الكاثوليكي للاعلام استنكر اعمال العنف في العراق: الاعتداءات تستهدف الحضور المسيحي استنكر المركز الكاثوليكي للاعلام اعمال العنف في العراق واصدر بيانا جاء فيه:
"1 - ان المركز الكاثوليكي للاعلام يستنكر بشدة ويدين ويشجب كل أعمال العنف الدائرة في العراق، التي استهدفت وتستهدف الأبرياء من رجال دين ونساء وأطفال، وكان آخرها الإعتداءات التي استهدفت يومي السبت والأحد الماضيين ست كنائس مسيحية في مدينة بغداد وقع ضحيتهما من المسيحيين المصلين أربعة قتلى وخمسة عشر جريحا، ومن المارة ستة جرحى. كما تعرض في الآونةالأخيرة عدد من المسيحيين في كركوك للقتل وأعمال العنف، انها جرائم غير مبررة تهز الضمائر، وتستوجب من الأسرة العربية والدولية إدانتها والعمل على وضع حد لها، والتعويض المادي والمعنوي لضحاياها، وإلا فقدت المؤسسات الإقليمية والدولية مبرر وجودها.
2- ان الإعتداء السافر على المسيحيين بالشكل المتمادي، والذي ندينه بأقصى الشدة، هو جريمة ضد حقوق الإنسان، فالمسيحيون مواطنون مخلصون لبلدهم، وتمنحهم مواطنيتهم كامل حقوق المواطنة وتضع على عاتقهم كل واجباتها. لكن حقوقهم مسلوبة عندما يعتدى عليهم، ويحرمون من الحماية لهم ولعائلاتهم وممتلكاتهم ومن التعويض عليهم، ومن العيش الكريم بهناء وطمأنينة. أما الواجبات فإنهم يؤدونها بكل مسؤولية، ويخلصون لوطنهم في كل شيء، وهم فيه وفي كل المنطقة العربية عامل سلام واستقرار.
3- يبدو ان هذه الإعتداءات على المسيحيين، أشخاصا وعائلات ودور عبادة وأملاكا، تستهدف الحضور المسيحي في الشرق. وهذا مسعى لنسف جذور الثقافة العربية والنهضة والعيش المشترك وتاريخ المشرق العربي. فالمسيحيون ليسوا أقلية مضافة في بلدان العالم العربي، بل هم أهلها الأصليون، والثقافة المسيحية تشكل عنصرا أساسيا من ثقافة هذه البلدان منذ عهد السيد المسيح والرسل الأثني عشر والجماعات المسيحية الأولى. كم من أعلام مسيحيين كبار في الشعر والأدب والخطابة أعلوا شأن الثقافة العربية في بلدانهم، وشكلوا عصرها الذهبي؟ أو ليس المسيحيون العرب هم رواد النهضة العربية الحديثة بفضل مساهماتهم في حقول الصحافة والفكر السياسي والإعلام والهندسة والفن والتجارة والإقتصاد والطب والتأليف ووضع المعاجم، ومن تعزيز حرية الشخص البشري وحقوق الإنسان، وحرية المعتقد والتعبير والرأي، والتنوع في الوحدة.
4 - ان المسيحيين الواعين دورهم ورسالتهم في العالم العربي، لن يتخلوا عن تعاليم السيد المسيح القائم على الغفران والمحبة والتسامح، والقيم الإنجيلية، ولن يخافوا الشهادة حتى الإستشهاد في سبيل الخير العام، وسيواصلون مساهمتهم السخية والمخلصة في بناء أوطانهم وإنماء الشخص البشري والمجتمع، وتعزيز السلام العادل والإستقرار والإنفتاح على الآخر باحترام وتعاون وتضامن. نأمل أن يعي شركاؤهم في الوطن هذا الدور الذي لا يطمح إلا الى ما ينمي ويجمع ويبني.
5 - أما النداء فموجه الى المواطنين العراقيين عامة والمسيحيين خاصة ليحافظوا على وطنهم بوحدتهم وتماسكهم وتشبثهم بأرضهم، والى المسؤولين في البلاد لتحمل مسؤولياتهم في إحلال الأمن والسلام للجميع، والى جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ المبادرات المسؤولة وحماية المواطنين العراقيين والتعويض على ضحايا العنف في خساراتهم على مستوى الأشخاص والأملاك والمعنويات".