في محاضرة بعنوان "التوظيف السياسي لفقه الأمة والجماعة" تحدث د. عبد الحميد أبو سليمان، رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي، عن حال الأمة الإسلامية القائم أكد فيها على أهمية العودة إلى مقاصد الشريعة لاستنباط الاحكام بما يتلائم مع ظروف الزمان والمكان، وشدد على خطورة النقل من التراث ومحاولة تطبيقه على الواقع الحالي، قائلاً أنه يمكننا ان نستنبط حكمة الأفعال، والمستفاد من التطبيق، لكن المستحيل أن نعيد تطبيق الفعل مرة أخرى في واقع لا يلائمه.
أبو سليمان: الله عندما خلق آدم خلق له حواء واحدة لا أربع !
وتحدث أبو سليمان عن قضية تعدد الزوجات، مؤكداً أنه ليس وسيلة من أجل الجنس كما يعتقد ويروج البعض. فالله عندما خلق آدم خلق له حواء واحدة، ولو كان يحتاج أربع لخلق له أربع. فليس الأصل في خلق الإنسان التعدد.
وتناول أبو سليمان آية "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ" (سورة النساء) وآية "وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ" في نفس السورة. فقال إنها دليل على أن التعدد هو حالة خاصة من الاساس والأصل هو: واحدة ولن تعدلوا..والقصد من النص هو الوصول إلى حال يراعي اليتامى ممن مات آبائهم أو قتلوا، كحال ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، ماذا سيحدث في ابنائهم؟ فالله وجه المؤمنين لحمل أعباء النساء واسرهم واطفالهم.ولكي يتحقق العدل في معاملتهم رغم التعدد.
واختتم أبو سليمان حديثه بمجال العلاقات الدولية، قائلاً إن العلاقات الدولية الآن قائمة على الصراع الحيواني. وان الأمة لابد أن تعيد البشر إلى أصلهم الإنساني فالإسلام حين جاء لم يجيء للمؤمنين به فقط بل هو للإنسانية جمعاء ولكل إنسان، سواء كان هذا الإنسان عربي أم امريكي أم بوذي ام مسيحي أو غير ذلك. فالكل -كما يرى سليمان- إنسان انتمي إليه.
ووجه أبو سليمان انتقادا حادا لحال الأمة، واصفاً معنى "من يكذب بالدين". قائلاً ان الله لم يصفه بأنه كافر، أو غير مؤمن بالله او بالرسول –صلى الله عليه وسلم- بل بأنه يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين...إلخ، أي ان المكذب بالدين هو الذي عمله لا يتفق مع دعواه.
وانتقد كذلك الخطاب الدعوي قائلاً إن أغلبه يقوم على الكراهية والخوف، والتخويف من الله لا يدفع إلى حبه، كيف نحب من نخاف؟ موضحاَ ان الخشية المقصود منها خشية غضب الحبيب وليست خشية غضب الكاره. مدللاً على ذلك بقوله تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ"