الاثنين، 11 مايو 2009

ما هي الامة وهل هناك امة لبنانية

ما هي الامة وهل هناك امة لبنانية؟
بقلم المؤرخ الكبير جواد بولس
نشرت في: الفصول اللبنانية / العدد 14- 1984

الأمة في المعنى الحديث، هي حصيلة التاريخ… هي التجمع البشري الاكثر تطورا والاكمل تنظيما جتماعيا. انها خاتمة سلسلة طويلة من التحولات التطورية، ذات المراحل المتعاقبة التالية: الأسرة، العشيرة العيلة، القبيلة، المدينة، الشعب والامة. وككل شيء بشري، عرف هذا التطور التاريخي مراحل من التقدم والجمود والانحطاط والتقهقر.
الأمة هي شراكة شعوب مختلفة في دولة معينة، وهذه الشراكة هي متجانسة نوعا ما. هذه الشراكة عن رضى وقبول تحددها ارادة العيش والتعاون المشترك في الصراع من أجل الحياة. العنصر الأساسي الذي يحث على هذا الاتحاد هو حاجة الفرد، في صراعه من أجل البقاء والدفاع عن نفسه، الى التعاون مع هؤلاء المعاصرين له الذين تتسل بهم ظروف حياته.
عناصر أخرى واحداث تسهم في خلق الارادة المشتركة من أجل الحياة. هذه العناصر ليست بالضرورة متشابها كلها، وليست متشابهة أينما كان، لكننا نستطيع ان نعددها على الشكل التالي: الشعور بالانتماء الى بقعة مشتركة: التشابه في الشكل الخارجي، تقارب معنوي، أخلاق، تقاليد، وعادات أجتماعية متشابهة، ووحدة المصالح والمشاعر والثقافة والذكريات التاريخية التي تتجلى تارة بالقرابة الاتنية وطورا باللغة وحينا بالدين. وتبعا للظروف والأمكنة أو للزمان والمكان فأن واحدا أو أكثر من هذه العناصر قد يترجح على سائرها أو ينقص دون ان تتأثر بذلك الوحدة الوطنية.
وحسب تحديد (رينان) الشهير، الذي اصبح تقليديا اليوم، فالأمة هي (روح، أسرة روحية). انها مكونة من عنصر جوهري هو اساسها ولحمتها وسداها. أنه ارادة العيش المشترك المتجلي عند الشعوب التي تتكون منهم، دون اعتبار للدم الذي يجري في عروقهم، والدين الذي يعتنقونه واللغة التي يتكلمون بها والنزاعات التي كانت تفرقهم في الماضي.
الأمة ليست شراكة افراد وحسب، ومجرد جمع للارادات. انها ايضا (مبدأ روحي) يولد المشاعر العليا التي يأتي في رأسها التضامن الاجتماعي أو الشعور الوطني. الأمة، أخيرا، هي (أم روحية)، هي الوطن الذي يوحي بالتضحيات الاكثر نبلا.
الأمة اللبنانية، حقيقة أجتماعية
مما تتقدم نستنتج ان (الأمة اللبنانية) هي حقيقة اجتماعية، مكونة بفعل الجغرافيا والتاريخ وملتحمة بفضل ارادة سكانها. ان هذا البلد اللبناني او هذه البقعة الجغرافية المتفردة التي تحميها الطبيعة تحتضن بالفعل شعوبا متجانسة نسبيا، تعيش وتتعاون طوعا ضمن اطار بلد ودولة مشتركين.
ان احوال البلد الطبيعية أي التضاريس والمناخ والموقع الجغرافي تطبع بسمة مشتركة اخلاق اللبنانيين وعاداتهم ومؤهلاتهم الى اي عرق أو دين انتموا. هذا الطابع الخاص، وليس العرق او الدين، هو الذي يميز الشعب اللبناني عن شعوب البلدان الاخرى المتاخمة او البعيدة. وفضلا عن ارادة العيش المشترك فأن لدى اللبنانيين عناصر توحيد مهمة، ربما لا نجدها الا لدى الشعوب الاكثر تجانسا: القرابة الاتنية، اللغة، الثقافة والنشاط الاقتصادي معا.
البيئة الاتنية اللبنانية
ان اللبنانيين على الرغم من تنوع معتقداتهم الدينية، والى اي مذهب ديني انتموا، هم نوعا ما متقاربون من الناحية الاتنية. اننا لا نعني بالطبع قرابة الدم، التي تفرض تحضرهم من سلف مشترك. فليس بمقدورنا ان نجد قرابة الدم الا في المجموعات الاجتماعية الصغيرة من مثل العشيرة العيلية او القرية، وهي ليست موجودة في الحقيقة، في المجتمعات المركبة.
ونعيد الى الاذهان ان الاعراق والشعوب، هي مزيج مبعثر، مستقر ومبوتق بفعل ظروف السكن الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية. والمظهر الغريب (غير المتجانس) للشعب اللبناني يعود، عامة، الى انتمائه لطوائف دينية مختلفة، وهي تفسر خطأ بأنها تجمعات اتنية متميزة، وليس الى الاصول العرقية المتنوعة.
في الحقيقة، ثمة ميل الى الاعتقاد، ان مختلف المجموعات الطائفية في لبنان متحدرة من مجموعات اتبنية مختلفة. الا انه على العكس من ذلك، يعلمنا التارخ انه، اذا استثنينا بعض المجموعات الاجتماعية المهاجرة التي يصعب اليوم تحديد المتحدرين منها، فأن سكان لبنان الاصليين هم الذين اعتنقوا، في الماضي وخلال عصور مختلفة، ديانات متنوعة، أو انتموا الى مذاهب طائفية متحدرة من هذه الديانات.
طبعا، هناك في لبنان طوائف دينية كالموارنة مثلا والدروز والشيعة وقد جاء العناصر الاولى منهم الى لبنان من سورية ومصر والعراق وبلاد فارس بحثا عن الحرية. لكن نواة هؤلاء الاوائل الذين قدموا تميزوا بقلة عددهم. غير ان خلفاءهم تذايدوا فيما بعد بفضل الاتباع المحليين الذين التحقوا تدريجيا بمجموعاتهم. أما مسلموا لبنان، بأستثناء بعض الاسر التي قدمت من الجزيرة العربية مع الفاتحين، فكل هؤلاء الباقين، اي الجزء الاكبر منهم، من المواطنين الاصليين الذين اعتنقوا ديانة المنتصرين.
هكذا، ومهما قيل، فأن تقسيم اللبنانيين الى مجموعات اتنية متباينة هو تقسيم خاطئ. فالمجموعات الطائفية المختلفة في هذا البلد هي حصيلة مزيج اتني مستقر، مؤلف من قاعدة اصلية، هي هي بالنسبة الى الجميع، طعمت خلال العصور الغابرة، بعناصر من اعراق مختلفة. فهذه العناصر المستوردة، القليلة العدد نسبيا، اندمجت منذ زمن بعيد بمجموعة السكان الاصليين وبوتقتها البيئية.
لا يستطيع احد ان يؤكد ان اي عرق غريب او اي شعب غاز تمكن من ان يسم بنوع خاص بسمته طبائع الشعب اللبناني الاساسية. فمنذ الالف الثالث كان سكان لبنان الحالي، على غرار سكان مناطق غرب الشرق الاوسط الاخرى، منذ ذلك الوقت مزيجا مركبا، وكانت لديهم صفات عامة مشتركة تشبه الى حد بعيد طبائع خلفائهم. فطبائع الشعوب الفينيقية القديمة النفسية والخلقية في خطوطها العريضة هي هي طبائع لبنانيي اليوم. فمأثرة فرد من آل بلطجي الى عهد قريب، ابان انقاذ السفينة (شامبوليون) من الغرق، تنطبق علي التقاليد البحرية القديمة للبحارة الفينيقيين الشجعان والمهرة، سادة البحار القديمة. والفرنسيون، الذين اعتنقوا اللغة الرومانية او اللاتينية اثر الفتح الروماني ولذلك اصبحوا اليوم ينتمون الى الاسرة او العرق اللاتينيين، هم اليوم مزيج معقد لا يشكل العنصر اللاتيني الدخيل اليهم الا جزءا لا يذكر. وهذا هو ايضا شأن العنصر الفرنكي الذي اعطى اسمه للبلد (فرنسا)، والذي كان ذا أهمية عددية ضئيلة.
ان اي مواطن فرنسي يقول (رينان)، لا يعرف اذا كان بورغوندي أو الاني، أو تيفالي أو فيزيغوتي. لا يوجد في فرنسا عشر اسر تستطيع ان تبرهن انها من اصل فرنكي، وحتى ان هذا البرهان قد يكون خاطئا من اساسه نتيجة الف تزاوج من شأنه ان يبلبل كل قواعد علماء الانساب… فمثال ما يسمى خطأ العرق الانغلو ساكسوني ليس في الواقع البروطوني… ولا الانغلوساكسوني …ولا الدانمركي…ولا النورماندي…أنه حصيلة كل هؤلاء.
قليلة هي الاسر اللبنانية او السورية او المصرية او العراقية التي تستطيع ان تؤكد اصلها الغريب الذي يعود الى قرنين او ثلاثة قرون مضت. ففيما عدى بعض الجزر الاتنية التي لم تنصهر تماما بعد (شركس، ارمن…) فاللبنانيون والسوريون والمصريون والعراقيون، هم حصيلة كل الاعراق والشعوب التي انضمت تدريجيا خلال العصور الى جملة الشعوب الاصلية وقد تأقلموا معها في النهاية. واذا بدا ان عرب الجزيرة العربية، الذين جاؤوا مع الاسلام، قد تركوا في الاقطار المجاورة التي احتلوها، آثارا أكثر ديمومة، فهذا يعود الى كون شعوب سورية والعراق ومصر منذ ما قبل الاحتلال العربي، متقاربة نوعا ما مع شعوب الحضارة العربية. فالساميون العرب، معاصروا النبي كانوا بالفعل، من حيث اللغة والثقافة والتنظيم الاجتماعي وحتى من حيث العرق قليلا، اشقاء الساميين الاراميين والكلدان والفينيقيين في الهلال الخصيب وانسباء حاميي وادي النيل.
ففيما حافظت هذه الشعوب المحتلة، وهي تعد حوالي عشرين مليون نسمة، على طوابعها الاساسية الخاصة بكل منها، فأنها اعتنقت تدريجا لغة شقيقة هي العربية، وديانة حامية جديدة تلائم ذهنية هذه الشعوب السامية - الحامية. اما الغزاة القادمون من شبه الجزيرة العربية، والذين استوطنوا البلدان المحتلة، فكان عددهم محدودا مسبيا، وقد ذوبتهم تدريجا كثافة الشعوب الاصلية، كما سبق وامتصت الغزاة الذين سبقوهم طبقا للسنة العامة التي تقول (بأن الخميرة تذوب وتحتفي في العجينة التي خمرتها) “رينان” .
اكثر من اسرة تتدعي اليوم انتمائها الى الفاتحين العرب الا ان هذا الادعاء لا ينطبق على الواقع نظرا للقرون العديدة التي تفصلنا عن الملحمة العربية ونظرا لفعل البيئة المبوتق خلال هذه الفترة الطويلة. ربما كانت هذه الاسر من اصل تركي او كردي او فرنكي او بكل بساطة من السكان الاصليين، بينما نرى ان اسرا اخرى تنفي هذه القرابة قد تكون من الخلفاء الاصليين للعرب. فهذه وتلك، هي في الحقيقة اليوم مستقرة بفعل البيئة اللبنانية ومطبوعة بالطابع اللبناني.
فاللبنانيون، اتنيا، انسباء الى حد ما. فالانقسامات الطائفية لا تمت الى العرق بصلة. وسواء اكانوا من السكان الاصليين او المستوطنين، فأن العناصر التي يتكون منها الشعب اللبناني هي بالاجمال والى حد ما: ارضية متوسطية وسامية تحركها بأستمرار، وعبر العصور، دفعات مهاجرة، استوعبها وتشربها الطابع اللبناني وطبعا بطابعها الخاص، تبعا لسنن الجغرافية البشرية. فالفينيقيون، وهم ساميون اصليون ، طبعوا البلد اللبناني بالطابع السامي الا انهم (تلبننوا) بدورهم فهذا ما حصل مع الاموريين ومن بعدهم العرب انفسهم.
البيئة اللغوية اللبنانية
اذا كانت المشكلة العرقية غير واردة في لبنان، فأنه من الاوضح ان المشكلة اللغوية ليست موجودة اطلاقا. فهذا البلد الذي تكلم خلال العصور القديمة، وخلال ما يزيد عن الفي سنة، اللغة السامية الكنعانية او الفينيقية، رمز تفردهم المبكر، اعتنق فيما بعد اللغة السامية - الارامية او السريانية، كلغة وطنية ومن ثم اللغة السامية - العربية اثر الفتح الاسلامي.
وقد رأينا ان لغة اجنبية او اكثر تكون، الى جانب اللغة الام، للشعوب كما للافراد رأسمالا لا يستهان به. فالبلد اللبناني، وقد اوجدته الطبيعة على مفترق طرق دولية كبيرة منذ اقدم العصور، استعمل لغات اجنبية الى جانب لغته الام، كما تنبئ آثار مدرسة قديمة في جبيل (2300 ق.م.) اذ كان الطلاب يتعلمون اللغة الاكادية او البابلية الى جانب اللغة المحلية: الفينيقية. دلائل اخرى تشير الى ان السكان كانوا يتكلمون ايضا اللغة المصرية وفيما بعد اللغة الارامية او السريانية فاليونانية واللاتينية. واليوم يتكلم اللبنانيون الى جانب اللغة الوطنية، الفرنسية والانكليزية والاسبانية والايطالية فضلا عن التركية والارمنية.
المعضلة الدينية في لبنان
اذا كانت ارض الوطن والاصل الاتني واللغة مشتركة في لبنان، فالدين على العكس ليس هو هو لدى كل اللبنانيين. لكن الدين ليس عنصر توحيد فعالا في السياسة. فالايمان، على غرار الفكر هو احدى الحريات الطبيعية عند الانسان: والايمان متعدد الاشكال ولا يسعه الا ان يكون حصيلة الوجدان الفردي.
ان الدولة اللبنانية الحالية هي ثمرة اتفاق بين مختلف طوائف البلد الدينية. ومهما يكن الاسم المعطى لهذا الاتفاق، فهو يطابق تماما تحديد الامة المعاصرة أو تعريفها. كم من المجموعات المختلفة التي لديها وطن ولغة وثقافة ومصالح مشتركة ترتضي طوعا بأنهاء خلافاتها القديمة والعيش والتعاون معا في اطار الدولة الواحدة. هل من شهادة ابلغ من ارادة العيش المشترك، وهذا التضامن المطلوب الذي هو اساس الامة ولحمتها وسداها.
طبعا لا ننكر ان هذه المجموعات الدينية المخنلفة تصرفت احيانا، في الماضي تصرف الاخوة الالداء. فالنزاعات الدينية والصراعات الداخلية عكرت التقدم التاريخي في هذا البلد القديم، ابان بعض المراحل القاتمة. لكن ينبغي الا يلتبس الامر حول طبيعة النزاعات المسماة طائفية والتي تحرك من حين الى آخر، بعض البيئات في هذا البلد. هذه الخلافات هي بعيدة كل البعد عن ان تكون عوارض مرض حقيقي وعميق، بل على العكس ان هي في عين مراقب موضوعي وعاقل، الا حركات سطحية مصطنعة افتعلها محرضون اختصاصيون ذوو مصلحة. ان هذه الظواهر التي تظهر هنا وهناك والمصطبغة بصبغة دينية، تخفي في الواقع، مصالح خاصة متضاربة. اننا لا ندعي الدفاع عن المعتقدات والممارسات الدينية التي لا مجال للجدل فيها، بل عن المعادلة الطائفية، التي بسبب غياب الاحزاب المنظمة، تؤمن الحرية والعدالة السياسيتين في توازن الطوائف الدينية. ولنقتنع أكثر بما نقول، ما علينا الا ان نلاحظ ان المعضلة الطائفية لا تنبت في معظم الاحيان، الا بمناسبة توزيع الوظائف والاموال العامة، وفي هذه المناسبات لا تكون المعتقدات والممارسات الدينية هي موضوع النزاع. وهذه التسوية بين الطوائف التي تجمع اللبنانيين اليوم ليست بدعة جديدة في تاريخها الطويل. فمواثيق مماثلة جمعت دوما سكان لبنان في الماضي البعيد والقريب على السواء.
فنصوص رأس شمرا، المكتوبة حوالي العام 1400 ق.م. تخبرنا انه منذ تلك العصور البعيدة كانت الشعوب الكنعانية والفينيقية تؤلف تجمعين دينيين كبيرين، يعبد احدهما (بعل) والاخر (أيل)الهي البلد الكبيرين. وكان يشار الى هذين التجمعين بأسم (شعب بعل) و (شعب أيل).
واذا تذكرنا ان الالهة القديمة الكبيرة كان لديها وظائف دينية عدة، وان كل تجمع كان يركز على وظيفة او اخرى، عندئذ تتكون لدينا فكرة عن تنوع المذاهب الدينية في هذا البلد الكنعاني القديم.
وبرغم هذا ففي بلاد كنعان - فينيقيا او لبنان لاحقا ولدت فسيفساء الطوائف المتعددة الالهة، والدول الجماعية الاولى، واتحادات الدول الاولى وجمهوريات العالم الاولى.
وفي الازمنة الحديثة ايضا، نجد انه في منحدرات الجبل اللبناني، ووسط شعوبه المضيافة والمتسامحة، وريثة التقاليد الكنعانية او الفينيقية، وجدت التجمعات المختلفة من حيث الاتنية والدين، المسيحية والمسلمة، خلآل العصور، ملجأ يحميها. وبفضل اتحاد هذه التجمعات الطائفي منها والعفوي اثر (تسوية) سابقة، مشابهة للتسوية الحاضرة اعاد آل فخرالدين وخلفاؤهم بناء لبنان القوي الذي فرض نفسه على الخارج، سيد البلدان المجاورة. فالتسوية الحالية بين الطوائف ليست اذن ظاهرة فريدة ولا عابرة، ولا الامر هدنة موقتة بين متحاربين متعبين، ينوون متابعة الصراع في اول فرصة. فالعناصر المقررة التي ادت الى هذا الاتفاق، ابعد من ان تكون مؤقتة وعابرة، بل على العكس هي دائمة نسبيا. فاليوم، مثل البارحة والغد، والاطماع الخارجية والنزاعات الدولية، وموقع لبنان الجغرافي وطبع سكانه الحر وتعقيد نزاعاتهم المتشابكة، واخيرا الجهود المشتركة والمستمرة، الضرورية لدعم الاستقلال، هذه الامور كلها تفرض دوما على اللبنانيين الوحدة في الحكمة والتسامح.
• المؤرخ الكبير جواد بولس