أصدر مئة مثقف فلسطيني بياناً حول الأحداث الدائرة في سوريا، رفضوا فيه ان ترتكب الجرائم ضد الشعب السوري باسم فلسطين. وجاء في البيان:
"يشرفنا نحن الكتاب الفلسطينيين الموقعين على هذا البيان أن نتقدم بطلب انضمام جماعي إلى رابطة الكتاب السوريين التي أعلن عن تأسيسها مؤخراً، من قبل كتاب ومثقفي سوريا الأحرار، أولئك الذين يقفون في صفوف شعبهم وهو يصعد سلم حريته الذي لطخته يد الطاغية بالدم، إن تأسيس رابطة الكتاب السوريين يشكل رافعة أساسية في ثورة سوريا ويضع المثقف الحقيقي في موقعه الى جانب شعبه كشريك فاعل في بناء سوريا الجديدة والخلاص من استبداد حكم العائلة نحو نظام مدني تعددي ديموقراطي قائم على حق المواطنة، يفتح المجال امام حرية التعبير والإبداع ويحرم النظام من تزييف إرادة المثقف السوري الحر عبر أطر فارغة وخاوية استولت على مقدرات الثقافة وصادرت دوره وزيفت إرادته، وكانت دائما أداة بيد الطاغية وأجهزته.
إن سوريا بحاجة اليوم، اكثر من أي وقت مضى، الى هذا الصوت الناضج الصاعد من قلبها، الذي يعزز وحدتها الوطنية ويجعل من تعددية مجتمعها ومكوناته الغنية سبباً للقوة وإثراء المضمون وقاعدة للبناء الديموقراطي.
لقد سمعنا، مؤخرا، ممثل النظام السوري في مجلس الأمن يستعمل القضية الفلسطينية ومسيرتها المؤلمة والمشرفة للتغطية على جرائمه المروعة في سوريا. نقول للنظام السوري وممثليه: ليس باسمنا، ليس باسم فلسطين ترتكب الجرائم في سوريا الحبيبة، أيها القتلة. لا تجعلوا من قضيتنا العادلة قناعاً لجرائمكم اللانسانية بحق إخوتنا السوريين. إن الشعب السوري هو من تبنى القضية الفلسطينية تاريخياً وقدم لأجلها الشهداء، وليس سياسات نظامكم التي نحتفظ منها بذكريات مؤلمة، ولن ننسى أدوارها في مجازر تل الزعتر في 1976، والعدوان الرهيب على مخيم نهر البارد بطرابلس في 1983، وحصار المخيمات في بيروت 1985، وغيرها من أعمال تسببت مراراً بضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية. لا تستعملوا اسم فلسطين فهي لم تعد ورقتكم الرابحة.
إن سوريا موحدة وحرة وديموقراطية هي ما تحتاجه فلسطين، وهي سوريا التي تولد اليوم من رحم ثورة دامية فجّرها شعب عظيم. نحن واثقون من أن اسم فلسطين سيظل في القلب من هذا الشعب الشجاع الثائر ونخبته المثقفة".
وقع على البيان: مريد البرغوثي (شاعر وكاتب)، طاهر رياض (شاعر)، غسان زقطان (شاعر)، زهير أَبو شايب (شاعر)، عزمي بشارة (مفكر)، محمود الريماوي (قاص وروائي)، معن البياري (قاص وصحافي)، يوسف أَبو لوز (شاعر)، نجوان درويش (شاعر)، ربعي المدهون (روائي)، عادل بشتاوي (كاتب روائي وباحث)، انطوان شلحت (كاتب وناقد)، فخري صالح (ناقد)، حسين، شاويش (كاتب)، حزامة حبايب (قاصة وروائية)، نصر جميل شعث (شاعر)، أحمد أبو مطر (ناقد أكاديمي وباحث وناشط)، محمد خليل (قاص)، يوسف عبد العزيز (شاعر)، موسى برهومة (كاتب)، عيسى الشعيبي (كاتب)، موسى حوامدة (شاعر)، نائل بلعاوي (شاعر)، خليل قنديل (قاص)، غازي الذيبة (شاعر)، وسام جبران (شاعر وموسيقي)، عمرشبانة (شاعر)، قصي اللبدي (شاعر)، علي العامري (شاعر)، جهاد هديب (شاعر)، زياد خداش (قاص وكاتب)، ناصر رباح (شاعر)، باسم النبريص (شاعر وكاتب)، راجي بطحيش (كاتب)، شاهر خضره (شاعر)، رائد وحش (شاعر)، أسماء عزايزة (شاعرة.)، محمود ابو هشهش (شاعر)، خضر محجز (روائي وشاعر وباحث وناقد أكاديمي)، باسل أَبو حمدة (كاتب)، إِيراهيم جابر إِبراهيم (قاص)، عبد الله أَبو بكر (شاعر)، أُسامة الرنتيسي (كاتب)، عصام السعدي (شاعر)، خالد جمعه (شاعر)، نعيم الخطيب (كاتب)، أكرم ابو سمره (شاعر)، حنين جمعه (شاعرة)، أحمد يعقوب ( شاعر)، طارق العربي (شاعر)، يوسف الديك (شاعر وروائي)، مهند صلاحات (كاتب ومخرج)، محمد مشارقة (شاعر)، توفيق العيسى (كاتب وصحفي)، باسمة تكروري (كاتبة)، نجوى شمعون (شاعرة )، محمد السالمي (شاعر)، هاني السالمي (روائي)، بلال سلامة (شاعر)، اسامة ابو عواد ( كاتب)، جبر شعت ( شاعر)، يوسف القدرة) شاعر)، نسمة العكلوك (كاتبة)، عثمان حسين ( شاعر)، رزق البياري (شاعر)، ياسر الوقاد (شاعر)، صبحي حمدان (كاتب)، عماد محسن (كاتب)، ليلي فيوليت ( شاعرة)، تيسير محيسن (قاص وناقد وناشط سياسي)، فايز السرساوي (فنان تشكيلي وشاعر)، رجب أبو سرية (قاص وكاتب مقال سياسي)، فؤاد حمادة (ناقد أكاديمي وباحث وناشط سياسي)، مي نايف (ناقدة أكاديمية وباحثة وناشطة جندر)، يسري الغول (قاص وناقد)، حسين أبو النجا (قاص وباحث أكاديمي)، ناصر عليوة (ر وائي وناقد)، عبد الكريم عليان (كاتب وباحث تربوي)، ولاء تمراز (باحث وكاتب سياسي)، عمر شعبان (كاتب وباحث)، حسن مي (كاتب وناقد أكاديمي)، معن سمارة (شاعر وصحفي)، محمد حسونة (أكاديمي وناقد)، عون أبو صفية (روائي)، عاطف حمادة (شاعر وناقد أكاديمي)، غياث المدهون (شاعر)، رجاء غانم (شاعرة)، طارق الكرمي ( شاعر)، أحمد الأشقر، (شاعر)، علي أبو خطاب (شاعر وكاتب)، دنيا الأمل اسماعيل (شاعرة)، اسراء كلش (كاتبة قصصية)، موسى أبو كرش (شاعر وقاص)، عبد الفتاح شحادة (شاعر وروائي)، ياسر أبو جلالة (شاعر وفنان تشكيلي)، خليل حسونة، (شاعر وروائي)، مهيب البرغوثي (شاعر)، عبد الناصر عامر( شاعر وفنان تشكيلي(، نضال الحمارنة (كاتبة)، أشرف عمرو (كاتب وإعلامي)، أسماء ناصر أبو عياش (كاتبة وصحفية)، مايا أبو الحيات (كاتبة)، زينات أبو شاويش (كاتبة)، سوزان سلامة (شاعرة).
وفي أول رد فعل على هذا الطلب الفلسطيني الجماعي، من جانب رابطة الكتاب السوريين، قال نوري الجراح من لندن، أحد مؤسسي الرابطة: "شكرا لكم يا وجدان فلسطين وضميرها الحي. نحن نؤمن أن دمنا واحد. لقد خاطب شعبنا الثائر حكامه القتلة بكلمات شاعركم العظيم محمود درويش: خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا، فساوى المستبد بالمحتل. إننا نعتبر هذا الطلب استفتاء فلسطينيا على الثورة السورية، وهو صوت جماعي يسحب البساط الفلسطيني من تحت النظام السوري، وينزع ورقة التوت الفلسطينية عن عورة النظام. فالضحية الفلسطينية التي ملأت أوجاعها العالم لايمكن لها أن تقبل الصمت على آلام الضحايا أياً كانت هويتهم فالألم الإنساني واحد والجريمة ضد الإنسان واحدة، فكيف بآلام الشقيق. أقول لهم باسم جميع السوريين: بيتنا الأدبي الحر الوليد يتشرف بهم، لهم صدره ولنا العتبة. إن وجدان فلسطين الممثل بهؤلاء الشعراء والأدباء إنما يؤكد على حقيقة نهائية مفادها إن الاستبداد هو الحاضنة الطبيعية للاستعمار، وإن نهاية الاستبداد هي بداية نهاية الاستعمار.
باسم وجدان سوريا الفكري والروحي أقول لإخوتنا الفلسطينيين: شعبنا الحر لن يخذلكم، لن يخذل فلسطين المجاهدة. شكرا لكم، شكرا لكم".
الأحد، 12 فبراير 2012
حوار موسّع حول تونس الثورة والدولة والإسلام
الغنوشي: لن نعترف باسرائيل
جزم رئيس حزب النهضة التونسي لشيخ راشد الغنوشي أن تونس لن تعترف أبداً بإسرائيل. وقال الغنوشي، في حوار مع المشاركين في «مؤتمر الثورات والانتقال إلى الديموقراطية» الذي ينظمه مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي في الإسكندرية في مدينة الحمامات التونسية، إن حكومة تونس تريد الفصل بين علاقات تونس بالغرب والموقف من إسرائيل.
ورداً على سؤال عن موقفه من الاعتراف بإسرائيل، قال الغنوشي إنه لا يوجد خلاف بين الحركات الإسلامية على أن فلسطين هي القضية المركزية. وأضاف «لن نعترف أبداً لا بالاحتلال ولا بالكيان. ولا داعي للغرابة، ففلسطين موضع إجماع كل الإسلاميين والقوميين».
وعما إذا كان الغرب يوافق على هذا الفصل، قال إنه في كل مرة كان يجتمع فيها إلى المسؤولين الغربيين كانوا يضعون موضوع إسرائيل على الطاولة. وكنا نقول لهم إننا لا نريد الربط بين الموضوعين، وإلا سنضع في المقابل مسألة كوبا على الطاولة.
وعما إذا كان واثقاً من أن الغرب اقتنع بذلك أجاب أنهم في الاجتماعات الأخيرة لم يعودوا يثيرون معنا موضوع إسرائيل، مؤيداً أن الغرب ماكر ومناور. وقال «هذا موقفنا ولن نحيد عنه».
وقال الغنوشي إن من مهمات الثورة تنشيط المساعي لإقامة وحدة عربية ووحدة المغرب العربي وإقامة سوق عربية مشتركة. وأوضح انه في السابق كانت هناك اجتماعات لمجلس وزراء الداخلية العرب برئاسة زين العابدين بن علي على أساس أن الأخطار هي من الداخل وليس من الخارج، في حين لم يكن هناك مجلس لوزراء الخارجية.
ورأى الغنوشي انه «لا عودة إلى الدكتاتورية ومن يحمي الديموقراطية هو وعي الشعوب والشعوب ثارت. لكن الخطر في الصوملة وعدم قدرتنا على تنظيم أنفسنا بالحرية. هناك محاولات لحرق مصانع وقطع طرق، أي الصوملة. هناك فرق بين الحرية والفوضى».
واعتبر الغنوشي انه «ليس هناك من نموذج يحتذى به. كل دولة عليها أن تبتدع نموذجها. نحن في عالم عربي وإسلامي. نحن نتفاعل مع العالم الإسلامي الذي استفاق منذ القرن التاسع عشر على البون الشاسع بينه وبين الغرب وسعى لتلافي الخلل فكانت محاولات الإصلاح في القاهرة واسطنبول وتونس، قوامها المزاوجة بين الإسلام وقيم الحداثة». وأضاف «لكن الاستعمار والاحتلال قضيا على هذا الحلم من خلال تدفيعنا ديننا ثمناً».
واعتبر الغنوشي أن الثورات العربية الحالية استعادت الحلم في المزاوجة بين قيم الإسلام والقيم العالمية. وتساءل «هل نستطيع ذلك؟» وأجاب «نعم، إن الشعوب التي قامت بالثورات مؤهلة لذلك».
ورفض الغنوشي النظرة القائلة بوجود فكر إسلامي واحد. وقال «هذا خارج القانون. الحركة الإسلامية ظاهرة اجتماعية خاضعة للتطور. كنا ننظر بريبة إلى مجلة الأحوال الشخصية، وانتهينا إلى المساواة بين المرأة والرجل. البعض حاول حشر الحركة الإسلامية في زاوية أنها ضد الحداثة والمساواة. لكن في الألفية الجديدة عادت خيوط الحوار بين الحركة الإسلامية والحركة الحداثية وهذه جزئية مهمة. وانتهت في تونس مثلا إلى وثائق أكتوبر (تشرين الأول) عام 2005 مع أحزاب أخرى بينها الحزب الشيوعي وغيره. كان الاتفاق على نموذج ديموقراطي ورفض العنف والمساواة بين الجنسين».
وعن علاقة الدين بالدولة، قال الغنوشي إن «المشكلة في تونس كانت في أن الدولة كانت توظف الدين. الغرب عاش مشكلة كيف يحرر الدولة من سلطة الكنيسة بينما نحن نحاول تحرير الدين من هيمنة الدولة».
وعن الثورة التونسية، قال الغنوشي إنه لم يقدها حزب واحد ولا شخص واحد بل كل الناس رفعوا الشعارات، وعندما انتصرنا لم نضيع وقتاً حول نموذج الدولة الذي نريد بل كنا متفقين عليه.
وحول العلاقة مع الفكر القومي، قال إنه «ليس عندنا مجافاة بين فكرة العروبة والإسلام. نحن في شمال أفريقيا تعرّبنا أولاً ثم أسلمنا». وأضاف إن بعض الأحزاب القومية ترفض الإسلام جزءاً من الهوية العربية، وهذا شكل صدمة لنا فيما يقبله مفكرون مسيحيون.
وعن التحديات التي تواجه الثورة، قال الغنوشي «إننا نرتاد أرضا جديدة. نحن نحاول أن نوفق بين قيمنا والحداثة. البعض خرج من المعسكر الماركسي ولا يحق له أن يعلمنا الديموقراطية. كلنا مبتدئون في الديموقراطية. ونحن في سنة أول ابتدائي من التجربة الديموقراطية، فلا أحد يزايد على أحد، كلنا مبتدئون».
ورفض الغنوشي منطق الانقلابات العسكرية، موضحاً انه «من الخطأ الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري. الطريق الوحيد هو الشورى، والشورى هي الديموقراطية. ألله أعطانا الشورى لكنه لم يعطنا الأدوات فهذا مجال العقل». وقال «إن الخطر الكبير هو كيف نوفق بين الحرية والنظام. النظام في عهد زين العابدين بن علي كان محفوظاً بسوط السلطان. السلطان طار. السؤال هو كيف ننظم أنفسنا بالحرية لا بسوط السلطان. هذا تحد كبير. التحدي الآخر كيف نقبل بنتائج الانتخابات الديموقراطية. البعض لم يهضم نفسياً أن الإسلاميين جزء من البلاد. الإسلاميون أدركوا أن التحديات كبيرة، لذا لا يمكنهم الحكم وحدهم. وكان يجب أن نبتعد عن صورة حكم الحزب الواحد وينسى الناس أنهم كانوا في ظل حكم حزب واحد. وقد أظهرت الثورة انه يمكن للإسلاميين العمل مع العلمانيين المعتدلين. مجتمعاتنا متعددة ولا مناص سوى أن نقبل بعضنا البعض حتى لا تغرق السفينة».
واعتبر أن الأولوية «كيف نوطّن أنفسنا على الديموقراطية والتعايش وعدم الإقصاء والحرية. منذ سقوط الخلافة الراشدية ونحن نحل خلافاتنا بحد السيف. أما التحدي الآخر فهو الاقتصادي حيث لا كرامة من دون عمل».
من جهته، قال وزير الخارجية التونسي الجديد رفيق عبد السلام إن تونس لن تعترف بإسرائيل وبالأمس كنت مع وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله واتفقنا على 90 في المئة من القضايا واختلفنا على إسرائيل.
وبسؤاله عن إعجاب التونسيين بالنموذج التركي وهل يقبلون بدعوة رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان من القاهرة إلى إقامة نظام علماني وعدم الخوف منه، قال الوزير الشاب «إن موقف اردوغان يخصه وحده. وتونس ليست مضطرة لتكون علمانية. تونس نظامها جمهوري ولغتها عربية ودينها الإسلام». وأضاف «إن لتركيا وضعاً خاصاً والقاعدة الشرعية هناك هي اللائيكية. نحن نقدر نجاح التجربة التركية لكننا لسنا مضطرين لاستيراد النماذج. وهناك نماذج حداثة أخرى فرنسية وأميركية. الحداثة انفتاح على إمكانيات متعددة. وتونس منفتحة على كل الحداثات وسوف تتحرك عبر فضائها العربي». وأضاف «إن إيران ليست عدواً، لكنها ليست صديقاً مطلقاً فهناك مساحات التقاء ومساحات خلاف».
جزم رئيس حزب النهضة التونسي لشيخ راشد الغنوشي أن تونس لن تعترف أبداً بإسرائيل. وقال الغنوشي، في حوار مع المشاركين في «مؤتمر الثورات والانتقال إلى الديموقراطية» الذي ينظمه مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي في الإسكندرية في مدينة الحمامات التونسية، إن حكومة تونس تريد الفصل بين علاقات تونس بالغرب والموقف من إسرائيل.
ورداً على سؤال عن موقفه من الاعتراف بإسرائيل، قال الغنوشي إنه لا يوجد خلاف بين الحركات الإسلامية على أن فلسطين هي القضية المركزية. وأضاف «لن نعترف أبداً لا بالاحتلال ولا بالكيان. ولا داعي للغرابة، ففلسطين موضع إجماع كل الإسلاميين والقوميين».
وعما إذا كان الغرب يوافق على هذا الفصل، قال إنه في كل مرة كان يجتمع فيها إلى المسؤولين الغربيين كانوا يضعون موضوع إسرائيل على الطاولة. وكنا نقول لهم إننا لا نريد الربط بين الموضوعين، وإلا سنضع في المقابل مسألة كوبا على الطاولة.
وعما إذا كان واثقاً من أن الغرب اقتنع بذلك أجاب أنهم في الاجتماعات الأخيرة لم يعودوا يثيرون معنا موضوع إسرائيل، مؤيداً أن الغرب ماكر ومناور. وقال «هذا موقفنا ولن نحيد عنه».
وقال الغنوشي إن من مهمات الثورة تنشيط المساعي لإقامة وحدة عربية ووحدة المغرب العربي وإقامة سوق عربية مشتركة. وأوضح انه في السابق كانت هناك اجتماعات لمجلس وزراء الداخلية العرب برئاسة زين العابدين بن علي على أساس أن الأخطار هي من الداخل وليس من الخارج، في حين لم يكن هناك مجلس لوزراء الخارجية.
ورأى الغنوشي انه «لا عودة إلى الدكتاتورية ومن يحمي الديموقراطية هو وعي الشعوب والشعوب ثارت. لكن الخطر في الصوملة وعدم قدرتنا على تنظيم أنفسنا بالحرية. هناك محاولات لحرق مصانع وقطع طرق، أي الصوملة. هناك فرق بين الحرية والفوضى».
واعتبر الغنوشي انه «ليس هناك من نموذج يحتذى به. كل دولة عليها أن تبتدع نموذجها. نحن في عالم عربي وإسلامي. نحن نتفاعل مع العالم الإسلامي الذي استفاق منذ القرن التاسع عشر على البون الشاسع بينه وبين الغرب وسعى لتلافي الخلل فكانت محاولات الإصلاح في القاهرة واسطنبول وتونس، قوامها المزاوجة بين الإسلام وقيم الحداثة». وأضاف «لكن الاستعمار والاحتلال قضيا على هذا الحلم من خلال تدفيعنا ديننا ثمناً».
واعتبر الغنوشي أن الثورات العربية الحالية استعادت الحلم في المزاوجة بين قيم الإسلام والقيم العالمية. وتساءل «هل نستطيع ذلك؟» وأجاب «نعم، إن الشعوب التي قامت بالثورات مؤهلة لذلك».
ورفض الغنوشي النظرة القائلة بوجود فكر إسلامي واحد. وقال «هذا خارج القانون. الحركة الإسلامية ظاهرة اجتماعية خاضعة للتطور. كنا ننظر بريبة إلى مجلة الأحوال الشخصية، وانتهينا إلى المساواة بين المرأة والرجل. البعض حاول حشر الحركة الإسلامية في زاوية أنها ضد الحداثة والمساواة. لكن في الألفية الجديدة عادت خيوط الحوار بين الحركة الإسلامية والحركة الحداثية وهذه جزئية مهمة. وانتهت في تونس مثلا إلى وثائق أكتوبر (تشرين الأول) عام 2005 مع أحزاب أخرى بينها الحزب الشيوعي وغيره. كان الاتفاق على نموذج ديموقراطي ورفض العنف والمساواة بين الجنسين».
وعن علاقة الدين بالدولة، قال الغنوشي إن «المشكلة في تونس كانت في أن الدولة كانت توظف الدين. الغرب عاش مشكلة كيف يحرر الدولة من سلطة الكنيسة بينما نحن نحاول تحرير الدين من هيمنة الدولة».
وعن الثورة التونسية، قال الغنوشي إنه لم يقدها حزب واحد ولا شخص واحد بل كل الناس رفعوا الشعارات، وعندما انتصرنا لم نضيع وقتاً حول نموذج الدولة الذي نريد بل كنا متفقين عليه.
وحول العلاقة مع الفكر القومي، قال إنه «ليس عندنا مجافاة بين فكرة العروبة والإسلام. نحن في شمال أفريقيا تعرّبنا أولاً ثم أسلمنا». وأضاف إن بعض الأحزاب القومية ترفض الإسلام جزءاً من الهوية العربية، وهذا شكل صدمة لنا فيما يقبله مفكرون مسيحيون.
وعن التحديات التي تواجه الثورة، قال الغنوشي «إننا نرتاد أرضا جديدة. نحن نحاول أن نوفق بين قيمنا والحداثة. البعض خرج من المعسكر الماركسي ولا يحق له أن يعلمنا الديموقراطية. كلنا مبتدئون في الديموقراطية. ونحن في سنة أول ابتدائي من التجربة الديموقراطية، فلا أحد يزايد على أحد، كلنا مبتدئون».
ورفض الغنوشي منطق الانقلابات العسكرية، موضحاً انه «من الخطأ الوصول إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري. الطريق الوحيد هو الشورى، والشورى هي الديموقراطية. ألله أعطانا الشورى لكنه لم يعطنا الأدوات فهذا مجال العقل». وقال «إن الخطر الكبير هو كيف نوفق بين الحرية والنظام. النظام في عهد زين العابدين بن علي كان محفوظاً بسوط السلطان. السلطان طار. السؤال هو كيف ننظم أنفسنا بالحرية لا بسوط السلطان. هذا تحد كبير. التحدي الآخر كيف نقبل بنتائج الانتخابات الديموقراطية. البعض لم يهضم نفسياً أن الإسلاميين جزء من البلاد. الإسلاميون أدركوا أن التحديات كبيرة، لذا لا يمكنهم الحكم وحدهم. وكان يجب أن نبتعد عن صورة حكم الحزب الواحد وينسى الناس أنهم كانوا في ظل حكم حزب واحد. وقد أظهرت الثورة انه يمكن للإسلاميين العمل مع العلمانيين المعتدلين. مجتمعاتنا متعددة ولا مناص سوى أن نقبل بعضنا البعض حتى لا تغرق السفينة».
واعتبر أن الأولوية «كيف نوطّن أنفسنا على الديموقراطية والتعايش وعدم الإقصاء والحرية. منذ سقوط الخلافة الراشدية ونحن نحل خلافاتنا بحد السيف. أما التحدي الآخر فهو الاقتصادي حيث لا كرامة من دون عمل».
من جهته، قال وزير الخارجية التونسي الجديد رفيق عبد السلام إن تونس لن تعترف بإسرائيل وبالأمس كنت مع وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله واتفقنا على 90 في المئة من القضايا واختلفنا على إسرائيل.
وبسؤاله عن إعجاب التونسيين بالنموذج التركي وهل يقبلون بدعوة رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان من القاهرة إلى إقامة نظام علماني وعدم الخوف منه، قال الوزير الشاب «إن موقف اردوغان يخصه وحده. وتونس ليست مضطرة لتكون علمانية. تونس نظامها جمهوري ولغتها عربية ودينها الإسلام». وأضاف «إن لتركيا وضعاً خاصاً والقاعدة الشرعية هناك هي اللائيكية. نحن نقدر نجاح التجربة التركية لكننا لسنا مضطرين لاستيراد النماذج. وهناك نماذج حداثة أخرى فرنسية وأميركية. الحداثة انفتاح على إمكانيات متعددة. وتونس منفتحة على كل الحداثات وسوف تتحرك عبر فضائها العربي». وأضاف «إن إيران ليست عدواً، لكنها ليست صديقاً مطلقاً فهناك مساحات التقاء ومساحات خلاف».
الفنان الكبير عماد حجاج يواجه حملة صهيونية أمريكية
تعرض الصديق الفلسطيني الأردني رسام الكاريكاتير المبدع عماد حجاج إلى هجمة شرسة من قبل جمعيتين يهوديتين تتخذان من الولايات المتحدة الأميركية مقرا لهما، ووصفت الجمعيتان عماد بـ"المجرم والمعادي للسامية".
وكانت كل من منظمة "جي تي أي" و "بناي بريث" اليهوديتان الأميركيتان، نشرتا تقريرا هاجمتا فيه حجاج وعرضتا في تقريرهما اتهامات ضده، واعتبرتاه "مجرما ومعاديا لليهودية وإسرائيل وللسامية، وأنَّه يحرض على اليهود باعتبارهم وحوشا ويتعاملون مع الشعب الفلسطيني بطريقة دموية".
وعلق حجاج على تلك الهجمة التي أبلغ عنها بقوله "نعم استأت لما حدث، وأعتبرها هجمة موجهة ومقصودة خصوصا في هذه المرحلة"، مضيفا "أفتخر بأنني رسام عربي أحترم كل الثقافات والأديان ولا أنحدر في رسوماتي إلى ممارسة العنصرية تجاه أي ثقافة أو دين وهو من المحرمات في عملي".وأشار حجاج إلى أن منظمات يهودية صهيونية كثيرة دأبت على استهداف أي صوت عربي يصل إلى الغرب، عازيا استهدافه بأنه يعتبر من رسامي الكاريكاتير العرب القلة الذين استطاعوا أن يرسموا باللغة الإنجليزية.
ولفَتَ إلى أنَّه منذ أعوام قام برسم رسومات كاريكاتيرية في كثير من المواقع الغربية بالمجان، كما خصصت له في أعمدة إعلامية أميركية عرض فيها الكثير من القضايا الساخنة في رسوماته، خاصة رسومات حرب غزة التي نشرت سلسلتها في "الغد" خلال الحرب، مبيِّناً أنَّها ليست المرة الأولى التي يتعرَّضُ لها لهجوم مثل تلك الجهات.
وكان حجاج تقدَّم بشكوى خطية لمركز حماية وحرية الصحفيين في الاردن الذي يترأسه نضال منصور، الذي ندَّدَ بالهجمة "اللوبية الإسرائيلية" التي تعرض لها حجاج.وقال منصور "لا نرى في رسومات حجاج الكاريكاتيرية أي ترويج لمفاهيم العنصرية ولا نرى فيها حضا على الكراهية او ازدراء للأديان". وأضاف "وفيما يتعلق بالجانب السياسي لرسومات حجاج، نعم نرى فيها انتقادا للسياسات الإسرائيلية واعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها لحقوق ذلك الشعب، وحين يستخدم عماد بعض الرموز في رسوماته المتعلقة بتلك الممارسات فهو يقصد فيها إسرائيل الدولة والاحتلال ولا يقصد فيها المعاداة للديانة اليهودية".
ونحن ندعو الأسرة الصحفية والثقافية العربية لإعلان تضامنها مع ما يتعرض له حجاج الذي يمثل علامة فارقة من علامات الفن الكاريكاتيري العربي.
وكانت كل من منظمة "جي تي أي" و "بناي بريث" اليهوديتان الأميركيتان، نشرتا تقريرا هاجمتا فيه حجاج وعرضتا في تقريرهما اتهامات ضده، واعتبرتاه "مجرما ومعاديا لليهودية وإسرائيل وللسامية، وأنَّه يحرض على اليهود باعتبارهم وحوشا ويتعاملون مع الشعب الفلسطيني بطريقة دموية".
وعلق حجاج على تلك الهجمة التي أبلغ عنها بقوله "نعم استأت لما حدث، وأعتبرها هجمة موجهة ومقصودة خصوصا في هذه المرحلة"، مضيفا "أفتخر بأنني رسام عربي أحترم كل الثقافات والأديان ولا أنحدر في رسوماتي إلى ممارسة العنصرية تجاه أي ثقافة أو دين وهو من المحرمات في عملي".وأشار حجاج إلى أن منظمات يهودية صهيونية كثيرة دأبت على استهداف أي صوت عربي يصل إلى الغرب، عازيا استهدافه بأنه يعتبر من رسامي الكاريكاتير العرب القلة الذين استطاعوا أن يرسموا باللغة الإنجليزية.
ولفَتَ إلى أنَّه منذ أعوام قام برسم رسومات كاريكاتيرية في كثير من المواقع الغربية بالمجان، كما خصصت له في أعمدة إعلامية أميركية عرض فيها الكثير من القضايا الساخنة في رسوماته، خاصة رسومات حرب غزة التي نشرت سلسلتها في "الغد" خلال الحرب، مبيِّناً أنَّها ليست المرة الأولى التي يتعرَّضُ لها لهجوم مثل تلك الجهات.
وكان حجاج تقدَّم بشكوى خطية لمركز حماية وحرية الصحفيين في الاردن الذي يترأسه نضال منصور، الذي ندَّدَ بالهجمة "اللوبية الإسرائيلية" التي تعرض لها حجاج.وقال منصور "لا نرى في رسومات حجاج الكاريكاتيرية أي ترويج لمفاهيم العنصرية ولا نرى فيها حضا على الكراهية او ازدراء للأديان". وأضاف "وفيما يتعلق بالجانب السياسي لرسومات حجاج، نعم نرى فيها انتقادا للسياسات الإسرائيلية واعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها لحقوق ذلك الشعب، وحين يستخدم عماد بعض الرموز في رسوماته المتعلقة بتلك الممارسات فهو يقصد فيها إسرائيل الدولة والاحتلال ولا يقصد فيها المعاداة للديانة اليهودية".
ونحن ندعو الأسرة الصحفية والثقافية العربية لإعلان تضامنها مع ما يتعرض له حجاج الذي يمثل علامة فارقة من علامات الفن الكاريكاتيري العربي.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)