الخميس، 12 مارس 2009

موقف حزب البديل الحضاري من قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران

الأخ عز الدين علام في جوابه عن سؤال لأسبوعية "العدالة و التنمية" عن موقف حزب البديل الحضاري من قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران
عدد 178 –من 11 مارس 2009 إلى 17 منه


كان قرار قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالنسبة لنا- في حزب البديل الحضاري- مثل غيرنا، مفاجئا ومتنافيا مع كل الجهود التي بذلت من الطرفين( المغرب و إيران) منذ أزيد من عقدين لتحسين العلاقات الثنائية، و من أبرز هذه الجهود أحد مؤتمرات الصحوة، التي دشنها المرحوم الحسن الثاني، و الذي كان بعنوان" التقريب بين المذاهب" بالصخيرات.
و نحن في البديل الحضاري كنا و لازلنا نؤكد على تحسين و ترسيخ العلاقات البينية للمغرب مع البلدان العربية والإسلامية شريطة ألا يكون لأحدها موقف معاد لوحدتنا الترابية .
كما نتمنى على دبلوماسيتنا أن تقطع مع التسرع في اتخاذ هكذا قرارات هامة، خصوصا و أن أمثلة من هذا القبيل لازالت عالقة بالأذهان كالتسرع في قطع العلاقات مع السنغال مما اضطر الملك محمد السادس لإرسال وفد عالي المستوى لإصلاح ما أفسدته الدبلوماسية و إعادة العلاقات إلى طبيعتها. كما حصل ذات التسرع في تجميد العلاقات مع إسبانيا، و كما كان اختيار توقيت قطع العلاقات مع فنزويلا متسرعا و غير موفق.
و بالرجوع إلى قرار قطع العلاقات مع إيران، و حسب بلاغ وزارة الخارجية الذي نشرت مقتطفات منه بوكالة المغرب العربي للأنباء فكان محكوما بخلفيتين:
• الخلفية الأولى: ردود الأفعال الإيرانية جراء التضامن المغربي مع دولة البحرين الشقيقة في ما اعتبره البلاغ تهديدا لوحدتها الترابية. فبالنسبة لهذه النقطة فإن الأمر يعتبر متجاوز بين إيران و البحرين، بالتفاهم الذي حصل بين الطرفين و الذي توج بزيارة وزير خارجية البحرين الأخيرة إلى إيران.
• الخلفية الثانية: ما ذكره البلاغ من قيام السلك الدبلوماسي الإيراني بالمغرب بأنشطة تهدد وحدة شعبنا المذهبية/ المذهب السني المالكي فقها و الأشعري عقيدة.
فبالنسبة لهذه المسألة نسطر ما يلي:
- إن المغاربة حسموا خيارهم المذهبي منذ قرون، فاختاروا طواعية المذهب السني المالكي، على الأقل منذ الدولة المرابطية، دولة يوسف بن تاشفين رحمه الله
- نؤكد –كبديل حضاري- مرة أخرى موقفنا المبدئي من مسألة التشيع، هذا الموقف الذي عبرنا عنه مرارا و تكرارا(و ليس ما أكده الأخ الأمين العام أ. المصطفى المعتصم –من سجنه- في هذا الشأن و نشر على ثلاث حلقات بجريدة "الجريدة الأولى" عدد: 177_178_179 تحت عنوان " لا إصلاح سياسي ... بدون إصلاح ديني" عنا ببعيد).
نؤكد أن محاولة تشييع المغاربة من أي كان –شخصا أو مؤسسة- خط أحمر، نرفض تشييع السنة أو تسنين الشيعة، نقدر أن السني ينبغي أن يبقى سنيا و الشيعي شيعيا، و أي محاولة لتشييع السنة أو تسنين الشيعة هي زرع لبذور الفتنة و التفرقة ولعب بالنار.

- نعتبر أن المقاربة ينبغي أن تكون فكرية لأن الفكر– أي فكر- لا يمكن أن يواجه إلا بالفكر لهذا نطالب بتظافر الجهود – رسمية كانت أو شعبية-( مجالس علمية ، علماء و وعاظ، أحزاب بمرجعية إسلامية، حركات إسلامية...)لتجديد الفكر السني المالكي حتى نتمكن من تحصين شبابنا-بالحوار و بالإقناع- حتى لا يكون مستلبا أمام أي مذهب آخر شيعيا أو حنبليا/وهابيا أو غيرهما.
- نقدر أن البديل الحضاري أحسن من قام بهذا الدور رغم قلة الإمكانيات، و رغم المنع و الحصار و التضييق الذي طاله، قام –و لا يزال مستعدا لذلك بعد زوال الكربات و المحن التي ألمت به و بقيادته- بالتجديد في هذا المضمار من داخل مرجعيته الإسلامية السنية المالكية، خصوصا بانفراده و سبقه في المزاوجة بين هذه المرجعية و مرجعية الحكمة الإنسانية، مما استهوى كثيرا من الشباب بالانضمام إليه.
نذكر في هذا السياق أن تقريرا للخارجية الأمريكية سبق واشار إلى تنامي المد الشيعي بالمغرب في محاولة تحريضية واضحة وضاغطة في سياق شد الحبل الجاري بين واشنطن وطهران ومحاولة تأليب دول اسلامية وجرها للإصطفاف ضد مصالحها خدمة لواشنطن في الوقت الذي لا تزال الديبلوماسية الأمريكية تزاوج بين التهديد والوعيد والغزل والوعود لطهران ، لذلك نرى أن مصلحة بلدنا فوق كل اعتبار، ولن نكون إلا مدافعين عن مصالحه العليا .