الخميس، 12 مارس 2009

حزب البديل الحضاري

حزب البديل الحضاري
حرية –عدل –مساواة - ديمقراطية




الدارالبيضاء في 18-فبراير-2009
بيان في ذكرى اعتقال قياديين من حزب البديل الحضاري

سنة كاملة مرت على اليوم المشئوم الذي اعتقل فيه أخوانا القياديان في حزب البديل الحضاري : الأمين العام الأستاذ المصطفى المعتصم ، و الناطق الرسمي للحزب الأستاذ محمد الأمين الركالة ، وما تلا ذلك من تشهير وإدانة مسبقة من قبل وزيرين في الحكومة, و المرسوم السيئ الذكر الرامي إلى حل حزب البديل الحضاري ضدا على القانون ... و ما خلفته هذه الطعنة الغادرة في صفوف المناضلين كما أنها كانت صدمة عنيفة للرأي العام الوطني والدولي.
ثم نفاجأ بمسلسل آخر من الإجهاز على حقوق الدفاع من عدم تسليمه محاضر الضابطة القضائية ...وغير ذلك من الخروقات التي صاحبت التحقيق التفصيلي . بعدها انطلاق محاكمة لازال الدفاع لا يسمع فيها إلا رفض كل ملتمساته الأساسية .
لقد كان الحدث انتكاسة كبيرة بل انكسارا في المشهد السياسي المغربي بكل ما في الكلمة من معنى ،حيث أشر على عودة مشئومة لمسلسل القمع والاختطاف والمحاكمات السياسية التي ظن المغاربة أنها انتهت إلى غير رجعة .
هكذا توالت أيام المحنة التي عاشها البديل الحضاري قيادة وقواعد إضافة إلى أسر المعتقلين على إيقاع الترقّب والمعاناة وخيبة الأمل في كل الشعارات التي كانت.
لم يكن الظلم الذي لحق بحزبنا وحزب الأمة والعدالة والتنمية و الاشتراكي الموحد والأخ عبد الحفيظ السريتي مجرد اعتقال لأناس متورطين كما ادعت الرواية الرسمية للحكومة ،بل هي ضربة في صميم النضال المغربي وإجهاز على رصيد كامل من الكفاح المد ني الذي خاضه المغاربة الأحرار منذ فجر الاستقلال من أجل الحق في التنظيم وحرية التعبير والممارسة السياسية السليمة و تحقيق دولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
نعم كثيرة هي دماء الشهداء التي سالت... وكثيرة هي دموع الأمهات الثكلى التي سقطت.. وكثير هو الجهد النضالي الذي بذل...وعظيم هو الانجاز الفكري الذي تم لعقود من الزمن لكي ينتهي كل ذلك النضال المغربي الرائع بأهازيجه الطلابية وأناشيده الحماسية وقبضاته العمالية المرفوعة نحو السماء وطموحاته النسائية المتطلعة لغد أفضل ...ينتهي فجأة كل ذلك إلى مجرد مشهد هزلي بئيس يُغتال فيه الشرفاء جهارا وتُرتب فيه الأشياء بطريقة مكشوفة تدعو إلى الشفقة .
لقد استهدف البديل الحضاري لأنه رفض الانخراط في مسلسل عبثي لا طائل من ورائه ولأنه قال بأعلى صوته :تعالوا أيها المغاربة من أجل ثورة ملك وشعب جديدة ..ثورة لبناء
المغرب الديمقراطي القوي ..ثورة لمواجهة تحديات المرحلة ...ثورة ضد الفساد والمفسدين ..وضد الجهل والحقد والكراهية والأنانية...ثورة ضد الفهم الضيق للإسلام وضد الفهم الضيق للحداثة
نعم استهدف البديل الحضاري ..إلا أن الجريمة كانت شبيهة بالإقدام على اقتلاع وحشي لشجرة وارفة الظلال ممتدة الجذور عميقا في التربة المغربية الطاهرة لهذا وبالرغم من كل الترسانة التي وظفت ضد الحزب هبّ شرفاء المغرب بكل انتماءاتهم لاستنكار الفعل الشنيع ، كما انتصب المحا مون الذين هم مفخرة هذا الوطن للدفاع عن المعتقلين الستة إيمانا منهم بأن ذلك معناه الدفاع عن الحق والكرامة والعدل والديمقراطية المغربية المنشودة .
وفي غمرة الدفاع لازالت المعركة قوية بين خطين لا ثالث لهما: خط الحق وخط البهتان ...خط القانون وخط خرق القانون ..خط المستقبل المغربي الواعد وخط التقهقر نحو الماضي القمعي البئيس .... إنها معركة مفصلية بالفعل ، تتجاوز جغرافية البديل وغير البديل لتحمل دلا لات في غاية التعقيد والخطورة .. ولكن مهما اسودّت محطات هذه المعركة فان الأمل لن يفارق قلوبنا.. الأمل في هذا الشعب الأبي الذي يكره الظلم...والأمل أيضا في شرفاء النخب المغربية الذين لم تسحقهم آلة الفساد و الانتهازية الفتاكة.
وبمناسبة ذكرى الاعتقال الأليمة:
1- نؤكد على براءة أخوينا دعاة الحوار و الوسطية و الاعتدال و الديمقراطية المعروفين بمواقفهم الرافضة للعنف وما راكماه من أدبيات و مواقف خير دليل كما يشهد لهما بذلك كل منصف صادق.
2-نؤكد أن صوت البديل الحضاري مستمر لأنه لا يخيفه الضرب تحت الحزام ، ضرب الجبناء الذين أغاضهم و يغيضهم فتح أبواب الإنصاف والمصالحة على مصراعيه وحشد كل الشرفاء الديمقراطيين الفضلاء لبناء مغرب الإصلاحات الطموحة والوطنية الحقيقية بعيدا عن بيع الأوهام الآنية.
3- نؤكد على ضرورة التعجيل بالنظر في الطعن المقدم ضد مرسوم الحل الظالم نحيي عاليا مناضلي الحزب الذين أبانوا عن وعي عال وحكمة بالغة في الانضباط و طول النفس ورفض الإغراءات و العروض التي قدمت للبعض منهم من هذه الجهة أو تلك قابضين على الجمر في انتظار الفرج وكلمة الإنصاف التي لابد أن تسمع.
4-نشد على يدي أخوينا الصامدين و باقي المعتقلين السياسيين الستة ،ونثمن عاليا مواقف التضامن و المآزرة لكل الهيئات السياسية والنقابية والجمعيات الحقوقية والمنابرالاعلامية الحرة وهيأت وشخصيات المجتمع المدني في الداخل والخارج و كل الديمقراطيين الشرفاء و هيأة الدفاع ،وعائلات المعتقلين السياسيين الستة ونطالب بإطلاق السراح الفوري للمعتقلين السياسيين الستة بما يحفظ المكتسبات الحقوقية النسبية ببلادنا.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون).
عن الأمانة العامة لحزب البديل الحضاري
ذ.حسن الحسني العلوي