الإمام الخميني لحفيده: "إنهم يطردونني من بيتي، إفعل شيئاً"
أية الله توسّلي مات وهو يخطب عن الإهانات التي تتعرّض لها عائلة الخميني
محتشمي بور: أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام جميعاً فاقدون للأهلية
نقلاً عن مدونة محمد علي ابطحي مستشار الرئيس خاتمي.. وهي بالفارسية وبعض المقالات بالانكليزية ..يوم أمس، في مكتب الإمام الخميني، ولمناسبة أسبوع آية الله توسّلي (الذي كان مدير مكتب الإمام الخميني)، تم عرض شريط يظهر آية الله توسّلي وهو يلقي خطابه الأخير (الذي توفّي أثناء إلقائه) أمام "مجلس تشخيص مصلحة النظام". وبدا الجميع متأثّرين بالخطاب. وكنت أتمنّى لو أن التلفزيون والإذاعة في إيران، اللذين يزعمان أنهما يؤيّدان "خط الإمام"، قاما ببث هذا الشريط.
وقد خطب السيّد "محتشمي بور"، وهو أساساً شخصية باسلة، ونُشِرَ مؤخراً مجلّدان من مذكراته. إن الشجاعة هي السمة البارزة في حياة محتشمي بور. وقد شارك في ذكرى توسّلي جمهور غفير، بينهم مسؤولون سياسيون رفيعو المستوى من الجانبين. وبفضل شجاعته، ألقى محتشمي بور خطاباً غريباً. وبعد الخطاب ساد الصمت في المسجد. فقد تحدّث محتشمي بور عن طريقة تعامل الإمام مع معارضيه، ومع القوات المسلحة، ومع الإنتخابات وعدم تأهيل المرشّحين. وحينما تطرّق إلى نقطة عدم التأهيل، قال محتشمي بور أنه إذا كان هنالك أحد ينبغي أن يُعتَبَر غير أهل للترشيح، فإن الأعضاء الـ12 في مجلس تشخيص مصلحة النظام ينبغي جميعاً أن يعتبروا فاقدين للأهلية.
أية الله توسّلي وموته المفاجئ في "مجلس تشخيص مصلحة النظام"
ويعود محمد علي أبطحي إلى ظروف الوفاة "المفاجئة" لمدير مكتب الإمام الخميني، آية الله توسّلي، الذي يقول عنه أنه كان "صديقاً حميماً"، أثناء إجتماع مجلس تشخيص مصلحة النظام. ويعرض شهادة "مجيد أنصاري" الذي يقول أن آية الله توسّلي كان يبدو نشطاً جداً، وأنه تحدّث أولاً عن المظاهرة التي جرت في يوم إنتصار الثورة، ثم عن "إستشهاد مغنية في لبنان"، ثم تحدّث عن "عائلة الإمام (الخميني) والإهانات التي تتعرّض لها". واستشهد بكلام للإمام الخميني حول وجوب إحترام أسرته والناس الذين خدموا معه. وأضاف "مجيد أنصاري": كنت أدوّن ما يقوله حينما لاحظت أنه توقّف عن الكلام، وحينما رفعت بصري رأيت أنه قد وقع على الكرسي المجاور لكرسيه. وقال "ناطق نوري" أن "الدكتور ولايتي" قام بـ"مساج" لمنطقة القلب ولكن بدون طائل.
ثم يشير محمد علي أبطحي إلى الشخصيات التي تواجدت في المستشفى للعزاء، وهي مزيج من الإصلاحيين ومن المحافظين المناوئين لأحمدي نجاد: هاشمي رفسنجاني، محمدي غولبايغاني، الدكتور حسن روحاني، وناطق نوري، ومحمد خاتمي.
يضيف أبطحي: "انتظرنا جميعاً وصول "حسن الخميني" من قم... وقدّمنا جميعنا العزاء لحسن الخميني الذي قال أن آية الله توسّلي كان يعتبره مثل إبنه.
وقال حسن الخميني: إبان اليومين الأخيرين، أتيح لي أن أعقد إجتماعين مطوّلين مع آية الله توسّلي. وقد جاء إلى بيتي قبل 3 أيام ومعه 2 من أصدقائه، وقال أنه سيلقي خطاباً في مجلس تشخيص مصلحة النظام يوم السبت، وأنه اتفق مع هاشمي رفسنجاني بخصوص الوقت الذي سيُعطى له لإلقاء مداخلته. وأضاف حسن الخميني: كان قد أعدّ بعض النصوص من أقوال الإمام الخميني، وكان غاضباً جداً حول الإهانات التي وُجِّهَت إلى السيد حسن الخميني. وقد اقترحنا عليه جميعاً أن يطرح الموضوع بطريقة غير عاطفية. كما تحدّثنا عن إنتخاب "الخبراء". وكان توسّلي مرشّحاً عن طهران، وقلقاً من أن يقوم منافسوه بعمل ما خدمةً لترشيحهم. وكان إبنه حسين قد جاء معه وطلب مني أن أقنع والده بعدم المشاركة في الإنتخابات. قلت له: لماذا تستعجل الإستقالة؟ وهو كان يعلم أنه أثناء الإنتخابات سيكون رمزاً للإصلاحيين. ولا أعرف ماذا يعني حينما وضع يده على قلبه وقال "أسرار العديد من شخصيات البلد موجودة في صدري"!!
ثم يقول أبطحي: الواقع أن توسّلي كان فقيها كبيراً، وقد وفّر دعماً دينيا وعلمياً للحركة الإ؟صلاحية، وأصرّ على مساعدة الحركة الإصلاحية بأية طريقة ممكنة منذ رئاسة خاتمي وحتى الآن. وكان توسّلي قد رافق الإمام الخميني دائماً، وكان يريد أن يعلن أنه، بعد الخميني، بات يرافق خاتمي لكي يظلّ "خط الإمام" حيّاً. وقبل يومين، زرت السيد حسن الخميني في مكتب الإمام الخميني، وكان السيّد توسّلي موجوداً وبدا لي مفعماً بالحيوية والنشاط. وقال السيّد حسن الخميني: أنا لا أؤمن بالأحلام ولكنني حلمت بالإمام الخميني في ليلتين متعاقبتين. وقال لي الإمام الخميني، وهو حزين، أنهم يطردونني من بيتي، فلماذا لا تفعل شيئاً؟ وكان توسّلى قد نوى أن يروي هذا الحلم في إجتماع "مجلس تشخيص مصلحة النظام، ولكنه كاد يبكي وتمالك نفسه." وقد دُفِنَ توسّلي في ضريح الإمام الخميني.
(موقع "روز" الإيراني يقول أن أقرب مستشاري أحمدي نجاد، وهو مجتبى ساماره هاشمي، علّق قائلاً: "الحمد الله أن آية الله توسّلي مات")!
الخميس 28 شباط (فبراير) 2008