المفاوضات الإسرائيلية السورية
يعود تاريخ المفاوضات بين اسرائيل وسوريا إلى العام 1991، مع انعقاد مؤتمر مدريد للسلام، فيما بدأت فعليا في واشنطن عقب المؤتمر بين الوفدين الإسرائيلي والسوري في إطار صيغة مدريد.
عام 1994، جرت مفاوضات إسرائيلية سورية على مستوى السفيرين في واشنطن، وأدت إلى إجراء مداولات تركّزت على الترتيبات الأمنية وعن عقد اجتماعين لرئيسي هيئتي الأركان الإسرائيلي والسوري في كانون الأول/ ديسمبر 1994 وحزيران/ يونيو 1995. بدعم وبمشاركة مسؤولين أميركيين كبار، وشملت اجتماعين بين الرئيس كلينتون والرئيس الأسد وسلسلة جولات لوزير الخارجية وورن كريستوفر في المنطقة.
وقد وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يتسحاك رابين على مبدأ الانسحاب من هضبة الجولان في إطار تسوية سلمية تتعامل في الوقت نفسه مع أربع قضايا جوهرية:
عُمق الانسحاب، الجدول الزمني لعملية الانسحاب ومدتها، ومراحل الانسحاب والصلة بينها وبين تطبيع العلاقات واتفاق على الترتيبات الأمنية.
في كانون الأول/ ديسمبر 1995، وافقت سوريا على استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة وبعد عرضها نقاط المرونة بالنسبة لشكل المفاوضات، وقام وزير الخارجية السوري سفير دمشق في واشنطن آنذاك وليد المعلم بقيادة المفاوضات، حيث وافق السوريون في تلك المرحلة على التعامل مع الأمور التي تتضمّنها فكرة السلام الكامل: نوعية السلام وتطبيع العلاقات والمياه. وجرت جولتان من محادثات السلام الإسرائيلية السورية تحت رعاية الولايات المتحدة في مركز المؤتمرات "واي ريفر" في معهد أسبن في كانون الأول/ ديسمبر 1995 وكانون الثاني /يناير 1996، تركّزت على قضايا أمنية وغيرها وكانت مفصّلة للغاية وشاملة.
في كانون الأول/ ديسمبر 1999 أعلن الرئيس كلينتون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك والرئيس الأسد وافقا على استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل وسوريا من النقطة حيث توقّفت في كانون الثاني/ يناير 1996، وانتهت بدون نتيجة المحادثات التي استضافها الرئيس كلينتون في كانون الأول/ ديسمبر بين رئيس الوزراء باراك ووزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع، والتي أعقبتها جولة محادثات في شيبردستاون بفيرجينيا الغربية في كانون الثاني/ يناير 2000
في نيسان/ إبريل 2007 أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إيهود أولمرت أنه رغم أن إسرائيل معنية بتحقيق السلام مع سوريا، فإن سوريا لا تزال تشكّل جزءًا من محور الشر وقوة تشجّع الإرهاب في الشرق الأوسط بأسره، وعلى سوريا التوقّف عن دعم "الإرهاب" وعن تمويل حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والامتناع عن تزويد "حزب الله" اللبناني بالأسلحة وكذلك الامتناع عن التسبب في زعزعة الاستقرار في لبنان ودعم الإرهاب في العراق. وعليها التخلي عن علاقاتها الإستراتيجية التي تقوم ببنائها مع النظام المتطرّف في إيران، وفي أيار/مايو 2008 انطلقت المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا برعاية تركية بصورة متزامنة في كل من تل-أبيب ودمشق وأنقرة، إلا أنها توقفت عشية حملة "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية على قطاع غزة، واستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت من منصبه في أيلول/سبتمبر 2009.
ويشار في هذا السياق إلى أن نتانياهو، وخلال ولايته الأولى (1996-1999) أجرى مفاوضات مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عن طريق صديقه رجل الأعمال الأميركي رون لاودر، ووافق نتانياهو على الانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل، وأكد ذلك وزير الأمن في حينه يتسحاك مردخاي، بيد أن نتانياهو ومستشاره أراد ادعيا أنه وافق على الانسحاب الجزئي. ومنذ تسلم نتانياهو منصب رئيس الحكومة مجددا امتنع عن الدفع بـ"المسار السوري"، واكتفى بتصريحات عامة أعلن فيها استعداده لإجراء مفاوضات، ولكن بدون شروط مسبقة.