دعا الشيخ حسن الصفار إلى قيام مؤسسات مدنية فاعلة تستقطب الكفاءات المحلية، قائلا بأن ذلك وحده كفيل بصناعة مجتمعات قوية.
وقال الشيخ الصفار «الصياح والشكاوى لا تصنع مجتمعا قويا.. المؤسسات والكفاءات هي التي تجعل المجتمع قادرا على إثبات وجوده والدفاع عن مصالحه».
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مدينة القطيف شرق السعودية بتاريخ 26 ذو القعدة 1433هـ الموافق 12 أكتوبر2012م.
وقال سماحته أن قوة المجتمع إنما تتحقق عبر امتلاك ثنائية الكفاءات البشرية من جهة والمؤسسات الاجتماعية من جهة أخرى.
وأوضح أن «المجتمع الذي يمتلك المؤسسات يستطيع أن ينمي وينتج القدرات والكفاءات».
وأعرب الشيخ الصفار عن حاجة مجتمعاتنا إلى قيام مؤسسات في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية.
وتابع إن هذه المؤسسات هي التي تقوي المجتمع وتجعله قادراً على إدارة نفسه ومواجهة التحديات الخارجية.
وأضاف أمام حشد من المصلين أن الأعمال الفردية لا تنتج مجتمعاً قوياً، مشدداً على ضرورة قيام مؤسسات مدنية تعلي من شأن المجتمع على المستوى المحلي والخارجي.
واعتبر سماحته غياب المؤسسات المدنية «إنما يحكي عن ضعف في المجتمع» داعياً إلى ضرورة تدارك ذلك.
وأشار إلى أهمية بروز مشاريع ومبادرات تلامس حاجات المجتمع إلى جانب ضرورة الاستمرارية في العمل المؤسسي من خلال «العمل والتفاعل والنفس الطويل».
وانتقد في ذات السياق شيوع ما وصفها بالثقافة السلبية تجاه العمل المؤسسي نتيجة وقوع أخطاء لدى القائمين عليها.
وأوضح أن «طبيعة العمل البشري يقتضي وجود الأخطاء، ولكن لا يصح أن يكون سببا لإسقاط وإنهاء هذه المؤسسات».
كما شدد الشيخ الصفار في السياق ذاته على أهمية تمويل أثرياء المجتمع وعامة الناس لمؤسسات المجتمع المدني.
وأشاد في هذا الصدد برجل الأعمال والأديب الأحسائي السيد هاشم عبدالرضا الشخص لتمويله سلسلة جوائز ومكافئات نقدية للعديد من الأنشطة الأدبية والثقافية المحلية.
غير أنه شدد في مقابل ذلك على أن «أفضل العطاء ما يكون عبر المؤسسات؛ لأن العطاء الفردي نتائجه محدودة، بينما العطاء الجمعي المؤسسي نتائجه أفضل».
وقال سماحته إن الدعم والتمويل السخي هو الذي يحقق الفاعلية والحيوية وينمي القدرات كما يضمن التكافل الاجتماعي.