الثلاثاء، 12 يناير 2010

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية

دعا الرئيس الصيني هو جين تاو كافة أعضاء الحزب الشيوعى الصينى والشعب الصينى الى رفع "الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية" عالياً فى سعيهم لبناء "مجتمع مزدهر متوسط فى كافة المجالات"...
وجه هو جين تاو هذه الدعوة فى خطابه بالمؤتمر الوطنى السابع عشر للحزب الشيوعى الصينى الذي حدد موضوعه كالتالي : " لنرفع عاليا الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية ، ولنتبع ارشاد نظرية دنغ شياو بينغ والافكار الهامة للتمثيلات الثلاثة، ولنطبق بشكل تام وجهة النظر العلمية للتنمية ، ولنواصل تحرير العقول والاصرار على الاصلاح والانفتاح وانتهاج التنمية بشكل علمى ودفع الانسجام الاجتماعى ، ولتبذل الجهود لتحقيق انتصارات جديدة فى بناء مجتمع مزدهر معتدل فى كافة المجالات" ...
في ما يلي موجز للخطة السياسية التي اعتمدها الحزب الشيوعي الصيني منذ المؤتمر السابع (2007) لتعزيز "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"
شهدت الصين فترة غير عادية في السنوات الماضية حينما قاد الحزب الشعب في التغلب على الصعوبات وحقق المنجزات. ..كانت هذه السنوات منذ المؤتمر الوطني السادس (2002) فترة غير عادية ... ومن اجل انجاز المهمات الشاقة للاصلاح والتنمية في وضع دولي معقد ومتقلب فقد قاد الحزب الشعب بشكل قوي في التغلب على الصعوبات والمخاطر في ظل ارشاد نظرية دنغ شياو بينغ وافكار التمثيلات الثلاثة مما خلق وضعا جديدا في قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وحقق مجالا جديدا في انتهاج الماركسية طبقا للأحوال في الصين.
ما هي أفكار التمثيلات الثلاثة
يمثل الحزب الشيوعي الصيني دائما متطلبات التنمية للقوى الانتاجية الاجتماعية المتقدمة الصينية، وكذلك المسار التقدمى للثقافة المتقدمة الصينية، والمصالح الاساسية للاغلبية الساحقة للشعب الصيني، الأمر الذي يعتبر أصولا لحياة الحزب الشيوعي الصيني وأساس حكمه ومصدر قوته.
ويقصد بتمثيل متطلبات التنمية للقوى الانتاجية الاجتماعية المتقدمة الصينية أن تتفق نظرية الحزب وخطه ومنهاجه وسياسته ومبدأه وكل أعماله مع قانون تطور قوة الإنتاج، وتجسد متطلبات الدفع المستمر لإطلاق العنان لقوة الإنتاج الاجتماعي وتطورها، خاصة تجسيد متطلبات التنمية للقوى الانتاجية الاجتماعية المتقدمة، ورفع مستوى معيشة الجماهير باستمرار من خلال تطوير قوة الإنتاج؛ ويقصد بتمثيل المسار التقدمى للثقافة المتقدمة الصينية، أن تجسد نظرية الحزب وخطه ومنهاجه وسياسته ومبدأه وكل أعماله متطلبات تطوير الثقافة الاشتراكية القومية والعلمية والجماهيرية التي تواجه التحديث والعالم والمستقبل، ودفع الارتفاع المستمر للنوعية الفكرية والأخلاقية والعملية والثقافية لكل الأمة الصينية لتقديم قوة محركة معنوية وأفكار للتنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي الصيني؛ ويقصد بتمثيل المصالح الاساسية للاغلبية الساحقة للشعب الصيني أن نظرية الحزب وخطه ومنهاجه وسياسته ومبدأه وكل أعماله أن تنطلق من مصلحة الشعب الأساسية وتعود إليها، وإظهار مبادرة الجماهير وقدرتها علي الإبتكار والإبداع بصورة كاملة، لتحصل على المصالح الاقتصادية والسياسية والثقافية الفعلية وباستمرار على أساس التطور والتقدم الاجتماعي المستمر.

وقد ازدادت القوة الاقتصادية بشكل ملموس مع توسع مجمل الناتج الوطني بمعدل يزيد عن 10% سنويا في السنوات السبع السابقة.. وحصلت اختراقات كبرى في الاصلاح والانفتاح، وتحسنت مستويات معيشة الشعب بشكل ملحوظ وتم من حيث الأساس تطبيق نظام علاوات المعيشة لمواطني المدن والريف، مما يضمن الظروف الحياتية الرئيسية للفقراء.
وتم تسجيل تقدم جديد في تحسين الديمقراطية والنظام القانوني، كما تم خلق وضع جديد في التنمية الثقافية وتقدمت التنمية الاجتماعية بشكل شامل، وحققت المهمة الجديدة لبناء الحزب تقدما متينا، ، وتحققت منجزات تاريخية في تنمية الدفاع الوطني..

في نفس الوقت، أعلن قادة الحزب ان المنجزات ما زالت اقل من توقعات وانه ما زالت توجد صعوبات ومشكلات غير قليلة في طريقنا الى الامام.
المشكلات والصعوبات البارزة تشمل:
- النمو الاقتصادي تحقق بتكلفة مفرطة للغاية في الموارد والبيئة.
- ما زال يوجد عدم توازن في التنمية بين مناطق المدن والريف وبين الأقاليم وبين الاقتصاد والمجتمع.
- ازدادت الصعوبة لتحقيق نمو مطرد للزراعة ومواصلة زيادة دخل المزارعين.
- ما زالت توجد مشكلات عديدة تؤثر على المصالح الآنية في مجالات مثل التشغيل والضمان الاجتماعي وتوزيع الدخل والتعليم والصحة العامة والإسكان وسلامة العمل وادارة العدالة والنظام العام وان بعض ذوي الدخل المنخفض يعيشون حياة صعبة نوعا ما.

- ثمة حاجة الى المزيد من الجهود لدفع التقدم الايديولوجي والقومي.
- قدرات الحكم للحزب لا تلبي نوعا ما حاجات التعامل مع الوضع الجديد والمهمات الجديدة.
- بعض منظمات الحزب القاعدية ضعيفة ومتراخية. ان عددا قليلا من كوادر الحزب ليسوا امناء ولا مستقيمين وان الشكليات والبيروقراطية التي يتصفون بها واضحة جلية، وما زال البذخ والتبديد والفساد وسلوكيات غير مرغوبة اخرى تشكل مشكلات خطيرة معهم.

ويؤكد قادة الحزب من جهة أخرى على انه قد تحققت تغيرات تاريخية في مظاهر الشعب الصيني والصين الاشتراكية والحزب الشيوعي الصيني منذ العام 1978 ، حين فتح الحزب العهد التاريخي الجديد للاصلاح والانفتاح . وطريق الاصلاح والانفتاح هذا تم على اساس وضعه الجيل الاول للحزب من القيادة الجماعية المركزية ونواتها ماو تسي تونغ . وبادر الجيل الثاني للحزب ورأس قيادته الجماعية المركزية دنغ شياو بينغ الى الطريق العظيم الذي تواصل وتطور ونفذ بنجاح في القرن 21 على يد الجيل الثالث للحزب ونواة القيادة الجماعية المركزية جيانغ تسه مين كما قال الرئيس الصيني والأمين العام للحزب السيد هو جين تاو الذي أضاف بانه منذ المؤتمر الوطني السادس عشر للحزب ، تقدم الاصلاح والانفتاح الى العالم في بناء مجتمع مزدهر معتدل في كافة المجلات ، متبعا توجيه نظرية دنغ شياو بينغ وأفكار التمثيلات الثلاثة...
وجهة النظر العلمية حول التنمية جزء من نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية
ويعتبر الشيوعيون الصينيون ان وجهة النظر العلمية حول التنمية التى بادرت بها اللجنة المركزية السادسة عشرة للحزب الشيوعي الصيني عام 2003 لهي جزء من نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الى جانب نظرية دنغ شياو بينغ وأفكار التمثيلات الثلاثة.وهذه المنظومة تمثل تمسك وتطوير الحزب للماركسية-اللينينية وافكار ماو تسي تونغ، وتجسد الحكمة والعمل الشاق لعدة اجيال من الشيوعيين الصينيين يقودون الشعب في اجراء استكشافات وممارسات بلا كلل ولا ملل. وهي أحدث إنجاز في تطبيق الماركسية حسب الأحوال الصينية وهي الرصيد السياسي والثقافي عظيم القيمة للحزب وهي الأساس الايديولوجي المشترك للأعمال الملموسة للشعب بكافة قومياته ، وهي منظومة منفتحة تحافظ على التطور.
ويرى الشيوعيون الصينيون ان على شعوب كافة البلدان ان تتعاون وتبذل الجهود لبناء عالم منسجم يسوده السلام والازدهار المشترك..ويظل السلام والتنمية هما الموضوعان الرئيسيان للعهد الراهن وان السعي من اجل السلام والتنمية والتعاون اصبح تيارا لزماننا لا يقاوم ..وفى نفس الوقت فان العالم يبقى بعيدا عن الهدوء وان السلام والتنمية فى العالم يواجهان صعوبات وتحديات كثيرة .

ان المشاركة فى الفرص للتنمية والنهوض لمواجهة التحديات معا لتعزيز قضية السلام وتنمية البشرية لهما المصالح الجوهرية لشعوب كافة البلدان وتلبية طموحاتها المشتركة.
لتحقيق هذا الهدف اقترح الحزب الشيوعي الصيني ان تتمسك جميع البلدان بأهداف ومبادىء ميثاق الامم المتحدة وتراعي القانون الدولي والاعراف المعترف بها دوليا للعلاقات الدولية ودفع الديمقراطية والانسجام والتعاون والحلول المشتركة فى العلاقات الدولية.
- سياسيا: ينبغى لجميع البلدان ان تحترم بعضها بعضا وان تجرى مشاورات على قدم المساواة فى عمل مشترك لدفع الديمقراطية فى العلاقات الدولية

- اقتصاديا: ينبغى لها ان تتعاون مع بعضها بعضا وان تقترب قوة كل منها الاخرى وان تعمل معا لاجل تحقيق تقدم فى العولمة الاقتصادية باتجاه التنمية المتوازنة والمشاركة فى المنافع والتقدم المشترك.
- ثقافيا: ينبغى لها ان تتعلم من بعضها بعضا بروح السعى لارضية مشتركة فيما تنحى الخلافات جانبا وان تحترم تنوع العالم وتبذل جهودا مشتركة لتحقيق تقدم الحضارة الانسانية.
- فى مجال الامن: ينبغى لها ان تثق ببعضها بعضا وان توطد التعاون وان تحل المنازعات الدولية بالوسائل السلمية وليس بالحرب وان تعمل معا لحماية السلام والاستقرار بالعالم.

- حول مسائل البيئة: ينبغى لها ان تساعد بعضها بعضا وان تتعاون مع بعض فى جهود المحافظة لرعاية الارض الموطن الوحيد للبشر على نحو جيد.