أكّد رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون أنّ "النظام السوري يعمل على تقويض أسس المبادرة العربيّة لارهاب الشعب"، مشيرًا إلى أنّه "في دير الزور وحمص القصف مستمر كما وحملة الإعتقالات". وأضاف: "الموت تحت التعذيب يستمر ودمشق شهدت اليوم آلاف المشيّعين لهالة منجد التي استشهدت وعمرها 11 عامًا وقتلت بيد الغدر امس في الميدان".
غليون، وفي مؤتمر صحافي عقده مع أعضاء "المجلس الوطني السوري" بعيد توقيع دمشق على بروتوكول إرسال بعثة مراقبين عربيّة إلى سوريا، قال: "إسمحوا لي أن أحيّي الشعب أبطال الجيش الحر الذين رفضوا تطبيق الاوامر بقتل اخوانهم وأحيّي "التنسيقيّات" الذين يبدعون وسائل كل يوم مقاومة سلمية جديدة لمقاومة الإرهاب الرسمي وفتح طريق الإنتصار لشعبنا البطل، ونحيّي الشعب الذي انتفض ليمنحنا الحرية وفتح للمنطقة طريقًا جديدًا نحو الديمقراطيّة".
وإذ لفت إلى أنّ "المجلس الوطني أعلن قبوله بالمبادرة العربية وشروط تطبيق هذه المبادرة واهمها ان يبدأ الالتزام بتطبيق بنودها مباشرة مثل سحب الجيش واطلاق المعتقلين واطلاق الحريات العامة وحق التعبير للشعب السوري"، أشار غليون إلى أنّه "بعد أكثر من شهر ونصف على اطلاق المبادرة لا نرى سوى مراوغة النظام السوري"، وقال: "نحن مستغربون من موقف "الجامعة العربية" التي اتاحت اكثر من فرصة للتهرّب من التزاماته ومسؤولياته ونريد ان تتّخذ موقفًا أقوى وأن لا تُخدع الجامعة بمراوغة النظام وكذبه، فما قاله (وزير الخارجيّة السوري وليد) المعلّم يدل دلالة كاملة على أنّ ليس في نيتهم تطبيق أيّ مبادرة". وأوضح أنّ المعلّم "يتحدث عن خطة لم يسمع بها أحد ويهدّد المراقبين قبل ان يأتوا بوجود مناطق آمنة وأخرى غير آمنة ربما تتعرضون فيها للأذى وبالتالي المؤتمر الصحافي بيّن ما يحصل مراوغة".
غليون الذي اعتبر أنّ "الحكومة الإنتقالية ستكون من المعارضة و"المجلس الوطني" ولكن بالتعاون مع الشعب"، قال: "نريد الحفاظ على مؤسسات الدولة ونساعد على تماسك اجهزة الأمن ونريد ان تكون للمؤسسة العسكرية دورًا في تطمين جميع فئات الشعب واطيافه على ان الثورة لن تكون انتقامية ولن تقود إلى الفوضى، بل إنّ مؤسّسات الدولة ستكون فاعلة وعاملة وستكون للحكومة معارضة ديمقراطيّة وكل ذلك سيتم بالتعاون مع الجيش وأجهزة الدولة المختلفة".
وأضاف: "هذه صيغة رسميّة لخداع النفس لا يكذبون على أنفسهم بل على الشعب أيضًا ولا نعترف بأي كلام من جهة المعلم لأنّه من جهة واحدة ولن نصدّق أيّ كلمة ما لم تقلها جامعة الدول العربية". وأردف: "برنامج المجلس الوطني السوري أقرّ بالإجماع وسيوزّع"، وقال: "نحن نريد ان ندافع عن ابنائنا نحن نعمل من اجل الشعب وليس من أجل إسقاط (الرئيس السوري بشّار) الأسد وهناك الكثير من الدول والأطراف من يبحث لهذا المجرم عن ملجأ وهذا ليس شغلنا".
وتابع غليون: "قلنا اننا لا نريد ان تكون سوريا حماية المدنيين عندما يتعرّضون إلى حرب لا انسانيّة وحرب وحشية وانتهاكات تعادل الجرائم ضد الإنسانيّة هذا واجب على المجتمع الدولي وعلى منظمات الأمم المتحدة ولن نطالب كجزء في أن تصان حياة ابنائه وجريّاته". وأضاف: "غايتنا وقف القتل وحماية المدنيين والوسائل نناقشها مع حلفائنا واصدقائنا في الأمم المتحدة ومجلس الامن و"الجامعة العربية" ونناقش ذلك بحسب الحاجة وهناك فرضيات متعددة عن مراقبين دوليين واطلاق حرية تحرك الصحافيين والإستعانة بقوات ردع عربي وإذا أمكن نحتاج إلى استخدام القوة وليس حرب شاملة بل بشكل محدود إذا اضطر الامر وربما يزيد استخدام القوة في منطقة ومواقع محددة نحن نريد ان نكون اسياد امرنا في تحديد الوسائل التي يقر فيها استخدام القوة، ولم نسلم سيادتنا لا للأمم المتحدة ولا لمجلس الأمن وهذا الأمر يناقش معنا كسوريين وكمجلس وطني".
وقال غليون: "نحن نريد أن نحرّر الشعب السوري وليس لدينا عدو آخر بالمطلق، وهناك تصريحات رسمية من قبل بعض القوى السياسيّة وبعض القوى الإقليميّة تجمع على النظام السوري وعلى دعم النظام وذلك جزء من سياساتهم وليس فقط للتحالف الإستراتيجي وهم يوحّدون بين الثورة الشعب المقهور والمؤامرة الخارجيّة وهم في خطابهم يعلنون انهم يعتزمون المشاركة في القضاء وهم يدينون انفسهم بخطابهم"، وأردف: "لا اتصور أنّ أبناء الشعب اللبناني يستطيعون أن يُغمضون أعينهم عمّا يحدث في سوريا فكل ابناء الشعب اللبناني متعاطفون مع الثورة السورية ومع معاناة شعبه".
وأضاف: "إذا طبّق الأسد شروطنا سترجع الثورة السورية سلميّة 100% ولن يعود هناك حاجة لاستخدام القوّة. وقال: "أفدنا الآن عن مجزرة وتدمير مستشفى في جبل الزاوية على رؤوس المرضى فرياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر يسمعنا الآن وهو أرسل لنا الخبر مباشرة من الميدان".
واعتبر غليون أنّ "سوريا مقبلة على ولادة حرة بثورة حقيقيّة اذا لم تأت بولادة طبيعية فيجب الإستعانة من أجل مصلحتها ومصلحة الوليد بعملية قيصرية ولن نوفّر جهدًا في سبيل انقاذ الوليد وهو وليدنا وحريتنا وفي انقاذ وليدنا وهو الوطني وهو وطننا".
وأضاف: "نحن مستعجلون في تعبئة المجتمع الدولي هذا محور أول والمحور الثاني هو التعاون مع الأمم المتحدة لتأمين هذه الحماية، مع محور "الجيش الوطني السوري الحر" بالإضافة إلى العقوبات الإقتصادية فالنظام في طريقه إلى التصدّع تحت هذه الضغوط سواء أتانا الغيث من الخارج أو لم يأتنا فهناك قوى منظمة حقيقية ضد الشبّيحة وهناك تصميم لا نهائي من قبل شبابنا للقتال حتى النهاية وقطيعة دولية متزايدة مع النظام لاخراجه والطلب مستمر للأسد بالتنحي".
وتابع غليون: "العراقيون طلبوا ان يتحدثوا معنا وطلبوا منا التواصل والتعرف على الثورة ونحن طلبنا منهم في المقابل ان يعلنوا انهم لا يحملون أي مبادرة كشرط للتواصل معهم، ونحن من الآن فصاعدًا نرفض أي مبادرة جديدة لتقطيع الوقت وتمرير الوقت".
من جهتها، حيّت عضو "المجلس الوطني السوري" بسمة قدماني "تونس وشعبها وطريق محمّد البوعزيزي (المواطن التونسي الذي أحرق نفسه وسبّب بشرارة الثورات العربيّة) التي نمشي عليها حتى تتكلل ثورتنا بالنصر". وأضافت: "هناك حوار دائم منذ فترة في القاهرة وتقدّم وتقريبًا توصّلنا إلى رؤية مشتركة وموحّدة، وقد تمّ توحيد هذه الرؤية حول مبادئ هي مشتركة السقف والرؤية للمرحلة الإنتقالية ولحماية المدنيين ايضا وهناك اتفاق على الصيغة الموحدة بالنسبة إلى كل المعارضة".
وأضافت: "بالمضمون توصّلنا تحديدًا إلى أنّ المرحلة الإنتقالية تبدأ بتنحي الأسد أي رأس النظام لتبدأ المرحلة الانتقاليّة بحماية المدنيين، وهي إما أن تتم أو أن نطالب بها بجميع الوسائل المشروعة وحول هذين البندين سنذهب إلى مؤتمر المعارضة لصياغة الورقة الأخيرة و"الجامعة العربيّة" تُعوّل على ذلك وتنتظر هذا الموقف والمجلس يرى أن التطبيق اصبح مفتوحًا أمام تبنّي المعارضة حقيقة كبديل للنظام ونزع الشرعيّة عن هذا النظام". وتابعت: "المجلس يسير على هذا الطريق والتنسيق مع "الجامعة العربيّة" كان منذ بداية المبادرة جيّدًا وعملنا بصدق وبالتنسيق الكامل".
إلى ذلك، قال عضو المجلس هيثم المالح: "هذا النظام الذي يدير سوريا منذ سنوات وعقود خارج إطار القانون والمؤسسات لا يحترم القانون ولا يحترم المعاهدات الدوليّة ويدير البلاد خارج كل هذه المفاهيم وهو فاشل وساقط من الناحية القانونيّة عندما يبدأ أي نظام حربًا على شعبه ينشر ثلاث آلاف دبابة في سوريا ويهاجم الثوار السلميّين بالطائرات ماذا بقي له".
وتابع: "أيّ نظام يستمد شرعيّته من الشعب والشعب قال كلمته في الشارع إرحل وبالتالي فقد شرعيّته القانونيّة في الداخليّة، ومن الناحية الدوليّة كل الدول سحبت النظام من تحت أقدامه وقالت له هذا النزاع غير شرعي وساقط دوليًا وقانونًا الحبل يضيق على هذا النظام ونطلب من الدول العربية كافة ان تسحب سفراءها ودول اوروبا ان تسحب سفراءها وأن تطرد السفراء الذين هم جواسيس للنظام السوري وليسوا دبلوماسيين".
وبعده شدّد عضو المجلس عمر ادلبي على أنّ "شباب الثورة الذين تهجروا لم يخرجوا ولم يضحوا بدمائهم من اجل ألا يسقط النظام". وأضاف: "هذا النظام اسقطته أول مجموعة من الأولاد الذين كتبوا على الجدار "الشعب يريد اسقاط النظام" في حماة الأبيّة".
وإذ كشف عن أنّه "تمّ اعتقال ناشط محمد الوزير عضو في المجلس الاعلى للثورة السوريّة وهو عضو في المجلس الوطني السوري"، قال إدلبي "الجامعة العربية التي ذهبت اليوم الى قبول مبادرة أتمنى ان يكون السؤال عن هذا المناضل والشاب الثائر في طليعة الأسئلة إلى اركان النظام واجهزته الامنيّة". وأضاف: "بمناسبة التوقيع على بروتوكول التعاون ومنذ إعلان النظام عن قبول المبادرة العربية سقط منذ ذلك الوقت 137 شهيدًا نسمّيهم "شهداء الموافقة على البروتوكول"، ومن بين هؤلاء الشهداء ستون شهيدًا هم طفلة و29 سيدة و39 ماتوا تحت التعذيب وهذه حقائق نضعها حتى تتصرّف الجامعة وأن لا تمنح النظام مزيدًا من الوقت لقتل شبابنا الثائر