الثلاثاء، 1 مارس 2011

القبائل..عامل الحسم في إسقاط القذافي

(خريطة معلوماتية)

موقع أون إسلام
تتوالى الأنباء عن انضمام قبائل ليبية كبرى للثورة الشعبية في ليبيا بشكل يقلب موازين القوى على الأرض لصالح الثورة مما قد يسرع بسقوط النظام الليبي في وقت قياسي. هذه التحولات على الأرض أربكت حسابات النظام الليبي لتضعه في موقف ضعيف للغاية.
ومما لا شك فيه أن العامل القبلي الذي يميز ليبيا عن ثورتي تونس ومصر سيكون له الكلمة الفصل في حسم المواجهة بين القذافي والمحتجين . فعلى عكس مصر وتونس يغلب على المجتمع الليبي الطابع القبلي مثله تماماً مثل المجتمع اليمني، حيث يلعب هذا العامل دوراً كبيراً في نجاح الثورة أو فشلها، في بقاء النظام أو سقوطه.
وتزيد أهمية دور القبائل الليبية في حسم الصراع بسبب عدم وجود جيش قوي في ليبيا على غرار مصر وبدرجة أقل تونس. فالزعيم الليبي كان يخشى الجيش، ولا يثق به، ويعتبره خطراً على نظامه، ولهذا قرر حله تحت مسمى 'الشعب المسلح' كبديل. هذا لا ينفي ان هناك بقايا للجيش في ليبيا، ولكنه ضعيف التسليح، ومشكوك في ولائه، وهذا ما يفسر لجوء الزعيم الليبي الى تعزيز دور الميليشيات وكتائب الأمن الخاصة التي يرأسها أبناؤه أو أفراد قبيلته.
وعلى الرغم من سياسة النظام الليبي المعتادة في الإيقاع بين القبائل المختلفة لضمان عدم توحدهم ضده، إلا أن هناك عاملين رئيسيين دفعا القبائل لتناسي خلافاتهم والاتفاق على مناهضة النظام وهما فداحة المجازر التي قام بها النظام لسحق الاحتجاجات، مما دعا العديد من القبائل إلى أن تنوء بنفسها عن تلك الجريمة التي يصعب نسيانها ودعوة أبنائها المنضوية في الكتائب الأمنية التابعة للقذافي لترك الخدمة والانضمام للمتظاهرين، أما العامل الثاني فهو استعانة النظام ببلطجية من دول إفريقية... فقيام أجانب بقتل ليبيين حتى وإن كانوا من قبائل أخرى أو على خلاف معهم، أمر غير مقبول لدى القبائل العربية الأصيلة.
للمجتمع الليبي نسيج متشابك من الجماعات والقبائل التي لا يمكن حصرها، وتمثل القبائل العربية نسبة (97%)، بينما لا تتجاوز نسبة قبائل البربر (3%).
وفيما يلي استعراض لأهم وأكبر القبائل الليبية ومواقفها من حركة الإحتجاجات الشعبية المنتشرة عبر أرجاء ليبيا:
قبيلة القذاذفة...معقل رأس النظام
ينحدر الزعيم الليبي معمر القذافى من قبيلة القذاذفة والتى تسيطر على أجهزة الأمن والمليشيات التابعة للنظام، وهناك أتهامات لهم بالضلوع فى إطلاق نار على المتظاهرين، وتتركز قبيلة القذاذفه في سرت وسبها وينتشرون في طرابلس وبنغازي.
وهناك أنباء عن وجود مظاهرات منددة بالقذافي في مدينة سبها والتي ينحدر منها الزعيم الليبي.
قبيلة ورفلة.....تقلب الموازين
أعلنت قبيلة ورفلة أكبر قبائل ليبيا ويقدر عددها مليون نسمه مساء الأحد الموافق 20 فبراير الانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة للنظام. وتنتشر قبيلة ورفلة فى مدن بني وليد وسرت وطرابلس وبنغازي.
انتفضت قبيلة ورفلة أكبر قبائل المنطقة الغربية وانضمت للثوار مما يقلب الموازين لصالح الثورة، ويعجل بسقوط نظام القذافى لما لهذه القبيلة من تأثير لكثرة عددها وتاريخها السابق فى محاولة الثورة والانقلاب على نظام القذافى بمساعدة أبنائها الضباط الذين كانوا منتشرين في الجيش وقتها وتعرضوا للقتل والسجن والتضييق عليهم من وقتها.أكد مراقبون وسياسيون إن موقف القذافى بعد انضمام هذه القبيلة إلى الاحتجاجات، قد ضعف لدرجة كبيرة، لما لهذه القبيلة من أصول عرقية متجذرة فى كافة المناطق الليبية.
قبيلة ترهونة ...تنضم إلى الثورة
انضمت قبيلة ترهونة إلى ورفلة، وهما أكبر قبيلتين في ليبيا ويناهز عددهم مليونين، إلى المتظاهرين ضد نظام معمر القذافي. وتنحدر ترهونة من قبيلة هوارة والتى تنتشر من تاورغاء حتى مدينة طرابلس.
في الوقت نفسه، صرح المتحدث باسم قبيلة ترهونة عبد الحكيم أبوزويدة أن شيوخ قبيلته، التي تشكل ثلث سكان العاصمة طرابلس، أعلنوا تبرؤهم من النظام وانضمام القبيلة للمتظاهرين ضد "الطاغية" ودعوا أبناء القبيلة للانضمام إلى الثورة.
وأضاف أن شيوخ القبيلة التي ينتسب إليها معظم جنود الجيش سعوا إلى توعية أبنائها خاصة الجنود بتاريخ قبيلتهم وعدم الانسياق وراء الفتنة التي دعا إليها سيف الإسلام بعد أن قام النظام بتسليح العديدين.
قبيلة الزوية...تهدد بوقف تدفق النفط
انضمت قبيلة زوية، والتي تقطن جنوب ليبيا في المناطق النفطية، إلى الثوار وهددت بوقف تدفق النفط إلى البلدان الغربية في حال عدم وقف قوات الأمن إطلاق النار على المتظاهرين.
وقال فرج الله الزوي أحد مشايخ قبيلة الزوي إن القبيلة "توجه إنذارا" إلى القذافي ومهلة 24 ساعة لحقن الدماء وقمع المتظاهرين، وإلا فستضطر القبيلة إلى وقف تدفق النفط إلى البلدان الغربية.
قبائل الطوارق...تهاجم مقرات النظام
قامت قبائل الطوارق في الجنوب بالانضمام للثورة ومهاجمة مقرات تابعة للنظام، يعيش الطوارق والملقبين بـرجال الصحراء الزرق في الجنوب الليبي حول غدامس وفي غات وجانيت وسهول ادرار، ولهم امتداد في دول الجوار- وخاصة الجزائر و النيجر و مالي - ويشتهرون بزيهم واللثام، والطوارق مسلمون سنيون مالكيون ، ولهم نفس هوية سكان شمال افريقيا ويتحدثون اللغة الأمزيغية بلهجتها الطوارقية.
وبدورها أكدت قبائل الطوارق جنوب ليبيا -في اتصال هاتفي لأحد أبنائها آكلي الشيخا مع الجزيرة من بروكسل- تأييدها للمطالبين بإسقاط نظام القذافي.
قبيلة الزنتان ....وقوة الجيش
وكانت قبيلة الزنتان قد سبقت بالانضمام للثورة، إضافة إلى حدوث انشقاقات واسعة بالكتائب الأمنية وانضمام كثير منها للثوار والتصدي للمرتزقة وبعض حرس القذافى الذين يشنون حربا على الشعب مستخدمين الأسلحة العسكرية الخفيفة والثقيلة، وقبيلة الزنتان من كبريات القبائل الليبية العربية وتقتن في منطقة جبال نفوسة.
قبيلة بنى وليد...ترفع راية العصيان
بادرت بنى وليد بسحب أبناءها من القوات الأمنية، عندما علم المواطنون في بني وليد بأن العميد عبدالله السنوسي صهر القذافي المكلف بالسيطرة على مصراته يستخدم أبناء بني وليد في الكتائب الأمنية مع المرتزقة الأفارقة لقمع المتظاهرين في المدن الأخرى.
اتصلت العائلات من بني وليد بالجنود وطالبوهم بالرجوع و عدم التعرض لأي متظاهر في مصراته أو أي مدينة أخرى و الرجوع إن أمكنهم ذلك. فعندما وصلت بعض الحافلات الناقلة لهم الى مصراته تركوا مواقعهم و التحقوا بالمتظاهرين. أما الذين لازالوا في بني وليد فعلموا هم أيضا بالأمر فتمردوا وفروا من المعسكر. فمن المعلوم أن مصراته و بني وليد تعتبران مدينتان مترابطتان إداريا و اجتماعيا.
قبيلة العبيدات...تحدث إنشقاقات فى قوات الأمن
مارست قبيلة العبيدات الضغط على أبنائها للانسحاب من القوات الأمنية الموالية للنظام. وتواردت أنباء تفيد أن اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي، وزير الأمن العام قد انشق على القذافي، بضغط من قبيلته العبيدات، وهي أحد أكبر القبائل الليبية. كما نشرت أخبار عن انشقاق اللواء سليمان محمود العبيدي، بضغط من قبيلته والتي وعدته بتناسي كل ما فعله منذ انقلاب سبتمبر 1969. كل هذا أسهم في زيادة وتيرة الإنشقاقات فى صفوف القوات الموالية لعبد السلام جلود وتفتيتها.
قبيلة المقارحة...لم تحسم موقفها بعد
ويرى بعض الليبيين أنه يبقى الأمل في انضمام قبيلة المقارحة بالمنطقة الغربية المنتمي إليها رجل القذافي عبد السلام جلود، والتي ستعجل بسقوط النظام، ومن المتوقع انضمامها للثوار في أي لحظة بعدما تأكد الجميع أن الثورة في طريقها للنجاح. وتعد قبيلة المقارحة من أهم القبائل الليبية.
وفى النهاية، التحول في مواقف كبريات القبائل الليبية نحو خيار الثورة قد يدفع باقى القبائل الأخرى إلى حسم موقفها فى القريب العاجل لصالح الثورة، ويحاول العقيد معمر القذافى تدارك الموقف بأى طريقة عبر عقد اجتماعات موسعة مع شيوخ القبائل لدعوتهم لوقف الاحتجاجات. ولكن يبدوا أن الانتفاضة الشعبية الليبية قد وصلت لمرحلة اللاعودة!.