‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصر اليوم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصر اليوم. إظهار كافة الرسائل

السبت، 2 فبراير 2013

فهمي هويدي : السؤال الفضيحة


هل يعقل أن يتساءل أحد فى هذا الزمان عما إذا كان يجوز تهنئة الأقباط بعيدهم أم لا؟ لست أستهجن الذين أفتوا بكراهية تهنئتهم أو حرمتها، لكننى أستهجن مبدأ طرح السؤال، لأنه يفضح المدى الذى بلغه التردى العقلى والفكرى الذى وصل إليه البعض، ممن اعتبروا أن بغض الآخر والارتياب فيه هو الأصل. فى الوقت ذاته فإننى أزعم أن الفتوى التى ذاع أمرها فى الآونة الأخيرة تعد فضيحة أكبر. ذلك أن السائل إذا كان من عوام الناس الذين اختل وعيهم الدينى، فإن المجيب يفترض فيه أنه من أهل العلم، وهو ما يصدمنا حقا ويفزعنا. لأنه إذا كان ذلك شأن بعض أهل العلم فما بالك ببسطاء الناس وقليلى البضاعة من العلم. ولا تقف الكارثة عند ذلك الحد، لأننى وجدت أن الأمر أخذ على محمل الجد، وتحول إلى موضوع للمناقشة بين من يؤيدون الفتوى ويعارضونها، كأننا بصدد نازلة استجدت فى هذا العصر، فحيرت (المجتهدين) الذين تراوحت آراؤهم بين الحظر والإباحة. فى حين أن المشهد كله ينطبق عليه قول الجاحظ. من حيث إنه يعبر عن (سقم فى العقل وسخف فى الرأى، لا يتأتيان إلا بخذلان من الله سبحانه وتعالى). إننى لا أستطيع أن أفصل بين تلك الفتوى وحملة (تسميم الأجواء) الراهنة، التى نبهت إليها فى مرة سابقة. إذ لا أجد فرقا بين اصطياد بعض الصحف لنماذج المعتوهين والمختلين عقليا وإفراد الصفحات لآرائهم فى أمور الدين والدنيا، وبين أولئك الذين يروجون لأكثر الآراء شذوذا وتعارضا مع تعاليم الإسلام ومقاصده. وهؤلاء وهؤلاء لا يهينون الآخرين وينفرون الناس من الإسلام فحسب، لكنهم يهينون الإسلام ذاته من حيث إنهم يشوهون تعاليمه. وحين يحدث ذلك والإسلاميون فى السلطة، وثمة تعبئة ضدهم تطل من كل صوب وثمة انتخابات برلمانية آتية بعد أشهر معدودة، فإن سيناريو تسميم الأجواء يصبح واردا إن لم يكن مرجحا. قبل نحو ثلاثين عاما دعا أحد خطباء الجمعة فى حى الدقى بالقاهرة إلى عدم مصافحة المسيحيين أو إلقاء السلام عليهم. وهو ما انتقدته على صفحات جريدة الأهرام. وحينذاك اتصل بى هاتفيا الشيخ محمد الغزالى رحمه الله، وقال ضاحكا إن الرجل ينهى عن مصافحة المسيحى فى حين أن الإسلام أباح للمسلم أن يتزوج من مسيحيه، وأن يعيش الاثنان تحت سقف واحد، وينجبا أطفالا أخوالهم من المسيحيين. لكن أمثال أولئك «الجهال» يستكثرون على المسلم أن يصافح غير المسلم، ويستكثرون على المسلمين أن يعيشوا مع غير المسلمين فى وطن واحد. وختم كلامه قائلا: لا تضيع وقتك مع أمثال هؤلاء، لأنك لو تتبعت كلامهم فسوف تجد عجبا وسيشغلك ذلك عن الكثير مما ينفع الناس، وخير لك أن تخاطب العقلاء ولا تلق بالا لخطاب الحمقى. من جانبى اعتبرت الموضوع منتهيا وتصورت أننا تجاوزناه. لكننى أشرت إليه لاحقا فى كتابى الذى صدر فى عام 1985 تحت عنوان (مواطنون لا ذميون). إذ خصصت فصلا كان عنوانه (شبهات وأباطيل) تطرقت فيه لبعض الأفكار السلبية والملتبسة التى شاعت فى التعامل مع غير المسلمين. وكان منها الحديث النبوى، الذى رواه أبوهريرة ونقل فيه عن رسول الله قوله: (لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام. وإذا لقيتموهم فى طريق فاضطروهم إلى أضيقها). وهو الحديث الذى أثار جدلا بين الفقهاء عرضت خلاصة له فى الكتاب. وقد ناقشت الموضوع فى بضع صفحات كان عنوانها: إجراء استثنائى فى ظروف استثنائية. وقلت إن كلام النبى عليه الصلاة والسلام كان بمثابة تحذير للمسلمين صدر فى وقت اشتد فيه التآمر عليهم من جانب هؤلاء. ولعب المنافقون دورهم فى الوقيعة بين الطرفين. وخلصت إلى أن التوجيه النبوى (كان إجراءً مؤقتا أقرب إلى فكرة المقاطعة فى أعراف زماننا، لمواجهة سلوك محدد تعالت فيه البغضاء من بعض اليهود والنصارى). وفى غير ذلك فالأصل فى علاقة المسلمين بأصحاب الديانات الأخرى هو (البر والقسط) طبقا للنص القرآنى. علما بأن الرسول ذاته الذى أصدر ذلك التوجيه قد مات ودرعه مرهونة عند يهودى. وكنت قد أشرت فى السياق إلى النص القرآنى الذى يكفل الكرامة لكل بنى آدم بصرف النظر عن عقائدهم، وإلى واقعة قيام النبى عليه السلام ووقوفه حين مرت جنازة لميت أمامه. وحين نبهه أحد صحابته إلى أن الميت يهودى، فكان رده: أليست نفسا؟ من قراءتى للتاريخ وجدت أن الآراء التى تدعو إلى مخاصمة الآخرين وبغضهم تجد رواجها فى عصور البلبلة والانحطاط. ولاحظت أنها شاعت فى أواخر سنوات الامبراطورية العثمانية، التى منع فيها اليهود والمسيحيون من السير فى عرض الطرق (أطلق عليها نظام التطريق). وقد طبق فى لبنان حتى بدايات القرن الماضى. وقد أخافتنى تلك الملاحظة، لأننى فهمت أن تتردد الدعوة إلى عدم تهنئة المسيحيين فى أجواء البلبلة الراهنة، لكنى خشيت أن تكون تلك بداية لانجرارنا إلى مرحلة الانحطاط.

تحية كبيرة الى الرجل الطيب والامام الأكبر الشيخ أحمد الطيب... هكذا تكون العمائم...


نص وثيقة الأزهر الشريف لنبذ العنف، التي اتفق عليها الحاضرون في لقاء الخميس 31 كانون الثاني/يناير 2013، عقب اجتماع القوى السياسية مع شيخ الأزهر الامام أحمد الطيب. باسمِ جَمهرةٍ من شبابِ الثورة، وفي رِحابِ مَشيَخةِ الأزهرِ، وباسمِ الأزهرِ الشَّريفِ المؤسَّسةِ العلميَّةِ الوَطَنيَّةِ العريقةِ، وبمُشاركةِ طائفةٍ من هَيْئةِ كِبارِ العُلَماءِ وممثلي الكنائس المصرية، نُعلِنُ التِزامَنا بالمبادِئِ الوَطَنيَّةِ والقِيَمِ العُليَا لثَوْرةِ الخامس والعِشرين من يَناير، التي يحرِصُ عليها كلُّ المشتغِلينَ بالسياسةِ والشأنِ الوَطَنِيِّ من السِّياسيِّينَ وقادَةِ الفِكرِ ورُؤَساءِ الأحزابِ والائتِلافاتِ، وسائر الأطيافِ الوَطَنيَّةِ كافَّةً، دُونَ تمييزٍ. الموَقِّعونَ على هذه الوثيقةِ يلتَزِمونَ بما يلي: ١) حقُّ الإنسان في الحياةِ مقصدٌ من أسمَى المقاصِدِ في جميعِ الشَّرائِعِ والأديانِ والقَوانينِ، ولا خَيْرَ في أُمَّةٍ أو مجتمعٍ يُهدَرُ أو يُرَاقُ فيه دَمُ المواطنِ، أو تُبتَذَلُ فيه كَرامةُ الإنسانِ، أو يضيع فيه القصاص العادل وفق القانون. ٢) التأكيدُ على حُرمَةِ الدِّماءِ والمُمتَلكاتِ الوَطَنيَّةِ العامَّةِ والخاصَّةِ، والتَّفرِقةُ الحاسمةُ بين العمَلِ السِّياسيِّ والعملِ التخريبيِّ. ٣) التأكيدُ على واجبِ الدولةِ ومُؤسَّساتِها الأمنيَّةِ في حِمايةِ أمنِ المواطنينَ وسَلامتِهم وصِيانةِ حُقوقِهم وحُريَّاتِهم الدُّستوريَّةِ، والحِفاظِ على المُمتَلكاتِ العامَّةِ والخاصَّةِ، وضَرورةِ أنْ يَتِمَّ ذلك في إطارِ احترامِ القانونِ وحُقوقِ الإنسانِ دُونَ تجاوزٍ. ٤) نبذُ العُنفِ بكلِّ صُوَرِه وأشكالِه، وإدانتُه الصَّريحةُ القاطعةُ، وتجريمُه وطنيًّا، وتحريمُه دِينيًّا. ٥) إدانة التحريضِ على العُنفِ، أو تسويغِه أو تبريرِه، أو التَّرويجِ له، أو الدِّفاعِ عنه، أو استغلالِه بأي صُورةٍ. 6) إنَّ اللُّجوءَ إلى العُنفِ، والتَّحريضَ عليه، والسكوتَ عنه، وتشويهَ كلِّ طرفٍ للآخَر، وتَرْوِيجَ الشائعاتِ، وكل صُوَرِ الاغتيالِ المعنويِّ للأفرادِ والكياناتِ الفاعلةِ في العمَلِ العامِّ، كلُّها جرائمُ أخلاقيَّةٌ يجبُ أنْ يَنأَى الجميعُ بأنفُسِهم عن الوُقوعِ فيها. ٧) الالتِزامُ بالوسائلِ السِّياسيَّةِ السِّلميَّةِ في العمَلِ الوطنيِّ العامِّ، وتربيةُ الكوادرِ الناشطةِ على هذه المبادئِ، وترسيخُ هذه الثَّقافةِ ونشرِها. ٨) الالتِزامُ بأسلوبِ الحوارِ الجادِّ بين أطرافِ الجماعةِ الوطنيَّةِ، خاصَّةٍ في ظُروفِ التَّأزُّمِ والخلافِ، والعملُ على تَرْسيخِ ثقافةِ وأدبِ الاختلافِ، واحترامُ التعدُّديَّةِ، والبحثُ عن التَّوافُقِ من أجلِ مَصلحةِ الوطَنِ، فالأوطانُ تتَّسِعُ بالتَّسامُحِ وتضيقُ بالتعصُّبِ والانقِسامِ. ٩) حمايةُ النَّسيجِ الوَطَنِيِّ الواحدِ من الفِتَنِ الطائفيَّةِ المصنوعةِ والحقيقيَّةِ، ومن الدَّعواتِ العُنصُريَّةِ، ومن المجموعاتِ المسَلَّحةِ الخارجةِ على القانونِ، ومن الاختِراقِ الأجنبيِّ غيرِ القانونيِّ، ومن كُلِّ ما يُهدِّدُ سَلامةَ الوطَنِ، وتضامُنَ أبنائِه، ووحدةَ تُرابِه. ١٠) حمايةُ كيانِ الدَّوْلةِ المصريَّةِ مَسؤوليَّةُ جميعِ الأطرافِ، حكومةً وشعبًا ومعارضةً، وشَبابًا وكهولاً، أحزابًا وجماعاتٍ وحركاتٍ ومُؤسَّساتٍ، ولا عُذْرَ لأحدٍ إنْ تسبَّبت حالاتُ الخِلافِ والشِّقاقِ السِّياسيِّ في تَفكيكِ مُؤسَّسات الدولةِ أو إضعافِها. ونحنُ إذ نُعلِنُ إيمانَنا بهذه المبادِئِ، وما تُعبِّرُ عنه من أُصولٍ فَرعيَّةٍ، وثَقافةٍ دِيمقراطيَّةٍ، ووحدةٍ وطنيَّةٍ، وتجربةٍ ثوريَّةٍ - ندعو كلَّ السِّياسيِّينَ، قادةً أو ناشطينَ، إلى الالتِزامِ بها، وتطهيرِ حياتِنا السياسيَّةِ من مَخاطِرِ وأشكالِ العُنفِ، أيًّا كانت مُبرِّراتُها أو شعاراتُها، وندعو كلَّ أبناءِ الوطنِ، حُكَّامًا ومحكومينَ، في أقصى الصَّعيدِ والواحاتِ، وفي أعماقِ الدِّلتا والباديةِ، وفي مُدُنِ القناةِ وسَيْناء، إلى المصالحةِ، ونبذِ العنفِ، وتَفعيلِ الحوارِ - والحوار الجادّ وحدَه - في أمورِ الخِلافِ، وتَرْكِ الحُقوقِ للقَضاءِ العادِلِ، واحتِرامِ إرادةِ الشَّعبِ، وإعلاءِ سِيادةِ القانونِ، سَعْيًا إلى استِكمالِ أَهْدافِ ثَوْرةِ الخامس والعشرين كاملةً - بإذْن الله.

الأربعاء، 2 يناير 2013

أوقفوا الكارثة

حنا جريس

والكارثة التى أعنيها هى الفتنة الأهلية التى تنتظرنا نتيجة الإمعان فى ذلك الاستقطاب الحاد الذى يزداد مع مرور الوقت، والذى يكاد يقسّم أبناء الوطن إلى قسمين متخاصمين متصارعين يقفان فى حالة من التربص كل منهما بالآخر. ونعرف جميعاً أن هذا الاستقطاب الكارثى قد تداخل فيه ما هو ثقافى بما هو اجتماعى وسياسى، وهو محمل بما هو تاريخى، كما أنه يدور ويستخدم فى ظل ضغوط ومصالح إقليمية ودولية تجعله أكثر خطراً على الوطن وأهله، لكننا نعرف أيضاً أننا أقطابه وأننا فاعلوه وإن كان له أن ينتهى فلن يكون إلا إذا قررنا نحن ذلك. والذى أجّج هذا الاستقطاب هو مقاومة قطاعات كبيرة من المجتمع للمحاولة المتعجلة التى يقوم بها التيار الإسلامى وأحزابه لتمرير، وربما فرض، نظام حكم «إسلامى» على المجتمع المصرى. والذى يعيق إنهاء الاستقطاب هى الأوهام التى يعيشها طرفاه، فعلى جانب، يصر الإسلاميون على أن الشعب كله معهم وأنهم يتعرضون لمؤامرة من أقلية معارضة تمنعهم من إتمام مهمتهم السامية، وعلى الطرف الآخر هناك من يصر داخل الأحزاب أن الظاهرة الإسلامية ليست مصرية وإنما وافدة عليها جغرافياً وتاريخياً، ولا مكان لها فى التربة المصرية. وإنهاء حالة الاستقطاب لن تكون إلا بكشف الأوهام واستبصار الواقع، فعلى التيار الإسلامى أن يدرك أن مقاومة مشروعهم كامنة فيه وليست من خارجه، فمشروعهم الذى يؤمنون به لا يزال ضبابياً عاجزاً عن التوافق مع ما طرأ على البشرية من تقدم كبير فى المفاهيم السياسية خاصة فيما يتعلق بالحريات ونظم الحكم، وقد انعكس ذلك على مسودة الدستور التى اجتهدوا فيه والذى أثار الكثير من الجزع لدى فئات المجتمع، فعوضاً عن أن يكون دستوراً لدولة إسلامية، فقد جاء دستوراً لدولة استبدادية بامتياز. وعليهم أيضاً أن يسقطوا وهم المؤامرة عن أذهانهم، فالذين يعارضونهم ليسوا فقط الأحزاب «المدنية» وأتباعها وإنما هناك قطاعات كاملة ليست لها علاقة بهذ الأحزاب جزعت وروعت ليس بسبب ما يقوله البعض عنكم، وإنما ما تقولونه أنتم وما تفعلون، ولعل القراءة الواعية لمشهد الاستفتاء ونتائج مرحلته الأولى توضح الأمر أكثر. ومن ناحية أخرى، على العلمانيين أن يدركوا أن ظاهرة الإسلام السياسى فى مصر ليست وافدة بالكلية، ربما تكون هناك بعض المظاهر الوافدة لكن الظاهرة بكاملها هى أحد تجليات تجربة الحداثة المصرية، وعليهم أن يدركوا أنه لا تقدم حقيقى سيحدث فى مصر دون استيعاب تيارات الإسلام السياسى داخل البناء الثقافى/السياسى المصرى. والذى يستطيع الآن أن يوقف الكارثة هو الرئيس محمد مرسى وأظنه الآن يدرك صعوبة تغيير بنية الدولة دون توافق شعبى كبير، وعنوان هذا التوافق الذى يوقف الكارثة فى ذات الوقت هو إيقاف هذا الاستفتاء المعيب، قبل أن يوقفه القضاء، والبدء فى حوار جاد يضم كافة الأطراف السياسية والمجتمعية للاتفاق على أسس الجمهورية الجديدة وكيفية الوصول إليها. وأظن أيضاً أن الرئيس يدرك أن من يتصورون أن دفع عملية التمكين إلى الأمام بالقوة والقدرة والدعم الخارجى يزيدون من احتمال الفتنة والكارثة، وربما يدخلون البلاد فى نفق مظلم، لكن مصر الثورة ستخرج منه سالمة، وسيكونون هم من الهالكين.

سامر سليمان.. وداعاً

حنا جريس

تعرفت على الدكتور سامر فى أواخر عام 2003، كان قد انتهى من رسالته للدكتوراة التى حصل عليها من معهد الدراسات السياسية فى باريس حول استخدام نظام الحكم فى مصر للدولة، والتى نشرها لاحقاً فى كتابه «النظام القوي والدولة الضعيفة»، كان سامر حينها يحاول الاقتراب كباحث فى العلوم السياسية والاجتماعية من ملف الاحتقان الطائفى، ومن ثم كانت المقابلة وبدأت الصداقة. على مدى السنوات التالية، اكتشفت فيه هذا المناضل الإنسانى الرائع الذى كرس علمه وفكره وجهده للدفاع عن حقوق المواطنين، خاصة الفئات المستضعفة والمقهورة، كان أكاديمياً من طراز رفيع يرفض السقوط فى غواية الانحياز أياً كانت مكاسبه، حريصاً على موضوعيته مهما كلفته من أعباء. وهكذا أصبح الأكاديمى والباحث الذى تربى فى بيئة يسارية علمانية نموذجاً للمثقف العضوى كما عبر عنه جرامشى، كان يمزج بين نشاطه السياسى والحقوقى وبحثه العلمى والفكرى ومن ثم كنت تراه مشاركاً ومناضلاً فى كافة الفعاليات السياسية والنشاطات، وكنت تجد فى كتاباته الصورة واضحة والسؤال دقيقاً والإجابة كاشفة. وخلال السنوات القليلة التالية، كنت ترى سامر فى كافة ساحات النضال السياسى والحقوقى، فقد كان أحد أهم مؤسسى مجموعة «مصريون ضد التمييز الدينى» والتى أخذت على عاتقها محاربة التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو العقيدة حيث كان أيضاً أحد أهم مفكريها ومن أبرز ناشطيها، وما زلت أذكر حماسه الملهم وهو يحثنا على التمسك بشعار «الدين لله والوطن للجميع» باعتباره الشعار الجامع لكافة المواطنين، كما أنه الإطار الذى يجعلنا نستطيع الدفاع عن حقوق الفرق الدينية المختلفة حتى لو كانت صغيرة العدد وضعيفة مثل البهائيين. وعندما اندلعت ثورة 25 يناير، كان سامر فى أوج تألقه وحماسه، وما زلت أتذكر كيف جلسنا مع بعض الشباب؛ لنكتب بياناً للرد على خطبة المخلوع التى ألقاها عشية موقعة الجمل، كان يكتب بتركيز وحماس منشوراً ثورياً قوياً، كان يحاول أن يعبر عن روح الثورة فى الميدان بكافة تفاصيلها، كان ما كتبه هو الصيغة الأولى لأول بيانات ائتلاف شباب الثورة. فى الأسابيع التالية لتنحى الرئيس السابق، كان سامر من أوائل النشطاء والمفكرين الذين تنبهوا لأهمية ملء الفراغ الكبير فى الساحة السياسية بقوى سياسية منظمة، ولأنه كان مؤمناً بأن مصر بحاجة إلى يسار ديمقراطى قوى، فقد كان يدفع بكل قوة لبناء كيان حزبى يقوم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية كركيزتين أساسيتين باعتبارهما من المطالب الأساسية للثورة، طاف سامر على جميع أصحاب المبادرات للقيام بأحزاب، وساعد الجميع وبذل جهداً مع الجميع، كان له هدف واحد أن يجمع بين الخبرات السياسية والتنظيمية التى يملكها الكبار، والروح الثورية والطاقة الهائلة التى لقطاعات الشباب، فهذا هو المستقبل الذى يراه. رحم الله سامر، فعلى أكتاف مثله من مناضلى الظل الذين يقدمون كل ما لديهم من جهد وصحة ووقت، يبنى شبابنا بلداً جديداً تسرى فيه روح الثورة، الحرية والعدالة الاجتماعية وهما ما عاش ومات من أجلهما المفكر اليسارى والثورى والمناضل والإنسان سامر سليمان.

الخميس، 23 أغسطس 2012

حاجتنا لتفكير جديد

د. قدري حفني

لعل أحدا لا يختلف علي حقيقة أن بلادنا تمر بمرحلة لم تشهدها من قبل، و مهما اختلفنا علي إيجابية أو سلبية ما نشهده، فمما لا جدال فيه أنه جديد بكل ما تعنيه الكلمة. من اهتمام غير مسبوق بالسياسة، إلي جرأة قد تصل إلى حد الاجتراء علي ما كان يعتبر التفكير فيه مغامرة غير محسوبة، إلي أضواء كاشفة مبهرة تبدو كما لو كانت تغطي مسرح الأحداث جميعا متناقضة _أو لعلها متناغمة- مع ظلام دامس و غموض كثيف يكتنف ما يجري خلف المسرح بين صناع القرار ، إلي وجهات نظر متضاربة حول تقييم ما كان و ما يجري فضلا عن توقع مسار الأحداث في المستقبل. إننا جميعا في ظل ما يحيط بنا من متغيرات جديدة متلاحقة نمارس التفكير، و نصل إلي قرارات؛ و لعل غالبيتنا العظمي راضية عن تفكيرها غاية الرضي مقتنعة بقراراتها كأفضل ما يكون الاقتناع لا يداخلها بشأنها أدني شك. و لعل ذلك يجسد القول الشائع عن أن المرء قد يرغب في تغيير ملامحه أو لون بشرته أو حتي محل مولده و لكنه أبدا لن يقبل طوعا بتغيير تفكيره. و لقد شغلت قضية اتخاذ الإنسان لقراراته في ظل ظروف لم يعايشها من قبل اهتمام العديد من المتخصصين في علم النفس السياسي، و خاصة المتخصصون منهم في سيكلوجية التفكير و اتخاذ القرارات. لو تصورنا فردًا - أى فرد- في موقف جديد، أى يتضمن مشكلة تتطلب حلاً ، وان الحلول التي سبق أن مارسها في مواقف مشابهة لا تسعفه في حل الموقف الحالي، فإن عليه أن يلجأ إلى التفكير في حلول مبتكرة. ولعلنا نتساءل ترى ولماذا لا نقدم جميعًا و من البداية علي ممارسة ذلك التفكير الإبتكاري، مادام سيتيح لنا سبلاً أيسر لحل مشكلاتنا؟ أنه الخوف من الابتكار. فالتفكير الإبتكاري يعني الاختلاف، و الخروج عن النمط المألوف المعتاد، و المغامرة بتجربة جديد غير مضمون، وكلها أمور قامت التنشئة الاجتماعية في بلادنا على رفضها والتخويف منها؛ و التحذير من المحاولة و الخطأ و تغليظ العقاب لمن يقدم على ذلك. كانت عمليات التنشئة الاجتماعية في بلادنا تقوم على تدعيم أنماط التفكير التقليدية القائمة على التلقين، وعقاب من يحاول الخروج عليها. بعبارة أخرى فإننا كنا عادة ندرب أطفالنا - كما تدربنا نحن - على قمع نزعات التفكير الابتكاري لديهم، ونتبع لتحقيق ذلك كافة أساليب الثواب والعقاب. فالطفل المتلقي، الصامت، المنفذ، قليل الأسئلة، المقتنع دائمًا بما يقدم إليه من إجابات، هو طفلنا المفضل المطيع المهذب المؤدب. أما الطفل المتسائل، غير المقتنع، التلقائي، فهو غالبًا طفلنا المشاكس المتمرد الذي يحتاج إلى تقويم. خلاصة القول أننا نرسخ لدي أطفالنا أن التفكير الابتكاري مخاطرة غير مضمونة النتائج في حين أن التفكير التقليدي طريق مضمون آمن. و لسنا في حاجة لسرد أمثلة لمن طالتهم العقوبات الثقيلة ثمنا لاختلافهم مع ما هو سائد فكرا أو ممارسة.ٍ و رغم رسوخ ثقافتنا التقليدية القديمة فقد أفلت من إسارها شباب أتيحت لهم فرصة الاحتكاك بالعالم الحديث و التفاعل مع أدوات الاتصال المبتكرة، فاندفعوا في محاولة ابتكارية لتغيير عالمنا دون أن يتوقفوا طويلا في محاولة فهمه فكانوا بمثابة القاطرة التي تحاول أن تحرك جبالا من التفكير التقليدي الذي يقدس التكرارية و يجد صعوبة في إدراك الجديد، و يستبعد البدائل، و يميل إلي الأحكام العامة المطلقة، و يحكم علي الحاضر بل و المستقبل بمعايير الماضي الذي ألفه و اطمأن إليه وغني عن البيان أن التفكير الابتكاري يقوم على النقيض من ذلك كله؛ فالتكرارية بالنسبة للتفكير الابتكاري لا تعني الكثير، بل على العكس فإن الفرد الابتكاري لا يكاد يرى شيئًا مكررًا، حيث يقوم التفكير الابتكاري على إدراك الفروق الكمية البسيطة، ويتمرد على التعميمات المطلقة مؤكدا فكرة البدائل. و غني عن البيان أننا أصبحنا جميعا مطالبون بأن نتدرب علي مهارات التفكير الابتكاري الذي يكاد أن يصبح رغم قسوته ضرورة حياة في ظل طبيعة الواقع الذي نعيشه في المرحلة الراهنة. و يتطلب ذلك التدريب الالتزام بعدد من القواعد لعل أهمها: أولا: محاولة فتح الباب على مصراعيه لتقبل البدائل، بمعنى التأكيد دائمًا على أن الواقع ليس هو الممكن الوحيد، و أن الواقع القائم ليس سوي أحد الاحتمالات العديدة اللانهائية الممكنة. ثانيا: أن العالم متغير دومًا وأن الثبات نسبي تمامًا. بعبارة أخرى فإنه لا يوجد شيئين أو أمرين أو لحظتين متطابقتين تمامًا، و أن إدراك الفروق لا يقل أهمية عن إدراك أوجه التشابه، و أنه ينبغي إدراك العالم في كل لحظة باعتباره عالم جديد يستحق إعادة التفكير. ثالثا: أن خطأ المحاولة ليس نهاية الطريق، بل انه في حد ذاته يمثل متعة حقيقية. بعبارة أخرى فإنه إذا كان المفكر التقليدي يخشى أكثر ما يخشى الخطأ، فإن المبدع يستمتع بالمحاولة الجديدة ولا يكف عنها ولا يدفعه خطأ النتيجة إلا إلى تعديل المحاولة والعودة من جديد. تري هل يمكن الاستفادة من ذلك النهج الفكري في أن ندرك أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة 2011 يختلف –رغم التشابه- عن مجلس قيادة الثورة 1952، و أن جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 تختلف رغم التشابه عنها في 2012، و أن هناك تشابه و اختلاف بين ما جري في مصر خلال عام 1919، و 1952، و 2011؟

الستينات و ما أدراك ما الستينات

د. قدري حفني- القاهرة

قال الرئيس مرسي في خطابه الشهيرفي ميدان التحرير، و هو يستعرض تاريخ ما قدمه الشعب المصري من شهداء "وعندما نذكر الشهداء أيها الأحباب الكرام ننظر فى التاريخ أيضا لنعرف أن شجرة الحرية قد بدأ غرسها قد غرس جذورها رجال كرام منذ عشرات السنين. منذ بدايات القرن الماضى غرس الرجال جذورا روتها دمائهم وأحيتها تضحياتهم على مدار العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات والستينيات وما أدراك ما الستينيات وبعد ذلك عقدا بعد عقد الى أن وصلنا بعد ظلم طويل و ليل دام طويلا الى 25يناير 2011 فكان شهداء هذه الثورة أحيى كذلك كل مصابى الثورة العظام وأسرهم …أسر الشهداء والمصابين وكل من قدم لبلده وضحى لوطنه فى سبيل تقدمه يا رجال الثورة الصامدين “ لم يذكر الرئيس صراحة أنه يقصر حديثه علي الإخوان المسلمين، بل أنه أشار إلي شهداء العشرينيات، و الثلاثينيات، و الأربعينيات، و الخمسينيات و هي المراحل التي قدم فيها الشعب المصري شهداء ثورة 1919 ثم شهداء كوبري عباس في الثلاثينات، و شهداء فلسطين في الأربعينيات ثم شهداء مقاومة الاحتلال في قناة السويس من رجال الشرطة و الفدائيين في الخمسينيات؛ و رغم كل ذلك فقد انهالت التعليقات مؤكدة أنه لم يكن يعني سوي إدانة الناصرية. و قد دفعتني تلك التعليقات إلي تساؤل منهجي و ذكريات تاريخية كشاهد علي ذلك العصر. من الناحية المنهجية ينبغي الحذر من أن يندفع المرء مدافعا عن الجماعة السياسية أو الفكرية التي ينتمي إليها إلي حد ألا يري أخطاءها و أن يبرر خطاياها. و من ناحية أخري فلا ينبغي للمرء أن تدفعه إدانته السياسية أو الفكرية لجماعة سياسية أو فكرية إلي تجريدها من أية إيجابية أو تلويث تلك الإيجابيات. مثل ذلك الموقف لا يعتبر خطأ منهجيا فحسب بل هو أيضا خطيئة سياسية حيث يؤدي عمليا إلي تكريس تقديس رموز بشرية تاريخية، و من ثم تبرير تكرار نفس الخطايا في المستقبل. الدفاع عن الناصرية لا يعني تبرير انتهاك الحريات و تعذيب المعتقلين إلي حد القتل و من ناحية أخري فإن رفض الناصرية لا يعني إدانة الانحياز للفقراء و بناء السد العالي إلي آخره. تري هل المرء ملزم بالدفاع عن تاريخ جماعته التي ينتمي إليها و تنقية صفحتها مهما شهد ذلك التاريخ من مظالم؟ هل علينا لكي ندافع مثلا عن تاريخنا الفرعوني و نفخر به أن يقتصر حديثنا على ما يحفل به التاريخ الفرعوني من منجزات علمية و حضارية باهرة، دون أن نشير إلي تأليه أجدادنا لحكامهم. و هل انتماءنا للتاريخ الإسلامي أو المسيحي يفرض علينا أن نركز علي روحانية الدين و سمو القيم التي نادت بها الأديان و أن نطمس علي تلك الدماء التي سالت في معارك بين بشر يحملون رايات دينية و يزعمون أن قتالهم إنما هو دفاع عن التفسير الصحيح للعقيدة؟ بعبارة أخري هل ثمة ما يبرر تنزيه بشر عن الخطأ بل و عن الخطيئة؟ لقد كانت تلك الحقبة الستينية حافلة بالإنجازات و الانكسارات. إنها الحقبة التي شهدت قرارات التأميم و إنجاز بناء السد العالي و هي الحقبة التي كرست سلطة الحزب الواحد، و هي ذات الحقبة التي شهدت للمرة الأولي في تاريخ مصر تكريسا رسميا لفصل الذكور عن الإناث في التعليم الجامعي بإنشاء كليات جامعة الأزهر، و هي الحقبة التي شهدت قيام الوحدة المصرية السورية كما شهدت انهيارها، و هي الحقبة التي شهدت أعنف حملات اعتقالات و تعذيب للمنتمين لكافة التيارات السياسية المعارضة كالإخوان المسلمين و الشيوعيين، و هي الحقبة التي شهدت واحدة من المرات النادرة التي خرج فيها الجيش المصري ليقاتل و تسيل دماؤه خارج حدوده الوطنية في اليمن حيث فقدنا ما يزيد عن 15 ألف شهيد، و هي الحقبة التي شهدت أيضا هزيمة 1967 التي سالت فيها علي أرض سيناء دماء ما يقرب من 10 آلاف شهيد. و غني عن البيان أن أعداد شهداء الجيش المصري في انكسارات الستينات يفوق بما لا يقارن أعداد شهداء التعذيب و ضحايا الاعتقال في تلك الحقبة. تري هل يمكن بعد ذلك اختزال عبارة "الستينات و ما أدراك ما الستينات" في أنها تقتصر علي ما عاناه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين؟ و من ناحية أخرى تري هل يمكن اختزال كل ما شهدته حقبة الستينيات في كلمة إدانة أو كلمة تمجيد؟ و هل من ضير و نحن نتحدث عن الشهداء أن نردد مع محمد مرسي "الستينات و ما أدراك ما الستينات". لعله لو قالها في سياق حديث عن الانفتاح الاقتصادي لكان لها مذاق آخر يحمل نكهة إدانة تدخل الدولة و انحيازها للفقراء. و لو قالها في إطار العلاقات المصرية الأمريكية لكان فيها شبهة إدانة لسعي عبدالناصر لاستقلالية القرار المصري. تري هل تكون رسالتنا لرئيسنا و للرؤساء القادمين أن لكم أن تعذبونا و تنتهكوا حرماتنا مادمتم تحققون "إنجازات" ثورية؟ أم أن نؤكد للجميع أن إدانة التعذيب و انتهاك الحريات في الستينيات أو في غيرها يعد ضمانا لعدم تكرار ذلك في المستقبل تحت أي ذرائع أو مبررات سياسية أو اجتماعية أو دينية؛ و ما أكثر الذرائع و المبررات التي ما زالت جاهزة للاستخدام حتي الآن.

الخميس، 21 يونيو 2012

Understanding the Egyptian revolution

Tareq El Bishri This is the fifth revolution in the history of modern Egypt since the 19th century. The first revolution was the one that toppled Mohammed Ali. The second is of Ourabi in 1880. The third was in 1919. The fourth was in 1950. The fifth revolution is the present one of January 2011. Of all the revolutions, four of them were a partnership between the people and the military. All the people of Egypt agreed that these revolutions were effective, in the sense that they were rejecting a regime that governed them and were looking forward to adjusting the system. We notice that the only revolution in which the army was not involved was the 1919 revolution. This is attributed to the fact that the army was absent; it was in Sudan, away from the political events in Egypt. So in other words, the only successful Egyptian revolution is where there was no effect or influence of the army in participating in or protecting it - where the Egyptian army was away from the events in Egypt in Sudan. That is the 1919 revolution. What we notice when we read the history of Egypt is the army was actually going along with the revolution in Egypt - and in this fifth revolution, which we are witnessing now, it came out to the streets after the withdrawal of the police on January 28. The Egyptian army was actually supporting this movement and protecting public installations and buildings and protecting the movement of the people instead of resisting or oppressing it. And the army that came onto the streets was actually supporting the movement and no single bullet was shot at the time. But there was a major and clear difference between the events of the July 23, 1952 revolution and the events of 2011. In the 1952 revolution, there was actually a coherency to the peoples' movement. There, people shared a unified demand for the withdrawal of British forces from Egypt. At the time, the revolutionary force came from the army, and that decided the political battle against the regime of the time. If we look at the events of the period between 1951 and 1952, we find that the popular movement - partisan and non-partisan - had an important force against the king and royal system. The momentum increased, but the popular movement to remove the royal system and there was the fire in Cairo at the time. The army came on July 23 to carry out this revolutionary act believing in its values and was supported by the people. So the main act supported by the people was carried out by the army in 1952, whilst the partner was the people in supporting that main action of the revolution. On January 25, there was a major difference. The revolutionary action was by the popular youth movement, which suffered 150 deaths and more than 5,000 injured. In the first three days of the revolution, before the police disappeared from the streets leaving a state of insecurity, and before the army took over the task of security, the army actually protected government buildings and responded to the movement with a great deal of understanding and coherence. It would seem from this revolution that the main action was not by the army but the people. The great momentum they generated was surprising, along with the determination and resolve of the people, as well as the cumulative effect of toppling the regime. The army was merely supporting; but the main actor was the people, and the army was the partner, facilitator and supporter of the people. It would seem from this that the popular movement had the precedence in toppling the regime of Hosni Mubarak, but did not have the leadership. The absence of organisation Although the popular movement was the one that toppled the leadership of Hosni Mubarak, it did not have the organisational, institutional leaderships to take over power and replace the deposed president. There were official parties that were recognised by the regime, but they were very weak and could not formulate a main part in stirring the revolution or leading the revolutionaries or organising them. There were some intellectual leaders who were known for their patriotism, especially in the last seven years of Mubarak's regime, and made good contributions in the revolution that we witnessed on the streets. But all those leaders did not have any organisational links with the popular movement itself and would have no role in organising it. There were some protests and popular movements organised by factory workers, civil servants and other groups over the past seven years, but numbered only in the hundreds during their protests and sit-ins. They had various demands, from economic grievances - wages and employment - to political ones related to freedom and the release of detainees. That related to the idea of coming out – of demonstrating, the culture of demonstrations, and the culture of protesting. And this was on-going in Egypt before January 25. But the main event was on January 25. All those movements were scattered and separated, they were sporadic – that was the situation before the revolution I saw something very important here. The revolution, with its masses, increasing numbers, defiance of the will of Hosni Mubarak, the awareness of the objectives and demands of the Egyptian people, its collective intelligence, its ability to escalate the political situation and its adherence to its objectives and peaceful nature, defied the authority that practiced oppression and killing. It distinguished between friend and foe, and we witnessed it ourselves with our own eyes. But it had no single organisational leadership that was expressing its will, that was speaking on its behalf. The revolutionary sense was the dominant one and led to a spontaneous response from the masses without any organisational leadership. The lack of leaders organising the masses also had a positive effect - it analysed the ability of Mubarak, of the regime and its ability to use oppression against people. What contributed to the success of the revolution is the great ability of the Egyptian people in one revolutionary state, to have a common sense of revolution. That sense, the Egyptian sense of responding to the revolution, is very useful, and replaced the organisational links in steering the people. But all of this was one thing, and another thing that is important for a political authority to be toppled and be replaced by another, this deep sense of coherence and common cause had its effect in steering people and moving them. Now we are talking about the condition of a state that needs to be toppled. This is where it is easy because the sentiment of civil riot, which was widespread, made it possible to paralyse the government completely, and if this takes place the regime would fall. This is impossible, to take the reins of power when you have no strong organisation. The revolution has an eventual aim, which is to seize the reins of power. It is impossible to have an institutional vacuum, because the authority is, at the end of the day, an institution, and there needs to be an organisational entity. This is why the official parties were not capable because they were not holding the reins of the revolution and the evolving organisational institutions will not be able to do that. There was eager anticipation for the organisational action of a powerful institution in the few days preceding Mubarak's departure from power. The Egyptian army tried to fill the vacuum on February 10, 2011. The 10th of February - not the 11th of February. The supreme council of the armed forces without the chairmanship of Hosni Mubarak - and Hosni Mubarak was the supreme leader of the armed forces. To protect the gains of the army, the ambitions of this revolutionary objective related to toppling the regime. That took place on February 10, 2011 and shows that the state was practicing authority outside the institutions of the constitution of 1971, because the supreme council was not of those institutions stated in the constitution that issues political decisions or takes political action. The political authority was transferred by means of the revolution, and the supreme council convened without the leader, issuing the first political communiqué, announced to the people on the evening of February 10, 2011. When that communiqué came out, people were congratulating each other because it was a transfer of power - temporarily, but this is a different matter, but the state actually dispensed with the president. The authority was transferred to the supreme council, the armed forces. The political authority was transferred by the legitimacy of the revolution and the army proved that it was holding the reins of power and was the legitimate ruler when Hosni Mubarak gave power to the army. A communiqué was issued at the time to determine the nature of the authority; the nature of the body that has helped the reins of power; and its constitutional position. There was a communiqué stating that the supreme council of armed forces will hold power for six months and suspend the constitution. That communiqué meant that the supreme council will be in place of the president for six months, and the constitution is not abolished but suspended. There was going to be amendments of its articles. Then a communiqué was issued dissolving the parliament, the people's assembly and the council to the legislative authority of Egypt. There were actually serious accusations of rigging before that. This means that the supreme council would actually overtake the authority of those two councils and chambers as well as of parliament during this transitional period, which is estimated to be six months. As we know, any constitution has general provisions about the rights of its citizens and freedoms, and then there are some provisions about the local governments - the two institutions of the executive and the legislative authorities. So the supreme council was actually undertaking that role and announced elections in a more democratic fashion within the allocated six months. We know that the two institutions which were practicing the political action and making decisions were the presidency and the council of the general assembly. The first was toppled and the other two chambers were dissolved, so the supreme council was undertaking all the authority during the transitional period for those two institutions to be re-established in a democratic fashion in order to resume authority. Thus, elections would take place for those institutions to be re-established, and then the people would take part in a referendum about the amended constitution in order to have a new constitution which reflects the political situation in Egypt after the revolution. What has the revolution achieved? The other point that I wanted to talk about is what happened? Everything I mentioned about the revolution's transfer of authority has another question about what it has achieved and what it is expecting to achieve. We could say that what emanated from the revolution was a number of political results which I think have become very clear and have been achieved in the main. The first is that these results, which involved toppling Hosni Mubarak and his family, ended any possibility of transfer of power to his son. And with the organisational and political aspect left the question now to talk about the authority of the state and the fall of the president himself meant that the state has changed, or that it was seriously going to change. Also many of the figures of the regime have been removed and also the supporters of Gamal Mubarak, Mubarak's son. This category of people were actually controlling the state for the past years with the support, blessing and protection of the president himself. Their influence was increasing gradually and they actually controlled the political system during those years. There was a vacuum for them and they managed to control and hold all the reins of power during those years before the revolution. That was the first example of those exercising power and the supporters of the president. This was the main result. The second result was the political activism which managed to remove the political power of the police and removed the police, not in terms of its function of protecting but of its function of using its role which had increased over the past 20 years or so over the rule of Hosni Mubarak and the Egyptians know that several institutions of the state was still subjected to the authority of the police. The influence of the police permeated all of the institutions. This activism brought back the armed forces to the right position. The third result, had this revolutionary act which brought forth a new generation of young people and put that generation, the top of the life in Egypt's political scene and that generation will have an impact on the few in the next months and years. Why do youth movements emerge? I have tried in previous studies to monitor the movements of young people since the beginning of the 20th century. It seemed to me in this study about youth movements in the 20th century that the emergence of parties is obvious because it represents manifestoes and programmes, or economic concerns. It is known how parties emerge, and particular tribal affiliations. These affiliations actually lead to the emergence of parties expressing the interests of certain groups. But when the youth movement emerges, and for its emergence to increase in Egypt over 20 years, then that poses a question – why do they emerge? The emergence of youth movements happens when new objectives appear in society, new physical and social objectives that never emerged before. New challenges in society, that would require responses that never existed before and these objectives were unprecedented. That would lead to the emergence of youth movements expressing that political or social element that never existed before, that was new to the institutions of the state. Youth movements emerge if the institutional groupings are able to express new emerging needs, or urgent demands. And this inability to be attributed to oppression of a previous historical period, in these circumstances, a youth movement emerges outside the frameworks of the present institutions and draws attention to the large numbers and their ability and activism. And through their existence, it actually marks the emergence of new institutions that will have impact over the future years. Some of these youth movements were characteristic and appeared at a time when there were no revolutions. We witnessed the youth movements in 1906, and the National Party, Mustafa Kamal's party, emerged at the time. In 1935 there was a youth movement as well, a new youth movement that appeared on the political scene in Egypt, and that is the 1919 revolution that did not bear any fruits and there was a need to prepare for other objectives that were not fulfilled by the 1919 [revolution]. So the youth movement appeared, the Muslim Brotherhood, and other movements as well. In 1946, there was another youth movement that emerged in Egypt, and the social objective was started by the leftist activists and included the concepts of social justice. And the left wing movements also appeared afterwards. So the youth movements would also appear to give forth to new currents and organisations that never existed before. The 2011 movement is a youth movement and it spread and it was not only for youth, and was similar to other revolutions because it toppled a political system as a result of its revolution. We had new movements in society whose impact would be seen in the future, but the revolution of 2011 was similar to the 1911 revolution and 1952 revolution. It started to change the authority and the political system, and it was able to change the system, or at least started to do so. So this movement was successful in changing the regime, or starting to change the regime. These youth revolutions in its historical context changes within its historical context and reveals that things happen and change despite the impediments and despite the oppression by the political systems and oppression by the regime, because all these ways of oppression cannot eradicate one whole generation. When a new generation appears, it appears far from the oversights made by society. I would like to clarify one point. All the political parties that were available at the time, the government how did it know about these political parties? They know the people behind such political parties, and they know all the things that are happening in those political parties, and they know how to lure those members and how to divide such people. The other movements that were available had files on them, and the government would study and expand those files, and only after would realise and find out that there is a new generation that you do not know anything about. New people who have no files whose names are unknown and you do not know their leader, and so on and so forth. So by the time you make files for those people, you will be toppled. It is too late. The youth movement is a movement that did not have anything written in files. It was unknown to the regime. Hosni Mubarak's regime tried to close all the doors that were trying to topple his system, and controlled the trade unions, the political parties, the institutions, the universities - all the political security was controlled by the police. And all the emerging political institutions were considered outside the law. On the other hand, the protest movements between workers and the different institutions - whether the intellectuals or so on - did not have any organised movement, and did not have a voice that was loud enough to be heard and did not have points of assembly. What happened? The spark of the revolution was the result of the youth movement that came up with an organisation that tried to lead the Egyptian people. It was successful because it was not a part of the political parties or the revolutionary intellectuals that were known in the country, and it is far from the eyes of the political system and the police - that is why they did not know how to deal with it. So that reminds us of the saying, that when a crisis gets really bad, it will get solved eventually and will not be as bad as it used to be when it first started. From this presentation there are two things we can talk about. It is possible for any corrupt political system to be toppled, and popular forces will appear and topple such a regime. So every regime has its own legitimacy, and there will be ways and systems that would expose it as illegitimate. That is why on February 10, the legitimacy of the regime was toppled by the revolution. The birth of a new child leads to tearing; that is what happens biologically. But what is important is to limit the tearing as much as possible, and that is what has happened here with the birth of the new regime. And that is why there was an establishment of a new legitimacy based on new political and social systems, and to get rid of the oppressing regime and to pave the way for a new transit period, or interim period, to go into a new era which will be presenting new institutions and new political parties - this is very important, to have new political parties, that will represent the requirements and needs of these generations. This is what I wanted to tell you. Thank you very much.

MAHMOUD HUSSEIN

" Mahmoud Hussein " est le pseudonyme commun de deux auteurs : Baghgat Elnadi (né en 1936) et Adel Rifaat (né en 1938). Tous deux Egyptiens - l'un est d'origine musulmane ; l'autre d'origine juive, mais converti à l'islam -, ils furent à l'époque de Nasser d'ardents militants laïcs et marxistes. C'est à ce titre qu'ils furent incarcérés à plusieurs reprises dans les années 1960 avant de s'installer en France, où ils furent naturalisés en 1983. Ils sont titulaires d'un doctorat d'Etat en philosophie politique, et auteurs de nombreux ouvrages parmi lesquels on citera : Versant sud de la liberté, Essai sur l'émergence de l'individu dans le Tiers monde ; Les arabes au présent ; Sur l'expédition de Bonaparte en Egypte. Entre 1978 et 1988, " les " Mahmoud Hussein ont dirigé Le courrier de l'Unesco, publié en 30 langues et diffusé dans 120 pays. Ils ont déjà publié, chez Grasset, le Tome I de " Al Sîra " (13.000 exemplaires vendus à ce jour). Les textes qui nous éclairent sur la vie de Muhammad ibn 'Abd Allâh ibn 'abd al-Muttalib, Prophète de l'Islam, éma-nent essentiellement de trois sources. Ce sont : le Coran, que tout musulman tient pour la Parole de Dieu, révélée à Mu-hammad par l'entremise de l'ange Gabriel ; les Dits du Prophète (Hadîths), qui consignent les propos personnels de Muhammad ; enfin les Chroniques (Al-Sîra), qui rapportent les témoignages de ses contemporains sur ses faits et gestes. De ces trois textes, seule la Sîra nous offre les jalons chro-nologiques et géographiques qui nous permettent de replacer, dans une continuité historique repérable, la plupart des grands événements de sa vie. De plus, en nous conduisant au cœur de l'époque où il a vécu, elle nous retransmet le souffle et les rythmes de la vie dans l'Arabie du septième siècle. Elle est gorgée de couleurs, de saveurs, d'expressions, qui nous rapprochent de la vérité intime des hommes de ce temps, au moment où Muhammad vient bouleverser leurs manières d'être et de penser. Elle nous permet de saisir, en même temps que le sens des changements suscités par son action prophéti-que, les multiples facettes de sa personnalité. Cependant, le Prophète ayant vécu dans une société de tradition orale, les témoignages de ses contemporains sur ses faits et gestes n'ont pas été directement couchés par écrit. Ils ont d'abord été transmis de bouche à oreille, puis partielle-ment retranscrits sur des matériaux de fortune, par divers rapporteurs, avec de nombreuses variantes. Ce n'est qu'un siècle et demi après la mort de Muhammad, que ces témoi-gnages ont commencé à être collectés, authentifiés et fixés par écrit. Différents chroniqueurs y ont consacré une grande partie de leur vie. Travaillant chacun de son côté, ils ont patiemment repris à rebours les chaînes de transmission de ces témoigna-ges, pour remonter peu à peu jusqu'aux témoins directs. La fidélité des notations qu'ils ont rapportées a nécessaire-ment pâti de la longueur du temps écoulé, des conditions techniques de la transcription et, parfois, des préférences politiques de certains des transmetteurs. On ne saura jamais, de source sûre, si telle phrase a bien été prononcée sous telle forme, à tel moment. Mais si trois chroniqueurs l'ont retrou-vée, à travers trois cheminements distincts, plus ou moins dans les mêmes termes, nous pouvons tenir pour vraisembla-ble qu'elle a bien été prononcée. De cette période cruciale, on ne peut donc espérer cerner la vérité que par approximations successives, par une lecture comparative des textes des grands chroniqueurs , en tirant parti de la diversité même de leurs cheminements. Mais, quels que soient les écarts entre les faits et les textes, au-delà des imprécisions, des erreurs de perspective, et même des distor-sions volontaires, la Sîra constitue l'un des textes fondateurs de l'imaginaire musulman. Sollicitée depuis douze siècles par tous ceux qui traitent du fait religieux, elle informe la cons-cience des croyants dans l'ensemble du monde. A ce titre aussi, elle est incontournable. Or, son corpus originel, rédigé dans une langue relative-ment archaïque, est volumineux, hétérogène, confus. Ne se prêtant pas à une lecture facile, il n'est accessible qu'à une minorité de clercs, qui l'utilisent trop souvent à des fins partisanes. C'est pourquoi la plupart des musulmans n'en reçoivent que des bribes, le plus souvent extraites de leur contexte, tronquées, voire carrément réinventées. L'objectif de notre travail aura été de mettre ce corpus directement à la portée du grand public. A partir des principales Chroniques, nous avons regroupé les informations éparses, et en général partielles, portant sur chacun des moments de la vie du Prophète. Puis nous avons choisi, parmi les différentes versions d'un même événement, celle qui nous a paru faire la synthèse la plus probante - quitte, dans certains cas, à opérer nous-mêmes la synthèse de plusieurs de ces versions. Enfin nous avons mis tous les fragments retenus bout à bout, afin de recomposer une vision globale de la Sîra, qui respecte le fond comme la forme d'écriture du corpus originel, mais qui devienne directement intelligible au lecteur d'aujourd'hui. Il y avait un délicat équilibre à trouver entre fidélité et lisi-bilité. Nous nous y sommes efforcés, en opérant un patient travail de découpage et de montage, sans aucun a priori doctrinal, sans ajouter quoi que ce soit de notre cru et sans rejeter aucun fait d'importance, dès lors qu'il était retenu par l'un, au moins, des grands chroniqueurs. C'est bien d'un condensé essentiel des textes des principaux chroniqueurs de l'Age d'or de l'Islam, et non d'une construc-tion personnelle ou partisane, qu'il s'agit ici. La vie de Muhammad, telle que la Sîra nous permet de la reconstituer, se décompose en trois périodes distinctes. De 570, année de sa naissance à La Mecque, à 610, année où il voit l'ange Gabriel lui annoncer que Dieu l'a choisi comme Son Messager, il mène une existence simple, dont les détails nous sont peu connus. De 610 à 622, il s'efforce de prêcher la Parole de Dieu (le Coran) dans sa ville natale. Mais il ne parvient à constituer autour de lui qu'une communauté restreinte, de plus en plus menacée. De 622, année de l'Hégire (Hijra, ou Emigration), où il s'établit avec les siens à Médine, à 632, année de sa mort, il unifie les principales tribus d'Arabie sous la bannière de la nouvelle religion (Islam, ou Soumission à Dieu) .

Tarek El-Bishry

Tarek El-Bishry (Arabic: طارق عبد الفتاح سليم البشرى‎; born November 1, 1933) is an Egyptian thinker and Judge, considered one of Egypt's top legal minds.[1] On February 15, 2011 El-Bishry was appointed by the Supreme Council of the Armed Forces to head the committee set up to propose constitutional changes in the aftermath of the Egyptian Revolution of 2011.[2][3] Biography He was born in Cairo. His grandfather, Salim al-Bishri, was shaykh of al-Azhar from 1900–1904 and 1909-1916. His father, 'Abd al-Fattah al-Bishri, was president of the Egyptian Court of Appeal until his death in 1951. His uncle, 'Abd al-'Aziz, was a celebrated writer. He has two sons, 'Imad and Ziyad. Tariq al-Bishri graduated from the Faculty of Law at Cairo University in 1953. Upon graduation, he was appointed after the Council of State, where he worked until his retirement in 1998. At the time of his retirement, he held the offices of first deputy (Al-na'ib al-awwal) to the Council of State and Chairman of its General Assembly for Legislation and Consultation (Al-jama'iya al-'umumiya lil-fatawa wal-tashri'). El-Bishry was a secular leftist but became a prominent "moderate Islamic" political thinker, which gained him respect as a bridge between the movements.[1] El-Bishry was named in 2008 by Hamdy Kandeel, a prominent Egyptian television and radio personality, as a suitable candidate for the 2011 Egyptian presidential elections, during an interview led by Amr Adeeb.[4] Works He is a prolific writer on questions of law, history, and Islamic and social thought. References 1. ^ a b Lee Keath; Hamza Hendawi (Feb. 15, 2011). "Muslim Brotherhood to form political party, promises not to field candidate for president". The Globe and Mail. http://www.theglobeandmail.com/news/world/africa-mideast/muslim-brotherhood-to-form-political-party-promises-not-to-field-candidate-for-president/article1908442/. Retrieved Feb. 16, 2011. 2. ^ Egyptian army appoints head of constitution body, Reuters for Al-Masry Al-Youm, February 15, 2011 3. ^ Ex-judge to head Egypt reform panel, Aljazeera English, February 15, 2011 4. ^ article, Daily Star Egypt[dead link] External links • Faith in protest, The Alliance of Egyptian Americans, 2006 interview • Profile, Ellis Goldberg, nisralnasr blog, 15 February 2011 • Understanding Egypt's revolution, Tarik al-Bishri, Al Jazeera English, 18 March 2011, "The chair of the committee tasked with rewriting the Egyptian constitution reflects on the birth of a new regime." • Egypt's new legitimacy, Tarek El-Bishry, The Guardian, 21 March 2011, "Egypt's referendum results have set us on the path to rebuild our country on new democratic grounds"

Driven by hope: Adel Hussein (1932-2001)

By Amira Howeidy Friday 17 March: Draped in black, Nadia Lotfy, the blonde sweetheart of the 1960s Egyptian cinema, is crying her eyes out at the funeral of Adel Hussein. The huge turnout of mourners (and security forces) at the Omar Makram mosque in Cairo's Tahrir Square, the day after he died in Alexandria of a cerebral haemorrhage, attests to Hussein's popularity and eventful life as writer and politician. Autumn 1995: Adel Hussein, secretary general of the Islamist Labour Party, announces he will run for parliamentary election in the Cairo constituency of Nasr City. One of his rivals is a businessman who has been inviting voters to free meals of grilled kebab. When I asked Adel Hussein one October evening, in his small Heliopolis flat overlooking the Merryland gardens, what he could offer as competition, he flashed his wide smile and replied: "Hope." Unless one is acquainted with Hussein's background, this would have sounded like a trite cliché. It wasn't. For more than half a century and until a week before his death, Hussein was engaged in a brave battle for what he believed was a just cause. To anybody who knew him well he was the embodiment of a "driven" spirit. Such drive couldn't have lasted for so long without being fuelled by hope, lots of it. And it was this essential optimism, his close friends say, which made him the charming and charismatic politician he was. Hussein was the youngest brother of Ahmed Hussein, a prominent nationalist figure who founded and led the Young Egypt Party in the 1930s. A political activist at the early age of 14, Adel Hussein formed student committees to oppose the British occupation, and regularly joined anti-British demonstrations. As a student in the Faculty of Science at Cairo University, Hussein joined the underground communist movement and, as a result, was imprisoned between 1953 and 1956. After obtaining his university degree in 1957, the young Marxist was sent to jail again between 1959 and 1964. Upon his release he joined the staff of Akhbar Al-Yom newspaper, and continued to work as a journalist for the next 10 years. In 1973, Hussein was among a number of journalists who were shunted to administrative jobs as a disciplinary act for their opposition to President El-Sadat. This was when he began what he called a "long journey of scholarly research." The outcome was a two-volume study entitled The Egyptian Economy: from independence to dependency, which was briefly banned. Another controversial work followed under the title Towards a New Arab Thought: Nasserism, development and democracy, in which Hussein urged young people to move beyond the fundamentals of traditional Egyptian schools of thought. After obtaining an academic prize from the Kuwaiti government in 1981, Hussein published his third work, Normalisation -- the Zionist plan for economic hegemony in 1984. This marked the end of Hussein's scholarly years, which he described as "a very fruitful period of my life during which I reached the peak of maturity, and which witnessed my transformation to an Islamist ideology." He began a new period of political activism by joining the Labour Party and focusing his efforts on formulating the party's own brand of Islamism; one combining anti-imperialist positions which Hussein had inherited from his Marxist background with the application of Islamic Shari'a to bring about social justice. But Labour, which at that time spanned a wide range of ideologies from Nasserism to socialism and radical nationalism, lacked an organisational infrastructure and did not represent a coherent, let alone substantial, political force. After Hussein became a member in 1984, the party underwent major upheavals which led to a virtual Islamist takeover. "The party suffered from ideological confusion," Hussein argued. "There was no general agreement on the Islamic framework or the need to comply with Shari'a. Some wanted to wave the banner of Islam, some did not believe in Islam at all, and others did not really know what they wanted." Analysts agree that Hussein's membership took the Labour Party by storm, polarising members into pro-Islamist and pro-social democrat factions. When the famous tripartite alliance (Labour, Muslim Brothers and Liberals) emerged in 1987 as an electoral platform adopting the "Islam is the Solution" slogan, Labour was stamped Islamist. Hussein's influence was equally strong on the party's mouthpiece, Al-Shaab -- the most hawkish of opposition papers -- which he edited between 1985 and 1993, opening its pages to Brotherhood leaders. Al-Shaab's editorial style under Hussein echoed that of the pre-1952 Young Egypt Party's newspaper Masr Al-Fatah. That paper is well remembered for once publishing large photographs of beggars on its front page under the banner headline: "Those are your subjects, Your Majesty." Hussein is said to have brought the same school of journalism to Al-Shaab with banners such as "No stability, no security, no supremacy of law in this country." For years, Al-Shaab was a source of trouble for the regime, frequently launching campaigns against top officials, accusing them of corruption and subservience to imperialism and Israel. Its last campaign, during May of last year, against a novel it deemed blasphemous, provoked thousands of Al-Azhar University students to stage violent demonstrations. Accused of inciting public opinion, the political parties tribunal decided to close down the paper and freeze the activities of the Labour Party. Both remain on hold. Hussein's close friends argue that his party's ordeal was the most intense experience he had to endure, even worse than the days he spent in a tiny cold prison cell in December 1994 while suffering a cardiac attack. The void his death has created has triggered concerns over the future of the Labour Party in an already stagnant political scene. Until Al-Ahram Weekly went to print, the party had not decided who would replace him. Hussein came under fire for his shift from Marxism to Islamism and was occasionally branded as an opportunist, shifting politics whenever a new wave emerged. Scoffing at this accusation, Hussein said with his characteristic smile: "How can I be an opportunist, politically or otherwise? I have been in opposition under King Farouk, Nasser, Sadat and Mubarak. I have gained nothing, politically or financially." Now that his life is over, most people will agree that he was not a man in search of personal gain. His life was spent in a long, brave and daring struggle which entailed many a hardship, yet must equally have provided him with the personal satisfaction of standing as a fighter. Fighting was the quality he most cherished, and for which he would have liked to be remembered. The huge crowd at last Friday's funeral, coming from across the political spectrum to pay a last tribute to this remarkable man, was one more proof of the validity of his choice, and of the love and respect his legionary qualities earned him among foes and friends alike.

Anwar Abdel Malek -- a Major Inspiration for Said's Conception of Orientalism

Edward Said a) On the level of the position of the problem, and the problematic . . . the Orient and Orientals [are considered by Orientalism] as an "object" of study, stamped with an otherness -- as all that is different, whether it be "subject" or "object" -- but of a constitutive otherness, of an essentialist character.... This "object" of study will be, as is customary, passive, non-participating, endowed with a "historical" subjectivity, above all, non-active, non-autonomous, non-sovereign with regard to itself: the only Orient or Oriental or "subject" which could be admitted, at the extreme limit, is the alienated being, philosophically, that is, other than itself in relationship to itself, posed, understood, defined -- and acted -- by others. b) On the level of the thematic, [the Orientalists] adopt an essentialist conception of the countries, nations and peoples of the Orient under study, a conception which expresses itself through a characterized ethnist typology . . . and will soon proceed with it towards racism. According to the traditional orientalists, an essence should exist -- sometimes even clearly described in metaphysical terms -- which constitutes the inalienable and common basis of all the beings considered; this essence is both "historical," since it goes back to the dawn of history, and fundamentally a-historical, since it transfixes the being, "the object" of study, within its inalienable and nonevolutive specificity, instead of defining it as all other beings, states, nations, peoples, and cultures-as a product, a resultant of the vection of the forces operating in the field of historical evolution. Thus one ends with a typology-based on a real specificity, but detached from history, and, consequently, conceived as being intangible, essential-which makes of the studied "object" another being with regard to whom the studying subject is transcendent; we will have a homo Sinicus, a homo Arabicus (and why not a homo Aegypticus, etc.), a homo Africanus, the man-the "normal man," it is understood-being the European man of the historical period, that is, since Greek antiquity. One sees how much, from the eighteenth to the twentieth century, the hegemonism of possessing minorities, unveiled by Marx and Engels, and the anthropocentrism dismantled by Freud are accompanied by europocentrism in the area of human and social sciences, and more particularly in those in direct relationship with non-European peoples. [Anwar Abdel Malek, "Orientalism in C risis," Diogenes 44 (1963): 107-8] Abdel Malek sees Orientalism as having a history which, according to the "Oriental" of the late twentieth century, led it to the impasse described above. [97]

Anwar Abdel Malek

He is that Egyptian giant intellect who has delved in various cultures and religions, and who has gone beyond the traditional view of highly esteeming the West to look with respect to the East. He is the Egyptian encyclopedic writer Anwar Abdel Malek who took the Silk Road until China. He always had a deep vision, renewed thought and a spirit that does not accept defeat. He fought intellectual battles and faced challenges valiantly. And he was always proud of his being Egyptian, wishing his homeland look deeply beyond events and analyze beyond dimensions. When I was the ambassador in Vienna and the resident representative of the International Atomic Energy Agency in the mid-nineties, I was asked to invite a prominent figure to give a speech before the Egyptian International Festival in the Austrian capital. So I invited Dr. Malek, the Egyptian to the core, although he lived for years in Paris. He believed that modernity did not necessarily mean westernization, as the civilization of the East has a huge heritage that could support its future. And he impressed everyone in the Austrian capital when he talked about the past and the future in fluent English. When he asked me to look after his daughter with his Austrian wife who lives on the outskirts of Vienna, I felt a father’s love of his daughter, irrespective of distance. I remember when I was Director of the Institute of Diplomatic Studies in 1994 that Minister of Foreign Affairs Amr Moussa called to ask me if I read Dr. Malek’s articles on the Silk Road in Al-Mosawar magazine. I told him that I did, and that I invited him to give a lecture to the diplomats at the institute. The minister and I then kept talking about Dr. Malek’s intellectual status in Egypt and internationally. Dr. Malek has the depth of philosophers and a mix of the cultures and civilizations of the East and the West. Many of his friends - including myself - wanted him to hold a monthly salon in Cairo for us to learn from him. The most enthusiastic about the idea was Dr. Sadek Abdel Al of the Faculty of Medicine, who is also interested in the environment and in politics. I must say that Dr. Malek is not appreciated enough in his country, and that the new generations did not benefit enough from him, although he is willing to talk to all cultural circles. While Al-Ahram publishes his articles regularly, the Egyptian universities and the public and private media did not give him the hospitality that he deserves and that he never sought for. We must swim in the seas of the modern thought of that 80-year-old intellect, even if we would be swimming against the tide. History is driven by unconventional ideas like Dr. Malek’s that illuminate the paths of nations and peoples for the better. I call for honoring that man with awards and with memberships in the major cultural institutions of Egypt. He has worked hard to give his experience to the next generations. And Egypt has always remained the focus of his attention

الخميس، 31 مايو 2012

مصر.. الديمقراطية ليست الاغلبية فقط

عادل عبد المهدي نرجو ان لا يكون "الاسلاميون"، و"الاخرون" قد وقعوا في الخطأ الذي وقعنا فيه في العراق.. فمن حق "الاخوان" و "الوطنيين" و"الناصريين" وغيرهم ان يخوضوا الانتخابات التشريعية والرئاسية ويفوزوا فيها.. لكنه ليس من حقهم ان يخطئوا في حساباتهم ومعادلاتهم التي تكلمت يوماً عن الاعتدال والاعتراف بالاخر، وعدم استخدام الاغلبية للاستئثار.. والاقلية للتمرد والعصيان. فالله سبحانه وتعالى قادر على ما يشاء، وغني عن رضا الناس، لكنه رحيم بهم، يدفع بعضهم ببعض، والا لفسدت الارض، ولهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد. والرسول صلوات الله عليه وآله، معصوم، بوحي السماء ووعده الجنة، لا يجرمنه شنآن قوم الا يعدل.. يدرء الفتنة.. ويعطي كل ذي حق حقه، حسب ظرفه ووضعه. فالمجتمع المصري، مثلنا، تلاوينه عديدة. لذلك امر طبيعي ان يخاف "الاسلاميين" من يخالفهم.. وامر طبيعي ان يخاف "الاسلاميون" من يخاصمهم. ولاشك ان فوز "محمد مرسي" في الانتخابات سيثير قلقاً شديداً.. كما ان فوز "احمد شفيق" سيثير قلقاً مقابلاً.. والانتخابات لا تكفي بمفردها لتطمين الخواطر.. بل قد تكون سبباً لتفجرها.. خصوصاً اذا شعر من يفوز انه امتلك اغلبية يستطيع عبرها فعل ما يشاء.. فيعبر الحواجز التي كان يقدرها ويراعيها من قبل.. ويبدأ بكسر المعادلات مما قد يدخل البلاد في فتنة، اشد من القتل. فالديمقراطية ليست حكم البلاد عبر الاغلبية فقط.. بل حكم البلاد عبر اغلبية يجب ان تحميها مؤسسات مستقرة تضمن حقوق المواطنين والاغلبية والاقلية بشكل سوي، وبكافة المتطلبات.. بدون تلك المؤسسات والحمايات قد تحول الاغلبية السياسية انتصارها الى اعتى اشكال الدكتاتوريات.. فالاغلبية لن تستحق ديمقراطيتها وشرعيتها ان لم تحمل معها امكانيات تداولها. فاقلية اليوم قد تكون اغلبية الغد.. وما لم يحم الدستور والمؤسسات حقوق الحكومة ويمنحها فرص العمل والنجاح.. ويحمي حقوق المعارضة كاملة، وتداول السلطة، ومراقبة المسؤولين، وقدرة ووسائل التغيير، فان فوز اي طرف سيرعب الاخرين قبل ان يطمئنهم.. فلا تهاني او تبريكات، بل ادانات وطعونات ومؤامرات.. فالخاسرون سيرتعبون ويستنفرون ويشككون بالانتخابات، فيشاكسون ويعطلون ويفسدون، بل ويتآمرون. والفائزون سيصيبهم الغرور.. وسيثيرون الخوف والشكوك من طمعهم لتحويل السلطة الى احدى ادواتهم لترسيخ التفرد والهيمنة.. التي فيها خسارة الجميع حاكمين ومحكومين.. مما قد يجعل من النظام الديمقراطي -بغياب مرتكزاته الاخرى- نظام فتنة وفوضى واستبداد.

الأربعاء، 30 مايو 2012

وائل غنيم يؤيد 'مرسي' لرئاسة الجمهورية..ويوجه 7 نصائح للإخوان

أعلن الناشط السياسى وائل غنيم على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى 'فيس بوك' دعمه الدكتور محمد مرسى فى انتخاب رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن القرار جاء بعد تفكير طويل لمقاطعة الانتخابات، ولكنه قرر أن يكون صوته لمحمد مرسى. ووجه غنيم لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين عدة مقترحات لسلامة العملية الانتخابية الفترة القادمة، وتبديد المخاوف، قائلا: 'حتى يستطيع محمد مرسى الفوز فى هذه الانتخابات وحشد أكثر من 25% من المصريين الذين لم يصوّتوا له فى المرحلة الأولى وهو أمر ليس بالسهولة بمكان، بل أراه شديد الصعوبة فى ظل ما يحدث حاليا فى مصر، فمن الضرورى أن يتم علاج المخاوف التى لدى الكثيرين ممن قرروا مقاطعة الانتخابات أو عدم انتخابه. ولخص غنيم هذه المخاوف فى: الخوف من استبداد الجماعة بالحكم بعد أن أصبحوا أغلبية فى مجلسى الشعب والشورى والآن الرئاسة إن فاز د. محمد مرسى بالانتخابات، ومن ثمّ تكون النتيجة صناعة حزب وطنى جديد يسيطر على كافة مفاصل الدولة، والتخوف الثانى هو الخوف من التضييق على الحريات الخاصة والعامة، وهذه المخاوف وإن اختلف معها الإخوان أو اتفقوا فهى مخاوف حقيقية موجودة على الأرض ينبغى التعامل معها. وتوجه الناشط السياسى وائل غنيم بعدة نصائح إلى حزب الحرية والعدالة جاء فيها: 'يجب صناعة حالة من الاصطفاف الوطنى تشمل كل فئات الوطن، وخاصة أقباط مصر بالإعلان عن حكومة إنقاذ ائتلافية يشارك فيها الجميع ويرأسها شخصية مصرية وطنية غير محسوبة على الإخوان المسلمين تعمل على الأقل لمدة عامين، على أن تشمل الحكومة الشباب والنساء ذوى الكفاءة لصناعة قيادات مستقبلية لهذا الوطن. والنصيحة الثانية، بحسب غنيم تعيين شخصية عامة لها قبول شعبى وغير محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين نائبا للرئيس بصلاحيات محددة. كما يجب الإعلان عن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، بما يضمن أنها بالفعل تمثل كل أطياف الشعب المصرى بدون سيطرة فصيل أو تيار عليها، والسعى لكتابة دستور يرسّخ من المبادئ التى قامت من أجلها الثورة وهى: 'عيش – حرية - عدالة اجتماعية'، ولا يضع فروضا على الحياة الشخصية للمواطنين تحت أى مسمّى. وجاءت النصيحة الرابعة التى وجهها غنيم للإخوان المسلمين وهى الابتعاد عن الاستقطاب الدينى فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة والتركيز على التوافق الوطنى، حفاظا على الصف المصرى وتماسك وحدة الوطن وأبنائه، وعدم تحويل المعركة إلى معركة 'ثورة' أو 'لا ثورة' لأن الثورة مستمرة وليست مرهونة بمن الرئيس ولا يمكن اختزالها فى معركة الرئاسة. كما يجب الإعلان عن النية فى إصدار تشريعات جادة لتقنين أوضاع الجماعة، وغيرها من الحركات السياسية بشكل رسمى وقانونى خلال أقل من 6 أشهر، بما يضمن أن عملها السياسى منفصل بشكل تام عن عملها الدعوى، ويتم بوضوح إنهاء علاقة مكتب الإرشاد فى الجماعة بالحزب السياسى، وأن تكون الجماعة خاضعة للرقابة والقوانين وتحت منظار الأجهزة الرقابية للدولة، وذلك تأكيدا على مبدأ تكافؤ الفرص فى العمل السياسى وضمان نزاهة العملية السياسية. وناشد غنيم الجماعة مراجعة أخطائها طوال العام ونصف العام السابقين، خاصة فيما يتعلق بالأداء الإعلامى السيئ لقياداتها والتصريحات والبيانات التى نالت من كثير من الثوار والفصائل الوطنية واتهمتهم فى وطنيتهم وصنعت حالات من الاستقطاب أغلبها وللأسف على أساس دينى، والتوقف عن بعض الممارسات التى تؤدى بشكل أو بآخر لاستبداد الأغلبية بالأقلية. كما يجب التعهد بالحفاظ على الحياد الكامل لمؤسسات الدولة خاصة الجيش والشرطة وضمان عدم إقحامهما فى العمل السياسى أو اختيار قياداتهم بناء على الولاء الحزبى، وتأكيد أهمية أن يتولى المناصب فى الدولة أهل الكفاءة وليس أهل الثقة. وقال وائل غنيم، فى نهاية كلمته إلى جماعة الإخوان: 'أرجو أن تدرك جماعة الإخوان أن أهمية هذه المطالب لا تتعلق فقط بالفوز فى الانتخابات ولكنها أيضا مهمة جدا لتحقيق استقرار الوطن المنشود والبدء فى صناعة نهضة تتحدث عنها الأجيال القادمة، وأن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن تحتاج ليس لما يسمّى بالـتنازلات ولكن تحتاج إلى إدراك الصورة بشكل كامل، نحن فى لحظات تاريخية وأتمنى أن يكون الإخوان هذه المرة على قدر المسئولية. واختتم غنيم مقالة دعمه للدكتور محمد مرسى بقوله: 'أحب أن أؤكد أن الثورة لن تموت ولن تضيع، سواء كان الرئيس مرسى أو شفيق، هناك تحديات سنواجهها من نوعية مختلفة مع كل مرشح منهما، ولكن فى النهاية لا يمكن أبدا اعتبار أن فوز أحدهما هو نهاية للثورة، لأن العملية الانتخابية من أولها لآخرها فى حد ذاتها انتصار للثورة، ومهما حدث من خسائر مرحلية فيجب أن نتعلم منها ونصحح من أخطائنا ونستمر فى طريقنا فالثورة مستمرة وستنتصر.

الجمعة، 9 مارس 2012

بيان "مواطنون في مصر جديدة"

انطلاقا من الاطار الرحب الذي تمثله قيم ومبادئ ثورة 25 يناير التي دشنت الحضور الوطني المصري بمختلف أطيافه الفكرية والسياسية والدينية والثقافية واعادت تاسيس علاقات المواطنة وقيم العيش الواحد،وحملت الامل لاعادة صياغه هياكل ومؤسسات الدولة المصرية الحديثة بحضور مباشر – حي وفاعل – لكافة المواطنين باختلاف معتقداتهم وشرائحهم الأجتماعية وتوجهاتهم السياسية ومرجعياتهم الثقافية والفكرية....
يتطلع الشعب المصري الي وضع دستور جديد يجسد مشاركه حقيقية من جانب كل الوان الطيف الوطني المصري علي تنوعها وتعددها،وهو ما يستدعي ان يمثل المواطنون المصريون الاقباط علي تنوعهم السياسي والثقافي والاجتماعي والمهني دون اعتبارهم كتله دينية مغلقة،كي لا نعيد الممارسة السياسية والقانونية الاختزالية التي اعاقت انطلاقهم الحربوصفهم مواطنين مصريين كاملي المواطنة،فاعلين في بناء المشروع المصري للنهضة والحداثة الذي امتد عبر قرنين من الزمان.
ونحن اذ نصدر هذا البيان ننبه الي قيم ثورة 25 ينايرالتي تؤكد على حقوق المصريين في الحرية والعدالة والعيش الأنساني الكريم والتي احتضنت كافه اطياف المجتمع المصري ودفع المصريون ثمنا غاليا لتجسيدها وهم علي رجاء ويقين ان حقوقهم التي استلبت يجب ان تعود كاملة في سياق بناء مصر المستقبل،مؤكدين علي استمرار دورنا الوطني في كافة المواقع المهنية والسياسية والثقافية مستندين الي معيار الأنجاز والكفاءة حتي نكمل مع كافه اخوتنا في الوطن هذه المهمة التاريخية النبيلة.
الموقعون:
1. نبيل مرقس
2. فيولا شفيق
3. فيفيان فؤاد
4. ايمن كرم
5. كريم كمال
6. ايهاب الخراط
7. عماد جاد
8. كامل صالح
9. هاني فوزي
10. سامح فوزي
11. اسامة بسيط
12. سمير مرقس
13. جورج اسحق
14. حنا جريس

الخميس، 19 يناير 2012

محمد سليم العوا لـ«الحياة»: انكسار الجيش هزيمة للدولة

الثلاثاء, 17 يناير 2012

القاهرة – محمد صلاح
يخوض المرشح المحتمل لرئاسة مصر الدكتور محمد سليم العوا في «المناطق الشائكة» التي تغلف الحياة السياسية في مصر الآن بديبلوماسية الخطيب المفوه. فهو يرى أن كل المرشحين المطروحين لرئاسة مصر «منافسون حقيقيون» ولا يصادر حق أي منهم في خوض التجربة. وإن كان يفرِّق بين من خدم هذا النظام ومن خدم الدولة في كنفه، لكنه لا يصنف منافسيه في أي الفسطاطين يقف. وللعوا مآخذ على إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية، إلا أنه يرفض التفرقة بينه وبين الجيش، منبهاً إلى أن قادة المجلس هم قادة الجيش الذي يؤكد أن انكساره «هزيمة للدولة وضياع لمصر».
وفي حوار مع «الحياة» لمس العوا عذراً للمجلس العسكري في أخطاء ارتكبها «من دون سوء نية» وعزاها إلى «قلة الخبرة السياسية». وفي سباقه إلى كرسي الرئيس يتعفف المفكر الإسلامي من طلب الدعم سواء من جماعة «الإخوان المسلمين» أو السلفيين أو الكنيسة أو حتى من الأحزاب.
يعرض العوا «بضاعته» على المواطن الذي يراهن عليه. والخبير القانوني الذي طالما صال وجال في قاعات المحاكم لا يعول كثيراً على القضية المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك بقتل المتظاهرين، فإن تمت تبرئته «فلا قيمة» لذلك في رأي العوا، فهي «أهون قضية» إذا ما قورنت بـ «قضايا الفساد السياسي والإداري والوظيفي» لمبارك وعائلته وهو تعهد بملاحقة مبارك قضائياً بعد الحكم في القضية الحالية. وللعوا رؤيته في ما يتعلق بالسياسة الخارجية لمصر، إذ يولي اهتماماً خاصاً بالمملكة العربية السعودية حيث دعا رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي إلى القيام بـ «زيارة دولة» إليها. وهو يعتقد أن دولاً أجنبية من بينها إسرائيل لا تريد للعلاقات بين مصر والسعودية أن تتطور.
على رغم خلفيته الإسلامية لا يرى العوا غضاضة في الجلوس مع رئيس وزراء إسرائيل إذا فاز بمنصب الرئاسة في حال اقتضت الضرورة ذلك.
وهنا نص الحوار:
< ماذا تحقق من أهداف الثورة، وماذا بقي؟ - تحقق إسقاط نظام حسني مبارك، وهذا هو الهدف الذي ارتكزت عليه الثورة وتحقق قدر من الحريات غير مسبوق، جماعات سياسية عدة كانت تحاول أن تنشئ أحزاباً ولم تستطع، الآن نرى «الحرية والعدالة» وحزب «الجماعة الإسلامية» وحزب «الوسط» ووصل عدد الأحزاب إلى نحو 50 حزباً، وهذا قدر كبير جداً من الحرية، كما جنينا الحق في التظاهر والاعتصام الذي شهد في بعض الأحيان تجاوزات كثيرة لو كانت في عهد النظام السابق لكانت هناك مجازر في الشوارع، لكن لم يحدث، هناك اعتداءات وشهداء ومصابون نتمنى لهم الشفاء، لكن كل هذا إذا ما قيس بمقياس الكبت والطغيان الذي كان يحدث أيام حسني مبارك يعتبر إنجازاً كبيراً جداً، كما نال الناس حقوقهم في التجمع السلمي. تحقق أهم من ذلك أن من يُقصِّر يعزل، فحكومة عصام شرف الثانية لم تستطع أن تنجز ما كانت مكلفة به فأقيلت أو قبلت استقالتها، وقبول استقالة حكومة أو إقالة حكومة كان خيالاً، هذا التغيير في الأداء في فترة انتقالية، سيسن سنة جديدة. > وما الذي لم يتحقق؟
- أن النظام الفاسد لم يسقط كله، ما زال معششاً في ثنايا الحكومة، وأظن أنه سيأخذ وقتاً طويلاً كي يسقط، وسيحتاج إلى حكومة قوية يدعمها برلمان من أجل سن قوانين صعبة وإجراءات شديدة تؤدي إلى إخراج بقايا النظام الفاسد من البلد، ولم تتحقق أي خطوة نحو العدالة الاجتماعية؛ لأن الأمر يحتاج إلى قوة اقتصادية وقوة سياسية لا يستطيع الحكام الموقتون سواء في الجيش أو الوزارات أن يتخذوا قرارات بعيدة المدى في شأنها، وهناك شيء ليس من حق أحد أن يتحدث عنه لكنهم أشبعوه كلاماً، هو المشاريع طويلة المدى مثل إعادة إحياء توشكى ووادي التكنولوجيا وتطوير سيناء وقناة السويس وتحويلها إلى منطقة حرة، كل هذه مشاريع طويلة المدى لا يقل عمر أي منها عن 15 عاماً، وهذا لا يجوز أن تتداول فيه ولا تحاول أن تخطط له حكومات موقتة.
> بصفتك من أكبر المحامين في مصر، هل ترى أن المحاكمات منطقية؟
- منطقية جداً، لماذا؟ لأن السادة المحامين المدعين بالحق المدني الذين من مصلحتهم أن تنتهي المحاكمة سريعاً عطلوها، ردوا القاضي وحين انتهت قضايا الرد رجعوا إلى المحكمة وطلبوا 1660 شاهداً، أنت مدع بالحق المدني من مصلحتك أن تنهي المحاكمة وألا تعطلها.
> ولماذا يفعلون ذلك؟
- إما نوع من أنواع البطولة القانونية يتصورونها أو يدفعهم أحد لذلك، لا أستطيع أن أقطع أو أتهم زملائي، لأنهم كلهم على درجة من النقاء عالية جداً، ومع ذلك هذا ما يحدث. الآن المحاكمة صارت في الخط النهائي. النيابة ترافعت والمدعون بالحق المدني ترافعوا والدفاع يترافع الآن، بعدها تحجز المحكمة القضية للحكم وهذا نهاية المطاف. وأتوقع أن يصدر الحكم في أيار (مايو) أو حزيران (يونيو). وأياً ما كان الحكم فهذه ليست القضية الوحيدة لحسني مبارك، هذه أهون قضية، هناك قضايا الفساد السياسي والإداري والوظيفي لحسني مبارك وعائلته وأقاربه وأصدقاء عائلته وأقارب عائلته وأقارب زوجته، وهي قضايا بالعشرات، ولم تفتح بعد وهي قضايا لا تسقط بمضي المدة، وكثير منها بحكم الدستور لا يسقط بالتقادم مثل قضايا التعذيب والقتل.
> لماذا لم تفتح هذه القضايا؟
- لأن الإدارة الموقتة لا تستطيع أن تفتح هذه الملفات كلها، وإن فتحتها لن تحقق أي إنجاز على صعيد المعيشة.
> هل تتوقع أن تفتح هذه القضايا؟
- قطعاً ستنظر أمام المحاكم بعد انتخابات البرلمان والرئيس الجديد، لأن هؤلاء لن يكون عليهم قيد من الماضي. الحكومات الموقتة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة جاؤوا من الماضي ونتيجة انهيار هذا الماضي فانبثقت لهم بؤرة كي يعملوا، أما من أتى وسيأتي بالانتخاب ليس عليهم عبء من الماضي، فهم منتخبون من الشعب ومتحررون من كل قيد ومحمولون على أمواج الثورة، فالرئيس المقبل إذا لم يستطع أن يلبي مطالب الثورة الحقيقة فلن يستمر.
> إذا حصل مبارك على البراءة في قضية قتل المتظاهرين، ماذا تتوقع؟
- لا يعني شيئاً، لو افترضنا حصوله على البراءة في هذه القضية فلا قيمة لذلك، لأنه سيحاسب على عشرات القضايا الأخرى, ولن أتوانى عن ملاحقته قضائياً بعد انتهاء القضية الحالية.
> هناك اعتقاد بأن القوى التي لم تحقق نجاحات في انتخابات البرلمان تستغل حماسة الشباب وتسعى إلى تأجيج الشارع لإفساد نتائج الانتخاب وبالتالي إفساد انتخابات الرئاسية؟
- طبعاً، توجد قوى فعلت ذلك. «الاشتراكيون الثوريون» الذين خرجوا في «فايسبوك» وقالوا لا بد أن نهدم الدولة حتى نبني على أنقاضها، ولا بد أن نهزم الجيش في 25 كانون الثاني (يناير) مثل ما هزمنا الشرطة في 28 كانون الثاني (يناير) 2011، هذه أقوال واضحة الدلالة لا تحتاج إلى تفسير، من هاجموا قوات الشرطة والجيش بكرات اللهب كانوا يخربون لا يثورون.
نعيش فوضى غير منظمة
> لكن هناك احتقان بسبب اعتداء قوات الشرطة والجيش على المتظاهرين؟
- اقترحت وما زلت تحديد مكان وهو ميدان التحرير في القاهرة وميدان في كل محافظة يتظاهر فيه الناس ويعتصمون بطريقة سلمية ولا يكون فيه أي وجود لشرطي أو عسكري، فهو ميدان ملك الجماهير من دون أن يعطلوا المصالح. وعندما يحدث هجوم مثل ما حدث في شارع محمد محمود للوصول إلى وزارة الداخلية، يجب أن يوقف بكل حزم. حق المواطن أن يتظاهر ويعتصم ولكن ليس من حقه أن يدمر مبنى. يجب تنظيم الأمور لأننا نعيش فوضى غير منظمة.
> لماذا هذه الفوضى بعد عام على الثورة، هل لأن المجلس العسكري قليل الحيلة؟
- المجــلس ليس قليل الحيلة، ولكنه لا يمــلك قوة مدربة للتعامل مع الشارع، الجيش ليس مُعداً لهذا إطلاقاً لذلك يرتكب أخطاء، فهو لا يستطيع أن يتعامل إلا في الحرب مع الأعداء، وهذه جريمة أوقعتنا فيها وزارة الداخلية منذ أن قامت الثورة حتى الآن.
> هذا من جانب السلطة، فهل أحسن الثوار تنظيم صفوفهم؟
- طبعاً ليس هناك تنظيم، ليس هناك ثورة يقوم بها 81 ائتلافاً. هذا مستحيل. والمشكلة الثانية هي ادعاء ملكية الثورة. كنت في الميدان من يوم 28 كانون الثاني (يناير) حتى يوم 12 شباط (فبراير)، وهذه الثورة لم ينظمها أحد، والتنظيم الذي حدث في الميدان كان لوجيستياً ومعظمه بدافع إنساني. كان هناك من يعرض آلاف الجنيهات لدعم المتظاهرين. وبعد أن نجحت الثورة كل مجموعة تدعي أنها نظمتها. فخر أن تكون من شباب الثورة، لكن تظل جزءاً منها ويجب أن تكون حريصاً عليها، وليس من الحرص على الثورة أن تدمر البلد أو أن تهدم الجيش. هزيمة الشرطة كانت أكبر نصر للشعب المصري لأنه شعب أعزل لا يملك أي سلاح هزم شرطة قوامها مليون و750 ألفاً. الثورة انتصرت في الواقع يوم 28 كانون الثاني (يناير) حين هزمت الشرطة.
> هزيمة الشرطة انتصار للثورة؟
- طبعاً.
> وانكسار الجيش؟
- انكسار الجيش هزيمة للدولة وضياع لمصر، الشرطة غير الجيش تماماً.
> والمطالب برحيل المجلس العسكري الآن وتحميله مسؤولية القتل في الأحداث الأخيرة؟
- يرحل الآن، ومن يتسلم الدولة؟.
> مجلس رئاسي مدني.
- من أين يأتي؟
> من التحرير؟
- أتينا بالدكتور عصام شرف من التحرير وترأس وزارتين، والنتيجة كما نرى، هذه حماسة زائدة. المجلس الرئاسي المدني إذا لم يكن منتخباً من ملايين المصريين لن يكون له قيمة ولا سلطة. ولذلك أقف بقوة ضد اقتراح تسليم السلطة إلى رئيس مجلس الشعب المنتخب، لأنه انتخب كي يكون عضواً في البرلمان، والشعب لم ينتخب رئيس البرلمان، انتخب 498 عضواً سيختارون رئيسهم، وهذه مسألة إدارية. وسيختار بحسب الغالبية، سيصوت له الإخوان وأي تحالف معهم وسيكون رئيساً لمجلس الشعب، والذي سيصوت له حزب «النور» وأي تحالف آخر يمكن أن يكون رئيس البرلمان. أنا لا أريد أياً منهم رئيساً للدولة. لا يصلحوا. هذا كلام مستعجل، ويثير العواطف أكثر مما يحقق العمل الدستوري الصحيح.
الإساءة للمجلس العسكري إساءة للدولة
> ما رأيك في الحديث عن «الخروج الآمن» لقيادات المجلس العسكري؟
- أنا من أكثر الناس استياءً من هذه التعبيرات. الخروج الآمن يكون لمن أذى وأنت تريد للتخلص منه أن تعفيه من هذه الجرائم وتجلس أنت مكانه لكي تدير البلد. أنا أرى في الإدارة التي قام بها المجلس العسكري خلطاً لعمل صالح بعمل سيء، أصابوا وأخطأوا، أحسنوا وأساؤوا، عندما أحسنوا كان قصدهم حسناً وعندما أساؤوا، أساؤوا السبيل، أساؤوا الطريق، أساؤوا الوسيلة، لكن أيضاً كان قصدهم حسناً، لم يكن عندهم قصد خيانة البلد، ولا في نيتهم شيء سيء بدليل ما حدث في هذه الانتخابات، من يملك نيات سيئة لا يجري انتخابات نزيهة، كان يجريها وفقاً لرغباته. فكرة الخروج الآمن، فكرة تسيء إلى المجلس الأعلى، وتسيء إلى مصر، لأنها تعني أن مصر ارتضت أن بعض الناس ارتكبوا جرائم لا يحاسبون عليها ليخرجوا من الحياة السياسية بلطف وسلام. وهذا مرفوض، من ارتكب جريمة سيحاسب عليها. وأنا أقول إذا قدر الله أن هذه البلاد يأتيها رئيس منتخب لن يستطيع أن يحكمها إلا إذا حاسب المجرمين كلهم وليس من الآن، منذ عام 1981 حتى نجاح الثورة وحتى انتخابه. إن صح أن هناك جرائم ارتكبت من 11 شباط (فبراير) الماضي حتى 30 حزيران (يونيو) المقبل يجب أن تكون هذه على أولوية جدول أعمال الرئيس المنتخب، كيف نحاسب هؤلاء، أما قصة تأمين شخص مجرم هذه قصة غير واردة ولا يجوز أن ترد.
> هل ترى أن هناك جرائم ارتكبت؟
- لا أرى ذلك، هم (المجلس العسكري) ارتكبوا خطأ بغير قصد سيء، ارتكبوا أعمالاً حسنة بنية حسنة، لكن بلغت قلة خبرتهم السياسية درجة مزعجة.
> هناك من يقارن بين المجلس العسكري وبين الضباط الأحرار، ما الفرق بينهم؟
- مجلس قيادة الثورة كانوا مجموعة مختارة بمعرفة الرئيس جمال عبد الناصر يشكلون قيادة الخلايا الداخلية في الجيش وفي المجتمع أيضاً مثل صلته بالشيوعيين والإخوان المسلمين، كانوا يخططون لقلب نظام الحكم لتحويله من نظام ملكي إلى نظام جمهوري وكان أساس انطلاقهم الانتقام من هزيمة مصر في حرب فلسطين. هؤلاء أتوا بإرادتهم بخطة مُعدة لتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية بتنظيم مرتبط بهم من المدنيين، وإن كان سرياً. أما المجلس العسكري، فهم ضباط عظام لم يكن في بال أحد منهم أن يتعرض لإدارة الدولة لا من قريب أو بعيد. وكانت مفاجأة لهم قرار حسني مبارك أن يتولوا إدارة شؤون البلاد، وتولوا هذه الإدارة بحكم الضرورة. والفرق الثاني أن هؤلاء ليس عندهم مشروع سياسي للوطن ولا للمنطقة.
أنا مدعوم من الناس
> من تعتبره منافسك الرئيسي في انتخابات الرئاسة؟
- كل المرشحين.
> بنفس الدرجة؟
- لا طبعاً، درجات مختلفة، لكن كل المرشحين منافسون حقيقيون، أنا لست مدعوماً لا من حزب ولا جمعية ولا مجموعة معينة، مدعوم بالأساس من الناس، ودعيت إلى الترشيح من مختلف الطبقات، وأزور المدن والقرى والمحافظات وألتقي المواطنين وأنا أثق في هؤلاء الناس وتقديرهم الصحيح، لأنهم أذكى وأكثر ثقافة وإدراكاً بكثير ممن نعتبرهم نخبة أو طبقة مثقفة. أطرح مشاريعي على الناس وهم يحكمون على المرشحين من أمرين: سلوكهم الشخصي لا سيما في المرحلة التي ترشح فيها حتى ينتخب بالإضافة إلى سلوكه السابق، ومن خلال مشاريعه.
> ما رأيك في المرشحين الذين يحسبهم البعض على النظام السابق، هل الثورة تعني ألا نأتي برئيس عمل مع النظام السابق؟
- الثورة طبعاً لا تعني ذلك، والشعب المصري سيحكم باختياره. من خدم النظام بالفساد والانحراف هذا ينبغي له البقاء في بيته، ومن خدم الوطن في ظل النظام السابق بأمانة وشرف ونزاهة هذا من حقه أن ينافس على أي منصب.
>هل تعتبر أن انسحاب البرادعي يصب في مصلحتك؟
- دائماً أقول إننا بحاجة إلى عشرات المرشحين من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية في هذه المرحلة المهمة من تاريخنا التي يلعب كل منا فيها دوره في نشر الوعي السياسي وأهمية وضرورة المشاركة، والدكتور البرادعي كان حاضراً في الساحة السياسية منذ فترة وله مريدون يثقون فيه، الترشح كان قراره وعندما أعلن الانسحاب فهو اختياره الذي يرى أنه يعبر عن فكره في الوقت الحالي.
> أنت محسوب على تيار الإسلام السياسي، لكن السلفيين مثلاً يفترض أن مرشحهم حازم صلاح أبو إسماعيل والإخوان المسلمين كل ما صدر عنهم حتى الآن يعني أنهم غير مقتنعين بأي من المرشحين، وفي الوقت نفسه هناك مشكلة أثيرت لفترة بينك وبين الأقباط وأيضاً الليبراليون لا يؤيدونك، على من تراهن؟
- هذا التحليل جيد جداً، لكن لا ينقصه إلا شيء واحد هو أنه قائم على افتراض أن هذه القوى تستطيع أن تُنجح أو تُسقط من تشاء، وهذا ليس صحيحاً، القادرون على الدفع بمرشح إلى هذا المنصب أو حرمانه منه 52 مليون ناخب. هناك تأثير تنظيمي للإخوان المسلمين وللسلفيين، والكنيسة القبطية أيضاً، وأتمنى ألا يكون هذا التنظيم ضدي، لكن ما أفعله دعوة الناس إلى التأمل في البرامج وإلى التأمل في المرشحين. إذا عمل التنظيم الإخواني أو السلفي وإلى حد كبير تنظيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ضد شخص طبعاً سيؤثر في الأصوات التي ينالها كثيراً، لكن هل يؤدي إلى إسقاطه، أنا أقول لا.
> ألا ترى أن ترشيح 3 مرشحين بخلفية إسلامية يضرهم جميعاً، ألم يكن من الأفضل الالتفاف حول مرشح واحد، أنت أو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو حازم صلاح أبو إسماعيل؟
- أنا أفرق بين مرحلتين، مرحلة الدعوة إلى الانتخابات وأشعر فيها أن ثلاثة من الإسلاميين أو اثنين من الليبراليين أو خمسة من العلمانيين الأقحاح عدد قليل جداً. أنت تحتاج في هذه المرحلة إلى كل صاحب فكر يعرض فكره بأكبر عدد من الوجوه، لكن قبل التصويت بأيام لا بد أن تتوحد القوى، فالليبراليون يكون لهم مرشح واحد والعلمانيون لهم مرشح واحد والإسلاميون كذلك، وهذا جُهد سابق لأوانه.
> هل تتوقع عند غلق باب الترشيح انسحاب مرشحين؟
- نعم، إلى يوم الانسحاب سيكون المرشحون أكثر من واحد من التيار الواحد. اعتقد أن من واجب الإسلاميين ومن واجب الليبراليين والعلمانيين أن يزيدوا من مرشحيهم الآن لتصل الفكرة الإسلامية أو الليبرالية إلى كل ركن في مصر وحين يحل وقت التصويت يكون هناك شخص أو شخصين.
> هل ستبذل جهداً للحصول على أصوات الأقباط أو الإخوان؟
- طبعاً، أبذل هذا الجهد الآن، إذا قدر لي أن أكون رئيساً للجمهورية، فسأكون رئيساً لهم جميعاً، ولا يصح أن يعاديني أحد، قد لا يقبلني لكن لا يعاديني، أعمل الآن على هذا الأمر.
> الثورة قطعاً أثَّرت على التوازنات الإقليمية في المنطقة وموقع مصر منها، كيف تنظر لهذا التأثير؟
- أرى أن شيئاً مهماً حدث، وهو أنه قد تبين لنا «الخيط الأبيض من الخيط الأسود» بخصوص من يساعدنا ومن لا يساعدنا، هناك دول ساعدتنا ودول مستعدة للمساعدة، وهناك دول تعبر عن رغبتها في المساعدة، لكن هناك ظروف تحول بينها وبين أداء هذه الرغبة أداء عملياً، وهناك دول غير مرتاحة لما يحدث في مصر أصلاً.
> من الأفضل أن تطرح لنا نماذج لهذه الدول وتلك؟
- لا أريد أن أسمي نماذج كي لا أغضب أحداً، لكن قطعاً هناك دول غير مرتاحة لمصر مثل سورية واليمن؛ لأن ما يجري فيها ينذر بما حدث في مصر، وهم لا يريدون ذلك.
> هل أثَّرت الثورة سلباً في علاقة مصر بالدول العربية؟
- كان ينبغي أن تكون هذه الفترة من أحسن الفترات في تطوير العلاقات العربية. أنا متطلع بأمل كبير جداً إلى زيارة للمشير طنطاوي للمملكة العربية السعودية، وأدعو بقوة إلى ضرورة إتمام هذه الزيارة في المرحلة الانتقالية، ولا يجب أن ننتظر كي يأتي رئيس منتخب ليبدأ العلاقة من جديد، فالعلاقة مع المملكة العربية السعودية تحديداً علاقة شعبية، كل مصري يحب السعودية، ومن ثم يجب أن تعبر عن هذا الحب الشعبي بزيارة رسمية قوية على مستوى عال جداً، على مستوى من يقوم برئاسة الدولة.
أولوية العلاقة مع السعودية
> هناك اتهامات للسعودية بأنها تشارك في ثورة مضادة أو مستاءة من محاكمة الرئيس المخلوع، وبالتالي ربما يفكر المشير طنطاوي في أنه لو أتم هذه الزيارة قد تشن حملة ضده؟
- المسؤولية التي يتحملها رجل الدولة يجب أن تكون أكبر من هذا، مسؤولية رجل الدولة مسؤولية لا تتعلق بالشارع وكلام الشارع ولا الإشاعات، مسؤولية رجل الدولة هي خدمة الدولة بكل ما يستطيع من قوة، والمشير طنطاوي يتمتع بأنه رجل صلب، عنده صلابة هائلة وعسكرية قديمة متأصلة فيه، وبمقتضى هذه الصلابة والعسكرية ينبغي عليه أن يقدم على مثل هذه الخطوة. أنا لا أقول السعودية فقط، المملكة طبعاً في المقام الأول، لكن هناك مجموعة من الدول العربية لا بد أن تتجدد العلاقات معها. أنا بكل ما استطيع من قوة وفي كل مناسبة أدفع في سبيل إتمام زيارة المشير للسعودية؛ لأن إتمام هذه الزيارة مفيد جداً للشعبين المصري والسعودي وللعلاقة بين الدولتين، وهي علاقة أزلية.
> أفهم من كلامك أن دولاً ليس من مصلحتها التقارب بين مصر والسعودية؟
- طبعاً هناك دول ليس من مصلحتها التقارب، إسرائيل ليس من مصلحتها التقارب وبعض القيادات الأخرى في بعض الدول التي لها علاقات قوية مع إسرائيل ليس من مصلحتها التقارب، أيضاً هناك المشكلة العربية الإيرانية. إذا جرى التقارب المصري الإيراني، سيحدث تباعد مصري سعودي، وإذا جرى تقارب مصري سعودي، سيحدث تباعد مصري إيراني، ومشروعنا قائم على بناء علاقات كاملة في المنطقة كلها، وهذا لن تستطيع أن تفعله إلا مصر ولن تستطيع أن تبادر إليه أي دولة أخرى.
> المشير طنطاوي زار السعودية لحضور جنازة ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فماذا يعوق إتمام زيارة رسمية في رأيك؟
- أنا أقصد «زيارة دولة»، ولا شيء يعيقها، لكن هناك مؤسسات دولة مثل وزارة الخارجية لا بد أن تزكي هذه المسألة، وأيضاً المكتب الخاص للمشير الذي يرصد له تحركات العالم ويحضر ملفاته. ورأيي أن المشير لا بد أن يبادر بزيارة للمملكة العربية السعودية على مستوى زيارة دولة لا زيارة شخصية يلتقي خلالها أخيه الملك عبدالله لمدة ساعتين ثم يعود. أريد زيارة تستمر أياماً يرصد فيها ما حدث في المملكة التي أنفقت بلايين أحدثت طفرة سكانية وطفرة عمرانية وطفرة صناعية وحدث أيضاً أن أخفقت مشاريع، لكن ما حدث من تطور في المملكة جدير أن يرى، لأننا سنعيد بناء الدولة على ما وصل إليه العالم وهم حاولوا ذلك، لذلك هذه زيارة مهمة للمملكة في المقام الأول ولباقي الدول العربية أيضاً.
العلاقة مع إسرائيل
> هل ستجلس مع رئيس وزراء إسرائيل إن فزت بالرئاسة؟
- إن أتى إلى مصر في مسألة سياسية أجلس معه مثل رئيس وزراء أي دولة أخرى، لا حساسية في ذلك، هو رئيس وزراء دولة بيننا وبينها معاهدة، إذا كان الأمر يقتضي أن أجلس معه أجلس، وإذا كان يقتضي أن يجلس معه رئيس الوزراء فليكن أو حتى وزير، لكن ليس ضرورياً أن رئيس دولة مصر يجلس مع رئيس وزراء إسرائيل أصلاً.
> كيف ستعالج ملف معاهدة السلام؟
- هذا الملف يحتاج إلى معالجة جديدة تتطلب دراسة عسكرية واستخباراتية لتقسيم سيناء، لأنه ثبت أن هذا التقسيم لم يؤد إلى حفظ الأمن المصري ولم يؤد إلى حفظ الأمن الإسرائيلي، فلا بد أن يعاد النظر في هذا التقسيم ولا بد أن تكون هناك سيادة كاملة لمصر على أراضيها تمنع وقوع أي جرائم من خلال الحدود، ويجب على إسرائيل أن تحمي نفسها داخل حدودها. أنا ملتزم ألا أوجه لها عدواناً، لكن هي ملتزمة أن تحمي حدودها من الداخل وليس من مصر، لكن هذا الموضوع أكبر من أن يقال فيه رأي نهائي الآن.

محمد سليم العوا .. من ساحات المحاكم إلى دهاليز السياسة

القاهرة – أحمد رحيم
للدكتور محمد سليم العوا مشوار طويل في العمل القانوني، فهو محام ومحكم دولي وأستاذ جامعي يدرس القانون. ولد العوا في كانون الأول (ديسمبر) عام 1942، في محافظة الإسكندرية وتخرج في كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية عام 1963. وحدد منذ البداية توجهه الإسلامي فحصل على دبلوم الشريعة الإسلامية في الجامعة نفسها في عام 1964، ثم دبلوم القانون العام. فور تخرجه، عمل وكيلاً للنائب العام وانتقل في عام 1966 للعمل محامياً في هيئة قضايا الدولة، حتى عام 1971، قبل أن يعار من هيئة قضايا الدولة المصرية محامياً في إدارة الفتوى والتشريع بمجلس الوزراء الكويتي. وتولى منصب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ودرس في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن حتى حصل على درجة دكتوراه الفلسفة في القانون المقارن.وعين أستاذاً في عدة جامعات مصرية ونيجيرية وسعودية وسودانية. واختير عضواً في اللجنة الفنية لتعديل القوانين السودانية بما يتفق مع الشريعة الإسلامية. وشارك في تأسيس المجلس التنفيذي للمعهد العالمي للاقتصاد والبنوك الإسلامية وفي لجنة التوفيق بين العراق وإيران في عام 1984. وهو عضو في مجمع اللغة العربية في مصر ومجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو عامل في أكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في الأردن، وعضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. اختير العوا مستشاراً للأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في عام 2005. وشارك في وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي زار دارفور وسعى لحل أزمة الإقليم السوداني في أيلول (سبتمبر) من عام 2004.وشارك في إعداد وكلف بصياغة وشهد على وثيقة مكة المكرمة لوقف القتال الطائفي في العراق في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2006. كما شارك بجهد خاص في محاولة لرأب الصدع بين قوى الموالاة وقوى المعارضة في لبنان في كانون الأول (ديسمبر) من عام 2006. وراجع مشروع النظام الأساسي للمجلس التشريعي الفلسطيني.وللعوا مئات من الدراسات والبحوث والمقالات المنشورة في كتب قانونية وفقهية متخصصة، وفي المجلات القانونية والإسلامية والثقافية. وألف وأعد عشرات الكتب والبحوث القانونية باللغتين العربية والإنكليزية. وتولى الدفاع في قضايا مهمة شغلت الرأي العام منها الدفاع عن المتهمين في قضية «خلية حزب الله» اللبناني التي اتهمتها السلطات بالعمل على الإضرار بمصلحة البلاد في عام 2009، كما اختير ضمن ممثلي المدعين بالحق المدني في القضية المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه بقتل الثوار والفساد، وهو كان ضمن الشخصيات التي فاوضت النظام السابق على الرحيل خلال أيام الثورة.
عُرف عن العوا ميله للوسطية، لكن يأخذ الأقباط عليه حديثه عن وجود أسلحة مكدسة في الأديرة المسيحية، وهو التصريح الذي أثار جدلاً كبيراً في الساحة السياسية في مصر وصل إلى حد المطالبة بتفتيش دور العبادة المسيحية.

الوفاق بين بيان الأزهر وخبرة تونس

فهمي هويدي

جيد أن يتوافق الجميع في مصر على استعادة روح الثورة، لكن يثير تساؤلنا تصدي الأزهر لهذه المهنة، في حين يدهشنا أن تفشل القوى السياسية في إجراء ذلك التوافق من جانبها.
(1)
لا اعرف ما هي القيمة العملية للبيان الذي أصدره الأزهر يوم الأربعاء الماضي 11/1، وعرضه على نحو 60 من الرموز والقيادات والشخصيات العامة، وقيل إن الهدف منه هو استعادة روح الثورة. ذلك أن ثمة اسئلة عديدة حول مبدأ الزج بالأزهر في الموضوع، وحول خلفية إصدار البيان والجهة التي أعدته. ثم إن إعلانه قبل أسبوعين من حلول ذكرى انطلاق الثورة في 25 يناير، وما أثير من لغط حول فعاليات ذلك اليوم، يضيفان أسئلة أخرى، خصوصا انه دعا إلى التعاون بين شباب الثورة وممثلي الشعب المنتخبين لبناء مصر المستقبل. وإلى جانب هذا وذاك، فثمة تساؤل عن تفسير سكوت البيان عن ضرورة تصحيح أخطاء المجلس العسكري ومحاسبة المسؤولين عنها، لإتمام المصالحة بين المجلس والمجتمع قبل تسليم السلطة إلى المدنيين.
أعرف أن البيان له قيمته الأدبية والمعنوية المقدرة، شأنه في ذلك شأن ما أصدره من قبل من وثائق، خصوصا ما تعلق منها بالحريات العامة وهوية الدولة المنشودة. لكنني لا استطيع أن أقتنع بأن قراءة البيان بفقراته الاثنتي عشرة، يمكن أن تعد إجماعا ملزما للقوى السياسية في مصر. كما أنني لا استطيع أن أتصور أن الأزهر صار طرفا في اللعبة السياسية في مصر، يطالب بأن يجد موقفا إزاء مختلف التطورات، والأحداث السياسية الجارية. وأستبعد تماما ان يتحول الأزهر إلى بابوية جديدة مشابهة لتلك القائمة في الفاتيكان، لها واجهتها الدينية المعلنة وسلطانها الروحي، لكنها تمارس أدوارا سياسية أكثرها غير معلن، وهو ما سجلته عدة كتب غربية صدرت في الموضوع.
(2)
إن كثيرين من المثقفين يدعون إلى عدم تدخل الدين في السياسة، لكنهم يسكتون على الوجه الآخر الأكثر أهمية، الذي يتمثل في تدخل السياسة في الدين، بما يؤدى إلى توظيفه لخدمة الأهواء السياسية. وذلك الفصل بين الاثنين نظري حتى في التطبيقات الغربية والعلمانية التي ينطبق عليها ذلك التوظيف السياسي للدين، وهو أوضح ما يكون في الولايات المتحدة وإسرائيل على سبيل المثال.
ولأن التعاليم في المفهوم الإسلامي لا تنظم علاقات المرء بربه فقط ولكن بعضها ينظم المعاملات أيضا، فضلا عن الأخلاق التي هي الأصل والأساس بطبيعة الحال، فإن علماء المسلمين استندوا إلى تلك التعاليم في الدفاع عن المجتمع ومواجهة الحكام الظلمة. وهم الذين تحدثوا عن فقه الخروج على الحكام الظلمة، ودعوا إلى مقاومتهم والقطيعة معهم حتى قال بعضهم إن الفقيه إذا دخل على الحاكم الظالم يفقد اعتباره وتسقط شهادته.
في التاريخ المصري ان السيد عمر مكرم نقيب الأشراف شارك مع العلماء في عزل خورشيد، الوالي التركي، وقام بتنصيب محمد علي باشا حاكما على مصر في عام 1805، لكن الوالي الجديد ما لبث أن نفاه وقلص دور علماء الأزهر، كي لا يفعلوا معه ما فعلوه مع سلفه. ومنذ ذلك الحين وأسرة محمد على تتحسب لدور الأزهر وتحرص على احتوائه وتطويعه. ولم يختلف ذلك كثيرا بعد الثورة في منتصف القرن العشرين، فعبد الناصر أراد أن يستخدم الأزهر ضمن مشروعه الوطني، والسادات أراد له أن يغطى تصالحه مع إسرائيل. ومبارك لم يستخدمه، ليس تعففا، لكن لأنه كان بلا مشروع، فأخضعه لإدارة جهاز أمن الدولة.
اننا نريد للأزهر ان يؤدى دوره مستقلا عن السلطة. ونعلم أنه في الأصل مؤسسة تعليمية ودعوية. ليس لمصر وحدها ولكن للعالم الإسلامي بأسره. وإذا أراد أن يؤدي دوره خارج ذلك الإطار، فليته يصبح أيضا منبرا للدفاع عن المجتمع وليس السلطة، وصوتا للحق في مواجهة الاستبداد والظلم السياسي والاجتماعي، ودوره في مواجهة الحملة الفرنسية على مصر ليس منسيا. أما إذا لم تمكنه الظروف من أداء ذلك الدور، فإن العالم الإسلامي يظل ينتظر منه الكثير على الصعيدين المعرفي والدعوي.
(3)
في أحسن الأحوال فإن بيانات الأزهر أسهــمت في ترطــيب الجو العام، ولم تغير شيئا من الواقع. فالاستقـطاب حاصل، ولم يتوقــف والجهد المبذول لجمع الفرقاء والبـحث في مواصـفات لجـنة تشـكيل الدستور، كما ان اللغط مستمر حول إطار عمل اللجـنة وحدود صلاحياتها، الأمر الذي يعنى ان الوفاق الوطني المنشود لم يتحقق. ورغم ان نتـائج انتخابات مجلس الشعب رسمت لنا خريطة القوى السياسية وحـددت أوزان تلك القوى إلا أن الانجاز الذي حققته لم يسلـم من النـقد والتـجريح. حتى سمعنا أصواتا لجأت إلى التشكيك في صدق تعبير المجلس عن ثورة 25 يناير.
ما لم تحدث مفاجأة في المشاورات الجارية فلا مفر من الاعتراف بعجز القوى السياسية عن تحقيق الوفاق المنشــود، وهو موقف يـدين هـذه القوى جميعها، التي استغرب عدم قدرتها على رصد ما هو مشـترك بيـنها في المرحلـة الدقيقـة التي يمر بـها الوطن. في هذا السياق أزعــم أن التجربة التونسية ملهمة في مراعاة تحــقيق التوافق بين القوى السياسية. إذ من حسن الحظ أن تلك القوى شرعت في إحداث ذلك التوافق في وقت مبكر. ذلك أن صراعها ضد نظام الرئيس السابق زين العابدين بن على دفعها في عام 2005 إلى توحيد جهودها ضده، وتقوية موقفها من خلال نبذ خلافاتها والاتفاق على ما هو مشترك بينها. منذ ذلك الحين أداروا مناقشات شارك فيها الإسلاميون والعلمانيون والقوميون والشيوعيون والناصريون وشكل هؤلاء ما سمي بهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات. وقد اسفرت المناقشات عن الاتفاق على المواقف المشتركة بينها في ثلاثة أمور هي: الحريات العامة ـ حقوق المرأة والاتفاق بين الجنسين ـ العلاقة بين الدولة والدين.
ولأنني أحسب أن العنوانين الأولين ليسا محل خلاف كبير في مصر، فإنني سأكتفي بإيراد ما ورد في موضوع العلاقة بين الدولة والدين، وهو أكثر ما يثير الجدل عندنا. إذ نصت الوثيقة على ما يلي:
لقد أبرز تحليل الرؤى والمواقف والتجربة السياسية التونسية المعاصرة حول العلاقة بين الدين والدولة وجود ثلاثة تحديات تواجه الشعب التونسي في تطلعه إلى انجاز تغير ديموقراطي حقيقي وتأسيس علاقة سليمة بين الدين والدولة وتتمثل هذه التحديات في:
1ــ استبداد السلطة الذي من مظاهره اخضاع الدين الإسلامي للإرادة السياسية للنظام القائم وتوظيفه وفي هذا السياق يندرج سعيه الدائم إلى فرض قراءة للدين على المجتمع، بما يخدم مصالحه واحتكار الفضاءات الدينية بالتحكم في تعيين الأئمة، وفقا لولائهم، وتحديد مضامين خطبهم وانتهاك الحريات الشخصية للمواطنين والمواطنات بمختلف قناعاتهم الدينية والفكرية والسياسية.
2 ــ الاستبداد باسم الدين الناجم عن قراءة أحادية مغالبة للإسلام، والذي يؤدي إلى التدخل بالقوة في حياة المواطنين الخاصة، وإلى النيل من حقوقهم وحرياتهم الأساسية ومن المبادئ الديموقراطية.
3 ــ الاستبداد باسم الحداثة الذي يعمل على إلغاء الدين من الحياة العامة بوسائل قهرية من داخل أجهزة الدولة وخارجها ويدفع نحو التصادم بين الدولة والدين وهو تصور لا يؤدى إلى إدامة الاستبداد القائم ودعم انتهاك الحريات وحقوق الإنسان وتعطيل المشروع الديمقراطي.
إزاء هذه التحديات تلتزم هيئة 18 أكتوبر بالدفاع عن رؤية للعلاقة بين الدولة والدين والهوية تنهل من التفاعل الخلاق بين مقومات حضارتنا العربية والإسلامية ومكتسبات الإنسانية الحديثة وخاصة حقوق الإنسان والحريات الجماعية والفردية باعتبارها شرطا أساسيا من شروط التقدم والتنمية والكرامة.
(4)
في هوية الدولة سجلت الوثيقة النقاط التالية:
1ــ إن الدولة الديموقراطية المنشودة لا يمكن أن تكون إلا دولة مدنية قائمة على مبادئ الجمهورية وحقوق الإنسان وتستمد مشروعيتها من إرادة الشعب الذي يتولى في إطار هذه المبادئ انتخاب مؤسسات الحكم بشكل دوري ومحاسبتها ويخضع فيها الحاكم والمحكوم للقوانين والقواعد التي تسنها المؤسسات الدستورية المنتخبة مع ضمان حق كل طرف في استلهام مقترحاته وبرامجه في كل المجالات من مرجعيته الفكرية الخاصة.
2 ــ إن الممارسة السياسية هي اجتهاد بشري، مهما كانت قناعات أصحابها ومعتقداتهم، مما ينفي عنها أي شكل من أشكال القداسة ويجعل المجال السياسي فضاء حرا للحوار والتنافس بين الرؤى وبرامج المكونات السياسية والمدنية على اختلاف مرجعياتها.
3 ــ إن الدولة الديموقراطية المنشودة تقوم على مبادئ المواطنة والحرية والمساواة. وبناء على ذلك فهي تسهر على ضمان حرية المعتقد والتفكير ومقاومة كل أشكال التمييز بين المواطنين على أساس العقيدة أو الرأي أو الجنس أو الانتماء الاجتماعي أو السياسي أو الجهوي كما تضمن للمواطنين جميع الحريات والحقوق الأساسية التي تشكل أساس النظام الديمقراطي.
4 ــ إن الدولة الديموقراطية المنشودة تلتزم نصـا وممارسة بضمان الحرمة الجسدية للإنسان ومنع التعذيب وكل أنواع الانتهاكات البدنية والمعنوية المهينة للكرامة البشرية. وتتعهد هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بكل مكوناتها بأن تكون برامجها متطابقة مع تلك المبادئ الأساسية كما تلتزم بتطبيق اتفاقية الأمم المتحدة لسنة 1984 الخاصة بمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية وهي تتعهد بوضع الآليات الضرورية لاجتثاث ممارسة التعذيب في بلادنا.
5 ــ إن من واجب الدولة الديموقراطية المنشودة إيلاء الإسلام منزلة خاصة باعتباره دين غالبية الشعب دون أي احتكار أو توظيف، مع ضمان حق كل المعتقدات والقناعات وحماية الحرية تجاه الشعائر الدينية.
6 ــ إن هوية الشعب التونسي تشكلت عبر صيرورة تاريخية طويلة وهى تثرى وتتطور بالتفاعل الخلاق بين مقوماتها الحضارية العربية الإسلامية ومكتسبات الحداثة وبناء على ذلك فإن الدولة الديمقراطية المنشودة تلتزم:
أ ــ الدفاع عن اللغة العربية لغة وطنية في الإدارة والتعليم والثقافة وتجذيرها في المجتمع مع ضرورة التفتح على اللغات والثقافات الأخرى.
ب ــ تجذير الشعب التونسي بحضارته العربية الإسلامية بكل ما فيها من رصيد ايجابي مع تطويرها لتستوعب مكتسباته الإنسانية الحديثة وتسهم في إثراء الحضارة الإنسانية في إطار من التفاعل البناء مع مواجه مشاريع الاستلاب والهيمنة التي تسعى إلى القضاء على تنوع الثقافات وفرض نمط ثقافي وقيمي أحادي.
جـ ــ ضمان تدريس مواد التربية الإسلامية خارج أي توظيف سياسي في إطار منظومة تربوية تكفل حق التعليم ونشر قيم التفكير العلمي والنقد والاجتهاد بما يساهم في نحت شخصية تونسية متجذرة في هويتها الوطنية ومتفتحة على القيم العصرية.
7ــ إن الدولة الديموقراطية المنشودة تدافع عن القضايا العادلة للشعوب العربية والإسلامية بحكم طموحها إلى الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية وتعمل على توحيد جهودها في مواجهة الاستبداد الداخلي وكل أشكال الاستعمار والهيمنة الأجنبية من أجل تقرير مصيرها وبناء مستقبلها المشترك.
لقد كانت هذه الخلفية التي التقت عليها القوى السياسية المختلفة في تونس، وراء التوافق الناجح الذي تجلى بعد الثورة، الأمر الذي مكنها من ان تنتقل إلى النظام الجديد بدون ألم، وبعد الفشل الذي منيت به الجهود المختلفة في مصر خلال العام المنقضي، من حقنا أن نسأل: هل صحيح أن القوى السياسية في بلادنا محصنة ضد التوافق؟