‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصين اليوم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصين اليوم. إظهار كافة الرسائل

السبت، 18 ديسمبر 2010

الصين بعيون عربية

د. محمد عبد العزيز ربيع
(كاتب وأستاذ جامعي من مواليد فلسطين مقيم في العاصمة الأميركية).


حين تنظر العين إلى الأشياء تلتقط من الصور ما يروق لها أو يستثيرها، ثم تقوم بارسالها على الفور إلى العقل، وهناك يقوم العقل بتجميع ما يصله من صور وتشكيلها على شكل شريط سينمائي صامت، يساعده على إدراك عملية تطور الأشياء التي سجلتها عدسة العين، لكن دون أن يفهم سبب التطور أو يحدد طبيعة القوى التي تقف خلفه. أما الأذن فتلتقط الكلمات التي تصلها من أفواه الآخرين ومن أجهزة الإعلام، وترسلها مباشرة إلى العقل على شكل جمل متناثرة قلما تكون مترابطة بسبب تنوع مصادرها وأحيانا تناقض مضامينها. وهناك يقوم العقل بتجميع تلك الجمل والكلمات وتنسيقها وربطها بالصور التي تجمعت لديه وتحليلها واستنباط نتائج يرسمها على شكل خارطة ذهنية تضع الأشياء في أطرها السليمة. إذ بينما تحكي الصور قصة التطور الذي يعيشه الواقع الحياتي.. من أين بدأ وأين وصل وفي أي اتجاه يسير، تحكي الكلمات قصة الفكر الذي يقف خلف الفعل ويشرح سبب القرار المتعلق به. وهذا يجعل بالإمكان تخيل الخطوة التالية، وما يُحتمل أن تكون عليه صورة المستقبل في المستقبل. تحاول هذه الورقة رسم خارطة لتوجهات الصين السياسية والاقتصادية والثقافية بناء على زيارة قامت بها مجموعة من المفكرين والمثقفين العرب للصين تحت رعاية "منتدى الفكر العربي" في أواخر عام 2010، بهدف إجراء حوار مع مجموعة مماثلة من الصينيين. ولقد شرفني المنتدى باختياري عضوا في الوفد الذي شارك في ذلك الحوار. ويسعدني القول بأن الزيارة منحتني فرصة نادرة للتعرف على بعض الأماكن التاريخية في الصين، والاطلاع على بعض ما حققه الصينيون من تقدم صناعي وتنمية مجتمعية ونهضة عمرانية، وسماع وجهات نظر مجموعة من صناع القرار فيها، ومحاورتهم بشكل علمي لم تتدخل فيه مصالح شخصية. لكن الحوار، وبالرغم من أهميته، لم يغوص في أعماق البحر الفكري الصيني الواسع، وبالتالي لم يستطع تحديد مواقف الصين الحقيقية من العديد من القضايا الدولية والإقليمية التي كانت تشغل بال الوفد العربي ولا تزال. ويعود السبب في ذلك إلى صعوبة الحوار مع أية مجموعة تتمسك بفكرة إيديولوجية بغض النظر عن طبيعة الإيديولوجية المعنية، سواء كانت دينية أو قومية أو ماركسية، أو حتى رأسمالية. فالإيديولوجي لا يتحاور عادة مع الغير بهدف سماع وجهة نظر الآخر والتفكير فيما قد تحمله كلماته من نقد بناء، بل بهدف شرح موقفه، ومحاولة إقناع الآخر بوجهة نظره، والدفاع عن فلسفة حياته. محطات الزيارةكانت مدينة شانغهاي هي نقطة البداية بالنسبة لرحلتنا في الصين، قمنا هناك بزيارة الجناح الصيني في المعرض الدولي وأجنحة عدة دول عربية. ولقد كانت الترتيبات الصينية في غاية الدقة من حيث التنظيم وترتيب المواعيد والإلتزام بها، إذ بينما كان على الزوار العاديين الوقوف ساعات أمام بعض الأجنحة مثل الجناح السعودي بسبب الإقبال الشعبي الشديد، لم نقف دقيقة واحدة أمام الأجنحة التي زرناها، بل قام مدراء تلك الأجنحة باستقبالنا على الباب والترحيب بنا. ومما أسعدنا في جناح فلسطين المتواضع جدا رؤية عدد من الشابات والشباب الصينيين يقفون أمام صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات لأخذ صور تذكارية، وأيديهم مرفوعة ترسم علامة النصر.سافرنا بعد زيارة المعرض الدولي إلى مدينة إيوي التي اكتسبت لقب "مدينة الجوارب" بسبب تخصصها بتصنيع معظم ما يستهلك العالم من جوارب. وهناك قمنا بزيارة مصنع ينتج حوالي نصف مليون قطعة يوميا من الجوارب وملابس النساء الداخلية وملابس الأطفال. وبعد قضاء حوالي نصف ساعة هناك، أخذنا المرافقون لسوق المدينة الذي يعتبر أكبر سوق في العالم.. مبنى ضخم يحتوي على 15 ألف معرض تجاري، مما يجعل زيارة كافة المعارض تحتاج لنصف عام على افتراض قضاء 30 دقيقة في كل معرض. لكننا لم نقض في السوق سوى دقائق معدودة بسبب ارتباط مسبق مع نائب رئيس مدير المنطقة الذي دعانا لحفلة غداء في الفندق. وخلال كلمة قصيرة أطلعنا المسئول الصيني على ما يقومون به من نشاطات مختلفة، وتصميم الإدارة على تحويل المدينة إلى مركز تجاري عالمي يضاهي دبي، كما أخبرنا بأنه يتواجد في تلك المنطقة حوالي 5 إلى 6 آلاف عربي يعملون في التجارة. وبعد تناول الغداء، سارعنا بالسفر إلى بيكين العاصمة حيث وصلناها في حوالي منتصف الليل. ومما لاحظناه خلال زيارة مدينتي شنغهاي وإيوي، اهتمام الصينيين غير العادي باطلاعنا على مدى ما حققوه من تقدم اقتصادي وعمراني وما يتطلعون لتحقيقه من طموحات في تلك المجالات. وفي بكين بدأنا حوارنا المنتظر في صباح اليوم التالي مع زملاء صينيين يشاركون في صنع القرار السياسي والاقتصادي في البلاد.. كان "مركز الصين للدراسات الدولية" التابع لوزارة الخارجية هو الجهة التي استضافتنا وقامت بتحمل نفقات إقامتنا وتنقلاتنا داخل الصين.التوجهات السياسية والاستراتيجيةكان واضحا منذ بداية الحوار أن الصين تشعر بثقة كبيرة بالنفس، وتنطلق من فلسفة سياسية تضع مصلحة الصين الذاتية فوق كل شيء، وأنها ترفع شعار "اشتراكية بخصائص صينية" كحزمة أفكار وخطة عمل لنظام مميز في إدارة الحكم والاقتصاد والتنمية المجتمعية والعلاقات الدولية. ويمكن القول أن تلك الخطة تقوم على سبعة مبادئ أساسية تشكل استراتيجية متكاملة تشمل كافة المجالات الحيوية:1. ضمان حدوث التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على الاستقرار السياسي.2. إعطاء الأولوية لمتطلبات بناء الدولة وتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة.3. التأكيد على مركزية الحكم والقيادة الجماعية والتكتم على القرارات والخلافات الداخلية.4. التركيز على هيبة السلطة وإعطاء الأولوية لحرية الأمة وأمنها على حرية الفرد وأمنه.5. إخضاع السياسة للاقتصاد، واخضاع المبادئ للمصالح.6. عدم الخوض في قضايا دولية لا تؤثر مباشرة على أمن الصين ومصالحها الاقتصادية. 7. تجنب الدخول في نزاع سياسي أو اقتصادي مع أمريكا، على الأقل في المرحلة الراهنة.8. تبني مبدأ "إدارة الصراع وليس حله". اكتشف الفريق العربي منذ بدء الحوار عمق الهوة التي تفصل الموقف العربي عن الموقف الصيني فيما يتعلق بدور الصين الممكن والمحتمل على الساحة الدولية. إن اهتمام العرب بقضايا فلسطين والعراق والأمن الإقليمي لم يُقابل بإهتمام مماثل من جانب الطرف الصيني. ويمكن القول إن الفريق العربي خرج بقناعة بأن الصين غير معنية كثيرا بتلك القضايا في المرحلة الراهنة، وربما لن تكون معنية بها في المستقبل القريب بالقدر الذي يرغبه العرب، ويعتقد البعض أن الظروف الدولية ومكانة الصين كقوة كبرى تحتمه. وعلى سبيل المثال، بالرغم من الضغوط العربية على الطرف الصيني لإعلان موقف مؤيد للموقف العربي حيال قضية القدس، إلا إن الصينيين تمسكوا بموقفهم الذي يدعو لإنسحاب إسرائيلي من الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية. وهذا يعني أن موقف الصين الذي تميز بتأييده شبه المطلق لتطلعات الشعب الفلسطيني لعقود أصبح اليوم محايدا بالمعني الغربي، أي منسجما مع موقف أمريكا وإسرائيل الذي يُخضع القدس والمستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية للمساومات. قامت أمريكا في أعقاب الحرب العالمية الثانية بفرض نظام على العالم سمح لها بالهيمنة على الكثير من الدول والشعوب، وأتاح لها المجال بعد انتهاء الحرب الباردة لنشر فكرة العولمة التي تشمل الاقتصاد وحرية التجارة والثقافة. لكن كان على أمريكا في المقابل أن تدفع تكاليف إقامة وإدارة ذلك النظام من النواحي المالية وحمايته عسكريا. وكما يشير التاريخ، تسببت نظم الهيمنة في الماضي في إلحاق أضرار بكل دولة مهيمنة بسبب ارتفاع تكاليف النظام الذي أقامته وفرضته على الغير، وسمح في الوقت ذاته لبعض الدول المنافسة باستغلال ما وفره النظام من استقرار لتحقيق أهداف اقتصادية واستراتيجية على حساب الدولة المهيمنة دون دفع جزء من تكاليف النظام القائم. واعتقد أن الصين تحاول اليوم تحقيق الاستفادة القصوى من نظام الهيمنة الأمريكي وما يوفره من عولمة اقتصادية لبناء اقتصادها بالسرعة الممكنة لتغدو دولة عظمى. لكن الصين تهمل الجانب الثقافي بالرغم من أن الثقافة لا تقل أهمية عن الاقتصاد، وذلك بسبب ما لها من تأثير على طرق تفكير الشعوب وتوجهاتها ومواقفها من الغير.وهذا يعني أنه ليس لدى الصين الآن استعداد لاتخاد مواقف تجاه قضايا دولية وإنسانية لا تمس مصالحها الاقتصادية والأمنية بشكل مباشر. وحيث أن الصين تستفيد من علاقتها بإسرائيل التي تقوم بسرقة الكثير من التكنولوجيا العسكرية الأمريكية وبيعها للصين، فإن القيادة الصينية رأت على ما يبدو أن مصلحتها تُملي عليها اتخاذ موقف من القضية الفلسطينية يساوي بين إسرائيل والعرب. ولذلك يقول المسئولون الصينيون إن الدعوة لانسحاب القوات الإسرائيلية لحدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية يشمل ضمنا الدعوة لإنسحاب إسرائيل من القدس الشرقية، وبالتالي ليس هناك داعي للتعامل مع قضية القدس بشكل مستقل. ولقد وجدت الصين في قرارات هيئة الأمم المتحدة وعملية التفاوض غطاء كافيا لاتخاذ موقف شبه مؤيد لوجهة النظر العربية وغير متناقض مع وجهة النظر الإسرائيلية. قد يبدو هذا الموقف منسجما مع نفسه وطموحات الصين التي تقتصر على الاقتصاد دون غيره، إلا أنني لا اعتقد أن أمريكا أو إسرائيل ستسمح للصين بالتوقف عن هذا الحد. إن أمريكا تضغط اليوم بشكل كبير ومتزايد كي تقوم الصين بتعديل سياستها المالية ورفع قيمة عملتها الوطنية على أمل أن يساهم ذلك في تعديل الميزان التجاري بين البلدين. كما أن إسرائيل لن تكتفي بموقف محايد، بل ستضغط للحصول على المزيد من التأييد حين تشعر بأن حاجة الصين لما لديها من تكنولوجيا عسكرية أصبحت أكثر إلحاحا. كان السيد ين جانج أحد المفكرين الصينيين الذين سمحت لي الظروف بالتحدث معهم عن قرب، وحين سألته عن خلفيته الدراسية ونشاطاته العلمية اكتشفت أنه قضى سنة في القدس بدعوة من معهد إسرائيلي كانت على ما يبدو كافية لإقناعه بوجهة النظر الصهيونية. السيد جانج عضو في أكاديمة الصين للعلوم الاجتماعية، وأستاذ في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا، ونائب رئيس الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط. التوجهات الاقتصاديةتشير السياسة الاقتصادية الصينية والحقائق على الأرض إلى أن الصين تسير على خطى الدول الآسيوية التي سبقتها على مضمار التنمية الاقتصادية والتطور التكنولوجي، وذلك بالعمل الدؤوب على بناء "دولة تجارية" وليس دولة قومية تقليدية. فالقيادة الصينية تقوم اليوم بتحويل الصين إلى شركة مساهمة عملاقة تهتم بعمليات الإنتاج الصناعي والتطوير التكنولوجي وتسويق بضائعها في الأسواق العالمية، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح دون اهتمام حقيقي ببناء جسور تواصل ثقافية مع الشعوب التي تتعامل معها. وهذه هي السياسة التي اتبعتها اليابان وسنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية من قبلها. إن قيام تلك الدول بإهمال ضرورات التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، والتعاطف معها وتأييد قضاياها العادلة ومساعدتها ماليا وتكنولوجيا أدى إلى فشل الدولة التجارية عامة في كسب أصدقاء لها في العالم. إن مما لا شك فيه أن اليابان نجحت نجاحا باهرا في تحقيق فوائض مالية كبيرة نتيجة لما حققته من تقدم صناعي وتكنولوجي وعلمي مكنها من غزو الأسواق العالمية. لكن ابتعاد اليابان عن إقامة علاقات ثقافية مع شركائها التجاريين جعل من السهل قيام أولئك الشركاء بشراء احتباجاتهم من دول منافسة تتمتع بنفس المزايا كما يحدث اليوم مع الصين. نتيجة لذلك، ليس بإمكان اليابان أو غيرها من دول تجارية آسيوية الإدعاء بأن لها شعب صديق واحد في الشرق أو الغرب، في آسيا أو أوروبا، في أمريكا الشمالية أو الجنوبية أو أفريقيا. وحيث أن سياسة تجارية كهذه ليست من صفات الدول العظمى ولا تخدم مصالحها على المدى الطويل، فإن من شبه المؤكد أن تحاول الصين الجمع بين مصالح الدولة التجارية ووظائف الدولة القومية. وهذا يعني أن الصين ستواصل مد نفوذها إلى أماكن عدة من العالم سعيا وراء الموارد الطبيعية والأسواق التجارية، وبناء موانئ وقواعد شبه عسكرية لتأمين تلك المصالح وحمايتها. أما اليوم، فإن الصين ترى أن مجالها الأمني يقتصر على منطقة الجوار إلى حد كبير، بينما يمتد مجالها الاقتصادي الحيوي ليشمل كل أنحاء العالم، بدءا بالدول التي تستحوذ على موارد طبيعية وأراضي زراعية وفرص استثمارية مثل دول القارة الإفريقية. ويمكن القول أن سياسة الصين الاقتصادية ترتكز على عدة مبادئ أساسية، أهمها:1. التوسع في الاستثمارات الخارجية بهدف تأمين احتياجاتها المتزايدة من المواد الخام والطاقة والمنتوجات الزراعية والأسواق التجارية، واستخدام ما لديها من فوائض مالية لتمكين شركاتها الوطنية من التمركز في أهم الأسواق الاستهلاكية في العالم. فالصين تبدو اليوم على استعداد للعمل في أي مكان، في ظل أية ظروف، والتعامل مع أي نظام كان، شريطة أن يكون الاستثمار مجزي من النواحي المادية والاستراتيجية. 2. فتح الأسواق الصينية أمام البضائع الأمريكية والأوروبية مقابل قيام دول الغرب بافساح المجال لنقل المزيد من التكنولوجيا للصين. وعلى سبيل المثال، يقول بعض الاقتصاديين والمسئولين الحكوميين الصينيين بإن السبيل الأمثل لتعديل الميزان التجاري بين الصين والولايات المتحدة يكمن في قيام أمريكا بالسماح بتصدير التكنولوجيا الصناعية المحظورة مقابل قيام الصين بفتح أسواقها أمام البضائع الأمريكية. 3. تشجيع الصينيين على زيادة الاستهلاك بهدف توسعة السوق الوطني ورفع مستوى الحياة بالنسبة للفرد، وزيادة اعتماد الصناعات الصينية على الأسواق الداخلية. 4. تشجيع عمليات الخلق والابتكار والبحث العلمي من خلال إقامة المزيد من مراكز البحوث والدراسات والجامعات، والتوسع في تدريس اللغات الأجنبية. وبالرغم من حداثة النهضة العلمية في الصين، إلا أنها تجاوزت ألمانيا في عام 2007 بالنسبة لعدد طلبات براءات الاختراع.5. الاهتمام بالتعليم والتدريب المهني وتدريس اللغة الإنجليزية بشكل خاص. وبسبب الاهتمام الكبير بهذه اللغة، فإن عدد الصينيين الذين يتقنون التحدث بها يتجاوز اليوم، وإن كانت الغالبية من الأطفال، سكان أمريكا.6. تمتين العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار، خاصة الدول الأعضاء في منظمة دول جنوب شرق آسيا (بروناي، اندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، برما، كمبوديا، لاوس، وفيتنام)، إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية. إذ على سبيل المثال، تجاوز عدد السلع التي يتم تصديرها اليوم فيما بين دول جنوب شرق آسيا والصين دون رسوم جمركية 7000 سلعة. وهنا أود الإشارة إلى أن توجه الصين نحو التعاون مع دول الجوار بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية كان له أهمية كبيرة في مساعدة الدول الآسيوية عامة على تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة دون خسائر كبيرة ومعدلات بطالة مرتفعة، وذلك خلاف ما حدث في أمريكا ومعظم دول أوروبا. إذ بينما لم تستطع أمريكا حتى نهاية عام 2010 استعادة ما خسرته من نمو اقتصادي بسبب الأزمة، استطاعت الصين خلال السنوات الثلاثة الأخيرة زيادة حجم ناجها القومي الاجمالي بما يزيد عن 20%. التوجهات الثقافية إن التركيز على ما حققته الصين من انجازات اقتصادية جعل القائمين على ترتيب زيارتنا يهملون البعد الثقافي. إذ لم يفكروا في ترتيب زيارة لمتحف نتعرف من خلالها على جانب من حياة الصينيين وتراثهم الثقافي. لكن بعد انتهاء جلسات الحوار، طلبنا من زملائنا الصينيين ترتيب زيارة للمدينة المُحرمة التي اكتسبت اسمها بسبب تحريم دخول الشعب إليها لعهود، بينما كانت تقيم فيها العائلات الإمبراطورية الحاكمة. وتبدأ المدينة بالساحة الحمراء حيث يرقد جثمان ماو تسي تونج، مؤسس الصين الحديثة. وفي تلك المدينة شاركنا آلاف الصينيين والأجانب في الوقوف في صف طويل لزيارة ضريح الزعيم الصيني. كان هناك تمثال كبير وجميل يُظهر ماو بشكل مُهيب تعلو وجهه ابتسامة كبيرة واثقة، وبعدها انتقلنا إلى حيث يرقد جثمان ماو محنطا في نعش زجاجي جعل الرجل يصغر في عيني كثيرا. وهذا جعلني أتساءل عن سبب تحنيط الموتى وعرض جثثهم كتحف أثرية لمن يريد أن يتفرج عليها مقابل دفع رسوم زهيدة.مررنا بعد ذلك على ساحات كبيرة وعدة قصور متشابهة من حيث التصميم لم يُسمح لنا أو لغيرنا بدخولها بسبب قدمها وهشاشتها، كما شاهدنا أيضا حدائق صغيرة ولكن جميلة تتنوع فيها الأشجار المعمرة والنباتات والأزهار. وبينما كنا نتجول في تلك المدينة المترامية الأطراف، أخبرنا المرشد السياحي بأن آخر أبناء العائلة الإمبراطورية التي حكمت الصين، إبن أخ الإمبراطور الذي تنازل عن العرش في عام 1912، يتواجد في تلك المدينة بشكل مستمر.. بحثنا عنه حتى وجدناه. رجل تبدو عليه الهيبة والبساطة في آن واحد، يبلغ سنه كما أخبرني 65 عاما، أجاب على بعض الأسئلة التي اقتصرت على النواحي الشخصية، إذ قال بأنه لم يشارك في أفلام عن حياة الصين القديمة، ولا في أفلام وثائقية عن حياة عائلته، وأنه يعمل فنانا ويعيش على دخله من بيع لوحاته البسيطة.. مخطوطات جميلة باللغة الصينية. كان الدليل السياحي يترجم الأسئلة التي وجهتها لآخر أفراد العائلة الإمبراطورية دون أن ينظر في عينيه، وكأنه يرى في ذلك الرجل صورة الإمبراطور وهيبته التي اختفت عن الأنظار قبل قرن.قمت مع الصديق سمير حباشنة في مساء ثاني يوم لنا في بيكين بنزهة ليلية بعد وجبة عشاء ثقيلة، استهدفت ممارسة رياضة المشي والتعرف على معالم المدينة القريبة من الفندق. وحين وصلنا إلى تقاطع الشارع الذي سرنا عليه مع الشارع الرئيسي التالي، شاهدنا عمالا يقومون بعزل زاوية التقاطع وإلى جانبهم سيارة شحن كبيرة. سرنا في طريقنا غير معنيين بما كانوا يفعلون، بعد حوالي نصف ساعة والمرور على معارض لأكبر دور الأزياء والمجوهرات في العالم اكتشفنا منطقة حديثة وجميلة مخصصة للتسوق والمشاة فقط، وذلك على النظام الألماني الذي يجعل أسواق المدن الرئيسية مناطق مغلقة للسيارات وفضاء مفتوحا للمشاة.. كانت تلك المنطقة تعج بالشباب الصيني والسياح الأجانب الذين يبحثون عن وجبات طعام خفيفة وتحف تذكارية يحملونها لبلادهم. لاحظنا أن الغالبية العظمى من الصينيين كانوا شبابا يشبهون في لباسهم ومشيتهم شباب أمريكا وأوروبا في مدن الغرب الرئيسية، ويأكلون في المطاعم الأمريكية سريعة الوجبات. أما في المدينة المحرمة، فكانت الغالبية العظمى من الصينيين متقدمين في السن.. رجال ونساء بدت على وجوههم آثار التعرض طويلا للشمس.. كانوا على ما يبدو من العاملين في المزارع، وربما في المناجم والمصانع المفتوحة. وهذا عزز قناعتي بنظرية نشرتها ضمن كتابي الأخير الذي صدر عن منتدى الفكر العربي هذا العام تحت عنوان: "الثقافة وأزمة الهوية العربية". نظرية تقول بأن الثقافة والهوية شيئان متقاربان ولكن مختلفان من حيث الوظيفة والمرجعية، وإن من الممكن بلورة هوية وطنية قوية دون ثقافة وطنية جامعة. فزوار المدينة المحرمة كانوا يتطلعون إلى الإرث الإمبراطوري القديم وماو تسي تونج كرموز لهويتهم الوطنية، بينما يتطلع الشباب المتعلم والمُنعم إلى الغرب كرمز لهوية ثقافية وثقافة بديلة. من الأشياء الهامة التي أود الإشارة إليها هنا، توجه الصينيين بشكل غير عادي نحو المادة لدرجة جعلت الفنادق تُحاسب الزبائن على فنجان القهوة أو الشاي الذي يصنعوه في غرف نومهم. إن الثقافة الصينية، وخلافا للمتعارف عليه، تقوم على المادة وليس على الروحانيات، إذ يتمنى الصيني لصديقه في عيد رأس السنة عاما جيدا يجني خلاله أموالا كثيرة، وليس الصحة أو السعادة أو طول العمر. ومن خلال الحديث مع المرشدين السياحيين والمرافقين والباعة في الأسواق اكتشفت أن معرفة شباب الصين بتاريخ وحضارات الغير من الشعوب شبه معدومة، وأن الجيل القديم من المثقفين كان أكثر معرفة بالثقافة العربية وتفهما للموقف العربي من جيل الشباب الذي سيتولى قيادة الصين في السنوات القليلة القادمة. الحركة العمرانيةتخلفت في بيكين لمدة يومين بعد سفر معظم الزملاء، قمت خلالهما بزارة معهد الصين للدراسات الدولية مرة ثانية، وزيارة سور الصين العظيم ضمن رحلة سياحية عادية منحتني فرصة المرور على عدد كبير من الأحياء الحديثة المكتظة بالفنادق، والتسوق في "سوق الحرير" الذي أنصح كل زائر لبيكين بزيارته. وفي الطريق إلى السور الذي يبعد عن المدينة حوالي ساعتين بالسيارة، ويبلغ طوله حوالي 7 آلاف كلم، رأيت مئات العمارات العملاقة في مراحل مختلفة من البناء، كما رأيت شبكة طرق ليس لها مثيل في العالم. وكما علمت فيما بعد، أقامت الحكومة الصينية 6 طرق دائرية حول العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة، وتعادل مساحتها مساحة بلجيكا. وفي داخل بيكين، رأيت شوارع ذات اتجاهين يبلغ عدد مسارب كل اتجاه ثمانية، بينما يبلغ عرض الرصيف على كل جانب حوالي 15 مترا. لذلك يقال أن نصف مشاريع البناء الجارية اليوم في العالم توجد في الصين، وأن من المتوقع أن تقيم الصين خلال العقدين القادمين ما بين 20 إلى 50 ألف ناطحة سحاب جديدة. ولهذا استهلكت الصين من الحديد والصلب في عام 2009 ضعف ما استهلكته الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي واليابان مجتمعة.إلى جانب الترتيب المحكم للتنقلات وإدارة الجلسات وتفاصيل الزيارة والحرص على الوقت، لاحظت اهتماما غير عادي بالنظافة وتخطيط المدن والحرص على إقامة الحدائق العامة وتجميل كل موقع على الطرق. وعلى سبيل المثال، أقامت الصين في مدينة بيكين عشرات الشوارع العريضة التي تخترق المدينة بخطوط مستقيمة تمتد مسافات تصل أحيانا 30 كلم. ليس هناك شك في أن فتح تلك الشوارع كلف ملايين الفقراء بيوتهم وذكرياتهم التي جرفتها معدات البناء وتجاوزتها قرارات قيادة مصممة على إقامة مدينة حديثة تصلح عاصمة لدولة عظمى. لكن الروح السائدة بين الناس الذين صادفناهم يغلب عليها الرضا عن النظام والاعتزاز بالانجازات، وليس التباكي على الاطلال. فكثير من الشباب يقضي يومه كاملا في الشركة التي يعمل فيها، وأحيانا ينام في مكتبه ولا يعود لبيته إلا مرة كل بضعة أيام. قمت مع الصديق سمير حباشنة بعد يومين بنفس الجولة السابقة، وكان الهدف في هذه المرة البحث عن مكان لتناول وجبة طعام خفيفة. وحين وصلنا إلى التقاطع الذي رأينا فيه عمالا يقومون بعزله، دهشنا بوجود نصب فني كبير يزيد ارتفاعه عن ستة أمتار، قام العمال بنصبه وغرس الأشجار والأزهار من حوله وتحويله إلى منتزه صغير ونظيف يبدو عمره سنوات وليس ساعات. ولقد علمت فيما بعد أن شركة صينية أقامت مبنى كبير من 15 طابق، يتحمل الهزات الأرضية القوية خلال 6 أيام فقط. هكذا تبني الصين وتعمر وتنمو، تحسب الثواني وليس الأيام، وتنجز في ساعات ما يحتاج في دول أخرى لسنوات. كل الإنجازات التي شاهدناها تمت بسرعة البرق، فالصينيون لا يعرفون إضاعة الوقت، ولا هدر الموارد، ولا المناكفات التي تعطل العمل وتضعف الإرادة.. ربما كانت شعوب جنوب شرق آسيا أكثر شعوب العالم وعيا بأهمية الوقت والعمل، وبأنها في سباق مع الزمن، وأن بإمكانها كسب الرهان وتحقيق ما تريد تحقيقه من انجازات. ملاحظة أخيرةتقودني قراءتي لما عاشته الصين عبر ربع القرن الماضي من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية إلى نتائج محددة تتعلق بطريقة تفكير النخبة السياسية الحاكمة وتوجهاتها على الساحة الدولية. أما زيارتي لتلك البلاد ومشاهدتي لبعض ما تم انجازه على أرض الواقع، فقد اقنعتني بأن لدى الصين قدرة هائلة على تحقيق معجزات اقتصادية وصناعية وعمرانية كان من الصعب تخيلها قبل عقود. ولقد جاءت تجربة الحوار مع مجموعة المفكرين والمثقفين لتعزز قناعاتي بأن النخبة السياسية والاقتصادية في الصين تجاوزت كل الشعارات القديمة والمبادئ التي حالت سابقا دون انطلاقها لتحقيق التقدم بمفهومه العصري. كانت الصين خلال فترة الكفاح ضد الاستعمار الغربي والنضال من أجل التحرر الوطني دولة فقيرة تعاني من التخلف والفقر، ويقودها حزب يحمل أفكارا ثورية تؤمن بتحرير الإنسان والأرض من هيمنة القوة العسكرية واستغلال رأس المال، وهذا جعلها تغدو حليفا لشعوب العالم الثالث بما في ذلك العرب، تشاركهم المظالم والطموحات. أما اليوم، فإن الوضع مختلف تماما.. مشاغل الصين الأساسية ليست فكرية أو فلسفية، ومصالحها الأساسية ليست في الترويج لفكرة ثورية، بل في التصنيع والتصدير والتنمية المجتمعية، وتوفير مصادر ثابتة لما تحتاجه الآن وفي المستقبل من مواد خام ومنتجات زراعية، والتطور إلى دولة يقوم الاقتصاد فيها على المعرفة. وفي ضوء هذه التطلعات والتوجهات، وجدتْ الصين نفسها تبتعد عن العرب وعن غير العرب من شعوب العالم الثالث، وتعيد تقييم علاقاتها معهم على أساس ما يتوفر لديهم من موارد طبيعية ومواقع استراتيجية تساعدها على تحقيق أهدافها الاقتصادية والأمنية بعيدة المدى. في ضوء هذه الحقائق والاستنتاجات يمكن القول أن العرب، وربما شعوب العالم الثالث عامة في طريقهم لخسارة الصين وما تشكله من ثقل اقتصادي وسياسي واستراتيجي على الساحة الدولية، مما يعني أن على شعوب العالم المغلوبة على أمرها أن تعتمد على أنفسها. إن الصين لم تتحول بالقدر الكافي لتصبح جزءا من الطرف المعادي لطموحات تلك الشعوب، لكنها، وبكل تأكيد، لم تعد جزءا من الطرف المغلوب على أمره، ذلك الطرف الذي يعيش في مستنقع من التخلف والفقر والظلم والاستبداد والتبعية، ويتطلع لتنمية موارده واستعادة حريته وكرامته.. لذلك كان على هذا الجزء من العالم أن يصحو من سباته، ويأخذ زمام المبادرة، ويسخدم ما لديه من موارد طبيعية وبشرية ومصادر طاقة لتنمية بلاده وتحرير شعوبه، وتعزيز موقعه على الساحة الدولية.تشير الأرقام المتعلقة باستهلاك الطاقة إلى أن استهلاك الصين ازداد بمقدار عشرة مرات منذ عام 1980، مما جعلها تتجاوزت الولايات المتحدة في منتصف عام 2010. كما تشير الأرقام أيضا إلى أن استهلاك الصين من الطاقة العالمية سيبلغ حوالي 20% بعد عشرين سنة. فهل بإمكان العرب استخدام أهم وأخطر مادة استراتيجية في التاريخ لحماية مصالحهم وتحقيق نهضة تنموية شاملة في بلادهم؟ إن العرب يشكلون أكبر كتلة بشرية تجمعها وحدة الثقافة واللغة والدين والتاريخ، لكنها لا تزال مشتتة، تعاني من التجزئة والتخلف والتبعية وغياب الوعي وعدم القدرة على الاستفادة من تجارب الغير من الشعوب، وتقوم في الوقت ذاته بتبديد مواردها وإضاعة الفرصة تلو الأخرى.. إن العرب بحاجة لصحوة ثقافية واجتماعية وسياسية تمكنهم من النهوض من كبوتهم التي طالت، وتأهلهم للقيام بدور دولي يتناسب مع إمكانياتهم المادية والبشرية وتراثهم الثقافي والعلمي. ودون ذلك، لن يكون للعرب مستقبل في المستقبل.

السبت، 19 يونيو 2010

Position Statement of Old Revolutionaries on the Present Upsurge of Worker Action in China

Uphold the Constitution, Respect and Ensure Human Rights, Support Honda Workers’ Just Struggles, Condemn Foxconn’s Inhumane Management
(June 6, 2010)
To:
General Secretary Hu Jintao and Members of the Central Party Committee,
Chairman Wu Bangguo of the People’s Congress
Premier Wen Jiabao, Vice Premiers, and Members of the State Council
Compatriots throughout China, and all Media Outlets:
There have recently occurred numerous incidents in our country that signal intensified social contradictions. According to media reports, Shenzhen-based Foxconn with Taiwanese investment have treated workers as machines (or worse, just spare parts!) to generate profit for the company and instituted an inhumane management system that destroys the health and spirit of workers to the extent that some have felt that life is not worth living. Thirteen workers in this company have jumped to their own deaths in a short period of time. Their tragic deaths break our hearts. It is a situation that has shocked the world!
Based in Foshan, Guangdong, Honda Auto Parts Manufacturing Co., Ltd. is a Japanese-owned company. While the capitalist owner has made a huge profit, the wages are too low to support workers’ livelihoods and the company’s union does not represent the interest of the workers. Nearly two thousand workers have gone on strike in their struggle for wage increases and to initiate a reform of the union. But the Japanese management only agreed to a small increase, far from what the workers have asked. Moreover, the management unjustifiably demanded workers to sign a “no strike” commitment and threatened to fire workers who take part in the strike. They indeed fired two leaders among the workers.
Other incidents in the media also show increased conflict between capital and labor. Some workers in Chongqing Qijiang Gear Transmission Co. Ltd were forced to work overtime during weekends and died from overwork. The long-term exhaustion, low pay and management corruption led workers to strike. Close to 1700 workers from Taisheng Furniture Company, based in Dongguan, Guangdong Province, had a three-day strike to protest against overstress and low pay. Over a thousand workers in the spare parts factory that supply Beijing-based Hyundai went on a strike to demand a pay raise. Workers at Lanzhou Vinylon Company went on strike because they cannot sustain a basic livelihood. In Datong City (Shanxi Province), the state-owned enterprise Xinghuo Pharmaceutical Company was forced into bankruptcy and its laid-off workers had their numerous petitions refused. Following this, over 10,000 people staged a sit-in at the municipal government building; some of them were beaten up by armed police. Workers on strike from Pingdingshan Cotton Spinning Mill (Henan Province) were brutally beaten by thugs brought in by police vehicles, resulting in injuries of many women workers. In Shenzhen workers who are taking the lead to demand back pay or protect workers’ rights have had their names placed on various blacklist, which makes it difficult for them to obtain employment. These are just some of the recent incidents that illustrate the scope of the problem.
On the whole, the bourgeoisie have transferred the burdens of the economic crisis onto the workers and have waged a more fierce attack on them. The working class is forced to rise up and resist. But as workers have become a weak social group in recent years, and with the deprivation of basic rights prescribed by our country’s constitution, they are in the sad situation where their deaths are unanswered, their strikes unsupported, and their grievances unheard. According to our country’s constitution, particularly the four basic principles and the basic rights accorded to citizens, we issue the following appeal to address the current situation and problems.1
First, we should firmly support workers in Foshan Honda and other factories in their just struggles for survival and against oppression. Article 33 of our country’s constitution states, “the state respects and ensures human rights.” The right to strike is an inseparable part of human rights and is also a basic civic right prescribed by constitutions around the world. We firmly support all reasonable demands that Honda workers have raised so as to change their harsh working conditions and low wages. We are strongly opposed to the management’s threat to fire workers. The two leaders who were fired should be immediately given back their jobs.
We believe that our call will be supported by all those who uphold the authority of the constitution, respect human rights and stand for justice.
Second, we should demand Foxconn and other similar enterprises to immediately stop their inhumane and harshly exploitative management methods. We demand that the management respect workers’ integrity and dignity, obey the state laws, improve working conditions, strictly implement a 8-hour working day and compensate workers’ for overtime. They must ensure that workers are paid wages that are enough for their own sustenance and their reproduction. This is the only way to ameliorate labor-capital conflicts and reduce or prevent the so-called “psychological” problems. To elide the fundamental labor-capital contradiction by one-sidedly emphasizing “psychological counseling” is to intentionally cover up the contradiction and to confuse cause with effect. It has been reported by the media that some who committed suicide also showed signs of bodily injuries caused by beating. There was also suspicion of some being pushed off buildings. These already warrant a criminal investigation. Government agencies should deal with it seriously and find out the truth.
Third, unions should clearly stand on the side of the working class to represent and uphold the interests of the working class as prescribed by the constitution. If any union organization ignores the constitution and “take the boss’ shillings and do the boss’ bidding,” then they will be spurned by the working class. The leadership of the union in each enterprise must be democratically elected by its members. Relatives and representatives of the bosses should not be allowed to take any leadership position in the union. If such a case is found, it should not be approved by the union at higher levels. The union at higher levels should instead help such enterprise-based unions organize an all-members meeting and help rebuild the enterprise’s union through democratic election.
Fourth, government at all levels, particularly the local government should protect civic rights by strictly following the law, earnestly resolve labor-capital conflicts and ensure citizens’ freedom of speech. Government should administer according to the law and should prevent and stop incidents that violate basic civic rights prescribed by article 33 of the constitution and other related regulations. It should actively deal with cases of labor-capital conflicts according to the law. Ignoring workers’ reasonable demands either through inaction or siding with management should be resolutely corrected. In order to ensure people’s right to information and right to supervision, media should be allowed to freely and truthfully report on labor-capital conflicts and other cases and convey people’s voices without obstruction and interference.
Fifth, we call for the restoration of the working class as the leading class of our country and the re-establishment of socialist public ownership as the mainstay in our national economy. Article 1 of our country’s constitution states, “The People’s Republic of China is a socialist state led by the working class on the basis of a worker-peasant alliance.” Article 6 of the constitution states, “The basis of socialist economy of the People’s Republic of China is socialist public ownership of means of production, that is, all people’s ownership and laborers’ collective ownership.” “In the primitive phase of socialism, the state should build an economic system with public ownership as the mainstay and co-development of the economy through other ownership forms. Distribution should be based mainly on each according to his/her labor, with co-existence of other distributive methods.” The Chinese Communist Party must be the real vanguard of the working class, strengthen its leadership of the people’s polity, and reinforce the people’s democratic dictatorship. We call for a reestablishment of public ownership as the principle part of the national economy. Only in this way can workers, peasants and people in general become masters of enterprises and the country and truly implement a distribution system primarily based on labor contribution. At present, it is imperative to improve working conditions and increase wages and benefits in the private economy (funded by domestic and foreign investments). It is completely just to actively support workers’ struggles towards that end. But in so far as the capitalist privately-owned economy rather than the socialist publicly-owned economy dominates, the working class cannot change their weak position under structures of exploitation, nor the unfair distribution system and the disparity between the rich and poor. Under this condition, it is also impossible to transform our export-oriented economy to one that is independent, self-reliant and seeks to satisfy the material and cultural needs of people in the country.
Based on the present conditions, it will only be through a long-term struggle that the working class can restore its leadership position and the national economy can be transformed into one primarily based on public ownership. We have the guidance of Marxism-Leninism-Mao Zedong Thought and have the constitution, particularly the four basic principles at its core, as our legal instrument. All members of the Communist Part and all people should abide by the constitution. The socialist modernization that we uphold fits the interest of the broadest range of people and corresponds with historical development of mankind. If all people who support socialism, love their country, and abide by the constitution are united and persistent, then through a long-term struggle, we will be able to realize our goal.
Signatories:
Li Chengrui (Former Director of the State Statistic Bureau)
Gong Xiantian (Professor of Beijing University)
Han Xiya (Former Alternate Secretary of the Secretariat of All-China Federation of Trade Unions)
Liu Rixin (Former Researcher at the State Planning Commission)
Zhao Guangwu (Professor at Beijing University)

الثلاثاء، 12 يناير 2010

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية

دعا الرئيس الصيني هو جين تاو كافة أعضاء الحزب الشيوعى الصينى والشعب الصينى الى رفع "الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية" عالياً فى سعيهم لبناء "مجتمع مزدهر متوسط فى كافة المجالات"...
وجه هو جين تاو هذه الدعوة فى خطابه بالمؤتمر الوطنى السابع عشر للحزب الشيوعى الصينى الذي حدد موضوعه كالتالي : " لنرفع عاليا الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية ، ولنتبع ارشاد نظرية دنغ شياو بينغ والافكار الهامة للتمثيلات الثلاثة، ولنطبق بشكل تام وجهة النظر العلمية للتنمية ، ولنواصل تحرير العقول والاصرار على الاصلاح والانفتاح وانتهاج التنمية بشكل علمى ودفع الانسجام الاجتماعى ، ولتبذل الجهود لتحقيق انتصارات جديدة فى بناء مجتمع مزدهر معتدل فى كافة المجالات" ...
في ما يلي موجز للخطة السياسية التي اعتمدها الحزب الشيوعي الصيني منذ المؤتمر السابع (2007) لتعزيز "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"
شهدت الصين فترة غير عادية في السنوات الماضية حينما قاد الحزب الشعب في التغلب على الصعوبات وحقق المنجزات. ..كانت هذه السنوات منذ المؤتمر الوطني السادس (2002) فترة غير عادية ... ومن اجل انجاز المهمات الشاقة للاصلاح والتنمية في وضع دولي معقد ومتقلب فقد قاد الحزب الشعب بشكل قوي في التغلب على الصعوبات والمخاطر في ظل ارشاد نظرية دنغ شياو بينغ وافكار التمثيلات الثلاثة مما خلق وضعا جديدا في قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وحقق مجالا جديدا في انتهاج الماركسية طبقا للأحوال في الصين.
ما هي أفكار التمثيلات الثلاثة
يمثل الحزب الشيوعي الصيني دائما متطلبات التنمية للقوى الانتاجية الاجتماعية المتقدمة الصينية، وكذلك المسار التقدمى للثقافة المتقدمة الصينية، والمصالح الاساسية للاغلبية الساحقة للشعب الصيني، الأمر الذي يعتبر أصولا لحياة الحزب الشيوعي الصيني وأساس حكمه ومصدر قوته.
ويقصد بتمثيل متطلبات التنمية للقوى الانتاجية الاجتماعية المتقدمة الصينية أن تتفق نظرية الحزب وخطه ومنهاجه وسياسته ومبدأه وكل أعماله مع قانون تطور قوة الإنتاج، وتجسد متطلبات الدفع المستمر لإطلاق العنان لقوة الإنتاج الاجتماعي وتطورها، خاصة تجسيد متطلبات التنمية للقوى الانتاجية الاجتماعية المتقدمة، ورفع مستوى معيشة الجماهير باستمرار من خلال تطوير قوة الإنتاج؛ ويقصد بتمثيل المسار التقدمى للثقافة المتقدمة الصينية، أن تجسد نظرية الحزب وخطه ومنهاجه وسياسته ومبدأه وكل أعماله متطلبات تطوير الثقافة الاشتراكية القومية والعلمية والجماهيرية التي تواجه التحديث والعالم والمستقبل، ودفع الارتفاع المستمر للنوعية الفكرية والأخلاقية والعملية والثقافية لكل الأمة الصينية لتقديم قوة محركة معنوية وأفكار للتنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي الصيني؛ ويقصد بتمثيل المصالح الاساسية للاغلبية الساحقة للشعب الصيني أن نظرية الحزب وخطه ومنهاجه وسياسته ومبدأه وكل أعماله أن تنطلق من مصلحة الشعب الأساسية وتعود إليها، وإظهار مبادرة الجماهير وقدرتها علي الإبتكار والإبداع بصورة كاملة، لتحصل على المصالح الاقتصادية والسياسية والثقافية الفعلية وباستمرار على أساس التطور والتقدم الاجتماعي المستمر.

وقد ازدادت القوة الاقتصادية بشكل ملموس مع توسع مجمل الناتج الوطني بمعدل يزيد عن 10% سنويا في السنوات السبع السابقة.. وحصلت اختراقات كبرى في الاصلاح والانفتاح، وتحسنت مستويات معيشة الشعب بشكل ملحوظ وتم من حيث الأساس تطبيق نظام علاوات المعيشة لمواطني المدن والريف، مما يضمن الظروف الحياتية الرئيسية للفقراء.
وتم تسجيل تقدم جديد في تحسين الديمقراطية والنظام القانوني، كما تم خلق وضع جديد في التنمية الثقافية وتقدمت التنمية الاجتماعية بشكل شامل، وحققت المهمة الجديدة لبناء الحزب تقدما متينا، ، وتحققت منجزات تاريخية في تنمية الدفاع الوطني..

في نفس الوقت، أعلن قادة الحزب ان المنجزات ما زالت اقل من توقعات وانه ما زالت توجد صعوبات ومشكلات غير قليلة في طريقنا الى الامام.
المشكلات والصعوبات البارزة تشمل:
- النمو الاقتصادي تحقق بتكلفة مفرطة للغاية في الموارد والبيئة.
- ما زال يوجد عدم توازن في التنمية بين مناطق المدن والريف وبين الأقاليم وبين الاقتصاد والمجتمع.
- ازدادت الصعوبة لتحقيق نمو مطرد للزراعة ومواصلة زيادة دخل المزارعين.
- ما زالت توجد مشكلات عديدة تؤثر على المصالح الآنية في مجالات مثل التشغيل والضمان الاجتماعي وتوزيع الدخل والتعليم والصحة العامة والإسكان وسلامة العمل وادارة العدالة والنظام العام وان بعض ذوي الدخل المنخفض يعيشون حياة صعبة نوعا ما.

- ثمة حاجة الى المزيد من الجهود لدفع التقدم الايديولوجي والقومي.
- قدرات الحكم للحزب لا تلبي نوعا ما حاجات التعامل مع الوضع الجديد والمهمات الجديدة.
- بعض منظمات الحزب القاعدية ضعيفة ومتراخية. ان عددا قليلا من كوادر الحزب ليسوا امناء ولا مستقيمين وان الشكليات والبيروقراطية التي يتصفون بها واضحة جلية، وما زال البذخ والتبديد والفساد وسلوكيات غير مرغوبة اخرى تشكل مشكلات خطيرة معهم.

ويؤكد قادة الحزب من جهة أخرى على انه قد تحققت تغيرات تاريخية في مظاهر الشعب الصيني والصين الاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني منذ العام 1978 ، حين فتح الحزب العهد التاريخي الجديد للاصلاح والانفتاح . وطريق الاصلاح والانفتاح هذا تم على اساس وضعه الجيل الاول للحزب من القيادة الجماعية المركزية ونواتها ماو تسي تونغ . وبادر الجيل الثاني للحزب ورأس قيادته الجماعية المركزية دنغ شياو بينغ الى الطريق العظيم الذي تواصل وتطور ونفذ بنجاح في القرن 21 على يد الجيل الثالث للحزب ونواة القيادة الجماعية المركزية جيانغ تسه مين كما قال الرئيس الصيني والأمين العام للحزب السيد هو جين تاو الذي أضاف بانه منذ المؤتمر الوطني السادس عشر للحزب ، تقدم الاصلاح والانفتاح الى العالم في بناء مجتمع مزدهر معتدل في كافة المجلات ، متبعا توجيه نظرية دنغ شياو بينغ وأفكار التمثيلات الثلاثة...
وجهة النظر العلمية حول التنمية جزء من نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية
ويعتبر الشيوعيون الصينيون ان وجهة النظر العلمية حول التنمية التى بادرت بها اللجنة المركزية السادسة عشرة للحزب الشيوعي الصيني عام 2003 لهي جزء من نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الى جانب نظرية دنغ شياو بينغ وأفكار التمثيلات الثلاثة.وهذه المنظومة تمثل تمسك وتطوير الحزب للماركسية-اللينينية وافكار ماو تسي تونغ، وتجسد الحكمة والعمل الشاق لعدة اجيال من الشيوعيين الصينيين يقودون الشعب في اجراء استكشافات وممارسات بلا كلل ولا ملل. وهي أحدث إنجاز في تطبيق الماركسية حسب الأحوال الصينية وهي الرصيد السياسي والثقافي عظيم القيمة للحزب وهي الأساس الايديولوجي المشترك للأعمال الملموسة للشعب بكافة قومياته ، وهي منظومة منفتحة تحافظ على التطور.
ويرى الشيوعيون الصينيون ان على شعوب كافة البلدان ان تتعاون وتبذل الجهود لبناء عالم منسجم يسوده السلام والازدهار المشترك..ويظل السلام والتنمية هما الموضوعان الرئيسيان للعهد الراهن وان السعي من اجل السلام والتنمية والتعاون اصبح تيارا لزماننا لا يقاوم ..وفى نفس الوقت فان العالم يبقى بعيدا عن الهدوء وان السلام والتنمية فى العالم يواجهان صعوبات وتحديات كثيرة .

ان المشاركة فى الفرص للتنمية والنهوض لمواجهة التحديات معا لتعزيز قضية السلام وتنمية البشرية لهما المصالح الجوهرية لشعوب كافة البلدان وتلبية طموحاتها المشتركة.
لتحقيق هذا الهدف اقترح الحزب الشيوعي الصيني ان تتمسك جميع البلدان بأهداف ومبادىء ميثاق الامم المتحدة وتراعي القانون الدولي والاعراف المعترف بها دوليا للعلاقات الدولية ودفع الديمقراطية والانسجام والتعاون والحلول المشتركة فى العلاقات الدولية.
- سياسيا: ينبغى لجميع البلدان ان تحترم بعضها بعضا وان تجرى مشاورات على قدم المساواة فى عمل مشترك لدفع الديمقراطية فى العلاقات الدولية

- اقتصاديا: ينبغى لها ان تتعاون مع بعضها بعضا وان تقترب قوة كل منها الاخرى وان تعمل معا لاجل تحقيق تقدم فى العولمة الاقتصادية باتجاه التنمية المتوازنة والمشاركة فى المنافع والتقدم المشترك.
- ثقافيا: ينبغى لها ان تتعلم من بعضها بعضا بروح السعى لارضية مشتركة فيما تنحى الخلافات جانبا وان تحترم تنوع العالم وتبذل جهودا مشتركة لتحقيق تقدم الحضارة الانسانية.
- فى مجال الامن: ينبغى لها ان تثق ببعضها بعضا وان توطد التعاون وان تحل المنازعات الدولية بالوسائل السلمية وليس بالحرب وان تعمل معا لحماية السلام والاستقرار بالعالم.

- حول مسائل البيئة: ينبغى لها ان تساعد بعضها بعضا وان تتعاون مع بعض فى جهود المحافظة لرعاية الارض الموطن الوحيد للبشر على نحو جيد.