمة السوريّة، فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن الأوان للسلطات الرسميّة أن تعترف بوجودهم فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل أشكالها". وأضاف: "فهذا أفضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية"، وسأل: "هل نسينا أن الشعب السوري قد استقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان؟"
وأضاف جنبلاط "من هنا، يكفي التلطي خلف مقالات صحافيّة وتقارير إعلامية مشبوهة حول "الجيش السوري الحر" واعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات الانسانيّة أو للانقضاض على النازحين"، وختم بالقول: "كان الأحرى ببعض الأجهزة الأمنيّة اللبنانية أن تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب إلى جبل العرب في سوريا للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير".

مي سكاف: النظام السوري يعلن فاشيته وصهيونيته

الاثنين 6 شباط 2012
أكَّدت الفنانة والناشطة السورية مي سكاف أنَّ "هذا النظام (نظام الرئيس السوري بشار الأسد) ساقط". وفي حديث لقناة "الجزيرة"، قالت: "هذا النظام يعلن فاشيته ويعلن صهيونيته".وأضافت: "هذه الهمجية التي يمارسها النظام لن توقف الشعب السوري"، معلنةً عن بيان أصدرته الطائفة العلوية اللاسلطوية تستهجن هذه الابادة الهمجية التي ينتهجها النظام، ويؤكد أنَّ الشعب السوري متماسك وسوف يزيل هذا النظام وسوف يسقطه". وتابعت: "أصدرنا هذا البيان لنكرس فيه هذا القول: فليعلم كل العالم النظام زائل".

الجمعة، 3 فبراير 2012

رحل نسيب لحود رجل الدولة والاعتدال والمبادئ

حركة التجدد تنعي نسيب لحود
رحل نسيب لحود رجل الدولة والاعتدال والمبادئ
غادرنا من أضاف الى السياسة معناها النبيل، والى ممارستها الالتزام بالقيم والنزاهة الفكرية والمادية ولغة الترفع وآداب الحوار.
يودّع لبنان اليوم رجلاً لم يحتكم ابداً الا لضميره، ولم يخض صراعاً الا في سبيل حرية شعبه واستقلال وطنه وسيادة دولته. إذا قال فعل وإذا وعد وفى وإذا خاصم اعتدل.
فقد اللبنانيون سياسياً حلموا بدولة على طرازه، التزم طوال حياته النضال من اجل هذا الحلم.
فقد الديموقراطيون العرب رائداً من رواد العمل المدني والالتزام بالحداثة وحقوق الانسان وفقدت فلسطين وشعبها صديقاً كامل الوفاء.
نسيب لحود رجل التزم قيم الحرية والحداثة والتجدد، فكان مثالاُ يليق بالقيم وتليق به.
برلماني متمرس، إن عارض أوفى الملفات حلولاً وبدائل، وإن والى أغنى المؤسسات مشاريع ورؤى.
لم يهادن حتى نفسه ساعة ذهب الى السياسة، اوقف كل اعماله الخاصة في لبنان، مؤسساً نهجاً يفصل بين العام والخاص ويدين صرف النفوذ للاثراء من السلطة.
ان حركة التجدد التي فقدت مؤسسها ورئيسها تنعي نسيب لحود الى كل اللبنانيين والى كل الديموقراطيين والاحرار في لبنان والعالم العربي، وتجدد امامهم ومعهم الالتزام بمتابعة النضال على طريق الحرية والديموقراطية والعمل المدني والحداثة قيماً ونهجاً وسلوكاً.

نبذة عن حياة نسيب لحود
نسيب لحود من مواليد بلدة بعبدات في قضاء المتن عام 1944، متزوج من عبله فستق ولهما ولدان، سليم وجمانة. أكمل دراسته الثانوية في مدرسة سيدة الجمهور، ثم انتقل لدراسة الهندسة الكهربائية في المعهد العالي للهندسة في جامعة "لفبره" (Loughborough) في بريطانيا التي تخرج منها عام 1968.
بعد تخصصه، اسس نسيب لحود عام 1972 "شركة لحود للهندسة" التي تعنى بالتجهيز الصناعي والمنشآت الصناعية، والتي نفذت انشاء العديد من محطات توليد الطاقة ومصانع تحلية مياه البحر ومصانع الإسمنت والمنشآت البترولية، في انحاء عدة من منطقة الشرق الأوسط، ومنها دبي وأبو ظبي وقطر والبحرين. وخلال سنوات، تحولت "شركة لحود للهندسة" الى واحدة من أكبر الشركات الإقليمية في ميدان عملها
عام 1990، عين نسيب لحود سفيراً للبنان لدى الولايات المتحدة ، ثمّ نائباً عن المتن عام 1991 عملا باتفاق الطائف الذي نص على ملء الشواغر الى حين اجراء اول انتخابات نيابية. فأوقف نسيب لحود حينها كافة أعماله الخاصة واعمال شركته في لبنان، ليقينه بضرورة فصل العمل العام عن المصالح الشخصية.
عام 1992، انتخب نسيب لحود نائباً عن دائرة المتن في اول انتخابات تجرى بعد الحرب. ثم أعيد انتخابه تباعاً عام 1996 وعام 2000 حيث تولي تشكيل لائحة المعارضة في تلك الدائرة وخوض معارك سياسية وانتخابية ضارية ضد القمع والفساد واستغلال السلطة، ودفاعاً عن الدستور والحريات والنظام الديموقراطي.
شغل منصب رئيس لجنة الدفاع النيابية لسنتي 1991 و1992، وعضو لجنة الشؤون الخارجية ولجنة المال والموازنة من سنة 1992 لغاية سنة 2005.
عارض نسيب لحود كل التعديلات التي اجريت على المادة 49 من الدستور الخاصة بإنتخابات رئيس الجمهورية، وكان بذلك النائب الوحيد الذي صوت ضد هذه التعديلات ثلاث مرات متتالية، عام 1995، وعام 1998 وعام 2004.
في نيسان 2001، شارك نسيب لحود مع سياسيين آخرين وناشطين في الحقل العام وفي المجتمع المدني واكاديميين ورجال اعمال ونقابيين في تأسيس "حركة التجدد الديموقراطي"، وهي حركة سياسية تضم أعضاء من كل الطوائف والمناطق، وتهدف إلى تحصين سيادة لبنان واستقلاله، وترسيخ دور لبنان في العالم العربي، والدفاع عن الحريات، وتطوير التجربة الديموقراطية اللبنانية، وبناء اقتصاد حديث منفتح على العالم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء مواطنية جامعة يلتقي في قيمها جميع اللبنانيين. وانتخب رئيساً لحركة التجدد في تموز 2001.
عام 2001 ايضا، ساهم نسيب لحود في تأسيس "لقاء قرنة شهوان" الذي اراد اعضاؤه ان يكون الترجمة السياسية للنداء التاريخي لمجلس المطارنة الموارنة في ايلول عام 2000، وشارك لحود في كل اعمال اللقاء ونشاطاته والمحطات السياسية التي تولى فيها اصدار المواقف المتشبثة بالحرية والسيادة والاستقلال، وتصحيح العلاقات اللبنانية-السورية، وإطلاق المبادرات الحوارية مع سائر القوى والأحزاب السياسية اللبنانية، وهو ما شكل النواة الصلبة لما سيعرف لاحقا بـ"انتفاضة الاستقلال".
ومنذ العام 2001، كان لنسيب لحود كذلك الدور البارز في جمع صفوف الأحزاب والقوى والشخصيات التي شكّلت لاحقاً "لقاء البريستول" المعارض، سواء من خلال تنظيم المؤتمرات واصدار المواقف الداعمة للحريات وللنظام الديموقراطي او من خلال احتضان كافة التحركات الطلابية والشبابية والشعبية، إثر إمعان سلطة الوصاية السورية والأجهزة الأمنية التابعة لها بقمع حرية التعبير ومصادرة الممارسة البرلمانية الديموقراطية.
في ايلول 2004، ساهم نسيب لحود في إطلاق "لقاء البريستول" الذي جمع كافة القوى المعارضة من مختلف الاتجاهات الطائفية والفكرية والمناطقية في خريف العام 2004، وكان من أبرز وجوه "انتفاضة الاستقلال" و"ثورة الارز" التي اندلعت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005، والتي من ابرز تجلياتها التظاهرة التاريخية يوم 14 آذار من العام 2005، والتي اعطت اسمها لتحالف "قوى 14 آذار" الذي ظل نسيب لحود من ابرز اركانه حتى عام 2009.
في 13 ايلول 2007، اعلن نسيب لحود ترشيحه رسمياً لمنصب رئاسة الجمهورية في لقاء حاشد في مركز بيروت للمؤتمرات BIEL اذاع خلاله بيان الترشيح المستند الى نص فكري-سياسي جامع تحت عنوان "رؤية للجمهورية" يتضمن نظرته الى سبل تجديد الميثاق الوطني واحياء المؤسسات الدستورية وتحديث الديموقراطية وتجديد الحياة السياسية في لبنان.
في تموز 2008، عين وزيرا للدولة في حكومة الوحدة الوطنية التي شُكلت بعد اتفاق الدوحة والتي وضع مشاركته فيها تحت عنوان عودة جميع اللبنانيين الى كنف الدولة.
وافته المنية فجر يوم الخميس في 2 شباط 2012 بعد صراع طويل مع المرض.

وليد جنبلاط: مع ربيع الشعوب العربية...مع الحرية والكرامة والديموقراطية لسوريا

حديث رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط للمؤسسة اللبنانية للإرسال
الخميس 2 شباط 2012
ـ غاب نسيب لحود في أوج الربيع وثورة الشعوب من أجل الحرية والتعددية والكرامة، كان أول من آمن بهذا الأمر، غاب برلماني عريق واقتصادي دقيق. لو استمعنا اليه لما وصلنا إلى الدين العام. خارج اطار العصبيات الضيقة هو ركن من ثورة الأرز ناضل من اجل دولة عصرية وصديق عزيز مهما قلت من الكلمات فيه ستكون قليلة. وأتمنى للمؤمنين بالإنفتاح والتعددية ان يكونوا في الموعد مع وداع نسيب لحود في رحلته الأخيرة.

_ أفضّل عدم الدخول في نوع من الاثارة (حول الحديث عن استهدافات أمنية)، وأتوجّه بكلامي إلى الأجهزة الأمنية بأن أي حدث أمني يمس الجميع، ولذا عليهم أن يتشاوروا ويُخرِجوا هذا الأمر من الجدال العلني. ليس وقتها الآن ان نخوّف المواطنين. قرأت المعلومات (حول الاستهادف) في الجريدة، لا احب هذا النوع من الإثارة فهو يخلق قلقاً عند الناس ولا احد ابلغني أي شيء. الإشاعة نفسها وصلت إلى الرئيس نبيه بري ولم يبلغني احد رسمياً. الأفضل لمن يملك المعلومات، فرع المعلومات أو المخابرات أن يتعاونوا.
- في العام الماضي بالتحديد في 20 تموز عام 2011 التقيت بوزير الخارحية الروسي سيرغي لافروف قلت له سوريا يجب ان يكون فيها حل سياسي، وأرجو ان تحثوا الرئيس السوري بشار الأسد على الإصلاح السياسي وألا تتجه سوريا ربما إلى العنف والحرب الأهلية. هذا في 20 تموز. ثم ذهبت إلى الوزير الفرنسي ألان جوبيه في 17 أيار، وقلت له إن تطويق سوريا خطأ، ويجب إبقاء خيط مع النظام السوري، وأجابني بأنه يجب ان يتوقف القتل. قبل ذهابي للقاء أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة اطلعت من صديق حول ما جرى في درعا ولم تكن آنذاك مؤامرة في درعا في 29 ايار 2011، والشيخ حمد كان مستاءً لأنه الرئيس السوري أوصل نفسه إلى قطع العلاقة مع الشخ حمد وهو اقرب صديق له، وكذلك رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، كما كان له (الأسد) علاقة جيدة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فقطع علاقته مع الكل وأدخل نفسه وسوريا إلى ما وصلنا إليه. واليوم الشعب السوري يعاني وأنا مع الشعب السوري، أنا مع الحل السياسي للأزمة من اجل وحدة واستقرار سوريا ومن اجل وحدة لبنان واستقرار لبنان.

- لو عولجت الأمور بشكل أدق وتم الاقتصاص ممن ارتكبوا اول الاحداث بحق أهل درعا لما وصلنا لما وصلنا إليه اليوم. لا تستطيع ان تقنع المواطن السوري في حوران وحمص وحماه والآن وصلت الأمور إلى مسافة قريبة من الشام بأن هناك اصلاحات فيما الدماء تراق. يجب وقف اطلاق النار. ويجب وضع آلية لوقف اطلاق النار. اليوم دخلنا في وضع العنف المضاد.
- نعم حدثت امور مشينة مذهبية في منطق حمص بعدما تحملوا ما لم يتحمله أحد في حمص. هذا لا يبررها. الجيش السوري على مشارف التفتيت والفراغ لأنه يُستخدَم في غير موقعه.
- هناك مبادرة عربية اليوم على الأقل يعلن الرئيس السوري قبوله بالحل السياسي والمبادرة العربية ووقف العنف واطلاق سراح المعتقلين وإعادة النظر بتصرف الأمن والغاء تحكم الأمن بكل شيء وصفحة جديدة، ثم انتخابات حرة تعددية قد ينتخب فيها مجددا او لا. مجلس نواب جديد وإلغاء المادة الثامنة في الدستور. هذا الامر لا يزال صالحاً للتنفيذ ولا يزال يناقش اليوم في مجلس الأمن. كنا نتمنى ألا نصل إلى مجلس الامن لو كان هناك حل سوري داخلي.

ـ لو تم وقف النار منذ البداية وتنفيذ الإصلاحات لما وصلنا إلى المرحلة الحالية. عدنا إلى نقطة الصفر. الحل السياسي وحده في سوريا ينفع. كلنا طلبنا في موسكو وكذلك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الحل السياسي لا التدخل الخارجي، مستحيل التدخل العسكري، فسوريا ليست ليبيا، ونرفض التدخل لعسكري. حتى هذه اللحظة لا اراهن على سقوط النظام بل اراهن على الإنتقال التدريجي من الحل الأمني إلى الحل السياسي. استمرار النار قد يودي بكل الوحدة الوطنية في سوريا.
- أحيّي المثقفين والناشطين العلويين الذين رفعوا الصوت وقالوا كفى قمعاً ونريد نظاماً جديدا. ونحن نشجب الصرخات المذهبية لأن سوريا وطنية ولم تكن مذهبية. التدخل العسكري سيؤدي لفوضى عارمة في سوريا ولبنان. نريد الحفاظ على سوريا ونريد ان تبقى سوريا بموقفها الذي نسميه الممانع. ويجب وقف اطلاق النار والتضامن من قبل كل المعنيين روسيا وتركيا وايران والمجتمع الدولي لوضع آلية لا ادري كيف للدخول تدريجيا في حل سياسي يفتح الآفاق لانتخابات حرة ودستور جديد وانتخابات رئاسية.

- لقد سألت لافروف: هل تستطيعون القيام بمبادرة ما لإنقاذ سوريا؟ أنظار الشعب السوري والعربي تتجه اليكم. أنتم اصدقاء الشعب السوري التاريخيين. أنا قمت بجهد بسيط. ويبدو ان هناك تلاقٍ معين وكأنهم يعملون على تلاقٍ معين من اجل حل سياسي. تبقى الآلية ولكن يجب السرعة الوقت ليس لصالحنا. لا احد ينتصر عسكرياً على شعبه. اخالف نظرية ان ينتصر بشار الأسد على شعبه. هناك شعب يريد الحرية. في مصر وتونس اختاروا الإسلاميين. لماذا يجب منع الشعب السوري من اختيار من يريد؟
- في حياتي لم أدّعِ أنني زعيم دروز سوريا. لا اريد. حذّرت بالأساس لجبل العرب الذي التقى مع حوران وجبل العلويين واكراد سوريا وكل الوطنيين السوريين ألا ينزلقوا في الإنعزال وألا يرسلوا ابناءهم في قتال عبثي ضد اخوانهم في درعا. عندما انتفضوا في الثورة السورية الكبيرة لم يكون الدروز اقليات. اليوم هناك ثورة للشعب السوري من اجل حقوق محقة في الحرية والديمقراطية والتعددية. خرج البعض عن مسارهم التاريخي، فقد كنت اتمنى ان عشرات والمئات الذين قتلوا في مواجهة الشعب السوري لو استشهدوا في الجولان. الدروز الذين يذهبون في دعم النظام يذهبون عكس التاريخ. الحمدالله أن هناك منتهى الاطرش، واعتذر منهم لو كنت تأخرت، فهناك ناشطات وناشطون سوريون دروز وأنا أتابع نشاطهم.
- مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم لم يحمل لي رسالة من الأسد ولم يفعل احد ذلك. ولم ارسل رسالة إلى بشار الأسد، بل أرسلت كلاماً لن أبوح به اليوم.
- ليس هناك حكم للحزب الواحد بعد اليوم، ومطلب السوريين ليس ان يسلّم الحكم للسنّة بل لما يريده الشعب. هذا النظام ليس نظاماً علوياً، هذه غلطة فادحة، فهذا نظام مركّب من سنّة ومسيحيين ودروز وعلويين ولكن 40 عام يكفيه. يجب ان يكون هناك مرحلة انتقالية. ويجب ان يكون هناك مجلس تأسيسي لدستور جديد.
- أتمنى على الأسد أن يقول إن سوريا أهم ووحدتها الوطنية والعروبة والنضال اهم من منصب او مسؤولية، وأكتفي بهذا الكلام.

- أنا مع الحل السياسي المبني على كل بنود المبادرة العربية، ولا اعداء لي في الداخل السوري. قلت في السابق انني سامحت ولكنني لن انسى. لن أحكّم في نفسي الأحقاد الشخصية ومصير سوريا على المحك. العدو الوحيد هو اسرائيل.
- رداً على سؤال عما اذا كان حصل على ضمانات امنية من موسكو: لا احد يعطي ضمانات لأحد. فقط المطلوب أن يكون هناك تنسيق كافٍ وفعّال بين اللأجهزة الرسمية وغير الرسمية. هل يمكننا ان ننسى موضوع المحكمة الدولية جانباً وأن العميد وسام الحسن اوقف العشرات من العملاء الإسرائيليين وكذلك المخابرات؟ لنلتقِ إذاً على القواسم المشتركة، فهناك مصير سوريا في المحك والمحكمة باتت تفصيل.

- في شأن الملف الشخصي مع السوريين (اغتيال كمال جنبلاط): آنذاك (عام 1977) ومن أجل حماية سوريا تركت المسألة. وإعادة فتح هذا الموضوع في غير محله ومكانه. ومجددا ننسى هذا الموضوع من أجل حماية سوريا وعروبة ووحدة سوريا.
- عبر الهيئة العليا للإغاثة يمكننا أن نشرف على مسألة اللاجئين السوريين. ولكن ليس عملنا بأن تتحرك المجموعات المسلحة من أرضنا وألا نكون نغامر بأمننا الوطني اللبناني. ولكن هذا الموضوع يحتاج في الوقت عينه حوارًا داخليًا.
- لا يجوز أن توجه الإتهامات إلى قرية سنية فقيرة مناضلة (في إشارةٍ إلى بلدة عرسال) بانها تأوي "القاعدة" فهذا خاطئ، وللأسف لم يشجبها أحد من نواب المنطقة الشيعة، وهناك خبير استراتيجي عسكري (في اشارة إلى النائب الوليد سكرية) قال لي اننا نساعد الناتو على تطويق روسيا والصين. لقد اوصلني إلى تلك النقطة.
- لبنان لم يكن ولن يكون قاعدة انطلاق لـ"القاعدة" . واليوم بات أيًا كان يضع عنوان "القاعدة" ويستغله غب الطلب. بعض الأجهزة اللبنانية عليها أن تكف عن مزحاتها "السمجة" التي أعطوها لوزير الدفاع (فايز غصن). الأهم هو الامن الداخلي وأمن المقاومة. أتمنى ان نحاول سويًا ونصر على الحفاظ على أمننا الداخلي.

- أرسلت رسالة واضحة جدًا ودقيقة جدًا في آخر لقاء مع السفير الإيراني (غضنفر ركن آبادي) إلى ايران بأن المسألة في سوريا تحتاج إلى حل سياسي. لا يجوز الإستمرار في النهج الحالي. ايران وقفت مشكورة في دعم لبنان وإلى جانب "حزب الله" في دعم مواجهاته المتعددة ضد اسرائيل، والمطلوب ان تقف مع الشعب السوري ومع الحل السياسي الذي يريده الشعب السوري. لا أحد يعلّم الشعب السوري الوطنية.
- الشيخ حمد وإردوغان الذي تربطه مع الأسد وزوجة الأسد علاقات شخصية وتربطه مع النظام علاقات اقتصادية توسل إلى الأسد كي يقوم بالإصلاح ولكن الأسد لم يستمع إليه.
- انا خائف على سوريا لذلك مجددًا أقول وأتوسل أن يقبل أي عاقل تبقّى في القيادة السورية بالمبادرة (العربية) تدريجياً وأناشد اصدقاء سوريا ان يساعدونا على الحل السياسي. في لبنان يجب ان نتفق على الثوابت. لن تنفجر الامور في لبنان إذا ما استُدرك الامر وكان هناك حلاً سياسيًا في سوريا. يجب الإتفاق على ان يكون السلاح في مواجهة اسرائيل لا للاستخدام السلاح في الداخل. ويجب أن يثبت السلاح كخط دفاع عن لبنان والحوار كخط دفاع عن الامن اللبناني ثم نتفاهم كلٌ على طريقته على الحل السلمي في سوريا. وعلينا ان يقوم كلٌ عبر قنواته، والسيد نصرالله عبر قنواته وانا عبر قنواتي، وأتمنى على الشيخ سعد (الحريري) ان يعود ويستعمل قنواته مع النظام السوري للمساعدة على ايجاد الحل السياسي. ولكن مراهنة البعض على سقوط السلاح مع سقوط بشار معادلة جنونية.
- يجب الإنتقال من معادلة الشعب والجيش والمقاومة إلى شعار الدولة المقاوِمة الذي طرحه نصرالله في جلسات الحوار الأولى. ويجب الإنخراط التدريجي للمقاومة في الدولة. اليوم اكثر من اي وقت مضى يجب ان نجلس إلى طاولة الحوار واتوجه بكلامي هذا إلى حزب الله والمستقبل. وعلى الرئيس (الجمهورية ميشال سليمان) ان يقوم بهذا الجهد.
- لم يتغير اي من الإتفاقات والتفاهمات التي تمت مع حزب الله بعد التحول في سبعة ايار. الأهم ان ندرك ان السلاح ضرورة للدفاع لا ليتوجه للداخل وان ندرك أن الحوار ضرورة لدرء اي تفاعلات امنية. هناك ثورة مشروعة شعبية ضد حكم الحزب الواحد الذي هو من كل الأطياف.

- احيي الخطوات الإنفتاحية لـ(رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد) السنيورة وهو يستجيب مع الخطوات الإنفتاحية من أجل الحوار الإسلامي الإسلامي. السنيورة تناول الغداء والعشاء عند بري وعند (ابن العلامة الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله) الشيخ علي فضل الله وعند (نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى) الشيخ (عبد الأمير) قبلان فهكذا لبنان مبني لا أحد يلغي الآخر.
- يجب ان نتحاور كلبنانيين ونثبت العداء مع اسرائيل والإستيعاب التدريجي وان لا يشعر السنة بالإستقواء وهذا خطأ والشيعة بالضعف وهذا خطأ. يجب تثبيت اتفاق "الطائف" واذا فكر أحد بالمس بـ"الطائف" أو تغييره فهذا جنون.

- لدى سؤاله عمّا حصل في الحكومة وتهديد ميقاتي بالإعتكاف: كل شيء قابل للحل ولكن المطلوب من شركائنا وحلفائنا في حزب الله، ونحن حريصون أن نبقى وسنبقى في هذا التحالف الذي بدأ في كانون 2011 لمصلحة البلد ودرء الفتنة، أن يتكلموا مع (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) العماد (ميشال) عون، فلا يمكن ان نكمل على هذا المنوال (كما هو الحال عليه اليوم). اليوم هناك حدث هائل في المنطقة هي الأزمة السورية ويمكننا معالجة التعيينات بهدوء ومن دون مزايدات.
- لميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان كل الحق في الاختبار بموضوع التعيينات، ويحق لسليمان ان يكون له خياره في التوظيفات من كل الناس، فلا يمكننا إلغاء دوره. كما ان معركة الرئاسة لا تزال بعيدة حتى عام 2014 وكأن هناك بعض الحسابات من هذا النوع. كلنا يجب ان نتساعد لتمرير الأمور الأساسية للمواطن في التعيينات الداخلية والدبلوماسية والأمنية.
- لا احد يعرقل مشاريع (وزير الطاقة والمياه جبران) باسيل ولكن ميقاتي قال له هناك صناديق عربية ودولية مستعدة لتمويل خطة الكهرباء وباسيل رفضها بحجة انها تأخذ الكثير من الوقت وهذا أمر غير صحيح. قصة الكهرباء على كل حال قصة قديمة تعود إلى ايام جورج افرام وايلي حبيقة ومنذ ذلك الحين لا نزال بنفس المسلسل باتجاه المزيد من الهدر، والخزينة والمواطن اللبناني يدفع الثمن. يمكننا ان نلزم ونضع دفتر مناقصات لشركات عالمية باشراف صناديق عربية محترمة. اذا القصة قصة سفن فليجلبها باسيل غدًا واذا كانت القصة قصة تلزيمات هناك صناديق جاهزة كويتية وغيرها عرضت ان تلتزم بناء محطات توليد طاقة جديدة.

- من غيرالمسموح لأحد منا أن يعتكف من الحكومة. لا احد يقوم اليوم بابتزاز ميشال عون، ولكن كل اسبوع او اسبوعين لديه منشور يقول لنا فيه إنهم هم أشرف الناس ونحن لا شيء. فهمنا انهم أشرف الناس ولكن هذا يكفي. لا اريد ان اقول لعون شيئًا. لا يفرق معي. ولكن شأن المواطن يجب ان يتيسر بالحد الأدنى. وأيضا حزب الله في قلبه مرارة، وفي مكان ما وزراء حزب الله في خطهم السياسي والوظيفي ممتازون. هناك الكثير من المزايدة وهذا يكفي. فلنأتِ بالكفاءة واليس شبطيني لها الأقدمية ولهذا اخترناها لموقع رئاسة مجلس القضاء الاعلىن لا أكثر ولا اقل.
- عون كان أحد اركان ثورة الأرز ولا يحق له أن يهين الاحياء والأموات من ثورة الأرز الذين أعادوه من المنفى. وإذا كانت قناعته ان يتحالف مع حزب الله فنحن متحالفون ايضا مع حزب الله ولكن نسجل نقطة اعتراض في ما يتعلق بمعالجة الموضوع السوري. لن تمشي الامور بحسب عون بالحسم العسكري في سوريا بل بالحل السياسي.
- سأبقى متحالفًا مع ميقاتي فنغرق سويًا أو نطفو سويًا، ولن أتركه أبدًا. قمت مع ميقاتي و(وزير المال محمد) الصفدي و (وزير الدولة أحمد) كرامي بما يجب بالحد الادنى لمنع التوتر ولست نادمًا على ذلك".
- بري يلعب دورًا إيجابيًا ممتازًا في الموضوع الوطني اللبناني لا يصرّح عنه، فالأفضل أحيانا ألا يصرح المرء عن تحركاته.

- وضعت ثوابتي في ما يتعلق بحلفي العريض مع سليمان وميقاتي و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" و"لبنان الحر الموحد" الذي على رأسه (رئيس تيار "المرده) سليمان فرنجية وهذا بالوقت الحاضر أهم شيء لشبكة أمان في لبنان. مصير لبنان لا يتوقف على وزارة بالناقص أو الزائد. قلت في ذلك الوقت بعد سبعة أيار ان التحول ضروري و"زعل" مني السعوديون وغير السعوديين إلى أن سنحت الفرصة لـ(وزير الأشغال العامة غازي) العريضي ان يذهب ويشرح الوضع للوزير (الخارجية السعودي) سعود الفيصل.
- عن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري: ارسلت له رسالة في الأضحى واتصلت به بالمستشفى في باريس اثر حادثته الأخيرة (تعرّضه لكسرٍ في ساقه أثناء تزلجه في فرنسا) ولكنه كان لا يزال تحت تأثير البنج وهو وعاد واتصل بي. العلاقات الإنسانية طبيعية. اذا ذهبت إلى باريس اعتقد انني قد ازوره وسيستقبلني. ما جمعني بالحريري في ذكرى والده اكبر بكثير من تحول آني. وسأل هل ذكرى استشهاد الحريري أمر قليل. قلت إن انفصالي عن "14 آذار كان ضرورياً لحماية البلد. السياسة تحولات ومستجدات من كان يقول في العام الماضي أن هناك ربيعًا عربيًا؟
- تبقى تجمعني صداقة شخصية مع الحريري واتمنى عليه ان يعي اهمية السلاح في مواجهة اسرائيل شرط عدم استخدامه في الداخل وان يتجاوز ما فعله حزب الله الذي وبناء على نصيحة ما أخلّ نقض باتفاق الدوحة والعودة إلى الحوار.

- عن العلاقة مع السعوديين: اليوم ننتظر جواب من السعوديين وما إذا كان موقف الملك (السعودي عبد الله بن عبد العزيز) ايجابي. علمت من بعض المصادر ان الملك السعودي لا يزال "زعلان" مني ولكن عليه ان يفهم وضعي. اريد ان ازيل سحابة الصيف مع صديق لآل جنبلاط (أي عبد الله بن عبد العزيز) يعتبر بني معروف عشيرته. عبدالله بن عبد العزيز اول من فتح طريق السعودية لكمال جنبلاط والحوار مع (الملك السعودي الراحل) فيصل بن عبد العزيز. أتصور أن كل شيء ممكن اعتبر الملك عبدالله مثل اخي الكبير وحتى بديل عن والدي.
- رداً على سؤال هل تمر طريق الرياض بوادي ابو الجميل (في إشارة إلى حي قديم في بيروت يقع فيه اليوم بيت الوسط) او تمر طريق وادي ابو الجميل بالرياض؟ طريق الرياض مباشرة ولا تمر باي منطقة وعلى كل حال وادي ابو الجميل كان منطقة من بيروت القديمة ولم يعد له وجود هناك اليوم بيت الوسط. يجب تجاوز النكسة الشخصية، وكان خياري السابق سياسيًا (بالخروج من قوى "14 آذار") من اجل امن البلد ولا يزال هو خياري.
- هذه السنة سأرى كيف اصيغ المشاركة في 14 شباط. العام الماضي ارسلت نواب اللقاء الديمقراطي و(نجله) تيمور في تكريم الشهيد الكبير رفيق الحريري وشهداء 14 آذار. اذا قام (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بمغامرة في الربيع يجب ان نتضامن في مواجهة اي عدوان. واذا طُلب من حزب الله أن يرد واسرائيل اخذتنا في الطريق هل "نتفرج"؟ يجب ان نستمر في التركيز على الثوابت وان ننسى ان هناك حدثاً سوريا ينتظر فريق من اللبنانيين نتائجه كي يستقوي على الآخر فهذه معادلة خاطئة".
- لست الابن الضال لـ 14 آذار. انا مقتنع بخياري وضرورة التكامل والتضامن اللبناني من اجل درء لبنان عن أي حدث أمني أو توتر مذهبي.

- عن اللقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: لم يصادف ان كان هناك اي لقاء معه. وله موقع سياسي ولي موقعي واتصلت به على رأس السنة.

- عن قانون الإنتخابات: لدينا مشروع قديم للنسبية يقضي بإلغاء الطائفية السياسية وانتخاب مجلس شيوخ وهذا وارد بالطائف، وإلا قد يكون أفضل مشروع في مسألة النسبية هو مشروع (وزير الداخلية السابق) زياد بارود وسنرى ما اذا كانت هناك امكانية لتطبيقه. برأيي تقسيمات اتفاق الدوحة هي الأفضل.
- اتحالف مع نفسي وقناعاتي وثوابتي في الإنتخابات. من يجب ان يصوت لي على هذه القناعات أهلا وسهلا. كنا 11 (في اللقاء الديمقراطي) وصرنا 7 (بعد انسحاب أربعة نواب بعد التحول في 7 ايار) ويمكن ان نصل إلى خمسة وثلاثة. القصة ليست قصة عدد. قد لا يشاركني (النائب) مروان حمادة نفس القناعات ولكن يوجد رفقة عمر.
- يجب ان نقوم بحسابتنا السياسية على اساس الحل السياسي في سوريا، ولا ندخل في رهانات فوق طاقتنا والحل السياسي افضل لسوريا ولبنان.
- لا اعرف ما إذا كنت سأرشح نفسي للإنتخابات المقبلة (لرئاسة الحزب "التقدمي الإشتراكي) لا يزال الوقت مبكرا للتفكير واتخاذ القرار في هذا الأمر. قد لا يترشح تيمور. هذا شان عائلي. لا احد طرح تيمور على رئاسة الحزب من الأساس ابدا. غير مطروح ان يبقى آل جنبلاط في الحزب بعد 30 سنة من توليه رئاسة الحزب. انأى بنفسي أن اكون مثل بشار.
- هناك امن مشترك امن لبنان من امن سوريا وامن سوريا من امن لبنان لهذا اشدد على اهمية الحوار الداخلي بين اللبنانيين اليوم.
- اتمنى على الناس قراءة وثيقة (شيخ) الأزهر (أحمد الطيب) الممتازة. ما حصل في مصر هو نتيجة بطئ وتردد المجلس العسكري. يجب تسليم الحكم إلى مدني وحتى اذا جاء (نائب الرئيس المصري عمر) سليمان ما المانع؟ أهلا وسهلا.
- تركيا متنوعة إثنيا وطائفيا وليست القصة قصة سقوط شيعي وصعود سني. اذا لم نتفق على توصيف آخر كلبنانيين وسوريين وعراقيين سنقع في مطب ما تريده الدوائر الغربية وبعض المستشرقين. يجب أن نتعلم كيف نبني المجتمع العربي على قاعدة التعددية وكيف نستفيد من الثورات لهائلة وكيف نبني سوق عربية مشتركة.
- ايران لها حساباتها في المنطقة، وأدعو إلى علاج دقيق لحسابات ايران في المنطقة وادعو إلى مصالحة فارسية عربية. وأطلب من الإيرانيين تصحيح مسار سياستهم مع الشعب السوري. لن اذهب إلى ايران قبل السعودية.
- ردا على سؤال عن الكتاب الذي قد يرسله إلى بشار الأسد اليوم؟ أُرسل له البنود الأساسية في المبادرة العربية والحل السياسي. عليه ان يقرأ هذا الكتاب. سوريا أهم من كل شيء.

الشيخ صبحي الطفيلي يضع النقاط على الحروف

بعض ما جاء في مقابلة الأمين العام الأسبق لحزب الله، الشيخ صبحي الطفيلي، على قناة "أم تي في" :
ما دفعني لكسر جدار الصمت اليوم فأنا لست ممن يسعى للاعلام عادة لكن ظروف البلد الداخلية وظروفه المتعلقة بسوريا واليوم تخيطنا مخاطر كثيرة وبحسب فهمي هناك سياسات خاطئة يجب العودة عنها، هناك امور كثيرة يجب إنجازها ويجب القيام ببعض الأمور المهمة لمواجهة ما يمكن ان يرشح من الوضع السوري، لهذا وجدت من واجبي ان ارفع صوتي في هذه الفترة.
عن وضعه القانوني اليوم بعد صدور امر بملاحقته قال:
انا اطالب منذ زمن بعيد بفتح المحكمة، عرض علي العفو في المجلس النيابي حينما عفي عمن عفي عنهم ورفضت وقلت انني لست مذنباً كي يعفى عني ولا اقبل مجلس نيابي فيه كثير ممن ادينهم بأن يعفو عني فأنا اريد محكمة حقيقية عادلة ليس لكي انتقم ممن اعتدى علي، فأنا اذا ثبت لي حق لدى احدهم سأعفو عنه لكن انا احب ان تبين الحقيقة وان اكون واضحاً فإذا كان علي حق ادفعه واذا كان لي حق سأعفو عنه ولكن من خلال المحكمة.
حول سبب عدم انعقاد المحكمة قال الطفيلي:
لبنان كله مزور وليس فقط لبنان الرسمي فليس في لبنان قضاء ولا وزارات وليس في لبنان نواب او قانون، كلهم يعبثون به فهو ساحة لعبث العابثين وتأجيل محاكمتي هي لأسباب سياسية واحداث الحوزة كان المطلوب منها تصفيتي، لكن عندما لن ينجحوا رأوا اسكاتي من خلال تحويلي الى المحكمة العدلية.
س: من كان يستهدف يومها الشيخ صبحي الطفيلي؟
ج: السلطة الايرانية.
س: لكن السلطة الايرانية لم تكن موجودة هنا؟
ج: السلطة الايرانية طلبت وبشكل واضح يومها من السوريين إنهاء هذا الملف وهم رأوا انهاءه بهذه الصيغة التي وقعت. هم استخدموا الجيش اللبناني وبعض المسلحين الذين ينتمون الى القيادة الايرانية لتصفيتنا.
وكانت محاولة مكشوفة وجلية لذلك اطالب بمحكمة واضحة والضابط قتل برصاص الجيش اللبناني والمسلحين لأنه كان في مرمى نيرانهم وحتى عندما اصيب احد الجنود وتركه اصحابه في مكانه وكان يصرخ مصاباً امرت الشباب ان يأتوا به وحتى لو كانوا تحت الخطر وحاولنا الاتصال بالجيش والصليب الأحمر. وحتى بعد ان خرجت من الحوزة وبقيت فارغة اتصلت بالجيش وبالسوريين وابلغتهم عدم اطلاق النار لأن الحوزة فارغة وفيها عسكري مصاب يجب الاسراع لانقاذه لكن الظاهر كانوا يريدون وقوع قتلى من الجيش وتدمير حتى يظهروا القصة وكأن هناك جهة ثانية تقاتل ولكن في الحقيقة كانت تزوير بتزوير.
حين فشلوا في قتلي كان المطلوب قتل صوتي عبر تحويلي الى المحكمة واعتبروا انهم انجزوا ما يريدون وطوق بيتي من العسكر ومن المسلحين وكان عبارة عن شريط عسكري حول البيت لفترة طويلة من الزمن.
قبل الحادث لم يكن هناك اتصالات بيني وبين القيادة السورية وحين كنت انتقد السياسة المالية في لبنان والهدر العام والفساد كنت اعلم انه وبشكل اساسي ان النظام الأمني السوري هو المسؤول عن هذا وكنت اعرف ان السوريين كانوا منزعجين وانهم كانوا يعتبرون ان هذه الحملة ضدهم اولاً ثم ضد الاخرين ولهذا لم اتوقع ان يكونوا مرتاحين لحركتي.
ورداً على سؤال ما اذا كان يعتبر نفسه لا يزال في حزب الله قال الطفيلي:
"انا حزب الله وانا ادافع عن شباب الحزب وانا ابو المقاومة وادافع عنها وعن سلاحها، وعندما انتقد القيادة الحالية للحزب ادافع بذلك عن المسيرة الصحيحة والسليمة التي تخدم التحرير وكل اللبنانيين.
اليوم اعتبر ان ما وصلنا اليه وما اوصلتنا اليه ايران ومجموعة المتعاملين معها في لبنان اوصلونا الى مكان خطر جداً على المقاومة وعلى شبابها وعلى اللبنانيين عموماً.
وعن مجموعة المتعاملين مع ايران قال:
في الدنيا هناك متزلفين يحاولون بأي شكل ان يرضى عنهم السلطان ولو خالفوا قناعاته وهذا السلطان هو راس السلطة الايرانية في طهران.
الكثير الكثير من قياديي حزب الله يعرفون ان هناك جريمة ترتكب بحق المقاومة وبحق المسلمين وبحق الشيعة وبحق فلسطين في السياسة القائمة، بعضهم ضعيف او يخاف على حياته او على موقفه وبعضهم لا يهمه سوى رضى السلطان.
إيران مسؤولة عن خطف الرهائن وعن حرب الحزب مع أمل!
الصوت القوي الذي ارتفع ضد مسألة خطف الرهائن كان صوتي في وجه الايرانيين لم يكن للحزب علاقة لكن كان هناك شلل امنية تمارس هذه الأعمال وانا رفعت صوتي مطولاً في كثير من وسائل الاعلام. فمثلاً خلال الحرب مع حركة امل ذهبت الى طهران وطالبت بمحاكمة الايرانيين الذين كان لهم اساس المشاركة في هذه الحرب والفتنة الشيعية – الشيعية.
عندما كنت اميناً عاماً لحزب الله لم امارس عملاً إلا اذا كان بقناعة مني وما هادنت او داهنت موقفاً اعتبره مخطئاً وجريمة يمارسه اي حاكم ايراني وقد طالبني الكثير من الحكام الايرانيين بالكثير من المواقف التي لم آخذ بها.
في يوم من الأيام جاءني احدهم وابلغني بأن القيادة الايرانية تتمنى علي أن آخذ ملف الرهائن فأجبته بالحرف الواحد "خسئتم" وهم قصدوا ان يعطوني الرهائن واتصرف بهم بعد ان اصبحت قضية الرهائن تشكل ثقلاً عليهم وابلغتهم بأن مسيرة حزب الله الطاهرة التي حافظت عليها لا اقبل ان تلوث بهكذا ملف.
اليوم ليس هناك اي علاقة مع قيادة الحزب الحالية.
لماذا قام مغنية بزيارة الطفيلي في ٢٠٠٥؟
في العام 2005 زارني الحاج عماد مغنية قبل مجيء السيد نصر الله الى بريتال في ربيع 2005، توقعت ان يبحث موضوع اعادة العلاقة مع قيادات الحزب ولم اكن ممانعاً او رافضاً لهذا الأمر وادعى ان هناك ملفات امنية وانه مضطر للتحدث معي في هذا الموضوع فرحبت به لكنه لم يتحدث بهذا الموضوع وانا لم افتح حديث من طرفي وهو تحدث بأمور اخرى.
ايران تعتبر نفسها دولة عظيمة وترفض ان تفتح ملفات مع شخص لأنه برأيها عليه ان يطيع ويسكت وانا لا اطيع ظالماً.
اريد من حزب الله اليوم ما اسسنا الحزب عليه، نحن جعلنا للحزب اهداف واجد هذه الأهداف المقاومة والهدف الآخر اصلاح الشأن الداخلي. اما في موضوع المقاومة فقد اغلق بابها ودخلنا مع الاسرائيليين في اتفاق هو اسوأ بكثير من اتفاق وادي عربة وهو تفاهم نيسان 1996.
واوجه خطابي الى اخواني وشبابي الطيبين المقاومين الأبرار واهالي الشهداء ان تفاهم نيسان اسوأ من تفاهم وادي عربة ومن تفاهم كامب دايفيد واتمنى ان يفهم اخواننا ذلك وهذا الكذب القائم ومحاولة تمرير الأمور بطريقة سيئة. نحن اسقطنا المقاومة والغيناها واتفقنا مع العدو الاسرائيلي وانتهينا وانسحب الاسرائيلي على ضوء اتفاقنا معه كما هي الحقيقة وعلى اساس ذلك انصرف سلاح حزب الله للموضوعات الداخلية ودخلنا الى بيروت ولا زلنا هذه الفترة الطويلة منشغلين في الساحة الداخلية إنشغالاً غير محترماً.
ما عرضه الاسرائيليون عام 1996 وقبله الايرانيون ووقعوا عله عرض علينا في الثمانينات ورفضناه. الأمر الثاني ان الاسرائيلي بعد ان وقع الاتفاق اراد ان ينسحب مباشرة والذي عطل الانسحاب هي السياسة السورية.
السوريون ارادوا ان يستفيدوا من وضع المقاومة في الجنوب لمصلحة وضع الجولان وعندما انسحب الاسرائيليون من جزين امر السوريون السلطة اللبنانية ان لا تدخل الى جزين وارادوا ان يقولوا للاسرائيليين انهم اذا انسحبوا الى الحدود فالسلطة اللبنانية لن تدخل بل المقاومة هي من ستدخل وهذه المسائل وقعت بين العام 1996 و2000. وكان السوري يحاول تعطيل الاتفاق الى ان تم الاتفاق مباشرة وانسحب الاسرائيليون. بعد ان تم الاتفاق بين الاسرائيليين والسلطة الايرانية متجاوزين الدور السوري.
المقاوم ليس من ادخل نفسه في ما ادخل ووصل الى ما وصل اليه. طريق المقاومة معروف والمقاوم لا يصالح ويوقع مع الاسرائيليين ويعترف له بما يريد.
نحن نتحدث عن مقاومة انتهت ضمن الاتفاق بين الاسرائيليين والقيمين على هذه المقاومة وسلاح المقاومة ذهب الى مكان آخر واستغل في امور اخرى. اليوم نحن في فتنة سنية – شيعية سلاح المقاومة اساس فيها، اين نحن من التحرير والقدس واين شبعا وكفرشوبا؟ اي سياسة تطيح بالمبادىء والاستراتيجيات هي لعب ونفاق.
انا لا اختلف مع احد شخصياً بل انتقد الممارسات الخاطئة وحزب الله ينفذ الاوامر الصادرة عن القيادة الايرانية او ولاية الفقيه. هذه القيادة تتحمل مسؤولية ما يجري في لبنان وانا قلت منذ العام 1993 ان السياسة الايرانية ستلحق بالشيعة بشكل خاص خطراً عظيما وضرراً كبيراً وعلى ايران ان تعيد النظر بكل سياساتها. فعلى ايران ان توحد المسلمين والشعوب لا ان تفرقها وتمزقها. القيادة في ايران اخطأت ايضاً في طهران فما يجري اسوأ انواع الديكتاتوريات من كم للأفواه والاعتداء على الناس وهو امر مخالف لشرع الله.
فالمتظاهرون الذين خرجوا في ايران لينددوا بالسياسة الايرانية او نتائج الانتخابات لم يطلقوا النار حتى يتم قتلهم. على السلطة الايرانية اذا ارادت ان يكون لها غطاء شرعي عليها ان تلتزم بالشرع من خلال الانتخابات وإلا فلا فرق بينها وبين انور السادات او حسني مبارك او القذافي او اي ديكتاتور وهي اليوم لا فرق بينها وبين الأنظمة الديكتاتورية.
حسن نصرالله: "يريدون أن يكونوا آلهة"
اذكر اننا كنا في طهران فجاءني السيد عباس الموسوي ولعله كان مطلوب منه ذلك قال انه ينبغي ان يتعلق جمهور حزب الله بشخص يكون له نوع من الفوقية او القدسية المعينة. وانت تعرف موضوع فرعون، فالمختار ورئيس الجمهورية ورئيس الحزب كلهم يريدون ان يكونوا آلهة ويجب ان نصفق لهم صبحاً وظهراً ومساءاً وان نحيي العبقري. للأسف هذا مظهر من مظاهر الجهل فالأمة التي يسيطر عليها بهذه الطريقة هي امة متخلفة. المفترض ان من يخطىء يحاسب فقلت آنذاك طالما انا حي وفي الحزب هذا لا يمكن ان يتم طالنا انا على قيد الحياة وهذا قبل ان يتولى السيد الموسوي رئاسة الحزب. ثم جاءني احدهم وطلب مني انشاء تشكيل امني يتم ربطه بالأمين العام مباشرة وكنت حينها الأمين العام، فقلت لهم انتم طرحتم هذا الأمر عليه وانا سأنصحكم، جهاز امني بيد السلطة المركزية يعني ان ذلك سيتجسس على غطاء الحزب وسيحصي عليهم انفاسهم وسيقصي كل من لا يرغب به ويقرب كل من يتملق له، اي ان الحزب سيتحول الى حزب شخص.
في حينها طرحت اكثر من مرة انه ينبغي ان يكون الأمين العام غير معمم حتى لا يستغل العمامة ويضفي على موقعه القداسة واذا انتقده احد تعتبر جريمة إذ ان في العقلية الشيعية هناك شيء من هذه الصنمية. القيادة الايرانية قبل ان تظن انني قد آتي امينا عاماً وانا جئت خلافاً لقناعة الايرانيين وهم قاتلوا ان لا اكون امنياً عاماً، وقالوا انهم يريدون اجراء انتخابات يمكن من خلالها التجديد للأمين العام فرفضت وقلت لهم ان هذا الأمر خطأ، ينبغي التجديد لمرة واحدة لا ان نسمح لإنسان ان يمسك برقاب الناس فرفضوا وجئت انا اميناً عاما، هذه ليست سياسة ناس محترمين ويقصدون بناء مجتمعات بل هذه لعب بالسياسة.
اليوم هناك اكثر من شخصنة للحزب، هناك تبعية عمياء، ممنوع ان تفكر او ان تنطق إلا بأمر وهذا شيء خطير. في هكذا ظروف حزب ممول وموجه من قبل سلطة ما، تريد من هذا الحزب الطاعة العمياء وهذه مسألة يعجز عنها اي انسان ولو شئت فالطريق جداً سهل فقط بأن احمل المباخر للإيرانيين واتملقهم وانحني لهم واؤيدهم واصفق لهم لكنت اكثر من إله.
هذه طاعة توصل صاحبها الى ما لا يرضى الله خاصة انني قرأت في السياسة الايرانية منذ مجيء القيادة الجديدة مظاهر تحول خطيرة جداً اعتقد لا يسع هذا اللقاء ان يدرس هذه المظاهر المخيفة جداً وظهرت لاحقاً الكثير من اعراضها.
ولاية الفقيه "بدعة"
في العام 1997 وقفت في وجه السلطة اللبنانية وفي وجه حزب الله وفي وجه السلطة السورية وبوجه ايران وكنت اعلم اكثر من 99% انني سأقتل لا محالة. لكن لم اجد إلا هذا كي اكون صادقاً مع ناسي واهلي. انا اقول لا الله إلا الله محمد رسول الله، انا لا اخون عهدي مع الله ولا اخون عهدي مع الناس.
ولاية الفقيه ليس موضوعاً شرعياً بل هو بدعة تبلورت على يد بعض فقهاء المسلمين من العصر الصفوي الى اليوم واغلب فقهاء الشيعة يعرفون ان هذه بدعة لا أساس شرعي لها.
اهل البيت من يدرس رواياتهم وحياتهم هم مع الشورى، السلطان للأمة. علي بن ابي طالب اول المدافعين عن سلطان الأمة وعن الشورى وعن ما نعتبره اليوم ديموقراطية.
قرار استخدام الحزب في 7 ايار هو قرار داخلي، وهم عللوا الأمر بأن هناك اعتداء على شبكة الاتصالات. تعرضت شبكة الاتصالات لإهتزاز بكرامتها فهاجموا بيروت. انا وانت والجميع يعرف ان هناك امور كبيرة وقعت في النزاع بين 14 و 8 آذار وبين آل الحريري وحزب الله والسنيورة اهم بكثير جداً من موضوع الاتصالات ولم يحصل غزو لبيروت. اي عاقل تقول له ان هناك مشكلة على الاتصالات اودت الى هذه الحرب يفهم ان هذا كان عذراً. ما ارتكب في بيروت عمل فتنة سنية – شيعية سندفع الآن ثمنها لأن الطوفان قادم من سوريا وهذا الأمر حتمي. اليوم تتسع دائرة الحرب في سوريا وهي تسرع الى حرب اهلية وكثير من الأطراف الدولية تريد هذه الحرب ينحدر اليها الشعب السوري وطبعاً سوريا جزء من العالم الاسلامي والعربي وكثير من الناس ستزحف لنصرة الشعب السوري في مواجهة السلطة واغلب حدود لبنان مع سوريا وستبقى مفتوحة على كل انواع الاعتبارات فالسلاح والرجال يدخل ويخرج وسيكون بيد الشعب السوري كل انوع السلاح.
نحن جسم مهيأ جداً ونحن نشحن الداخل منذ سنوات بشحن طائفي ومذهبي سني وشيعي. نحن الى اليوم لا زلنا مهووسون وسكارى ولا نرى امامنا ولو لعدة دقائق. هذه الحدود مفتوحة واتمنى ان لا يتشنج اي انسان فهذا الأمر خطير جداً وعلينا ان نفكر فيه ملياً جداً. اذا استطعنا في هذه الأيام ان نعيد النظر في كثير من الأمور قد ننقذ بلدنا وإلا فبلدنا سيحترق اكثر مما تحترق سوريا.
الحدود حول لبنان مفتوحة وسيتدفع منها ملايين الرجال والسلاح والشارع السني للأسف محتقن ولاسلاح حزب الله او غيره سيقف في وجه هذا الأمر.
هناك حديث في الشارع الشيعي ولدى كثيرين من المقربين من قيادة حزب الله انهم حيئنذ سيضطرون الى التحالف مع الاسرائيليين وهذه ألعن النتائج. اذا كانت السياسة ستوصلك الى ان تفكر بالتحالف مع الاسرائيلي فيجب اعادة النظر بهذه السياسة وجريمة اذا اكملت بها اذا انتهت بك بالتحالف مع العدو الاسرائيلي.
منذ العام 2005 الى اليوم نحن في مماحكة، لا توجد دولة ولا وزارة والبلد مشلول بين ثلث معطل او غير معطل واستقالة من الوزراء والمحكمة تتم او لا تتم او ان نعطيها شرعية ام لا حتى اليوم البلد مشلولة. اسوأ مرحلة مرت في لبنان هذه المرحلة بالاضافة الى الاحتقان المذهبي.
في الانتخابات يذهب السني كي ينتخب لأنه يريد مواجهة حزب الله والشيعة ويذهب الشيعي كي ينتخب لمواجهة السني والقيادات تشعل الأمر.
وانا اتوجه الى الاشراف والعقلاء من الطرفين انه امر فتنة وبلاء ومحنة علينا ان نجمع الكلمة ونوحد الصف ونحاول لملمة الأمور.
كذلك جاء مقتل المرحوم الرئيس رفيق الحريري واليوم هذا السم شئنا ام ابينا، يقول بعض الناس ان المحكمة اصبحت وراءنا فما فائدة هذا الكلام والمتهمون من حزب الله؟ السم في بطوننا.
انا حين انتقد جماعة 8 آذار فلا يعني هذا ان الطرف الآخر اي 14 آذار ليس لديهم اخطاء واخطاء عظيمة جداً وعلى الطرفين ان يعيدوا النظر لذلك ادعو العقلاء من السنة والشيعة على اعتبار ان النار ستمتد الينا من سويا وستحرق الجميع.
اتوجه اليهم ان يتم التلاقي وعملية تعاون وان نجد صيغة ما وانا طرحت على قيادة حزب الله ان تجد مخرجاً لموضوع المحكمة ليس هناك اي نظام عربي لا سوري ولا غير سوري جاد في موضوع الممانعة ضد اسرائيل. ليس هناك اي نظام عربي ممانع وكل الأنظمة طيعة.
يجب ان نعطي هذه الشعوب حقها في تقرير مصيرها وفي انتخابات ديموقراطية صحيحة، كفى اختباءاً وراء اصابعنا، الانسان الحامي لشعبه هو الذي يعطي السلطة للشعب.
النظام السوري يقول انهم اذا اعطوه كل الأرض التي احتلها الاسرائيليون فانه سيوقع، فلو ان الاسرائيليين منذ زمن اعطوا السوريين كل اراضيهم لكانوا وقعوا، لكن الاسرائيلي لايريد الصلح مع السوري.
لا زال هناك امكانية للخروج من المحنة في سوريا لأنه يجب على النظام السوري ان يعالج المشكلة بالتنازل للشعب ولبناء دولة ديموقراطية حقيقية. لا يمكن الخروج من الأزمة السورية بغير هذا الحل الحقيقي.
على السلطة في سوريا اخذ قرار جدي باقامة نظام ديموقراطي برلماني حقيقي، لأنني بحسب نظري سوريا ذاهبة الى حرب اهلية من بعدها ستكون سوريا رماد. السلطة في سوريا تختلف عن السلطة في مصر او تونس، هناك مذهب ما او طائفة ما تعتبر انها مستهدفة باستهداف السلطة وهي ستحاول بكل وسائلها ان تحمي نفسها بالقتال حتى الموت. سوريا تنزلق نحو هذه الحرب بكل سرعة.
الشعب السوري يطالب بمطالب محقة يريد اصلاحات ونظام ديموقراطي حقيقي. اطلب من السلطة في سوريا وكل سلطات المنطقة تعالوا لنفكر كيف نبني ديموقراطيات حقيقية ومؤسات حقيقية وهذا مطلب ديني ومدني دنيوي. اليوم يمكن للقيادة في سوريا ان تشارك في رسم مستقبل سوريا وان تكون على رأس الطاولة وهي تخطط للمستقبل الديموقراطي واتمنى ان لا يصل ويرسم مستقبل سوريا وهي غائبة عن الطاولة. النتيجة واضحة في سوريا فالصراع سنتهي الى سقوط النظام والى بلاء عظيم والكثير من الدماء ستسقط في سوريا من الطرفين وخاصة من مؤيدي النظام وستكون لهذه المعركة اثار لسنوات وعقود. تعالوا لنعالج الأمر السوري وبسرعة يحفظكم ويحفظ طائفتكم وجميع الناس في سوريا ويحفظ سوريا وغير هذا الحل كارثة لسوريا. انا ارى الأمور اسوأ بكثير مما وصلت اليه في ليبيا. ماذا جنى معمر القذافي على نفسه وعلى اهله وعلى مؤيديه.
انا اخاطب العقل البشري، فأنت مخير بين دمارك وموتك ودمار طائفتك وبين ان تصبح مواطنا مثل كل المواطنين ولك فرصة في الحياة مثل الآخرين فأيهما افضل؟ انا ادعو الى حل سلمي واطالب الطرفين وان كانت المعارضة خياراتهم ضعيفة وهم لا يريدون العنف ان يعالجوا الأمر سلمياً، لأنه اذا اكملنا في هذا الطريق سيكون كل شيء في سوريا مدمر.
من مصلحة النظام السوري وكل السوريين بكل طوائفهم البحث عن الحل ودعم فريق على فريق فيه إذكاء للفتنة وعمل يضر بسوريا وبالنظام. الموقف الروسي لا ينفع النظام في سوريا وهذا الموقف يشكل داهية بلاء، يغري النظام انه يمكنه ان يتابع لكن متأكد ان الموقف الروسي سيتغير في اي لحظة حيث لا يستطيع النظام السوري اعادة النظر في مواقفه. الروسي لديه انتخابات والناخب الأميركي في روسيا هو اكبر الناخبين وروسيا تصعد في بعض المواقع حتى يعود بوتين الى رئاسة الجمهورية وروسيا منذ التسعينات حتى اليوم ليس لها اي وجود سياسي في العالم.
اقول للقيادة في سوريا لا تعتمدوا على السياسة الروسية ولا تراهنوا عليها لأنها تخذلكم في اي لحظة حاولوا ان تتصالحوا مع شعبكم.
لو لم نقل اننا مع النظام في سوريا بل نحن مع الصلح ومع حل المشاكل سلمياً في سوريا وتوجهنا الى الجميع للتفاهم وانا اقصد الذين يدعمون النظام السوري تحديداً ايران وحزب الله، في سوريا نحن بين امرين لا ثالث لهما واذا حاول احد اقناع نفسه فأنا ما اقول هو الحقيقة: سوريا ذاهبة الى التغيير والى حرب اهلية إلا إذا تم هناك اعادة نظر بالمواجهة من قبل النظام.
كي تدرس حسابات ايران علينا ان ندرس الاستراتيجية الايرانية فهل صحيح ان استراتيجيتهم توحيد الأمة وقضية فلسطين؟ بنظري لهم استراتيجية اخرى ففي بداية عملنا في المقاومة كان لنا قواعد اهمها الصدق في اعلامنا مهما كانت النتيجة والمقاومة من دون تأثيرات سياسية من اي جهة. لا يجوز ان نقوم بعملية من اجل هدف سياسي في مكان آخر.
ايران لا تهتم بالشيعة، الشيعة هم وقود دفعوا ثمننا ونقطة على السطر.
في أذربيجان إيران دعمت الأرمن ضد الشيعة!
بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتفككه كانت ايران تدعم ارمينيا في وجه اذربيجان حيث معظم سكانها من الشيعة ، وسألت حينها وزير خارجية ايران عن الموضوع فحدثني عن شؤون ومصالح سياسية ولذلك فان آخر هم ايران الامر الشيعي.
البحرين والسعودية: لِتُسكِت إيران الشيعة حتى يتحرك الشارع السنّي
لو كانت ايران تهتم فعلاً بمصالح الشيعة خاصة في السعودية او البحرين فما كان عليها إلا ان تسكت الشيعة حتى يتحرك الشارع السني عندئذ كان يمكن ان يصلوا الى كل مطالبهم والى كل ما يريدون فعملت ايران بالعكس حركوا الشارع الشيعي حتى اخافوا الشارع السني ولاذ بالسلطة.
وبالتالي فان ايران من خلال تحريك الشارع الشيعي في السعودية والبحرين خدموا الأنظمة هناك واضروا بالشيعة. الفائدة ان هناك وضع متأزم في طهران وهناك شعب خافت السلطة ان يثور فتحاول بكل الجهود ان تسكته.
إذا وقعت حرب أهلية فحزب الله قد يطلب حماية إسرائيل!!
اذا حصلت حرب ستكون ضروس في لبنان وسيكون السلاح لدى الطرف الآخر اكثر بكثير من حزب الله وسيكون الرجال عشرات اضعاف رجال حزب الله ولن يكون هناك تكافؤ. بخمس دقائق ستصبح المناطق السنية متخمة بكل انواع السلاح الثقيل والخفيف.
وحزب الله سيجد نفسه في وضع لا يحسد عليه. اما ان يتعرض لخطر حقيقي او ان يلجأ لحماية الاسرائيليين لذلك على الحزب ان يعيد النظر بسياسته، ولهذا السبب طالبت بحل مشكلة المحكمة.
اليوم هناك محكمة وجريمة مرتكبة والمحكمة موجهة الينا مهما قلنا انه ليس لنا علاقة وهذا الأمر يجب ان نخرج منه. اقول لهؤلاء اتركوا المعنويات قليلاً ولنفكر بالأمور العملية حتى احمي اهلي وشعبي واتقدم الى المحكمة كي احمي اهلي واوحد السنة والشيعة,
انا اؤمن ان هذه المحكمة مسيسة وتخدم اغراض الدول الكبرى ولو كان القاتل جهة ليس لأميركا مصلحة في كشفها لما قامت، انا لا اثق بهذه المحكمة لا جملة ولا تفصيلا لكن اتحدث عن فتنة داخلية في بلادنا. لا تقبلون بصيغة تسليم المتهمين لو كانت اقرب الوسائل للحل فلنبحث عن صيغة اخرى نتفاهم عليها. الذين سمتهم المحكمة فليغيبوا عن الساحة ولا يكون لهم علاقة بجسم حزب الله، اي ان كل من تذكره المحكمة سنخرجه من حزب الله وليذهب الى حيث يشاء لكن اخرجوهم من الحزب.
من قتل الحريري اياً يكن، صحيح قتله واضر بعائلته وبمؤيديه لكن اثكر ضرر الحقه بالمقاومة وشبابها وبلبنان وبالعالم الاسلامي لأننا نحن المتهمون والمقاومة شئنا ام ابينا اغرقناها في هذه اللجة.
نحن الذين سندفع الثمن الهائل من الاغتيال فالمحكمة موجهة ضدنا وسلاح حزب الله اصبح في بيروت والبلد شل. حقنا وحق كل مقاوم ان نطارد ونطالب بمحاكمة من قتل الحريري لأننا نحن من تضررنا فبدلاً من ان يكونوا مقاومين واشراف البلد اصبحوا يطالبوا بجريمة ليست لهم علاقة بها.
منذ خمس سنوات ونحن في مماحكة مع بيت الحريري فلماذا مولت بسهولة على يد ميقاتي وبتخريجة تثير السخرية؟
غداً سيأتي التمديد وسنمددها، هناك مصائب يجب ان تدفع ويجب ان نتنازل عن بعض الأمور لحل المصائب فهل هناك افظع من حرب سنية – شيعية.
اما المراجل والسلاح واحدهم يتحدث عن سلاح يصل الى عدن ما شاء الله!؟. يجب ان تكون هناك شجاعة وقرارات جريئة.
حصلت اخطاء وعندما اجتاح حزب الله بيروت اعتذرت من اهل بيروت في اليوم نفسه لأنها مقاومة وهي رمز الأمة وحلمها ولا يجوز ان امرغه بهذه الطريقة.
هذه الحكومة حكومة حزب الله فالحزب هو الذي اسقط الحكومة السابقة وكان محور تأسيس هذه الحكومة وكان متوقع ان تسير بمسار واضح محدد لكن الأحداث في سوريا وشخصية ميقاتي وكأنه بات حزب الله رهينة في يده ولهذا هم يتنازلون له لأن الأفق مسدود امامهم.
بسبب احداث سوريا بات حزب الله رهينة لدى ميقاتي وهو يبتزهم وله حق، فالشاطر لا يبلى.
الحزب اخطأ في اسقاط حكومة سعد الحريري وكان على الحزب ان يقرأ مع بداية الربيع العربي ان التداعيات ستصل الى سوريا لأن هذه المسألة واضحة وكان على الحزب ان يجد مخرجاً لقضية المحكمة.
قضية الشيخ مشيمش
موضوع العمالة يستخدم لأغراض سياسية وهذا الاستخدام هو اسوأ من العمالة لاسرائيل بمليون مرة واقصد الشيخ حسن مشيمش، لا يجوز ان يكون هذا الموضوع مائعاً لأن البلد على المحك. لكن اقول ان كل شيء في البلد اصبح متهتك. اتمنى عليهم ان يعيدوا النظر وان يتصلوا بدولة الرئيس سعد الحريري ويتفاهموا معه ومع الشريحة السنية لنواجه وضعنا القادم.
الحكومة لم تنجح في شيء بدءاً من موضوع الأجور والملفات الأخرى مثل ملف الكهرباء والمازوت تحت عنوان ان المازوت للفقراء وللتدفئة يسرق، الجنرال عون هو من يقول انه سيد الاصلاح فما هذه المصيبة بين ايديكم؟ لو كنت مكانكم لا اقبل إلا بمحاكمة ومعاقبة كل من له علاقة ومن سكت.
لو قدر لي ان اطلق ثورة الجياع مجدداً فسأطلقها ضد الفساد وضد هذه الحكومة.
البلد غارق حتى اذنيه في الموضوع السوري فهناك اعلام مع المعارضة واعلام مع النظام وموضوع النأي عبارة عن لافتة لا قيمة لها. بري لايميز نفسه عن حزب الله نحترمه ونقول انه لا يميز نفسه بدلاً من القول انه لا يستطيع ان يميز نفسه. وادعوه للقيام بدور على هذا الصعيد.
أتمنّى على البطريرك الراعي أن يعيد النظر في كثير من الأمور!
بالنسبة الى تصريح البطريرك في فرنسا ووقفت عنده كثيراً فليس كذلك تحل المشكلة واتمنى على البطريرك وعلى كل الاقليات في العالم العربي والاسلامي ان تعيد النظر في كثير من الأمور. موضوع التخوف من الاخوان المسلمين او المتطرفين يقصد منه شيء آخر فالقذافي او حسني مبارك او صالح ، النظام يحاول اخافة اوروبا واميركا بالقاعدة في حال رحل.
واليوم الأنظمة تحاول اخافة الاقليات بأنها اذا رحلت سيقتلهم المسلمون لكن اقول ان الأمر غير ذلك واعادة النظام للشعوب هي لمصلحة الاقليات اكثر منها من مصلحة الأكثريات إذ في الانتخابات والأصوات سيحتاج المرشح لأصوات الجميع خصوصاً اصوات الاقليات التي ترجح الكفة.
هناك 80 مليون مسلم في مصر وحوالي 30 مليون في سوريا، وايضاً في تونس والعراق وغيرها في البلد هؤلاء شعوب محكومة من انظمة شمولية وعانت كثيراً من الظلم والقهر، ايعقل ان نقبل بأن تبقى مئات الملايين تحت التعذيب خوفاً من احتمال ان يأتي متطرف ويؤذي احد من الأقليات؟ الشارع الاسلامي اثبت في تونس ومصر ان الأغلبية للاخوان المسلمين وهي حركة لها تاريخ ومتزنة وشريفة وتهتم شؤون المواطنين جميعاً وسترون ان في مصر كيف سيكون وضع الاقليات في المستقبل سيكون افضل مما كان.
الربيع العربي قد يشمل ايران ويجب ان يشملها وكبار المراجع والعلماء في ايران ضد هذه السلطة التي تمارس الكثير من الظلم.
لا املك معلومات عن اغتيال عماد مغنية لكن هل لم يكشف عن الأمر لأنهم لم يستطيعوا ام لأنه هناك موانع اخرى؟ هناك علامات استفهام كبيرة لكن لا نملك معلومات.
هناك علامات استفهام وتعجب. اكيد ان اختيار هذا الرجل والساحة السورية يفكر الانسان بكثير من الأمور والحيثيات لكن مجرد تفكير.
اتصور ان الأحداث في سوريا ستسبقنا قبل انتخابات 2013.
مسؤولية الوصول الى تفاهم تقع دائماً على الأقوى لذلك انا احمل آل الحريري وكل الناس حتى عندما تحدثت في الملف الايراني فلا يعني ان الأطراف الأخرى في الخليج ابرياء مما يجري، جماعة الحريري و14 آذار يتحملون مسؤولية كبيرة لكن المسؤولية الأكبر تقع على حزب الله خاصة وان المحكمة توجهت اليهم فكما اننا اليوم حلفاء سوريا كشيعة نمد بالسلاح والدعم غداً ستأتي سوريا بالعكس ونصبح مطاردين سورياً، مصلحتنا ان نتحالف مع السنة لذلك على السيد خامنئي ان يعيد النظر بسرعة لأنه ممكن بعد ايام يصبح هذا الكلام في غير مكانه.
موضوع موسى الصدر مكشوف منذ زمن وهو موضوع سياسي. هو قتل في الأيام الأولى لوجوده في ليبيا، لكن مصلحة حركة امل وبعض الناس ان يبقى هذا الأمر ليشكل ضغطاً على القذافي.

عن الحزب والأحزاب والوطن والمواطن

شهدت البلاد العربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين تطوراً خطيراً تمثل في انحراف مفهوم الحزب وتحوله من مجرد أداة سياسية للعمل ضمن النظام السياسي القائم (أو خارجه) وفي خدمة الوطن والشعب والمواطن، تحوله إلى جهاز سلطوي مركزي يسعى لوضع يده على الدولة والمجتمع في آن معاً...حصل هذا مع أغلب الأحزاب العربية الثورية، القومية منها كما اليسارية والإسلامية.. وحين وصلت هذه الأحزاب إلى السلطة حكمت متفردة وحيدة وتسلطت وقمعت وأذاقت الشعب الذي ناصرها شتى الويلات والمحن... وصارت الدولة العربية الحديثة وكأنها ملك للحزب الواحد الأحد وللقائد الفرد الصمد..والعياذ بالله. لا بل تحول الحزب إلى عشيرة تعمل بمبدأ "الأقربون أولى بالمعروف"..لا بل ضاقت رقعة "الأقربون" هذه لتختزل الشعب والوطن والمجتمع والأمة في القبيلة أو الطائفة أولاً ثم في العشيرة فالفخذ فالقرية ثانياً ثم في البيت الواحد فالأسرة الصغيرة والأصهار، فالفرد القائد ومن يلوذ بملاذه ويتملق له أو يضرب بسيفه...وأصبح الحزب والانتماء اليه وكأنه الوظيفة الذي يرتب بالضرورة حقوقاً وامتيازات مقصورة على كبار الحزبيين ممنوعة على الناس... وصار الحزب القائد هو المدخل الطبيعي الوحيد للمال والجاه والشهرة..(حتى حيث هو لا يحكم رسمياً بل يشكل حالة سلطوية قوية كما في حالة بعض أحزاب لبنان)..وقديماً قال ابن خلدون بأن الدولة (وهو يقصد السلطة والقوة) عندنا سابقة على الجاه والغنى... وهكذا أُغلقت كل الأبواب والمنافذ أمام المواطنين الذين لا علاقة لهم بالحزب الحاكم أو بوجهاء الحزب على الأغلب...وبدل قيام ديموقراطيات شعبية حقيقية كما وعدونا، قامت في بلادنا دول أمنية بوليسية لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل..لا في الشرق ولا في الغرب..ضاعت حقوق الناس لا بل سلبت حياتهم وقيدت حريتهم وامتهنت كرامتهم، في أقبية المخابرات وزنازين الرعب والموت..
لم يعد الحزب العربي صاحب مشروع أخلاقي نابع من إيمان بالوطن وبحقوق المواطن وبالمساواة في المواطنة وبتأمين لقمة العيش الحلال والتعليم والطبابة والماء والكهرباء مع الحرية والكرامة واستعادة الشعور بإنسانيتنا كبشر وكمواطنين...لم يعد الحزب العربي صاحب الحلم الثوري بالتغيير والاصلاح وبالتنمية والتحرر، بل صار وكأنه ينهش من لحم الناس..وحين يصل السلطة تراه ينسى من أين جاء وكيف ولماذا؟ نعم الأحزاب ضرورة في كل نظام..لكنها ضرورة في مكانها الذي يجب أن لا يتجاوز حدوده، فيعتدي على حقوق المواطنة والمجتمع. المواطن هو الأولوية وهو صاحب الحق في مواقع الدولة والمجتمع، حسب شروط وإجراءات تحددها الدساتير والتشريعات والتنظيمات السارية، بعد منح الجميع، بعناوين حزبية أو بدونها، فرصاً متساوية بدون تمييز أو محاباة..
وصف جمال الدين الأفغاني (ت: 1897) الأحزاب السياسية ، على أنها "في الشرق نعم الدواء، ولكنها مع الأسف لا تلبث حتى تنقلب الى بئس الداء . نحسن نحن الشرقيين تأليف الأحزاب السياسية، لطلب الحرية والإستقلال، وكل العالم لنا أصدقاء، ونضطر لتركها والكل لنا أعداء، والسبب العامل في ذلك عدم التكافؤ في القوى بين الأمة وأحزابها السياسية ، فاذا ما تمّ للحزب ما طلبه من الأمة ، واستحكم له الأمر، ظهرت هنالك في رؤساء الأحزاب الأثرة والأنانية، ومد حب الذات عنقه...وتحصل بالنتيجة النفرة العامة".
ولكنه مع هذا الوصف السلبي استدرك في مكان آخر قائلاً :"لا ينبغي أن يؤخذ من قولي هذا، أن لا فائدة من الأحزاب على مطلق الرأي والمعنى، فإن الشرق بعد أن أخنى عليه الدهر بكلكله، ومرت عليه زلازل العسف والجور، وأشكال الاستعباد...هذا الشرق وهذا الشرقي لا يلبث طويلاً حتى يهب من رقاده..ولا مانع يمنع الشرقي من الانخراط في الحزب بعد الحزب، ويقبل من المواعيد ما يصدق وما لا يصدق، حتى يظهر في الشرق ما ظهر في الغرب"...ولذلك قلنا ونقول إن الأحزاب ضرورة.. ولكن... للحديث بقية..