السبت، 14 أغسطس 2010

التجديد والإجتهاد في الفكر الشيعي المعاصر

بقلم سعود المولى-1997
يقول الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين: "إن التجديد هو إعادة تأصيل وتجذير للمسلمات وثوابتها وأركانها بأفق أوسع ونظرة أكثر عمقاً وأكثر شمولية تلحظ خصوصيات الظرف في ما يناسبه ذلك وتلتزم الاطلاق في غير ذلك من خلال ضوابط وموازين وأصول محددة ُيعاد على أساسها قراءة الدليل وتحليله وصياغته وترتيب آثاره"..
كما أن التجديد برأي المجددين المسلمين منذ السيد الافغاني والأستاذ محمد عبده هو "استمرار متطور للتاريخ وإبداع يستمد من الأصالة"، وليس أبداً انقطاعاً عن التاريخ أو خروجاً عليه أو تخلياً عن الجذور. فالتجديد حسب الفقهاء المسلمين هو "التصدي لكل وضع جديد لم يرد فيه نص مباشر يشمله بعمومه وإطلاقه"، ومن خلال رؤية لعلاقة هذا الوضع بحياة الإنسان المعاصر على مستوى المجتمع، وعلاقات المجتمع الداخلية والخارجية وعلاقته بالطبيعة، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج غير مسبوقة في حكمه الشرعي... ومن هنا كونه تجديداً.
بداية، ما هو التجديد؟ هل هو الإتيان بكل مستغرب جديد على غرار ما يحصل مع مصممي الأزياء وأصحاب الموضة؟ هل هو الإغراب والشذوذ بحيث يخالف المشهور والمألوف؟ هل هو حركة خارج الدليل نابعة من موقف شخصي تقتضيه الأهواء أو الأطماع أو الطموحات ويغذيه الإستهلاك الإعلامي؟ هل هو عملية توفيق بين المسلمات العقيدية وثوابتها وأركانها وبين متطلبات الواقع المعيش بحيث تؤدي إلى بتر تلك المسلمات والثوابت عن جذورها للإيهام بأن ذلك هو تكّيف مع الواقع؟
وبهذا المعنى هل يكون تفسير القرآن وتأويل قضايا عقيدية كبرى بما يخالف المشهورأو المجمع عليه عند المسلمين عامة، كافياً بحد ذاته ليكون تجديداً، من قبيل آراء البعض (من السنة والشيعة على السواء) التي تقوم على أن القرآن نتاج بشري، وعلى موضوعة الوحي النفسي أو غير ذلك من القضايا في مجال الألوهية والنبوءات ومقام الأنبياء وعصمتهم وشفاعتهم الى الآراء المتعلقة بادعاء صحة التوراة والانجيل الفعليين وعدم نفي ادعاء النصاري بأن المسيح عليه السلام قد توفي أو صلب، وتأويل ذلك كله تاويلاً رمزياً، وصولاً الى القول بأن التثليث ترميز فلسفي وليس شركاً؟
هل التوسع في تجويز بعض الأمور مثل حلق اللحية والموسيقي والغناء والرقص واللعب بالآت القمار من دون مراهنة، واستمناء الفتاة وغير ذلك من الأمور المستحدثة التي أفتى ويفتي بها الكثيرون على غرار الأحباش وبعض أسياد الضاحية الجنوبية من بيروت المعروفين بتجويز زواج المتعة للفتاة القاصر والثيب ومن دون إذن وليها.. هل هذا هو التجديد الذي يدعون أنه يلقى معارضة ومقاومة "سلفية رجعية محافظة"؟
هل صحيح أن الخلاف بين التجديد والسلفية يدور حول مشروعية إثبات الهلال بواسطة علم الفلك أو حول مشروعية إسالة الدم وجلد الذات في مراسيم عاشوراء؟ وهل تكفي إثارة الغبار حول هذه "المواقع والمعارك الكبرى" لخلق ساحة لبطولة وهمية تقوم على إدعاء التجديد فيما هي تخفي أبشع أنواع الحزبية والفئوية والصنمية الشخصانية؟ هل تكفي البطولات الوهمية في معارك وهمية للتغطية على القضية الأساس المتعلقة بإدعاء المرجعية والاجتهاد؟ وهل يجوز الإعتماد في إثبات الأعلمية والعدالة والتقوى وسلامة العقيدة على الشهرة والشياع الناشئين عن الإعلام والدعاية أو عن القوة الحزبية الأمنية والمالية أو الدعم الخارجي؟
إن التجديد المطلوب اليوم يتمثل في صياغة مناهج ملائمة لإجتهاد معاصر يستجيب لقضايا التنظيم المجتمعي في مختلف الحقول ولتفاعلات كل عمل بشري مع المجتمع، وتفاعلات الإنسان مع الطبيعة.
إن تطور الحياة، والوضع التنظيمي للمجتمعات، وتطور حاجات الإنسان في المجتمع على المستوى العالمي، وغير ذلك، كلها أمور تطرح أسئلة جديدة، الامر الذي يتطلب ان تستجيب عملية استنباط الاحكام لهذه التطورات مما يعني ضرورة تطوير قواعد الاستنباط... وبهذا المعنى فإن التجديد ليس حركة نظرية بحتة لا تتحمل مسؤولية التغيير العملي، وليس فذلكة ثقافوية نخبوية تترك شخصية المسلم متأرجحة بين التمسك اللاواعي بالجذور والموروث وبين تلقي الطارئ والوافد بروح الإنفعال والتأثر وبمنهج التبرير. إن هذا النوع من التجديد يوقع في فخ الإزدواجية المدمرة، ازدواجية ثقافية على مستوى اللغة والخطاب (المعلن والمضمر –الظاهر والباطن) وازدواجية في تعايش نمطين وشخصين تحت سقف واحد مما يدخل الأمة في التيه بين المنطلقات والأهداف، وآلية التطوير والموقع الحضاري..
إن التجديد هو عملية علمية فكرية دائمة ومستجدة، إنه حركة رعائية دائبة للنتاج الإنساني بين البداية والغاية تقتضي التصحيح والتصويب حيناً كما الخلق والإبداع حينا آخر، إنه حركة تتحمل مسؤولية تحويل النظرية الى إنجاز يصوغ الواقع على أسس تحفظ للشخصية توازنها ووحدتها من خلال التمسك الواعي بالجذور وتلقي الوافد بروح نقديه."زز .
بهذا المعنى لا يكون الفكر التجديدي إغراباً للإعجاب ونيل رضا حلقات نخبوية مخالفة لمعتقد الناس.. نحن لا نجدد لكي يقول عنا الغربيون إننا تطورنا.. أو لكي يقُال عنا إننا منفتحون ونقبل بالتثليث.. نحن لا نجدد لكي يقُال إننا غير متعصبين.. إن التجديد يرمي الى "جعل الفكر مؤسسة ثقافية كاملة تتغلغل في ثنايا الأمة لتولد تشكيلاتها وتنتج مؤسساتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية"، والتي تؤمن للأمة استمرارها التاريخي المنتظم وتطورها المنسجم وشخصيتها السوية وتفاعلها المميز في حوار الحضارات! الأمر الذي يؤمن الدور والمعنى، وهو المقصود بكونها خير أمة أخرجت للناس وبأنها الأمة الوسط..
د. سعود المولى

بين آذار 1978 وتموز 2006

آذار 78 ربيع الكرامة

الساعة الرابعة فجر الثاني من آذار 1978 احتل العدو الصهيوني قرية مارون الرأس: دخلت قوات سعد حداد القرية معززة بدعم إسرائيلي ودون وجود أدنى مقاومة إذ أن مارون الرأس قرية في رأس جبل يسيطر على بنت جبيل ويطل على فلسطين المحتلة التي تبعد عنه مرمى حجر؛ وكانت بسبب حساسية موقعها الإستراتيجي هذا خالية من أي وجود عسكري لأن هذا كان قرار أهلها كما قرار المقاومة في بنت؛ جبيل ولأن التمركز فيها كان يعني تغيراً أساسياً في ميزان القوى العسكري في القطاع الأوسط لا بل في الجنوب كله. كان احتلال مارون الراس يعني سقوط بنت جبيل وكل المحور دون قتال. ولذا ركّز العدو قوات مطلة على بنت جبيل وعيناتا والمحاور المحيطة بها وباشر بالقصف والقنص.. وفي الواحدة إلا ربعاً ظهر نفس اليوم كانت قوات المقاومة (الكتيبة الطلابية بقيادة مروان كيالي وعلي أبو طوق) تشن هجوماً مضاداً مفاجئاً (إذ تم في وضح النهار وضد موقع إستراتيجي خطير). وبعد ساعتين كانت سرية كاملة من قوات العميل حداد تقع في أيدي المهاجمين تاركة وراءها جثث سبعة قتلى و4 آليات مدمرة و3 بحالة صالحة ، وتم نقل أكثر من عشرين بين قتيل وجريح الى مستشفيات العدو... وكما سبق القول فإن مارون الراس تحتل موقعاً حساساً على الصيعد العسكري له دور حاسم على أكثر من محور من محاور القطاع الأوسط وصولاً إلى تبنين، إضافة إلى نقل المواجهة الى التماس المباشر مع المستعمرات الإسرائيلية. وقد اتخذ أهالي مارون بداية حرب الجنوب (آب 76) موقفاً إجماعياً يقضي بتحييد البلدة. وحصلت اجتماعات متعددة مع ممثلي الأهالى (في بنت جبيل) أبدينا لهم خلالها حرصنا على مصير مارون وأهلها وانتهت هذه اللقاءات الى اتفاق (تموز 77) ينص على:
1- يجوز لأهالي مارون مقاومة أي طرف يأتي لإقامة مواقع عسكرية في بلدتهم.
2- يتحمل كل طرف من الأطراف بما فيهم أهالي القرية تبعة أي خرق لهذه الاتفاقية.
حين سيطرت المقاومة على القرية قمنا بالإتصال بالأهالي وطمأنتهم وكذلك جرى تأمين حوائجهم والمحافظة على أرواحهم وأرزاقهم وتقديم التسهيلات حتى لأولئك الذين كنا نعرف أنهم سهلوا دخول قوات سعد حداد .
أدى إحكام السيطرة على مارون بسرعة غير متوقعة ومباشرة عمليات التحصين والخندقة منذ اللحظة الاولى لجلاء المعركة (وبقيادة الشهداء علي أبو طوق وسعد أرزوني ومروان كيالي، وأبو وجيه العنداري، ونذير الاوبري) إلى انقلاب الموقف الاستراتيجي بالكامل.. وكانت القيادة المشتركة للمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية قد رفضت في البداية موقفنا القاضي بسرعة الرد واستعادة مارون الراس، إلا أننا نفذناه بالتنسيق التام مع الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) والإمام موسى الصدر، والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين ، وقيادة الحزب القومي السوري (إنعام رعد) ومنظمة العمل الشيوعي (محسن ابراهيم) وحزب العمل العربي الاشتراكي(هاشم علي محسن) وجيش لبنان العربي (أحمد الخطيب)، وهي القوى التي تواجدت في منطقة بنت جبيل والتي استشهد لها العدد الأكبر من المقاتلين في تلال مسعود وشلعبون كما في الطيبة ورب الثلاثين، إبان حرب آذار المجيدة.
وبينما كانت قيادة قوات العدو تستجمع المعلومات للإحاطة بصورة الوضع الجديد فاجأتها عملية الشهيد كمال عدوان التي قامت بها مجموعة دير ياسين بقيادة دلال المغربي (من الكتيبة الطلابية) على الطريق الساحلي بين حيفا وتل أبيب (11 آذار). يومها قطع وزير الدفاع الإسرائيلي زيارته لواشنطن وأشرف رئيس الأركان وكبار ضباطه على عمليات التصدي لوحدة دير ياسين حيث جرى فرض منع التجول في منطقة يسكنها نصف مليون إسرائيلي لأول مرة منذ الإنتداب البريطاني .

الاجتياح:
أصبح واضحاً بعد مارون الراس وعملية دلال المغربي أن العدو سيقوم بعملية اجتياح كبيرة لجنوب لبنان. وجاءت المعلومات تؤكد تفاصيل الحشود الضخمة منذ فجر 12 آذار. ولعل سوء الأحوال الجوية في 12 و13 و14 آذار هو المسؤول عن تأجيل الهجوم إلى ليلة 14- 15 آذار. وقد بدأت القذائف بالتساقط منذ الساعة الواحدة من فجر 14 آذار فوق عشرات القرى والمواقع واستمر القصف طوال النهار وحتى ساعة متأخرة من ليل 14 آذار حين بدأ الهجوم. في الدقائق الأولى بعد منتصف ليلة 14- 15 آذار بدأ القصف التمهيدي الشامل على طول الحدود وقد اشتركت فيه أسلحة الطيران والمدفعية والبوارج الحربية، ثم تحرك المشاة لإحتلال بعض المواقع الأساسية في حوالي الثالثة فجراً... تميز الهجوم في لحظته الأولى بالدقة العالية في التنسيق بين قصف الطيران والمدفعية وبين حركة المشاة ، وباتقان الحركة الليلية.. والمعلوم أن هذه أول حرب يبدأ العدو فيها القتال في الظلام ويستخدم فيها الطيران ليلاً... كما أنها أول مرة يبدأ فيها الهجوم بالمشاة وليس بالدبابات .. كما أنها المرة الأولى التي غيّر فيها العدو استراتيجيته القتالية التي سبق أن أعلنها الجنرال اسرائيل طال والتي تقوم على نقل القوات المدرعة إلى خلف الخطوط لمحاصرة قوات الخصم وقطع طرق إمدادها.. وبدل ذلك استخدم العدو خطة المدحلة وبواسطة المشاة وهي تقوم على القصف المركز للموقع من قبل الأسلحة كافة، وفي أثناء ذلك تطويق الموقع واقتحامه من الخلف واحتلاله ثم التقدم وعدم ترك مواقع معادية وراءه.. ومن هنا عدم استخدامه للآليات في بداية هجومه لأنه أراد تحقيق المفاجاة الكاملة. وقد دخل إلى جنوب لبنان حوالي 30 الف جندي وكان في اعتقاد العدو انه سيتقدم ويصل إلى الليطاني في 24 ساعة أو 48 ساعة على أبعد تقدير... وقالت اذاعة العدو في السادسة والنصف صباحاً أن قوات الغزو أنهت عملية تمشيط الجنوب وتصفية قواعد المخربين- وفي 16 آذار نشرت الفيغارو الفرنسية نقلاً عن المصادر الإسرائيلية أن العملية انتهت وقوات الاحتلال ستبقى في أماكنها. وعن مراسل الإذاعة العسكرية الاسرائيلية (في 15/3) أن قوات العدو تتقدم بلا صعوبات وفقاً لبرنامج الهجوم وأنها لا تصطدم بأمور غير متوقعة.. وكان هدف العملية إنزال هزيمة سياسية معنوية بقوات المقاومة في الجنوب ودفعها إلى إخلاء الجنوب وتدمير أكثر ما يمكن من قوتها العسكرية وتحقيق الشريط الأمني أو (دولة لبنان الحر) بقيادة العملاء لتكون ورقة ابتزاز لتوتير الوضع الداخلي في لبنان ولابقاء نافذة للتدخل المستمر في شؤون لبنان والمنطقة.
غير أن العدو فوجىء بالمقاومة التي واجهته بالحرب الضارية التي استمرت ثمانية أيام والتي اعترف فيها بسقوط عشرات القتلى و52 جريحاً (جراح 37 منهم خطرة).. ففي مارون الرأس صد المقاومون 7 هجمات متتالية الأمر الذي أدى إلى قيام الطيران والبوارج بقصفها بشكل جنوني ولمدة 8 ساعات.. وبدل الانسحاب إلى بنت جبيل، انسحب المقاومون إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وما أن أنزل العدو قواته في القرية حتى فوجىء بعودة المقاومين..أما في شلعبون فقد استمر القتال ساعات التجأ فيها المقاتلون إلى إحدى المغاور وبعد قتال ضار استشهد قائد المجموعة أبو خالد محمد الشحيمي (من سعدنايل) وفي داخل المغارة استشهد الشبل بلال (من عكار العتيقة) ولم يجرؤ العدو على اقتحام المغارة وظل يقصفها طوال النهار وفي الليل تسلل منها المقاومان عبد الله البقاعي (طرابلس ) وقاسم بزي(بنت جبيل)، وعادا إلى بنت جبيل وفي طريقهما ضربا آلية فيها جنود ورشاش 500.
وعلى تلة مسعود كان بشار فاعور (من الخيام) وحسان شرارة (بنت جبيل) يقتحمان مواقع العدو باتجاه كازينو عين إبل وينصبان كميناً للقوات المتقدمة ويقاتلان لمدة 8 ساعات فيستشهد بشار ويجرح حسان الذي عاد إلى بلدته بنت جبيل ليشارك مع رفاقه قاسم بزي وفؤاد دباجة وعبدالله البقاعي في ملحمة القتال داخل البلدة.. وقد نقلت الوكالات صورة رائعة لملحمة بنت جبيل فقالت إن الشبان كانوا ينشدون الأناشيد الحماسية والمآذن تكبر بينما كانت قوات العدو تحاول دخول البلدة من عدة محاور فيدمر لها المقاومون عدة آليات ... وكالة الصحافة الفرنسية تحدثت عن القتال العنيف في بنت جبيل ونقلت عن أحد جنود العدو قوله إنها كانت معركة قاسية. وقال مراسل الوكالة إن ضابطاً اسرائيلياً كان يقف بقربه شاهد جنديين إسرائيلين يسقطان برصاص مقاتل من داخل أحد المنازل.. وقال مراسل يديعوت أحرونوت إن القتال في بنت جبيل ومارون الرأس دار من بيت إلى بيت. ونقلت رويترز عن مصدر عسكري إسرائيلي لآأن عدم استخدم الطيران صبيحة 15 آذار يعود إلى أن القتال يتم عن قرب، وقد عادت الطائرات إلى العمل بعد الظهر وتركز القصف على العقد الاستراتيجية.
وفي بنت جبيل فجر العدو عشرات المنازل واحتجز الاهالي لمدة 4 ايام متتالية تحت البرد والمطر ودون غذاء وقامت قواته بسلب ونهب البيوت والمتاجر... ورغم ذلك رفعت البلدة صور شهدائها (حسان وقاسم وفؤاد والشهيد الطرابلسي عبد الله ) وكتبت عبارات التأييد والتحية لهم..
في اليوم الثالث غّير العدو تكتيكه حيث أعطى دوراً أكبر للطيران والمدفعية وذلك بسبب ضخامة الخسائر التي لم يكن يتوقعها.. وقالت الإذاعة الإسرائيلية في 16/3 إن العدو "استقدم تعزيزات جديدة لاقت مقاومة عنيفة في قتال حذر يدور من منزل إلى منزل في عدة قرى شمال الحزام الأمني وعلى طول الجبهة الصخرية الكثيرة التلال وخصوصاً في بنت جبيل ومارون الرأس والطيبة والقنطرة". ونقل المراسلون الأجانب أن جنود العدو يرفضون التحدث إليهم ويهددونهم أحياناً مما يثبت وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم. وقالت وكالة الصحفة الفرنسية إن القوات الاسرائيلية تواجه مقاومة لم تكن في الحسبان... مراسل رويترز زار قريتي بيت ياحون وتبنين وقال إن المقاتلين يتبعون تكتيك التصدى ثم الانسحاب ثم التجمع من جديد والإشتباك وإرباك القوات المتقدمة ثم التراجع من جديد ولذا فإن الإصابات في صفوفهم كانت قليلة.. رئيس الأركان موردخاى غور عقد مؤتمراً صحفياً قال فيه "إن الفدائيين يقاتلون بضراوة وشجاعة مستخدمين شتى أنواع الأسلحة وخصوصاً نصب الكمائن والألغام والقتال من بيت إلى بيت" . وقال "إن القتال بالغ الصعوبة".. في حين أن عزرا وايزمن (وزير الدفاع) قال لجريدة يديعوت أحرونوت "إن العملية تدحرجت إلى أكثر مما كان متوقعاً لها في البداية". وأوضح أن القرار كان بدخول الجنوب من أربعة محاور واقتلاع الفدائيين ومنع عودتهم. ولكن تطورات لم تكن متوقعة حصلت حسب قوله وتعاظمت نيران وقذائف الفدائيين واجتمع مجلس الأمن وكان من المهم والضروري أن نصل إلى أقرب ما نستطيع من الليطاني. وقال إنه يوافق غور القول على اعتبار القصف الكثيف لتجمعات المدنيين ضرورة لولاها لكان لنا ضحاياً كثيرة لا حصر لها. واستغرب قتل الفدائيين لثلاثة جنود في قانا دخلوا القرية بعد رفع راية بيضاء فوقها.
وقد غيّر العدو تكتيكه مجدداً في اليوم الخامس...
فبعد أن استخدم القصف الكثيف وتحرك الآليات قبل الاقتحام طوال اليومين الثالث والرابع، فوجىء بكثافة استخدام المقاومين للألغام المضادة للدروع والتي اعترف بأنها زرعت بصورة جيدة وأنزلت خسائر كبيرة، فانتقل إلى ما وصفه وايزمن نفسه بانه سباق مع الزمن للوصول إلى الليطاني واحتلال مدنية صور قبل صدور قرار مجلس الأمن.. ومن هنا استخدامه القصف الوحشي للمدنيين كما حصل في العباسية لحظة صدور القارر 425، وكان العدو يحاول جاهداً الوصول إلى صور. قبل ذلك ظل العدو يقصف تبنين لمدة يومين ويخاف اقتحامها في حين أن المقاومين كانوا قد انسحبوا منها.. وبعد أربعة أيام من القتال لم يكن العدو قد تقدم أكثر من 7 كليومترات وهو المدرب للتقدم بسرعة 7 كلم في الساعة مهما بلغت قوة المقاومة أمامه. وشهد المراسلون الأجانب كيف أن معنويات جنود العدو كانت ضعيفة ولاحظ بعضهم أنهم كانوا يعطلون آلياتهم لتأخير وصولهم إلى الميدان.. وقد دار قتال عنيف في تبنين وجويا وقانا استشهد فيه أبو بهيج غسان فتح الله(من طرابلس) وجعفر السحلوت (من فلسطين)، وهما يقودان عملية تراجع القوات باتجاه صور.. وقد صدت مجموعتهما التقدم الإسرائيلي على محور جويا- العباسية طوال يومي 17- 18 آذار وسقط أحمد محمد مصطفى (من عكار) يوم 19 آذار على مدخل العباسية بعد ان أمّن المقاتلون عدم سقوط البلدة في يد العدو قبل صدور قرار مجلس الأمن. فكان الرد الهمجي البربري تدمير البلدة وذبح أهلها بعد نصف ساعة على صدور قرار وقف اطلاق النار، وفي مجزرة سبقت مجزرة قانا ولو أنها لم تنل حظها من الإعلام في تلك الأيام..(استشهد أكثر من مئة مواطن وجرح أكثر من خمسين ودمر 90% من منازل البلدة) .
لقد فقد العدو المبادرة واضطر إلى تغيير تكتيكه 3 مرات نظراً لعدم توقعه استخدام كل القوة التي كان قد حشدها لخوض قتال فعلي إذ أنه بنى خطته الأولى على إرهاب الخصم وإجباره على الفرار وترك الجنوب وعندما واجه مقاومة حقيقية ارتبك فلجاً إلى استخدام قوة النيران والطيران والتكنولوجيا بكثافة.. ويكفي أن نذكر هنا أن قوات العدو ظلت حتى منتصف نيسان أي بعد مرور شهر على الاحتلال تخاف اقتحام المواقع والتحصينات والدشم التي تركها المقاتلون واكتفت بقصفها بالطيران والمدفعية وبتطهيرها من بعيد بالرشاشات الثقيلة. لقد وقع العدو في سوء تقدير للموقف واضطر لتغيير تكيكه كرد فعل وليس كخطة ناضجة مما أوقعه في التخبط والارتباك الأمر الذي سمح للمقاومة اللبنانية بأن تقطف ثمار الحرب والمواجهة قراراً دولياً هو الأول من نوعه يدعو إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط لقوات الاحتلال إلى خارج خطوط الهدنة. وكانت هي المرة الأولى أيضاًَ التي يطلب فيها العدو وقف اطلاق النار، والتي يصدر فيها قرار عن الأمم المتحدة بهذا الوضوح والحسم. وقد شكل العدو 4 لجان تحقيق:
1- لجنة للتحقيق في ظروف عملية كمال عدوان وأسبابها وغفلة أجهزة أمنه عنها قبل حدوثها وعدم قدرتها على التصدي لها بعده.
2- لجنة للتحقيق مع قائد أحد الالوية التي شاركت في الغزو بسبب أخطاء ارتكبها أدت إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف قواته.
3- لجنة للتحقيق مع الضابط المسؤول عن الدورية التي وقعت في كمين قرب صور.
4- لجنة للتحقيق مع عدد كبير من العناصر التي شاركت في أعمال السرقة والنهب في قرى الجنوب.
لقد أدى الصمود الرائع والقتال البطولي في آذار 78 إلى عزلة خانقة للعدو وإلى استنهاض واسع لموقف دولي هو الذي أمّن النجاح في إصدار القرار 425 (19 آذار 1978) ولم يفد العدو من كل تلك الحرب إلا توسيع رقعة سيطرة قوات سعد حداد..في 5 أيار انسحب العدو من حوالي 300 كلم مربع ليكمل انسحابه من المنطقة الحدودية في 13 حزيران... وقد لفت الإنتباه يومها كيف أن قوات سعد حداد كانت عاجزة عن تغطية محور رميش/ عين ابل/ دبل/ ومحور القليعة/ مرجعيون قبل الإجتياح ثم أصبحت تغطي الشريط المحتل بعد 13 حزيران.

تكتيك المواجهة
منذ البداية كان للتقدير السياسي السليم وللسياسات الصحيحة التي اتبعت الدور الأول في صنع ملحمة الصمود أو كرامة الجنوب. وكان القرار بالمواجهة ورفض الانسحاب، مع التحصين الجيد للمواقع، والتجهيز المضاعف لكل مقاتل تحسباً لأنقطاع الإتصال في ظل معركة طويلة الأمد ومتواصلة (الوحدات النارية- التموين- تخفيف الأعداد من المواقع- التمويه الجيد- الإنتشار الجيد ضد الطيران) إلى جانب تسليح المقاومين بالرؤية السياسية – العسكرية المناسبة، هو الذي مكّن من تقليل الخسائر ومن إنزال الهزائم بالقوات المعادية بمجابهة محدودة تهز زخم الهجوم وتستوعب حدته منزلة به خسائر ملموسة، ثم الإنسحاب إلى عقدة ثانية قريبة، في ما عرف باسم تكتيك القتال التراجعي..
كانت المقاومة تجر العدو إلى عقدة تلو العقدة بعد أن تكون قد أحكمت نصب الكمائن وحقول الألغام الأمر الذي سمح لها بتنظيم التراجع الجيد إلى جانب القتال الجيد بأقل قدر من الخسائر وبأعلى مستوى من الروح الهجومية.
ولقد ظل المقاتلون يضربون العدو ويتراجعون وينقضون مجدداً طوال ثمانية أيام بلياليها، وعادت بعض المجموعات إلى صور بعد أسبوع من وقف اطلاق النار بينما كان كل أهالي الجنوب يتابعون سير القتال بمعنويات عالية وتضامن فعال مكّن المجموعات المنسحبة من الإختباء والانقضاض على مواقع العدو عدو مرات.
لقد شكلت حرب آذار أول امتحان لموضوعة المقاومة اللبنانية التي كان أطلقها الإمام السيد موسى الصدر والتي عمل الشهيد مصطفى شمران على رعايتها وتطويرها..وهي كانت مدرسة استفادت منها المقاومة الإسلامية في العديد من المواجهات اللاحقة وإن بقوة أكبر وبأسلحة أكثر وبتنظيم وإعداد وتعبئة متفوقة..ويكفي ان نذكر ملحمة تموز 2006 التي صنعتها المقاومة افسلامية لنتعرف على ملامح كبيرة من معركة آذار 1978..
إن الواجب يقضي بأن نرفع عاليا أسماء أولئك الأبطال، أقمار الجنوب، الذين أضاءوا عتمة الليل وكانوا بداية الموج الهادر الذي قال عنه الصدر: "أنتم يا أبنائي كموج البحر، متى توقفتم أنتهيتم".

نحو تجديد العقل والفكر

نحو تجديد العقل والفكر
إن الأوطان الحرة لا تملك ترف الاستغناء عن جهود أحد من أبنائها، ولا تستطيع إهمال رأي فريق منهم. لذلك فإننا نعتقد بأن لبنان سيكون أقوى عزماً وأعظم شأناً عندما تتضافر جهود أبنائه وتتعدد اجتهاداتهم على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وتنوع انتماءاتهم وسياساتهم . ذلك أن لبنان الوطن النهائي لجميع بنيه أغلى على أبنائه وبناته من أن يقعد عن المساهمة في إقالته من عثرته الراهنة أي انسان قادر على المبادرة والمشاركة ، بالفكر والرأي والعمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وقد شهد لبنان خلال المرحلة الماضية من تاريخه المعاصر تحولات عميقة بفعل عوامل داخلية وخارجية ، ولا بد من أخذ هذه التحولات بعين الاعتبار عند صياغة أي مشروع وطني مستقبلي. ومن واجبنا الإسهام فى توجيه هذه التحولات الوجهة الصحيحة التي تخدم جميع أبناء الوطن خاصة بعد أن تدهورت الأحوال الاقتصادية لأبناء الطبقتين الوسطى والفقيرة وازدادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء اتساعاً مما صار ينذر بالخطر، من ناحية، وبعد أن شهدت الحياة السياسية تكلساً واضحاً وانحطاطاً وتدهوراً في القيم والثقافة والأخلاق من ناحية أخرى . كما أن لبنان لايعيش فى فراغ. فما يجري فى العالم من تحولات كبرى من شأنه أن يؤثر تأثيرا كبيراً على حاضرنا ومستقبلنا.
والوضع الحالي للعرب والمسلمين عموماً يعكس أزمة حقيقية تتجلى فى الإستحمار (بحسب علي شريعتي) أو القابلية للإستعمار(بحسب مالك بن نبي) المباشر وغير المباشر الناتج عن الوهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي. وهو الأمر الذى يغري الطامعين ويدفعهم إلى التداعي علينا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.ورغم أن هناك اتجاهاً عالمياً وإقليمياً متنامياً نحو الهيمنة والاستبداد والتعصب، فإن هناك أيضا قوى وحركات اجتماعية شتى تزداد قوة حول العالم ومن حولنا تتحدى الطغيان بشتى صوره وتنتصر لقيم العدل والحرية والكرامة والديمقراطية والسلام والتأكيد على المشترك الإنساني العام. ونحن، إذ ننحاز لتلك القوى التى تكافح من أجل العدل والحرية والديمقراطية والكرامة والسلام نجد أن لبنان فى حاجة أولاً لبناء الذات حتى يتمكن من الإسهام الفعال فى الكفاح العالمى من أجل نظام دولي أكثر عدلاً وإنسانية، ومن أجل عالم عربي أكثر ديمقراطية وحرية ووحدة.
ومن هنا نؤمن بضرورة بلورة رؤية وطنية واضحة تستوعب متغيرات الواقع المحلي والدولي وتكون قادرة على بناء النهضة اللبنانية الحقيقية التى هى أيضاً المفتاح الوحيد لاستعادة الدور والمكانة العربية والدولية للبنان، كما ولمواجهة التدخلات الأجنبية. ونحن نرى أن النهوض بلبنان وإخراجه من عثرته أمر لايمكن لتيار واحد أن يقوم به وإنما هو عمل يحتاج إلى فكر الكل وجهدهم. ومن هنا، رفض العمل السياسى القائم على الإستحواذ أو الاستئصال أو السيطرة الأحادية النابذة والملغية للآخر وللاختلاف وحق الاختلاف وحرية الرأي والتعبير. ورفض الصراع و التصادم مع أي من التيارات الوطنية أو الاسلامية ، وانما الأنسب والأوفق تقديم اجتهادات تطرح رؤية وطنية حضارية تمثل إسهاماً تحتاجه الحياة السياسية فى لبنان وتهدف للبناء مع الآخرين من أجل خير الوطن وحريته وكرامته وازدهاره.

نعم إن لدى لبنان ما يقدمه للعالم. فقد أضفى من روحه وشخصيته كمركب حضاري ثري بعناصره المتعددة طابعاً مميزاً على الحضارة العربية الإسلامية وعلى الحضارة الإنسانية، الأمر الذى جعله صاحب ثقافة ثرية أسهم فى صقلها أبناؤه - مسلمون ومسيحيون- عبر العصور المختلفة. وتلك الحضارة العربية الإسلامية ذات النكهة اللبنانية المتميزة التى تتسم باعتدالها ووسطيتها، هى جوهر الإسهام اللبناني إذا ما نفضنا عنه الغبار ونجحنا فى أن نخلّص لبنان من الوهن والتراجع الذى يعانى منه فى الوقت الحاضر كي تواصل التجربة اللبنانية التراكم على ما أنجزته من خلال النضال الوطني الديمقراطي لكل اللبنانيين .
د. سعود المولى

Throughout Israel, Palestinians are being suffocated

Ben White
Despite growing understanding of the struggles of Palestinian communities, we still need to move beyond the framework of “occupation”.
Shortly after I had arrived in Palestine last month, I visited the devastated community in the Jordan Valley where the Israeli army had, just days earlier, demolished around 70 "illegal" structures. The same week, I visited Dahmash, an "unrecognised" village between Ramla and Lod, inside Israel, where Palestinian citizens face pending demolition orders. Finally, a few days later, I woke up to the news that the "unrecognised" Palestinian Bedouin village of al-Araqib, in the Negev, had been destroyed in a raid involving 1,300 armed police (and cheering volunteers).
Whether under military rule in the West Bank, or as citizens in Israel, Palestinian communities' ability to grow naturally is compromised by laws, "zoning" plans and permit systems designed to enforce a regime of separation and inequality. In 2008, a UN report detailed how 94 per cent of Palestinian building permit applications are denied in "Area C" of the West Bank, an area that covers 60 per cent of the territory.
"Area C" is also where major Israeli colonisation efforts have been focused. The Israeli human rights NGO B'Tselem estimates the total area controlled by settlements at over 40 per cent of the West Bank.
Inside pre-1967 Israeli borders, the state's approach to the Palestinian minority blows apart the myth of Israel as "the only democracy in the Middle East". As one recent study has shown, a quarter of Palestinian towns and villages inside Israel lack a building "master plan" and are thus ineligible for permits. In addition, while roughly a thousand new Jewish communities have been established since 1948, not a single Arab town has been created -- even as the minority population has multiplied by seven.

In Dahmash, ironically described as "Israel's best-kept secret", residents struggle to survive on land that has been designated "agricultural", while next door the zoning status was changed to facilitate a housing development aimed at Jewish Israelis.
As an "unrecognised" village, Dahmash is denied basic services and threatened with home demolitions. Activists on the ground see links with the struggles in East Jerusalem -- in other words, "internal colonialism is not yet history in Israel". As Arafat Ismayil, head of the Dahmash village committee, said to me, "We're in the heart of Israel, but we're not here."
In the Negev, long-standing policies of "Judaisation" -- similar to what has happened in Galilee -- shape the demolitions seen recently (a point made by the Israeli professor Neve Gordon). What Human Rights Watch called Israel's "discriminatory policies" occur in a context where Jewish National Fund forests, and maintaining a "Jewish majority", are prioritised over and above the rights and dignity of Palestinian Bedouin citizens.
On the same day as the destruction of al-Araqib, it was reported that the Israeli government plans to help army officers move to the Negev, part of moves to "strengthen" the area.
Naturally, the legal context differs. In the West Bank, restricting the Palestinians to certain areas and freeing up land for colonisation is effected using the military's prerogative to deny permits in "Area C", as well as the cover of "military necessity" and cherry-picking laws from Ottoman times and the British Mandate. Inside Israel's pre-1967 borders, the tools are land confiscation laws and manipulating planning procedures.
Yet the core dynamic is the same. The bulldozers in Silwan, al-Walaja and al-Araqib are advancing the same goals.
There is significance in drawing the connections between the struggles of Palestinian communities, whether they are in the heart of the West Bank or Galilee. In the west, and especially the UK and Europe, there is a growing understanding of, and solidarity with, the struggles centred on the likes of the siege of Gaza, the evictions in Sheikh Jarrah and the illegal Separation Wall. While this is welcome, there is a risk of missing the bigger picture -- and excluding Palestinians in Israel and the refugees altogether. It is about moving beyond the framework of "the occupation", and reintegrating the "Question of Palestine", with a fight for rights, justice and equality at the centre.
Who has done the most to fail to distinguish between pre-1967 Israel and the settlements? Who has "erased" the Green Line? The answer is the Israeli state, which for decades has pursued policies of colonisation, control and segregation in all of the territory under its control.
When the government sets its (discriminatory) plan for "National Priority Areas", West Bank settlements and Galilee are included alike. It means the adviser to the prime minister on settlements under Ariel Sharon and Ehud Olmert affirming his "commitment to bolstering the Jewish population" of the Golan, Galilee, Negev and West Bank, as "settlement is settlement". It is why the current minister for the development of the Negev and Galilee, Silvan Shalom, can talk of the need to "settle all parts of Israel, including the Negev and Galilee and Judaea and Samaria".
From the West Bank to the Negev, differences in geography and legal regime can conceal the disturbing reality: that events have a great deal in common, both practically and strategically.
Seeing these developments from a more holistic perspective has important implications for how we understand the conflict in Palestine/Israel, as well as consequences for the nature of our response

GOP Candidates' Viral Fear Mongering

John L. Esposito
Professor of Religion and International Affairs at Georgetown University:

In recent weeks, Republican candidates have jumped on a bandwagon, appealing to racist attitudes towards Islam and Muslims as a political wedge to gain electoral votes in the coming November elections. Bogus charges in 2008 that Barack Obama was a Muslim, as if that should discredit him, is an example of an Islamophobia that is still being used as a political strategy today. This form of political hate speech was addressed by Colin Powell in his endorsement of Obama when he asked:
Is there something wrong with being a Muslim in this country?... I have heard senior members of my own party drop the suggestion, ''He's a Muslim and he might be associated [with] terrorists.'' This is not the way we should be doing it in America.
Former Speaker of the House Newt Gingrich, desperately seeking to recapture his national Republican leader role, tried this past week to create a bizarre national threat about the implementation of Islamic law, shariah, that doesn't even exist: "One of the things that I am going to suggest today is a federal law which says no court anywhere in the United States under any circumstance is allowed to consider sharia as a replacement for American law. Period."
Republican Rex Duncan of Oklahoma followed suit, warning there is a "war for the survival of America," to keep the sharia from creeping into the American court system. In California, a Tea Party Rally in protest of an Islamic Center in Temecula, encouraged protesters to bring their dogs because Muslims hate Jews, Christians, women, and dogs.
American Muslims: Myths & Realities
The taint of foreignness and terrorism continues to brushstroke American Muslim as "the other." But what do major Gallup and PEW polls reveal about American Muslims? They are one of the most diverse communities in the world, representing 68 different countries as well as indigenous African Americans and converts. Over the past few decades, the vast majority of American Muslims have become economically and increasingly politically integrated into mainstream American society. Muslims represent men and women spanning the socioeconomic spectrum: professionals (doctors, lawyers, engineers, and educators), corporate executives, small business owners, or blue-collar workers and laborers. In fact, 70 percent have a job (paid or unpaid) compared to 64 percent of Americans overall... Muslim women report monthly household incomes more nearly equal to men's, compared with women and men in other faith groups.
Education is a priority for many Muslims, who, after Jews, are the most educated religious community surveyed in the United States. Forty percent of Muslims have a college degree or more, compared to 29 percent of Americans overall; 31 percent are full-time students as compared to 10 percent in the general population. (See The Future of Islam, pp. 14-15)
Despite their integration as American citizens, their rights of religious freedom and civil liberties are often threatened. Today, opposition to mosque construction, in locations from NYC and Staten Island to Tennessee and California, has become not just a local but a national political issue. Plans to build an Islamic Center near the World Trade Center site have been transformed into a national referendum polarizing political and religious leaders and the media. Right-wing political commentators, politicians, hard-line Christian ministers, bloggers and some families of 9/11 victims have charged that building this Islamic Center is insensitive to 9/11 families (overlooking the fact that innocent Muslims who worked in the WTC were also victims). They characterize this cultural center as a "monument to terrorism."
Islamophobia threatens the fabric of our American way of life
Efforts to demonize Islam and Muslims have become a political football that now threatens the first amendment rights and freedoms not only of Muslims, but indeed of all Americans. Islamophobia is fast becoming what anti-Semitism is for Judaism and Jews, rooted in hostility and intolerance towards religious and cultural beliefs and a religious or racial group.
Despite the persistent distinction by Presidents George W. Bush and Barack Obama between the acts of terrorists and the faith of the vast majority of Muslims, what we are witnessing today is the tip of an iceberg formed post 9/11. Far right political and religious leaders and media commentators whose hate speech, like Ann Coulter's comment ("We should invade their countries, kill their leaders and convert them to Christianity") would never appear in mainstream broadcast or print media about Jews, Christians and other established ethnic and racial groups in America.
The barrage of similar tirades, like the ones below, create an atmosphere of fear and hostility that is totally unfounded, given what we know about mainstream Muslims in America.
Michael Savage, host of the The Savage Nation, warned: "I tell you right now -- the largest percentage of Americans would like to see a nuclear weapon dropped on a major Arab capital. They don't even care which one... I think these people need to be forcibly converted to Christianity. It's the only thing that can probably turn them into human beings."
Rush Limbaugh, reacting to criticism of the abuse of Iraqi prisoners at Abu Ghraib, commented, "They're the ones who are sick... They're the ones who are perverted. They are the ones who are dangerous. They are the ones who are subhuman."
Leading figures in the Christian Right were not to be outdone. Franklin Graham stated, "The God of Islam is not the same God of the Christian or the Judeo-Christian faith. It is a different God, and I believe a very evil and a very wicked religion."
On Fox News' Hannity & Colmes, Pat Robertson warned, "This man [Muhammad] was an absolute wild-eyed fanatic. He was a robber and a brigand. And to say that these terrorists distort Islam, they're carrying out Islam... I mean, this man was a killer. And to think that this is a peaceful religion is fraudulent."
Impact and Implications of Islamophobia
Across America, Islamophobic hate speech and political grandstanding have painted all Muslims negatively, creating deep negative impressions among those who do not know Muslims personally. Major polling by Gallup and PEW shows that significant numbers of respondents question the loyalty of Muslim citizens and would approve policies that profile Muslims or require them to carry special identity cards. Hate speech has precipitated violent crimes against Muslims, Sikhs and other minorities of Asian and Middle Eastern descent who "look Muslim." It has led to indiscriminate accusations against mainstream Muslim institutions (mosques, civil rights groups, political action committees, charities). Concerns for domestic security have unfortunately led to the abuse of anti-terrorism legislation, indiscriminate arrests and imprisonments of Muslims that compromise all of our civil liberties. The net result is a growing climate of suspicion and distrust.
Where Do We Go From Here?
The social cancer of Islamophobia must be recognized as unacceptable as anti-Semitism. It is a threat to the very fabric of our democratic pluralistic way of life, one that tests the mettle of our democratic principles and values. Political and religious leaders, commentators and experts must do more to counter hate speech; they must lead in safeguarding and strengthening religious pluralism and mutual respect. They must walk the fine line between distinguishing the faith of mainstream Muslims from the violence terrorists justify in the name of Islam. Blurring this distinction plays into the hands of preachers of hate (Muslim and non-Muslim, religious and political) whose rhetoric incites and demonizes, alienates and marginalizes and leads to the adoption of domestic and policies that undermine the civil liberties of Muslims and non-Muslims alike.