السبت، 30 أبريل 2011

هل أنتم شيعة حقا؟

هيثم الحسيني-العراق
الشيعة لغوياً هم الجماعة وشيعة فلان هم جماعته وأنصاره، وحين انقسم الإسلام إلى طوائف عرّفت الشيعة نفسها بأنهم شيعة أهل البيت أو كما يقولون تحديدا شيعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع).إذا تكلمنا مع أي عراقي أو عربي أو حتى أجنبي فسيقول لنا بأن الحكم في العراق باتت تقوده الشيعة ولكن السؤال الأهم هو إذا كان مذهب القائمين على حكومة العراق هو التشيع فشيعة من هم؟
إذا ضاقت الصدور من مقدمتي فدعونا نثبت بالمنطق هل أنتم يا من تحكمون العراق شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حقا؟
لنفترض بأن الله أحيا علي بن ابي طالب في أيامنا هذه...
هل ستسلمونه الحكم حالا؟
وإذا تسلّم الحكم هل سيسكن في قصور تشبه قصوركم ويدع جزءاً لا يستهان به من شعبة يلتحف السماء؟
هل سينعم وأهل بيته بالكهرباء المستمرة ويترك شعبه يتلظى؟
هل سيأكل أطيب الطعام وشعبه يتحسر على مفردات البطاقة التموينية؟
هل ستكون مصالح الدول المجاورة أهم لديه من مصالح بلده؟
هل سيتأثر أبناؤه البررة وأهله وأصدقاؤه المقربون بالمقاولات والعمولات ولا يلتفت إلى تردي الخدمات؟
هل سيصمت أمام الفساد والرشوة ويكّبر خطأ الموظف الصغير فيقصم ظهره ويتحاشى عن إجرام وسرقات الموظفين الكبار؟
هل سيعتمد على ماما أمريكا في حماية بلده ويقف عاجزاً عن وقف حمام الدم اليومي؟
هل سيتساهل مع من يزور شهادته ليسرق فرصة من هو أكفأ منه؟
هل سيزداد اليتيم يتماً والفقير فقراً و المثكولة ثكلاً في عهده؟
هل سيقطع الطرق ويسمح لحمايته بشتم الناس والاعتداء عليهم حين يمر موكبه؟
هل سيسلّط الجهلة ومزدوجي الجنسية على رقاب الناس؟
هل سيسمح بحيازة النواب وعوائلهم جوازات سفر مدى الحياة وأن يتمتعوا بامتيازات أقروها لأنفسهم لم يشهدها أي بلد من قبل؟
هل سيكيل بمكيالين في قضائه؟
هل سيعتمد مبدأ المحاصصة في اختيار وزرائه؟
هل سيعطي رتباً فخرية لمن لا يجيد القراءة والكتابة ويسلمه أمن البلد؟
هل سيقتل أصحاب الكفاءات في عهده ويهجر الناس من مساكنهم داخل وطنهم؟
هل سيقتل من يخالفه بالرأي ويكون جزاء القلم الشريف رصاصة من سلاح كاتم؟
وغيرها ألف سؤال وسؤال لا يطيقها هذا المختصر إن كان جوابكم على أسئلتي (نعم) فأنتم والله بمركب واحد مع الفاسق ابن ملجم، أما إذا كانت إجابتكم (لا) فما الذي يمنعكم من الاهتداء بنبراس علي بن ابي طالب؟
ولست أرى إلا سبباً واحداً هو إنكم شيعة لأي شخص أو مكون آخر يتخلق بأخلاق تتنافى مع أخلاق علي بن ابي طالب باب العلم الذي لا ترغبون في الدخول إليه وخدمة من وثق بكم من خلاله.
وأختار لكم من بلاغة وليد الكعبة سطرين اختم بها كلماتي حين قال:
(إن الفقيه هو الفقيه بفعله ليس الفقيه بنطقه ومقاله وإن الرئيس هو الرئيس بخلقه ليس الرئيس بقوته ورجاله)