السبت، 20 مارس 2010

شوكت مسلماني

نَصّ خطاب التكريس
لعضو المجلس التشريعي الجديد في استراليا
شوكت مسلماني

ـ ترجمة: أنطوان سابيلا
بعد ظهر يوم الخميس الفائت وفي نحو الساعة الخامسة مساءً كانت لحظات مؤثّرة تاريخية عندما اعلنت رئيسة المجلس التشريعي في نيو ساوث ويلز ان عضو المجلس التشريعي شوكت مسلماني على وشك القاء خطابه الافتتاحي. امتلأت شرفات قاعة المجلس التشريعي بأصدقاء السناتور مسلماني بالإضافة إلى الزملاء من وسائل الإعلام العربية. وطلبت رئيسةُ المجلس من الأعضاء احترام التقاليد البرلمانية والإستماع بصمت إلى الخطاب وهذا بالفعل ما حدث مما يجسد روعة الديمقراطية والتقاليد الاسترالية العريقة في هذا المضمار. وبعد ان انهى السناتور مسلماني خطابه توجه إليه كافة اعضاء المجلس التشريعي من جميع الاحزاب لتهنئته بدخول البرلمان.
وفي ما يلي النصّ الكامل لخطاب عضو المجلس التشريعي شوكت مسلماني:
اشكر الأعضاء الموقرين لإعطائي المجال لإلقاء خطابي الافتتاحي، وعند القيام بذلك، أود أن أشيد بالمالكين التقليديين لهذه الأرض، شعب غاديغال من أمّة أورا، لا سيما الشيوخ، في الماضي والحاضر. وأودّ أن أنوّه بوجود عائلتي التي ما تزال صخرتي، ودعمها هو الذي يقوي عزيمتي لتحقيق الاهداف في كل يوم، كما أن هناك بين الحضور في شرفة الضيوف العديد من الأصدقاء الموقرين الذين جاؤوا لتقديم دعمهم. أشكركم فرداً فرداً وجميعكم.
إنه شرف عظيم وامتياز لي أن أقف هنا في هذا المكان التاريخي لأمثل حزب العمال الاسترالى الذي يمثل تاريخا من الالتزام بإعطاء جميع الاستراليين العدالة بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدِين. أنا أدرك تمام الإدراك هذه المسؤولية، أنا على علم باهتمام المجتمع ووسائل الإعلام بما حققتُه كأول استرالي من أصل عربي ولبناني ومسلم لدخول أقدم برلمان في استراليا. إن دخولي لهذا البرلمان هو إثبات للعالم أننا مجتمع جامع، ديمقراطي، تعددي، ومجتمع علماني، مفتوح للجميع، بغض النظر عن العقيدة أو العرق أو اللون. أنا فخور بتراثي وفخور بعائلتي وفخور بمن أنا. وأنا أولا وقبل كل شيء استرالي، وشأني شأن جميع الأعضاء هنا، وأنا دائما أضع استراليا أولا.
اليوم أنوي أن أعطي لمحة عن قصّتي الشخصية، ورسم لقيمي ودوافعي، وبعض إهتماماتي حول مسائل السياسة والمجتمع. أولا، اللمحة عن نفسي. لقد ولدتُ في جنوب لبنان في عام 1965 في قرية كونين. كان والدي يعمل في بيروت في ما بعد وقد عمل بمشقّة لكسب لقمة العيش وكان يعمل بلا كلل من أجل تأمين مستقبلنا. والدتي، من ناحية أخرى، كانت القوة الدافعة وترعى 11 طفلا. وفعلتْ ذلك بالحب والتفاني. ومع التهديد الماثل أبدا من الحرب في الجنوب، وفي خضم حرب أهلية شرسة في لبنان، كان لا بد من أن يتخذ والدي قراره بحزم حقائبنا ومغادرة منزلنا إلى استراليا.
وصلنا الى مطار سيدني يوم 25 ايار/مايو عام 1977. قمنا بالسكن في روكديل. لقد اظهرتُ في مرحلة مبكرة اهتماما في السياسة ومسائل العدالة الاجتماعية. وحضرتُ في سيدني العديد من التجمّعات السياسية والفعاليّات المجتمعية ومن خلال علاقاتي أصبحتُ أشارك بنشاط في شؤون المجتمع. كنت لكثير من الناس المترجم أو مساعد الشبيبة أو العامل الاجتماعي، وكنت أيضا موظّفَ التعليم وموظفَ الاتصال المجتمعي. وحتى في سن ال 13 كنت أصطحب أناساً إلى مكان مقصدهم ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم. كثير من الناس في ذلك الوقت كانوا بحاجة إلى المساعدة.
كان من المتوقع لي في سن ال 17 الانضمام إلى حزب العمال الاسترالى. كان لا مفر من ذلك لأنه كان الحزب الذي أؤمن أنه كان يعمل من أجل العدالة والإنسانية. ولقد شعرت بالفخر عندما قام رئيس حكومة نيو ساوث ويلز السابق السيّد باري أونسوورث بعد فوزه الحرِج في انتخابات 1986 بالإشادة بعائلة مسلماني. وقد فاز بالمقعد بأغلبية 56 صوتا. وفي حين كان والدي واشقائي الكبار يعملون أُعطيت لي الفرصة للحصول على التعليم. إلتحقتُ بمدرسة روكديل العامّة لمدّة سنة، وبعد ذلك ذهبتُ إلى جيمس كوك العليا للبنين ثم إلى الدراسات الجامعية حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الحكومة والإدارة العامة من جامعة سيدني وبعد ذلك على درجة الماجستير في السياسة من جامعة ماكواري وأخيرا على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة نيو ساوث ويلز. وأنا فخور بأنه تم إدخالي رسميا في المحكمة العليا في نيو ساوث ويلز كمحام ممارس من قبل معالي السيّد روبرت ماكليلاند الذي كان وزير الظل للإدعاء العام ويشغل اليوم منصب وزير الإدعاء العام. وخلال سنوات دراستي في التعليم العالي عملتُ في مجموعة متنوعة من قضايا المجتمع. في عام 1986 تم اختياري من قبل جاليتي وبمساعدة من الحكومة الاسترالية للسفر إلى لبنان للمساعدة في طلبات الهجرة اللبنانية وقمتُ بعد ذلك بمساعدة السفارة الاسترالية في سوريا في انجاز الطلبات. العديد من المتقدمين كانوا ناجحين بمن فيهم السيد علي حمود، وهو مهندس. وفي عام 1997 قام هو وزوجته منال عيسى بافتتاح أول صالون تجميل. اليوم لديهما 24 صالونا توظف أكثر من 260 شخصاً. وأنا فخور بأن أقول أنهما حصلا مؤخرا على الجائزة الوطنية للمبادرة المرموقة لعام 2009.
وفي عام 1995 انتُخبتُ عضوا في المجلس البلدي لمدينة روكديل، وفي عام 1997 انضممت إلى الحركة الجمهورية الاسترالية وتم اختياري كمرشّح على ورقة الاقتراع لانتخابات الميثاق الدستوري. كنت أيضا ناشطا طلابيا عندما فشلت الحكومةُ آنذاك في الاستماع. وما زلت أعتقد أن حرية الحصول على التعليم هي مسألة تتحملها الحكومة المسؤولة. لقد انتُخِبتُ ممثِّلا لطلاب كلية الحقوق في جامعة نيو ساوث ويلز، وهناك واصلت الدعوة إلى حماية حقوق الطالب. ومع ذلك كانت ذكريات طفولتي حول الصراع والمشقة. السلام في لبنان كان نادرا. لا أذكر وأنا طفل فترات طويلة من السلام والأمن. لقد استمرّت الحروب العربية الاسرائيلية المتعاقبة جنبا إلى جنب مع الحرب الأهلية اللبنانية لسنوات عديدة ولن يؤدي منطق العين بالعين والسن بالسن إلى نهاية الموت والدمار المستمرين. إن واحداً من أعظم رموز القرن العشرين كان رجلا تبنى حكمة السلام واعني به المهاتما غاندي الذي قال بحق: "منطق العين بالعين سيترك العالم بأكمله أعمى". ولا يوجد أصدق من هذا الكلام، علما أن زعماء العالم لا يبصرون بسبب هذه الدوامة المستمرة من الانتقام. هذا يحدث منذ أكثر من 60 عاما من الصراع العربي الإسرائيلي ولا يبدو له نهاية في الأفق. ويجب عليهم الآن فتح عيونهم لرؤية السلام باعتباره السبيل الوحيد للتقدم وإيجاد حل لاقامة دولة فلسطينية.
سيدتي الرئيسة، إنني مثلك ومثل الأعضاء الموقَّرين لن أخجل من أن أعلن عن آمالي ومعتقداتي. يحدوني الأمل واتطلع للسلام، واعتقد ان الشعب الفلسطيني له الحق في دولة خاصة به.
يجب التمسك وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة وأن يُعطى حقّ العودة للفلسطينيين في الشتات، وأعتقد أن الحل القائم على دولتين يمكن أن يكون أساسا للسلام الدائم والعادل والتعايش السلمي بين الشعبين. بصفتنا دولة موقِّعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة يجب أن نمارس ما نبشِّر به. في عام 2008 احتفلت استراليا وبقية دول العالم في الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع شعار الحملة: "الكرامة والعدالة لنا جميعا". النبل هو التمسك بمبادئ الكرامة والعدالة للجميع، بل وايضا الوفاء بحقوق شعبنا من السكان الأصليين. اسمحوا لنا أن نقود الطريق في مجال العدالة وحقوق الإنسان لشعبنا من السكان الأصليين. دعونا نظهر للعالم أننا فعلا نمارس ما نبشِّر به ونقدم للسكان الأصليين ما يستحقون. أعتقد أنه في مجال حقوق السكان الأصليين يمكننا ويجب علينا بذل المزيد من الجهد. استراليا حققت نجاحات كبيرة في معالجة حقوق السكان الأصليين. حكوماتنا الوطنية، وعلى وجه الخصوص حكوماتنا العمالية، تصدّرت الطريق في مجال حقوق الإنسان، كما انها أدخلت قانون الكومنولث لحقوق الارض، وزادت الاستثمار في مجالات السكن والصحة والتعليم للسكان الأصليين ومهدت الطريق نحو المصالحة مع شركائنا من السكان الأصليين، وقامت حكوماتنا الوطنية أيضا بالنهوض بقضية السكان الأصليين واعترفت بحقوق الملكية للسكان الأصليين من خلال تشريع مابو التاريخي. لقد أدخلت نيو ساوث ويلز سياسة التعليم الالزامي للسكان الأصليين، وكانت أول ولاية تعتذر عن السياسة الفظيعة لأخذ أطفال السكان الأصليين عنوة من أسرهم. في رأيي أنه عندما يتعلق الامر بمثل هذه القضايا الوطنية والدولية المهمة ينبغي تجاوز السياسة الحزبية. يمكن لنيو ساوث ويلز بطريقة مجرَّدة عن الحزبية ان تقود الأمة في العدالة الاجتماعية للسكان الأصليين، ووضع التشريعات اللازمة لتخصيص المقاعد البرلمانية في هذا البرلمان للشعوب الأصلية. نيوزيلندا وفنلندا والولايات المتحدة الأمريكية وولاية ماين وكندا وجدوا الوسائل لاعطاء سكانهم الأصليين التمثيل البرلماني، وأثبتت فعاليتها في تحسين تمثيل السكان الأصليين. وأعتقد أننا أيضا يمكن أن نعطي شعبنا الأصلي التمثيل البرلماني. ينبغي لنا أن نقوي السكان الأصليين الأستراليين ونمنحهم المنبر الذي يحتاجون له للتعبير عن اهتماماتهم وتحديد حقوقهم. لقد حان الوقت للاعتراف بحقوقهم الأساسية واعطائهم الحياة الكريمة التي يستحقونها.
انا مؤمن قوي في الحركة النقابية. بعد كل شيء، كان النقابيون هم من شكّل حزبنا وبدأ حزبُنا العظيم بتمثيل الفقراء والعمال. النقابات كانت وراء الكثير من العمل في جدول أعمال الإصلاح الاجتماعي وكانت الحركة النقابية التي تقود النضال لحماية الضعفاء والعمل من أجل حقوق الشعب العامل. لذلك، فإن النقابات العمالية هي التي اؤمن بها وادعمها. لأكثر من قرن ناضل شعبنا وحزبنا وقادتنا النقابيون للحصول على حقوق العمال التي نتمتع بها اليوم. سعت تشريعات حكومة هوارد "خيارات العمل" الى تدمير قرن من حقوق ومكاسب الاشخاص الذين يعملون في هذه الولاية. بالنسبة لحزب العمال الاسترالى، وبوجه خاص، النقابات في أستراليا فقد اصبح هذا القانون ساحة قتال رئيسية. بعد انتخابات عام 2007 شهد عمال استراليا نهاية هذا التشريع اللعين. هذا حقا انجاز تاريخي ومثالا قويا لسلطة الشعب. مرة أخرى، كان العمل النقابي من خلال حملة الحقوق الخاصة في العمل هو الذي استعاد العدالة الاقتصادية والاجتماعية للعمال. في رؤية بن شيفلي فإن الضوء على التلة يواصل التألق. وبفضل الحركة العمالية فقد تم إلغاء القانون المذكور، واليوم لدى حكومة راد العمّالية نظام علاقات صناعية اكثر عدلا وإنصافا لجميع الاستراليين. ولذلك، علينا أن نثني على حركتنا النقابية.
أودّ أن أتطرّق إلى مسألة موضوعية جدا في مجتمعنا اليوم وهي مسألة العرق والعنصرية. نحن نعيش في مجتمع تعددي وديمقراطي تُحترَم فيه حقوق الجميع وهي مجسدة في قوانيننا وعاداتنا ودستورنا، ومع ذلك، فمن حين لآخر ترفع العنصرية رأسها القبيح. بعض من المهاجرين السابقين تحملوا العبء الاكبر من ذلك. لسوء الحظ فإن جاليتنا الهندية الاسترالية تتحمل اليوم العبء الأكبر. علينا واجب إدانة العنصرية ونستطيع محاربتها من خلال التعليم وسيادة القانون. ومن خلال نظامنا التعليمي يمكننا إيصال الرسالة بأن العنصرية هي جهل وجريمة. الهجرة لا تزال تجلب معها الإبداع والبراعة، والمحرّك والعمل الجاد والموهبة والطموح. يمكننا الإستفادة منها وتوظيف هذه المواهب والإبداعات من أجل تحسين حياة أمتنا. لنتخيل أن لدينا فرص التجارة الاسترالية التي يمكن لجاليتنا الهندية أن توفرها لشعب نيو ساوث ويلز. في عام 2000 أنشأت حكومة نيو ساوث ويلز مجلس الأعمال لنيو ساوث ويلز وآسيا لأنها أدركت وجود فرص الجالية الأسترالية الآسيوية في تطوير وتعزيز الروابط التجارية بين نيو ساوث ويلز والصين وبقية آسيا. وأعتقد أننا كحكومة ينبغي لنا أيضا الآن إنشاء مجلس تجاري لنيو ساوث ويلز والهند وآخر مع العالم العربي. وأعتقد أن الناس في نيو ساوث ويلز ستتاح لهم الفرصة للاستفادة من التجارة مع الأسواق المتنامية في الهند والعالم العربي. لدينا الموارد غير المستغلة في جالياتنا العربية الاسترالية التي لديها المشاريع والدافع والمبادرة وثروة من المعرفة في الأعمال التجارية سواء هنا أو في الخارج. وأعتقد أن مجلساً تجارياً لنيو ساوث ويلز والعالم العربي بتمويل من حكومة نيو ساوث ويلز سوف يعمل بنشاط على شبكة الاتصال المحلية والأسواق الخارجية، وسوف يعزز العمل مع نيو ساوث ويلز، ويشجع المصدّرين من نيو ساوث ويلز، ويعزز فرص الاستثمار في نيو ساوث ويلز.
إن إحدى دوافعي لدخول الحياة العامة هو مساعدة المحتاجين. إنّ شبابنا اليوم في حاجة إلى مساعدتنا ويستحقون المعاملة العادلة. بعض من الشباب يصابون بخيبة أمل ويشعرون بالتهميش ولديهم تدني في احترام الذات ومن الواجب علينا أن نفعل المزيد لشبابنا وتكريس المزيد من الموارد الحكومية لتلبية احتياجاتهم. يجب علينا المساعدة فى الحفاظ على شبابنا ومساعدتهم على الصعيدين العقلي والجسدي. ومن هذا المنطلق أود أن أخص بالذكر واحداً من قادة الشباب المتألقين في استراليا: الاب كريس رايلي. إن مؤسسته "شباب خارج الشوارع" تُعتبر مؤسسة مميزة وانني احترمه احتراما شديدا بسبب نهجه العملي لمساعدة شبابنا على تحقيق ما هو أفضل. دعونا نستثمر في شبابنا عن طريق مد يد العون لهم للسير إلى الامام.
ومثل معالي العضو السابق هنري تسانغ فإنني جئت أولا من خلفية الخدمة المجتمعية في الحكم المحلي. في عام 1995 انتُخبت لأول مرة لتمثيل سكان روكديل في مجلس بلدية مدينة روكديل ثم انتخبني زملائي في المجلس لكي أخدم عددا من المرات كنائب عمدة وأربع مرات رئيسا للبلدية. أود أن أسجل امتناني لجميع أعضاء المجالس الذين عملت معهم ولا سيما أشكر الاعضاء العماليين الذين كرسوا وقتهم ويستمرون في إعطاء المجتمع عقولهم وقلوبهم. وأود أن اذكرهم جميعا وأشكر رئيس البلدية بيل سارافينوسكي والعضو انجيلو انستيس والعضو جو عواضة والعضو اوبراين والزملاء الآخرين اليزابيث بارو ويناير برينان لما بذلوه من الصداقة والدعم.
وأعتقد أنني حققت قدرا كبيرا بصفتي ممثلا للحكم المحلي، ومع ذلك فإن مدعاة فخري هو الإنجاز الدؤوب والاستجابة لجميع الذين طلبوا مني المساعدة. أنا أستمتع بالخدمة وسوف استمر في خدمة المجتمع الذي نشأت فيه واحبه. كثير من الأعضاء الذين لديهم خلفية العمل في المجالس البلدية المحلية يعرفون اليوم ان المجالس البلدية المحلية لم تعد حول الطرق والمعدلات والقمامة. اليوم، المجتمع يريد المزيد ويطالب بالمزيد ويتوقع المزيد. كثير من رؤساء البلديات والمستشارين الذين انضموا إلينا هنا اليوم سوف يشهدون ان مجالس اليوم لديها عدد أقل بكثير من الموارد الموجودة تحت تصرفها، وهذه الموارد تتقلص أكثر فأكثر مع مرور الوقت. اليوم، تواجه المجالس البلدية المحلية الضغوط الاضافية الناجمة عن تغير المناخ علما أن الموارد اللازمة لمعالجة هذه المشكلة محدودة. بعض المجالس المحلية تعمل بمشقة للبقاء على قيد الحياة. والواقع أنه في المستقبل غير البعيد جدا فإن مجالس كثيرة قد لا تكون قابلة للحياة أو قادرة على تلبية احتياجات وتحديات المجتمع في العصر الحديث، ولذلك فإنني أعتقد أن الوقت قد حان لنا وبطريقة مجردة من الحزبية لاحتضان جدول أعمال اصلاحي لدمج المجالس البلدية في مصلحة مواطنينا.
لقد وصلت الآن الى نهاية خطابي لكن مع رحابة صدركم والأخذ من وقت الأعضاء الموقرين أود أن أغتنم بضع لحظات أخرى لكي أشكر بعض الاشخاص لأنني حريص على أن أسجل امتناني الكبير لكثير من الناس الذين وقفوا معي وكثير منهم هنا هذه الليلة. أولا وقبل كل شيء أودّ أن أشيد بالسيّد هنري تسانغ الذي اشغل الآن مقعده في هذه القاعة. لقد خدم شعب نيو ساوث ويلز باخلاص وقام ببناء جسور كبيرة بين مجتمعاتنا الاسترالية والآسيوية ولا سيما مع الجالية الصينية الاسترالية التي يشرفني الآن أن اخدمها. وأشكره على وجوده معنا اليوم واتمنى له وللجالية الصينية الاسترالية والجميع هنا الليلة عيد سعيد بمناسبة رأس السنة الصينية الجديدة. وإنني مدين بشكل خاص للسكرتير العام لحزب العمال الاسترالى ـ نيو ساوث ويلز السيد ماثيو ثيسلويت لما قدمه من دعم وتأييد لترشيحي. وأشكره وأتمنى له التوفيق في جميع مساعيه في المستقبل. وإنني أتطلع إلى العمل مع السكرتير العام المساعد السيد سام داستياري، وكذلك مع برندان كافانو وكورتني روش وجميع أصدقائي في فرع حزب العمال في نيو ساوث ويلز. وأعرب عن امتناني لأصدقائي السناتور مارك أربيب والسكرتير العام لحزب العمال الاسترالى كارل بيطار والسناتور ادوارد عبيد والسناتور جوزيف تريبودي على الصداقة والدعم على مدى العقدين الماضيين.
أود أيضا أن أشكر كل من معالي توني كيلي وغريغ دونلي وتوني كاتنزاريتي وجون هتزيسترغوس وليندا فولتز واريك روزندال وكاي غريفين و إيان ويست وميك فايتش وجون روبرتسون وبيني شارب وكريستين روبرتسون، وكذلك معالي جون عجاقة وماري فيكارا لتوجيههما. كما أشكرك سيدتي الرئيسة، واتطلع إلى العمل معك ومع كل واحد في برلمان نيو ساوث ويلز. وأرحب برئيسة الحكومة كريستينا كينيلي- أهلا بك. وأنا فخور بأنني أدخل برلمان نيو ساوث ويلز الذي لديه أول رئيسة للحكومة وأول امرأة نائبة لرئيسة الحكومة والنائبة الأولى للرئيس. يشرفني أن أكون جزءا من ثروة نيو ساوث ويلز.
أود أن أشكر جميع الشخصيات المتميزة ممن قدِموا لتقديم دعمهم اليوم. ارحّب بصاحب المعالي السيد تمام سليمان سفير الجمهورية العربية السورية في أستراليا، وبالسيد طارق ابو سن القنصل العام لجمهورية مصر العربية في سيدني، وبالسيد تيري مولان القنصل العام للمغرب، وبالسيد الكسندر بيسارابيك القنصل العام لجمهورية صربيا، وبالقنصلين بينغ دوي وفو امينغ الممثلين عن سعادة هُوْ شان القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في سيدني، وبالسيد بسام شحادة الذي يمثل القنصل العام في لبنان. أشكر السيد روس كليسن والسيد أندرو فيرغسون والسيد نيك ليويكي والسيد غراهام ريتشاردسون والسيد ليو مكلاي والسيد بيل موريسون لما قدموه من دعم وتوجيه. وأشكر جميع أعضاء وحدة الوسط لتأييدهم بالإجماع لترشيحي وانتخابي بالتزكية. وأشكر جميع اصدقائي واعضاء وانصار حزب العمال في روكديل وأماكن أخرى وكثير منهم هنا هذه الليلة. هؤلاء هم الاشخاص الذين هم الاوفياء والطيبين، والذين هم هناك دائما لي، ويتوقون للمساهمة بعمل الاشياء المميزة. أشكرهم جميعا. كما أشكر أعضاء الحزب في روكديل، وأنا أتطلع إلى العمل مع المجتمع المحلي وأعضاء الحزب في منطقتي الانتخابية في نورث شور. واقدّم اصدق التمنيات للاصدقاء القدامى: السيد تيري ديامنتيس ومعالي دوغ ماكليلاند والسيد جورج طومسون، كما انني أعبّر عن الحزن لوفاة الصديق العزيز الدكتور خليل مصطفى الذي كان قائد جالية دؤوب ومتفاني.
جميع أعضاء هذا البرلمان يعلمون أنه حتى يكون المرء ناجحا حقا في الحياة العامة فإنه يحتاج إلى أسرة محبة وداعمة. إنني حقا محظوظ في هذا الصدد. أودّ أن أسجل المساهمة الهائلة التي قدمتها عائلتي لجميع المساعي التي أبذلها في الحياة. وأود أن أشيد بوالدتي السيدة جواهر مهنا مسلماني، والتي للأسف لم تتمكن أن تكون معنا اليوم بسبب مرضها المزمن. وأود أيضا أن أشيد بوالدي السيد شاهر مسلماني، وجميع أشقائي وشقيقاتي. وأشكرهم على ما قدموه من توجيه ودعم والقيم التي غرسوها في نفسي. واشكر عائلتي وزوجتي المحبة والمتفانية ميكا فوكوتا مسلماني وعمي السيد ايشي فوكوتا على دعمه ولطفه، وعلى وجه الخصوص لما يبذله من الحب والعطف لإبني يوسف الذي يبلغ الآن 5 سنوات ونصف السنة من العمر. ويوسف موجود معنا في الشرفة، وقد أصبح مترجمي الياباني. وهو يقفز ويترجم لي عندما يحاول عمي ان يقول لي شيئا لا أفهمه. أنا أحبه كثيرا وهو ذكي جدا وفضولي، وعادة ما يحصل على ما يريده. أشكرك سيدتي الرئيسة، وجميع الأعضاء الموقرين على ترحيبكم الحار بي، واعرب عن تقديري لكاتب البرلمان وجميع الموظفين لتعاونهم والمساعدة التي قدموها لي منذ دخولي إلى البرلمان. أشكركم جميعا على رحابة صدركم.