جبران خليل جبران عن الامام علي
"في اعتقادي أن الامام علي ابن أبي طالب هو أول عربي لازم الروح الكلية وجاورها وسامرها.. وهو أول عربي تناولت شفتاه صدى أغانيها فرددها على مسمع قوم لم يسمعوا مثلها من قبل؛ فتاهوا بين مناهج بلاغته وظلمات ماضيهم...فمن أُعجب بها كان إعجابه موثوقاً بالفطرة، ومن خاصمه كان من أبناء الجاهلية.
مات علي ابن أبي طالب شهيد عظمته.مات والصلاة بين شفتيه. مات وفي قلبه شوق الى ربه.ولم يعرف العرب حقيقة مقامه وقدره حتى قام من جيرانهم الفرس أُناس يدركون الفارق بين الجواهر والحصى.
مات قبل أن يبلغ العالم رسالته كاملة وافية. غير أنني أتمثله مبتسماً قبل أن يغمض عينيه عن هذه الأرض.مات شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون الى بلد ليس ببلدهم، والى قوم ليس بقومهم، في زمن ليس بزمنهم، ولكن لربك شأناً في ذلك وهو أعلم!".