كما في مسيرة حياته النضالية هكذا كان نصير في رحلته الأخيرة الى صيدا..
الجامع المانع القابض على الجمر المتمسك بالحرية الشديد الوفاء للوطن السيد الحر المستقل وللبناء والاعمار وللمصالحة والسلم الأهلي وللوحدة والحوار الصادق وللقلم الحر وللاستقامة على الحق والعدل وللقضية الفلسطينية وللربيع العربي..
حشود كبيرة من رفاق الأمس واليوم ومن كل الطوائف والمناطق والفئات امتزجت دموعهم بلوعة الحزن على رحيله المبكر في عز النضال والعطاء... نعم بكرت علينا يا نصير.. كنا نريدك معنا لتشهد انتصار ربيعنا الذي حلمنا به منذ ربيع العام 1968...
نواب ووزراء وقادة واعلاميون وسياسيون ورجال دين وأطباء وصيادلة ومحامون وقضاة وأساتذة وطلاب جامعات ورجال أعمال وموظفون رسميون وفقراء كادحون جاءوا من كل مكان وزمان ليقولوا له وداعاً يا رفيق الأيام الحلوة والمرة..
وداعاً يا رقيقاً كالنسيم يا خفيف الظل كالياسمين يا حبيب القلوب كالعاشقين يا دمعة الوطن الحزين على شهدائه المناضلين وعلى أهله المستضعفين..
رجال ونساء وشباب وصبايا زحفوا من أقصى عكار وحلبا والضنية والمنية في الشمال الى أقصى عرسال وسعدنايل وبعلبك والهرمل وجب جنين ولبايا ومشغرة في البقاع الى أقصى مروحين وحانين وشقرا وجبشيت وبنت جبيل في الجنوب الى أقصى جرود العاقورة وبشري وزغرتا وكسروان والمتن فالى قلب بيروت وطرابلس وصيدا وصور والنبطية وجونية..
رجال ونساء من كل الطوائف والمناطق والفئات العمرية والاجتماعية ساروا جنباً الى جنب من أمام مستشفى الجامعة الأميركية حيث كان ينتظرهم العلامة السيد علي الأمين الى خلدة ومنها الى صيدا...رجال ونساء من كل الطوائف والمناطق والفئات دخلوا مسجد الحاج بهاء الدين الحريري.. لحظات لقاء داخل المسجد الذي شيده الرئيس رفيق الحريري لذكرى والده المرحوم بهاء الدين ثم واصلوا السير الى البوابة الفوقا وحسينيتها حيث استقبلهم مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران وأهالي حارة البوابة الفوقا حيث عاش آل الأسعد ومروة وعسيران والزين وابراهيم منذ مطلع القرن التاسع عشر وحيث قبورهم ومدافنهم تشهد على أصالة صيدا ووحدة أهلها... ثم حمل رفاق نصير النعش يتقدمهم السيدان محمد حسن الأمين وهاني فحص والشيخ عباس الجوهري والاستاذان محسن ابراهيم وكريم مروة وسفير دولة فلسطين وقيادات حركتي فتح وحماس ورفاق نصير في الأمانة العامة لـ14 آذار وفي تيار المستقبل ووفد كبير من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي ووزراء ونواب جبهة النضال الوطني وممثلو القوات اللبنانية وحركة التجدد الديمقراطي وكل رفاق وأحباب نصير من الذين حملوا معه هموم الوطن والناس وسؤال الحقيقة والعدالة...
كما في مسيرة حياته النضالية هكذا كان نصير في رحلته الأخيرة الى صيدا
جمع لبنان كله ومعه كل العرب وعلى رأسهم فلسطين وفي القلب منهم ربيعُ عاش له نصير ومات
فالى روحه الطاهرة ألف فاتحة
والى أهله الكرام كل المحبة والدعاء لهم بالصبر والسلوان
والى رفاق دربه القدامى والجدد تجديد للعهد والوفاء للمسيرة
والى أن نلتقي يا نصير لك مني أحلى ما في القلب والوجدان