الخميس، 1 ديسمبر 2011
نطلب تجريم القذافي وأعوانه وادانتهم وإنزال اقصى العقوبات بهم
مرافعة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا في جلسة المجلس العدلي بتاريخ 14/10/2011 لمحاكمة معمر القذافي واعوانه في جريمة خطف وحجز حرية الإمام الصدر واخويه
الجمعة، 14 ت1، 2011
حضرة الرئيس
حضرات المستشارين
ليس بعد الكفر ذنب
وليس بعد همجية أسلوب العمل السياسي الذي مورس في هذه القضية من همجية
- نحن أمام قضية كل ما فيها استثناء.
- فالضحايا الكرام فيها استثناء.
- والمتهم الرئيسي فيها فيما ارتكبه بحق شعبه والآخرين استثناء.
- وظروف الاستدراج اليها وكيفية ارتكابها ومحاولة اخفاء الأدلة المؤدية إلى اكتشافها استثناء.
- ومحاولة التهرب من مسؤولية التخطيط لها وتنفيذها استثناء.
- والمرافعة والمطالعة في محاكمة غيابية، نظراً لأهمية ضحاياها استثناء.
لقد تفضل حضرات وكلاء الإدعاء الشخصي بالإضاءة على مكانة الإمام ورفيقيه، ولذا أجد نفسي مضطراً إلى اختصار مطالعة النيابة العامة كي لا يكون هنالك تكرار كان سماحة الإمام يوصي بعدم الوقوع فيه.
سماحة الإمام موسى الصدر ليس بحاجة إلى التعريف فلقد كان معروفًا على مستوى العالمين العربي والاسلامي، وعلى مستوى العالم الغربي الذي يتتبع أخبار ونشاطات الأفذاذ والكبار الكبار.
هو من أسس، وترأس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
هو من أطلق المقاومة اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي
هو من دعا اللبنانيين إلى الكف عن الاقتتال واعتصم في جامع الكلية العاملية
هو من خطب وحاضر في المساجد والكنائس والمنتديات مناديًا بالعدالة لقضايا الوطن اللبناني، والانسان أينما كان
هو من قال: "لو طلب مني أن أضحي بنفسي ويبقى لبنان ما قصّرت لحظة"
لم يستجب لدعائه في الداخل كثيرون، الأمر الذي حمله إلى السفر حيث ناشد وحاور كل من رأى فيه القدرة على المساعدة لإنهاء الوضع الشاذ حتى تم انعقاد مؤتمري قمة الرياض والقاهرة.
من خطبة يوم الجمعة لآية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله عام 1979 "إن أكثر ما أصاب العرب والمسلمين من نكبات وهزائم أمام قوى البغي والطغيان، وفي طليعتها أكبر المحن في العصر الحديث قضية فلسطين التي تلخصها قضية القدس، وقضية لبنان التي تتجسد في لبنان الجنوبي الذي تمثل أحد رموزه قضية اخفاء الإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
لقد تجاوز الطغاة في ليبيا حدود الله في اعتدائهم على شخص الإمام وحرمته وعباءته العامرة بالايمان والدعوة إلى التمسك بتعاليم الله وعدم سلوك الطرق غير المؤدية إلى رضا الله.
إن قضية إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه ليست شخصًا اختفى لكنها قضية أرادوا إخفاءها عبر إخفاء شخص أو أشخاص، ألا وهي قضية تحرير الجنوب في لبنان.
كيف تم الاستدراج والإخفاء
- عارض الإمام فكرة إقامة دولة إسلامية في لبنان بعدما شعر بوجود مؤامرة لتقسيم البلاد.
في حين كان الطاغية معمر القذافي يؤيد ويدعم هذه الفكرة.
هذا الخلاف في الرأي استتبعه توتر في العلاقة بين الإمام والقذافي إلى أن التقيا في ليبيا عام 1975 ونتيجة الحوار زادت حدة التوتر.
مضت ثلاث سنوات والحرب اللبنانية على أشدها وأثناء زيارة الإمام إلى الجزائر عام 1978 طلب منه الرئيس هواري بومدين (رحمه الله) أن يزور ليبيا للقاء القذافي ونزل الإمام عند رغبة الرئيس بومدين الذي سارع إلى تسهيل الزيارة، ولاحقًا أورد بومدين في مذكراته أنه مسؤول أدبيًا عن قضية اختفاء الإمام ورفيقيه.
في 28/7/1978
تلقى الإمام الدعوةالرسمية
في 20/8/1978
أبلغ سماحته القائم بالأعمال الليبي أنه يفضل ان تبدأ الزيارة في 25/8/1978 لانه مضطر إلى مغادرة ليبيا قبل 1/9/1978 للتوجه إلى فرنسا لعيادة زوجته ومن ثم العودة إلى لبنان لارتباطه بمواعيد، وزودّه بأسماء عضوي الوفد فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين.
في 25/8/1978
توجه الإمام ورفيقيه إلى ليبيا وبوصولهم أنزلوا في فندق الشاطئ في العاصمة طرابلس الغرب.
- التقى الإمام ببعض الشخصيات اللبنانية المدعوين للمشاركة في احتفالات الثورة الليبية في الأول من أيلول ومنهم السادة طلال سلمان ومنح الصلح وبشارة مرهج واسعد المقدم ومحمد قباني وبلال الحسن.
- الملفت للنظر ان وسائل الإعلام الليبية تجاهلت زيارة الإمام ورفيقيه منذ وصولهم حتى ان القائم بالأعمال اللبناني السيد نزار فرحات علم بقدومهم إلى ليبيا بعد اتصال السيد عباس بدر الدين به بتاريخ 28/8/1978 (أي بعد 3 أيام).
في 28/8/1978
قام القائم بالاعمال اللبناني نزار فرحات بزيارة الإمام الذي أبلغه ان بقاءه في ليبيا يتوقف على تحديد مواعيد لبعض المقابلات وإلا فهو سيسافر إذا قيل له انها لن تتم.
في 29/8/1978
ترأس القذافي لقاء حول الكتاب الأخضر حضره بعض المدعوين اللبنانيين دون الإمام ورفيقيه، واستمر اللقاء إلى ما بعد منتصف الليل ولما عادوا علموا بأن القذافي كان قد حدد موعدًا في تلك الليلة للقاء الإمام ثم ألغى الموعد عند منصف الليل وطلب منه انتظار تحديد موعد آخر.
مساء 30/8/1978
أقام القائم بالأعمال اللبناني السيد نزار فرحات افطارًا على شرف الإمام ورفيقيه وبعض المدعوين، وبعد الانتهاءة استأذن الإمام للمغادرة وعاد إلى الفندق بسيارة أجرة لأنه كان ينتظر مخابرات هاتفية أو دعوة لمقابلات رسمية مكررًا انها يمكن ان تأتي في أي لحظة، وبدا على الإمام الإنزعاج لمرور خمسة أيام على وصوله إلى ليبيا دون التمكن من إجراء المقابلة.
صباح 31/8/1978
أبلغ الإمام الصحافي أسعد المقدم بأنه سوف يغادر لأن المقابلة لم تتم، إلا أنه وعند الظهر شاهد أسعد المقدم الإمام ورفيقيه يغادرون الفندق وفهم من عباس بدر الدين انهم متوجهون لمقابلة القذافي، وكانت هذه اخر مرة يشاهد فيها الإمام ورفيقيه.
بعد ظهر 31/8/1978
حضر السيد نزار فرحات إلى فندق الشاطئ فلم يجد الإمام ورفيقيه.
مساء 31/8/1978
حضر السيد فرحات ثانية وحاول الاتصال هاتفيًا بغرف سماحة الإمام ورفيقيه دون جدوى
صباح 1/9/1978
حاول الاتصال مجددًا فأبلغ من العاملين في الفندق بأنهم غادروا
- على خلاف العادة لم يتلق المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أي اتصال من سماحة الإمام رغم مرور عدة أيام على مغادرته لبنان الأمر الذي ولد انطباعًا بأن هنالك أمر ما، فتم الاتصال بفخامة رئيس الجمهورية الرئيس الياس سركيس رحمه الله وبدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور سليم الحص أطال الله في عمره.
حاول الرئيس سركيس مرارًا الاتصال هاتفيًا بالعقيد القذافي ولم يتمكن من ذلك.
- اتخذ قرار بإيفاد أمين عام مجلس الوزراء الدكتور عمر مسيكة مع ضابطين من الشعبة الثانية الرائد (في حينه) نبيه فرحات والملازم (في حينه) نصوح مرعب للتوجه إلى ليبيا.
- ماطل القائم بالاعمال الليبي محمود بن كورة في منح الوفد تأشيرة الدخول إلى ليبيا إلى ان منح التأشيرة فقط إلى الدكتور عمر مسيكة الذي توجه إلى ليبيا بتاريخ 14/9/1978 وقابل عددًا من المسؤولين الليبيين في حين ماطل رئيس الوزراء الليبي عبد السلام جلود في تحديد موعد له، الأمر الذي حمل الدكتور عمر مسيكة على التهديد بمغادرة ليبيا مما استدعى تحديد موعد له مع جلود الذي استغرب ان يكون احد قد خطف الإمام ورفيقيه ووعد ببذل المساعي، ثم أبلغ الدكتور مسيكة بأن الإمام ورفيقيه غادروا إلى ايطاليا على متن طائرة تابعة لشركة اليطاليا في الرحلة 881 من مساء 31/8/1978 وتحديدًا الساعة 8.30 وان سفرهم كان مفاجئاً لأنهم لم يبلغوا أي مرجع رسمي بذلك.
وفي نفس الوقت، وبعد رفض القائم بالاعمال الليبي منح الضابطين فرحات ومرعب تأشيرة الدخول إلى ليبيا توجها إلى ايطاليا لمواكبة التحقيقات التي ابتدأت في 20/9/1978 في مرحلة أولى وفي 23/9/1981 في مرحلة ثانية في حين ان ليبيا لم تفتح التحقيق في هذه القضية إلا بعد مرور أكثر من سنة وتحديدًا في 3/11/1979.
ماذا كانت نتيجة التحقيقين القضائيين في ايطاليا = الحفظ لأن الإمام ورفيقيه لم يحضروا إلى روما ولأن الأشخاص الذين استخدموا ثيابهم وجوازات سفرهم هم مزيفون.
ماذا في تفاصيل التحقيق الايطالي
التحقيق في الفندق
بتاريخ 1/9/1978
دخل شخصان إلى فندق "هوليداي إن" وعرفا عن نفسيهما الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب، وأن احدهما يرتدي زيًا دينيًا، أعطيا غرفتين مجاورتين رقم 701 و702 ودفعا الحساب سلفًا لمدة أسبوع.
صعدا إلى الغرفة ونزلا بعد عشر دقائق وغادرا ولم يعودا، ولاحظ موظفو الفندق ان من دخل مرتديًا ثيابًا دينية خرج بثياب مدنية وكان بدون لحية وبلا شاربين.
- عرضت صور الإمام والشيخ يعقوب على العاملين في الفندق فنفوا جميعًا ان تكون اوصاف الإمام والشيخ وخاصة لجهة طول القامة مطابقة على أوصاف من شوهدا في باحة الفندق أو عند صعودهما إلى الغرفتين.
التحقيق مع طاقم الطائرة وركابها
- نفى طاقم الطائرة ان تكون الرحلة 881 من طرابلس الغرب إلى روما بتاريخ 31/8/1978 قد أقلت شخصًا له مواصفات وملامح الإمام.
- نفى راكبان على ذات الرحلة ان يكونا قد شاهدا شخصًا يشبه الإمام أو له مواصفاته.
التحقيق مع الأمن العام في مطار روما
- نفى المولجون بالتدقيق في جوازات السفر مساء 31/8/1978 أن تكون صورة الإمام ورفيقيه مطابقة لأي من الأشخاص الذين تم التدقيق في جوازات سفرهم تلك الليلة.
كما تبين ان شخصًا انتحل هوية عباس بدر الدين وأبرز جواز سفره أمام الأمن العام عند الساعة 23.35 من ليل 31/8/1978 وصرّح بأنه سوف ينزل في فندق "سانلايت" ولم يثبت انه توجه إلى ذلك الفندق.
لاحقًا عثر العاملون في فندق "هوليداي إن" على جوازي سفر سماحة الإمام وفضيلة الشيخ في احدى الغرفتين، وتبين ان تلاعبًا حصل في جواز سفر الإمام الدبلوماسي. كما تبين من تفحص الحقائب ان الوثائق الخاصة بالإمام وثيابه وأغراضه الخاصة قد اختلط بعضها مع ثياب رفيقيه فضلاً عن العثور على ثياب لا علاقة للإمام ولرفيقيه بها، وعثر في احدى الحقائب على ساعة يد الإمام الصدر وقد كسر زجاجها وانتزع منها الطوق وهي معطلة.
إلى ماذا توصل التحقيق لليبي
- كما أشرنا باشروا بالتحقيقات بعد أكثر من سنة.
يكفي ان نقارن أقوال الشهود والمستمعين مع الادلة التي استثبتها التحقيق الايطالي ومع منطق الأمور العادية لنتبين كم كان تحقيقهم سطحيًا وساذجًا ومزيفًا.
الشاهد الأول
مسؤول/متهم من قبل القضاء اللبناني
المرغني التومي
قال انه شاهد الإمام فقط يرتدي زيًا دينيًا ثم قال بأنه شاهد ايضًا الشيخ محمد يعقوب يرتدي زيًا دينيًا علمًا ان زوجة الشيخ أكدت بأنه لا يقتني ثيابًا غير دينية.
الشاهد الثاني
احمدالخطاب متهم ايضًا
قال بأنه اجرى معاملات الإمام ورفيقيه بسرعة لأن الطائرة كانت على وشك الإقلاع، في حين ثبت ان طائرة اليطاليا اقلعت من مطار بنغازي بتأخير ساعة كاملة.
افاد ايضًا هذا الشاهد بأن جواز سفر سماحة الإمام لونه أحمر وهذا لا ينطبق على الواقع.
الشاهد الثالث والرابع
الشاهدان
احمد صلاح وابراهيم عمر ان واحدًا فقط كان يرتدي ثيابًا دينية.
الشاهد الخامس
الهادي السعداوي (متهم) ان الشخصين كانا يرتديان ثيابًا دينية.
الشاهدالسادس
الراكب عسير المنصوري (متهم) سافر بالدرجة السياحية وان شخصين كانا يرتديان البسة دينية
الشاهد السابع
محمد سحيون (متهم) يقول بأنه سافر مع الإمام إلى روما بينما لم يثبت ذلك.
الشاهد الثامن
محمد الرحيب ادلى بأن جواز سفر الإمام كان سليما في حين ثبت حصول تلاعب.
هؤلاء الشهود من العاملين والمسؤولين في المطار استجوبوا للإيحاء بأن الإمام والشيخ كانا فعلاً على ارض المطار مساء 31/8/1978، وعلى فرض صحة ذلك فان الطائرة وصلت قبل منتصف الليل إلى روما ولم يحضر من انتحل شخصية الإمام والشيخ إلى الفندق في روما إلا عند العاشرة من صباح 1/9/1978 فإذا كان الإمام والشيخ هما من وصل منتصف الليل إلى روما فلماذا يبقيان عشر ساعات حتى يدخلا إلى الفندق ثم يغادراه بعد 10 دقائق ولا يعودان اليه اطلاقًا.
وعلى منوال هكذا شهود، وبعد مرور 24 عامًا، القى القذافي خطابًا في مدينة سبها تطرق فيه إلى قضية اختفاء الإمام الصدر ورفيقيه، واعترف خلالها باختفائهم في ليبيا حيث قال:
موسى الصدر هذا جاء إلى ليبيا
نحن وجهنا له الدعوة مثل كل الشخصيات التي تحضر الاحتفال في عيد الثورة
واختفى هو معه اثنان صحفيان اختفى في ليبيا
لا نعرف كيف اختفى.
لا ايها المتهم الرئيس ولو كنت غير ماثل في قفص الاتهام
كل العالم بات يعرف كيف اخفيت سماحة الإمام ورفيقيه
لم تقل في خطابك هذا كلمة حق سوى ان الإمام ورفيقيه اختفوا في ليبيا
ترى، من له القدرة على إخفاء من دعوتهم انت دون أمر منك
من له القدرة على مثل هكذا اعتداء على ضيوفك المفترض انهم في حمايتك
والسؤال السؤال: لماذا لم يختف من ضيوفك وهم بالمئات في كل عام سوى الإمام ورفيقيه.
والجواب الجواب، حقدك على من هو اعلم منك وأنبل منك وأشرف منك وأولى منك بمخاطبة العقول والتقرب إلى القلوب
حقدك على من التزم حدود الله، والتزم الدفاع عن وحدة وطنه ورفض الانسياق في مخطط تقسيمه وإقامة دويلات طائفية فيه
حقدك على الإنسان
ويا أسفاه، أنك مسجّل كذلك
لكل ما تقدم، فإننا نطلب تجريم المتهمين وإدانتهم وفقًا لما أسند اليهم في قرار الاتهام وإنزال أقصى العقوبات بهم، ولو كانت غيابية، وتضمينهم الرسوم والمصاريف القانونية.
وشكراً