نحن ناشطون ومثقفون سوريون مناصرون للثورة في بلدنا أو مشاركون فيها ندعو إلى الإطلاق الفوري لسراح المخطوفين اللبنانيين في الأراضي السورية، أيا تكن الجهة الخاطفة، وأيا يكن هؤلاء المخطوفون.
تجمعنا بلبنان والشعب اللبناني من القرب وأواصر القربى ما لا ينبغي لأية تقلبات سياسية أن تفسده أو تقلبه إلى عداوة وأحقاد.
لسنا غافلين عن أنه جرى تلاعب مشين بالعلاقة بين البلدين والشعبين طوال عقود، وأن النظام السوري وقوى وشخصيات لبنانية لم يتركوا محرما سياسيا أو أخلاقيا لم ينتهكوه في العلاقات بين بلدين جارين وشقيقين، لكن هذا ما تستمد الثورة السورية شرعيتها من الاعتراض عليه وإرادة تغييره.
إن إطلاق المخطوفين اللبنانيين يضع الثورة السورية في موقع أرفع أخلاقيا وأقوى سياسيا للاعتراض على مواقف عدائية لقوى لبنانية منها ومن الشعب السوري الثائر. ثم إنه قد يضعف قدرة النظام على تصدير أزمته إلى لبنان وإشعال حريق في البلد الصغير المجاور، يصرف أنظار العالم عنه أو يثير خوفا عالميا من حريق مشرقي كبير.
لقد انطلقت الثورة من أجل حرية السوريين ووحدتهم وتفاهمهم، من وراء فوارق الدين والمذهب والإثنية. ولقد حرص النظام منذ البداية على تصويرها ثورة مذهبية أو طائفية، ويأتي الخطف المريب للبنانيين ليقدم لدعايته الكاذبة خدمة مجانية، ويساعده في التجييش الطائفي. هذا فوق ما تسبب به خطف اللبنانيين من توتير للأجواء اللبنانية، ومن عواقب سلبية يرجح أن تلحق بالسوريين المقيمين في لبنان، وهم عمال أو لاجئون أساسا، إذا أصاب المختطفين اللبنانيين مكروه.
إننا ندعو إلى الحفاظ على سلامة وكرامة المخطوفين اللبنانيين، وإلى إخلاء سبيلهم الفوري وغير المشروط، ولا نرى مقبولا رهن إخلاء سبيلهم بأية شروط سياسية.
البيان مفتوح للتوقيع-- الأسماء الأولى: جلال عمران- ياسين سويحة- كرم نشّار- سارة أجليقين- نوري الجرّاح- معن عبد السلا-م- فارس الحلو- رزان غزاوي- ياسين الحاج صالح- محمد نور الله-- اياد العبدالله- رزان زيتونة- مسعود عكّو- ليلى الصفدي- فراس سعد- فرهاد أحمه- عامر مطر- رشاد كيوان- راشد عيسى