الأحد، 6 مايو 2012
إلى مسؤول يعنيه الأمر
سعود المولى
بعيداً عن صيغ المجاملة التي لا أحبها ولا أجيدها... ولأن جامعتنا الوطنية التي ضحينا بالغالي والرخيص في سبيل بنائها وتطويرها، تكاد تنهار وتتحول إلى مزرعة للإرتزاق..أرجو أن تتقبلوا كلامي بصدر رحب..
كلنا نعرف أن رئاسة الجامعة اللبنانية صارت منذ سنوات طويلة ضمن المحاصصة الطائفية السياسية وقد تعاقب عليها رؤساء لا يشكك أحد بماضيهم وبدرايتهم ولا بعلمهم وكفاءتهم الأكاديمية والإدارية..
وكلنا نعرف أن تدخلات القوى السياسية الطائفية في إدارة الجامعة اللبنانية قد حولتها منذ اتفاق الطائف إلى "شبح جامعة"، يستوي فيها الصالح مع الطالح والأكاديميا مع الطائفية والإدارة الكفؤة مع الاستزلام والاسترزاق... وبدل أن تتقدم الجامعة وتتطور فإنها تدهورت وصارت مضرب المثل في الفساد...
وكلنا نعرف أن لا حول لرئاسة الجامعة ولا قوة في وجه طغيان المصالح الطائفية الضيقة والمحسوبيات المصلحية والممارسات الميليشياوية...لا بل أنها صارت هي الأخرى تابعة لهذه المصالح...
ونحن نتفهم (ولا نوافق طبعاً) أن يكون من حق الأحزاب والقيادات الطائفية أن تتحرك مطالبة بحصصها في التوزيع داخل الجامعة.. فنحن نعيش في نظام محاصصة على كل المستويات... وعلى قاعدة: من حضر السوق، باع واشترى... وعالسكين يا بطيخ...
ولكن ذلك كله لا يبرر ما جرى ويجري من اغتيال منهجي للجامعة... ولا يعفينا من الوقوف وقفة مصارحة ومكاشفة كي لا نقول لاحقاً (كأساتذة وطلاب) ما قاله البدوي: "في الصيف ضيّعت اللبن"..
ولأن من واجب المسؤول في الجامعة أن يتمسك بالقوانين والأنظمة، وبمعيار جودة التعليم، وبالكفاءَة والأقدمية، وبالحاجة الفعلية وفق خطة واستراتيجية، وبالتوازن الحقيقي بين المناطق تحقيقاً للإنماء المتوازن... فإننا نسأل بعض أسئلة ساذجة طرحها قبلي غيري من الأساتذة والطلاب:
كيف تغيّر عدد المرشحين للتفرغ من 300 الى 400 الى 574 الى 620 وربما الى 700 مرشح للتفرغ؟ على ما قاله زميلنا الحبيب ورفيق دربنا الدكتور عصام خليفة؟..
كيف جرى شطب عدد لا يستهان به من الأسماء المقترحة للتفرغ من قبل مجالس الأقسام والفروع والوحدات والتي يعود تعاقد البعض منهم إلى منتصف التسعينيات؟.. وكمثال فإن زملاء لنا في معهد العلوم الاجتماعية قد جرى شطب أسمائهم من لوائح التفرغ قبل بضع سنوات لمصلحة غير مستحقين... فسكتوا وانتظروا ليروا أن الأمر يتكرر معهم أيضاً هذه السنة...
كيف جرى استبدال الأسماء المشطوبة (صاحبة الحق) بأسماء أخرى لا تتوفر لديها الأنصبة اللازمة ولا الأقدمية وقد جرى "دحش" أسمائهم رغم عدم ورودها في محاضر جلسات مجالس الفروع والوحدات؟ على ما خبرناه وعلمناه من التسريبات "المؤكدة" حول الموضوع والتي لم يتم نفيها أو توضيحها بصورة مقبولة..
كيف يقبل العروبيون القوميون العلمانيون بعملية إضفاء لون مذهبي معيّن على فروع كليات الجامعة خاصةً في بيروت وفي مجمّع رفيق الحريري الجامعي، ولكن أيضاً في فروع الجنوب والبقاع وبشكل فاضح؟ على ما جاء في بيان لمكتب تربوي لإحدى القوى السياسية في الجامعة..
أليس من حق موظفي القطاعات الرسمية في الدولة اللبنانية الترقي الوظيفي والتقدم إلى التفرغ في جامعتنا؟ وهل هناك نص قانوني واحد يشير إلى حرمانهم هذا الحق؟
أليس الإخلال بالتوازن التمثيلي الوطني في التفرّغ كما في التعيينات الإدارية لصالح فئة بذاتها مشروع فتنة داخل الجامعة يهدد مصير الجامعة الوطنية وتطورها وعملية الاندماج الوطني فيها.؟ على ما جاء في بيان آخر لقطاع من قطاعات الجامعة...
أيها المسؤول :
إن الجامعة ومشكلاتها تحتاج إلى ورشة عمل يشارك فيها الجميع وتطرح فيها رئاسة الجامعة مشروعها الموعود للإصلاح والتغيير، بدل تعيين أعداد مكدسة من المستشارين..
ومن واجب رئاسة الجامعة إحياء الحياة الأكاديمية والنقابية في الجامعة عبر استعادة مجلس الجامعة وصلاحياته واستعادة سلطة المعايير وتطبيق القوانين والأنظمة والقرارات التي تتكدس منذ نصف قرن.