الأحد، 20 مايو 2012

عن الوضع في طرابلس والشمال

عاصم علي حسين منذ 5 سنوات وعشرات الاسلاميين في السجن دون محاكمة.. لماذا؟؟؟؟ هل يحدث مثل هذا الأمر في بلد غير لبنان؟ نعم في سوريا الأسد وعراق صدام وليبيا القذافي.. فهل نحن صرنا بلداً بوليسياً تتحكم فيه أجهزة المخابرات الفالتة من عقالها؟ نعم منذ سنوات ونحن نصرخ بالصوت العالي أن انتبهوا فإن بعض الأجهزة الأمنية صارت تحت سلطة غير شرعية وهي تأتمر بأوامر المخابرات السورية وصنائعها في لبنان..ولا تلتزم بأي شرع أو قانون أو أخلاق.. فمن فبركة الملفات إلى حملات الاعتقال الى حفلات التعذيب الى القتل المتعمد ... وأخطر ما في الموضوع هي أنها تتنافس فيما بينها على هذه الأعمال المشينة إرضاء للأسياد... منذ سنوات ونحن نقول لنواب طرابلس والشمال الأشاوس ولجماعات المجتمع المدني: ضعوا هذه النقطة على جدول أولوياتكم وإلا فإنكم ستقولون لاحقاً: أُكِلت يوم أُكِل الثور الأبيض... اليوم صار كل من يدخل المسجد أو له لحية أو يصلي الصلوات الخمس سلفياً ارهابياً .. في حين أن جماعة هاشم منقارة (الذي أمضى سنوات في السجون السورية بتهمة العمالة للعدو ثم عاد على دبابة سورية) وعبد الناصر جبري (عميل القذافي ومع ذلك صديق حزب الله) وفتحي يكن (وجبهته المسماة جبهة العمل الاسلامي التي تدعم بن لادن والقاعدة) وغيرهم من حلفاء سوريا لا تمسهم تهمة الأصولية والسلفية هذه... علماً أنهم هم من كانوا خلف كل الأحداث التي علقت في ذاكرتنا عن طرابلس الثمانينيات وصيدا التسعينيات...وكيف ننسى أيضاً أيام نهر البارد وفتح الاسلام ومن أين جاءت ومن كان قائدها ؟؟ أما السلفي المعتدل الصائم المصلي المزكي الداعي إلى المحبة والسلام فيصير بعبعاً يخيفون به الصغار ويخلطون الحابل بالنابل لتضييع الشنكاش... وتلعب بعض أجهزة الاعلام (كلكم تعرفونها) هذه اللعبة صبح مساء... وللأسف فإن بعض "العلمانيين" وبعض "المسيحيين" يلعب أيضاً هذه اللعبة التي عنوانها قولة زياد الرحباني الشهيرة: "كلهم محمودات"... لا يا أخوان ورفاق ويا أخوات ورفيقات... ليسوا كلهم محمودات..وليس كل اسلامي متهم وليست طرابلس مكسر عصا وليس السكوت عن حكم الارهاب والفاشية بجائز وليس بقاء عشرات الشبان في السجون ظلماً وعدواناً بأمر حضاري علماني وليس ما تقوم به بعض الأجهزة بمقبول... وأختم بما قاله وليد جنبلاط اليوم: "لا يمكن فصل ما جرى من أحداث وتوترات عن إصرار بعض الأجهزة الأمنيّة، بوحي سوري على ما يبدو، على إعتبار السلفيّة بمثابة الشر المطلق، فحبذا لو يتبرع أحدهم من جهابذة تلك الأجهزة ليشرح لنا ما المقصود بالسلفيّة؟ ولماذا الاصرار الدائم على تضخيم الخطر السلفي؟ وهل السلفيّة هي مدرسة فكريّة واحدة؟ وهل هي تقول بالعودة إلى السلف الصالح أم تبشر بالتطرف والتعصب؟ وما مدى حضورها في لبنان؟ وهل هي محصورة لدى المسلمين السنة؟ ولماذا ربطها بصورة دائمة بالارهاب؟ وهل هي محصورة بالأديان؟ ألم يسبق أن رأينا كبار المحللين الاستراتيجيين والمفكرين في اليمين المحافظ أو اليسار الثوري الراديكالي يسقطون أيضاً في فخ التطرف وهو نوع من أنواع السلفيّة والتعصب؟ هل المطلوب الايحاء بأن لبنان قد تحول إلى بؤرة سلفيّة للحؤول دون تقديم يد العون والمساعدة الانسانيّة للاجئين السوريين في لبنان وصولاً إلى إعتقال الناشطين منهم وتسليمهم الى السلطات السوريّة حيث سيكون مصيرهم الموت المحتّم؟ ثم لماذا الاصرار على إستيراد “القاعدة” بأي ثمن إلى لبنان؟ فهل هي أيضاً تُستخدم كفزاعة لقمع أي صوت داخلي يساند الثورة السوريّة والشعب السوري في مواجهة الجريمة المنظمة واليوميّة التي يقوم بها النظام في سوريا؟ لم يعد ينقص بعض المرجعيات اللبنانيّة إلا أن تبحث عن الزعيم الجديد المظفر لتنظيم “القاعدة” لتقدم له طلباً رسميّاً لفتح مكتب تمثيلي له في بيروت لتثبت وجهة نظرها أو أن تستورد أبو مصعب اللبناني!"...