الى أهلنا في بعلبك-الهرمل
كنا نتمنى ان نقوم بواجبنا الوطني في خوض معركة ديمقراطية يتاح لكم ولنا أن نعبر فيها عن أفكار وآراء وعن برامج ومشاريع تخدم الوطن وتساهم في انماء منطقتنا وتمثيل أهلها تمثيلا صحيحاً.... الا اننا وجدنا ان العدول عن الامر أولى واوجب وذلك للاسباب التالية:
1= كان من ضمن نتائج اتفاق الدوحة أن جرى اعتماد قانون انتخابي عرف باسم قانون الستين (ولعله يعيدنا الى عام 1860 وليس 1960) لن نناقش في عيوبه وقد استفاض الذين أقرّوه بالاجماع في ذمه بالمفرّق، وفي التنصل منه والتشنيع على أهله وكأنه لقيط لا أباً له وانما عشرات الامهات...!! المهم ان القانون المذكور أسقط في البقاع امكانية حصول الاقليات (من مسيحيين سنة) على حق التمثيل الصحيح، وهو الحق الذي ادعى البعض انهم حصلوه في الدوحة لمناطق اخرى.فلماذا استثنوا بعلبك-الهرمل؟
2= غير ان الامر الاشد والادهى هو ان قانون الستين السيء الذكر هذا، سلّم البقاع الشمالي وأهله الى مصير محتوم .. فهو جعل بعلبك-الهرمل دائرة واحدة مساحتها تعادل خمس مساحة لبنان كله..وعدد ناخبيها أكبر من أعداد عدة دوائر كبرى مجتمعة، وعدد نوابها هو الاكبر في دائرة واحدة... لا بل زاد فشرّع المال الانتخابي الذي تنفقه قوة واحدة لا يستطيع أحد ان ينافسها في أي مجال، فكيف ان كانت هذه القوة تبيح لنفسها تخوين الناس وتصنيفها تحت عنوان ان الانتخابات استفتاء على المقاومة وان من سيترشح في وجهها يكون ضد المقاومة والتحرير... !!! وكيف اذا كانت هذه القوة تملك دكاناً للفتاوى الشرعية غب الطلب لتكفير الناس وارهابها؟؟
3= وكأن كل ذلك لا يكفي فإذا بنا نسمع يومياً رفضاً مسبقاً متعمداً واضحاً، لنتائج الانتخابات ، على اعتبار ان "الاكثرية النيابية" ان كانت من غير تلك الفئة، فانها لا تعكس "الاكثرية الشعبية" الحقيقية ..وهذا المنطق الانقلابي ليس جديداً..انما الخطر فيه انه يعطي لنفسه حق التعطيل ساعة يشاء.. أي الى أبد الأبدين..!!! طالما انه لا يحصل على ما يريد... هذه هي الديموقراطية التي يعدوننا بها......وهي ديمقراطية الفاشيين والنازيين والشيوعيين الذين كانوا يقولون "لا ديمقراطية لاعداء الشعب".......اي ان كل من ليس معهم هو عدو للشعب لا يستحق الديمقراطية ولا الحرية ولا العدالة ولا حتى المصالحة والسلم الاهلي: انها دعوة لحروب اهلية مديدة لا ينتصر فيها الا الخراب.....
4= كل هذا ونحن ما نزال نلملم جراحنا الدامية على امتداد السهل والجرد.. فلا يكفينا الحرمان والتهميش، ولا يكفينا مصادرة قرار المنطقة وسياستها واقتصادها واجتماعها الاهلي والمدني، ولا يكفينا غياب الدولة ما يزيد على النصف قرن، حتى تأتينا وصمة الخروج على الدولة والقانون.. نحن الذين كنا خزان المقاومة والتحرير، وأبطال السيادة والاستقلال، وأبناء الدولة والجيش والقانون ، نحن أهل الكرامة والشهامة وعزة النفس والاباء ، نصل الى حافة الهوان في هذا الزمن الرديء..فلا يقال بعلبكي او هرملاني الا وتلحق بنا وصمة الطفار والقتلة والمخدرات والعصيان والهجوم على الجيش والدرك والقتل....الى آخر ذلك مما لا علاقة له بتراث المنطقة وتاريخها ولا بحاضرها وحقيقة توجهات اهلها.حتى صرنا نتساوى بعصابة فتح الاسلام وصارت العشائر والعائلات الكريمة التي قدمت للوطن وللدولة خيرة الابناء متهمة مطاردة ملاحقة معتدى على كراماتها وحرية ابنائها !!
5= وما زاد الطين بلة ان غيابنا عن ساحة الفعل والقرار وتسليم مقادير امورنا لقوى الامر الواقع، جعلنا خارج جنة "التنمية والتحرير" ، وجعل بلادنا "وفية للمقاومة"، فقط لا غير؟؟ اي ميتة اقتصادياً و سياسياً، مهمشة ثقافياً واجتماعياً، تنتظر اعاشة من هنا ومنّة من هناك....فلا مشاريع ولا استثمارات ولا سياحة ولا اصطياف ولا قروض ميسرة ولا زراعات بديلة ولا زراعة حتى بعد منع الصناعة بقرارات حكومية سابقة...فكأن المطلوب للجنوب تنمية بعد التحرير، والمسموح لنا فقط استمرار الوفاء للمقاومة (كما تدلنا على ذلك اسماء اللوائح في المنطقتين)... فهل تنقصنا الكفاءات أم الطاقات أم الفكر أم التطلعات؟؟ وهل ينقصنا التاريخ؟ ونحن كنا وما نزال سيف الوطنية وترسها، ورأس العروبة ورمحها، ومقلع الرجال والفرسان المبرزين في كل المجالات !! اذن أية داهية دهتنا حتى صرنا على قارعة الطريق ؟
6= الا ان ثالثة الاثافي تمثلت في اسلوب تعامل جماعة 14 آذار مع المنطقة وأهلها، لا بل مع الشيعة عموماً.......فرغم المسؤولية الفعلية والمباشرة لجماعة الموالاة عن تسليم المنطقة وشيعة لبنان الى سيطرة امل وحزب الله طوال السنوات العشرين الماضية (1989-2009)، ورغم ما عانته المنطقة من اهمال وحرمان من طرف السلطة اللبنانية طوال عقود وعقود، ورغم التحالفات المعلنة والخفية بين جميع الاطراف قبل وبعد 2005 على ابقاء المنطقة ساحة متوحشة فالتة لا رأس لها ولا قرار، ورغم ورغم ورغم.الا ان اهلنا لم يتركوا الخيار اللبناني الاصيل ولا تركوا تمسكهم بالوطن النهائي وبالدولة المدنية وبالمؤسسات وبالانماء المتوازن وبالمقاومة التي تستمد شرعيتها من الشعب والوطن والدولة.......الى ان كانت السنوات الاربع الماضية وهي من السنين العجاف التي رأينا فيها ما لا تحمد عقباه..فمن توزيع للمال على الازلام والمحاسيب ممن لا علاقة لهم لا بالمنطقة ولا بثورة الارز ولا بخيار لبنان الدولة والوطن، الى فرض وجوه من الهواة والصبيان الذين صاروا بغمضة عين من اصحاب المال والقرار، ثم تركوا المنطقة لمصيرها بعد 4 سنوات من التفشيط والتشبيح، وترشحوا في اماكن مريحة وعلى لوائح مريحة طمعا بالمقعد النيابي حتى ولو من غير كرامة او شرف،الى تفريخ عشرات الهيئات والشخصيات (نعف عن ذكرها هنا) وبشكل مقرف ومستفز، بحيث صار الناس يبتعدون عن كل ما له علاقة ب14 آذار تحت عنوان ان جماعتهم عندنا هم من شيعة المستقبل الذين لا همّ لهم سوى المال والاعلام ......الى غير ذلك مما لا مجال للاطالة حوله هنا....الا ان ذلك كله تسبب فعلاً بفراغ سياسي قاتل وبدخول اشخاص من خارج المنطقة على خط توزيع المال وتشكيل اللوائح وتسجيل المواقف...
7= أخيراً أعلن الرئيس السيد حسين الحسيني عزوفه عن الترشح وكان سبقه الى ذلك نخبة من كرام المنطقة وعموم العشائر والعائلات التي تحترم نفسها..... وأعلن العشرات بعد ذلك عن انسحابهم وبقي في الميدان عدد من المرشحين لا يملكون ان يشكلوا لائحة لانهم لا يملكون افقاً سياسياً وطنياً او انمائياً او حتى عشائرياً........ فمن المسوؤل عن ذلك؟؟ بالطبع ليس الذي يحتل قرار المنطقة ويمسك بكل ما فيها وما عليها وحده هو المسؤول.....اذ "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"......
أهلنا الكرام
نحن ضنينون بكرامتنا وكرامتكم.. نحن نحترم عقولكم وقلوبكم وضمائركم.. نحن صبرنا معكم وسنصبر.. ونحن وانتم لن نكون الا مع الديمقراطية ومع الحرية ومع الوطن والدولة ومع التنمية والتحرير.. فالى أن يحين موعدنا وموعدكم، ندعو أنفسنا وندعوكم الى احترام ما تبقى من كرامة ومن شهامة في هذه المنطقة الأبية المعطاءة... والى اخلاء الساحة لمن يقبض على الحياة والموت في هذه المنطقة.
حركة خيار لبنان الوطن النهائي والدولة المدنية في بعلبك-الهرمل
في 10 نيسان 2009