أخذتني مشاغل الحياة ولم أف بوعدي بالكتابة عن الحبيب نبيل مكارم ابن الواحد وعشرين عاماً الذي سبق جيله وسبق رفاقه وكان قدوة ومنارة أضاءت قلوب الناس...
تذكرت بالأمس ذكرى مولده في عيد الأضحى وذكرى وفاته في أول أسبوع من تشرين الثاني...
ولد نبيل في عيتات يوم الأربعاء 24 أيار 1961 وكان أول أيام عيد الأضحى المبارك
تلقى دروسه الابتدائية في ثانوية الأرز النموذجية-عاليه ودراسته المتوسطة والثانوية في ثانوية سوق الغرب الوطنية ثم في مدرسة لبنان العالية-عاليه
درس الهندسة والعمارة في جامعة بيروت الاميركية حيث نال الماجستير في الهندسة الميكانيكية بدرجة ممتاز في حزيران 1982
درس في معهد العلوم الاجتماعية بالجامعة اللبنانية -الفرع الاول حيث نال الليسانس بدرجة ممتاز في حزيران 1981 وشرع في التحضير للماجستير في العلوم الاجتماعية حين داهمتنا حرب الغزو الاسرائيلي صيف 1982
قام بنفسه باعداد وتنفيذ عدة عمليات ضد العدو الصهيوني في الجبل واستشهد وهو يجهز لعملية كبرى على طريق بشامون بعد ظهر يوم الاثنين الاول من تشرين الثاني 1982
كتبت عنه آمال مدللي
كان واسع الثقافة حكيما على صغر سنه صبورا لا يكل ولديه طاقة على النقاش والخروج من اي حلقة ممنتصرا لا يكون البادىء بقول الاخ مهما عظم المه يكره الخسارة في اي مواجهة
الحركة الطلابية في الجامعة الاميركية لن تنسى نبيل مكارم وكان من قادة اي تحرك في السنوات الماضية وخصوصا تحرك 1981 (جريدة النهار- 3/11/1982).
وكتب بسام ضو
الى من تبتسم دماؤه فوق التراب
الى من علمني ان للكلمة حدا كنصل السيف
الى الشهيد نبيل مكارم
انا بعدك غادرت لغتي
وبحثت في جراحك عن ابجدية جديدة
وحفظت ما علمتني من صمودك وعنادك
وامنت بكتاب دمائك
وتمثلت صورة ابي ذر
ورددت ايات عصماء من سورة استشهادك
هوذا نبيل قادم
هل رايتم جبينا علته الشمس واستراحت فابتسمت للحياة
هل لمحتم وجها سكنته اسرار العمر
هل عرفتم رجلا يحمل قلبه بيديه ويبتسم كالتماع السيف ويهزا بالموت
مهلا مهلا انه نبيل انه نبيل
وقال عمه الدكتور سامي مكارم في وداعه
سأجفف دموعي التي تنهمر عليك لكي أراك حياً يا نبيل من خلال وجه رفاقك أولاً، الذين تحبهم ويحبونك، فأخال انني في يوم عرسك وأنظر الى وجهك الطاهر يتلألأ في عيونهم فاذا بك باق بهم مستمر في جهادك مواصل رسالتك مقيم على نضالك تعيش في سبيل الحق وتموت كرامة لوطنك وعزة أمتك..
هبت نسائم روحك علينا فمشى الحب أمامنا وملأ رونقة قلوبنا وملأت دنيانا صدقاً واخلاصاً وعاطفة وحباً وفرحاً وابتساماً وملأت دنياك عبقرية وذكاء وحركة متواصلة وجهاداً مستمراً لا تني ولا تتعب حتى قضيت وأنت في شرف مجدك لتواصل رحلة روحك... وكأن الله قد أنطقك بذلك عندما قلت فيما قلت: "الأصل أن تفقه رحلة الروح وترى الدرب واضحاً"....