في العام 1998 وبعد وصول الرئيس خاتمي الى الحكم في ايران، زار الشيخ طهران واستقبله الايرانيون استقبال الرؤساء الكبار...وجال وصال في جامعاتهم ومعاهدهم وفي حوزاتهم وبرلمانهم.. وبسبب ضغوطات القيادة الايرانية الاصلاحية قرر حزب الله الانفتاح على الشيخ محمد مهدي شمس الدين بعد أن حاول محاصرته وعزله طوال أكثر من 15 سنة... وفي بيروت التقت قيادة الحزب بالشيخ للمصارحة والمصالحة..فقال لهم الشيخ انتم عبأتم وتعبئون شبابكم ضدي (وما زالوا يعبئون الى اليوم)...وكان أن سمحت قيادة الحزب بلقاء بين الشيخ وبعض كوادر الحزب (ولكن معظمهم ان لم يكن كلهم كانوا من حزب الدعوة الذي يتحكم بمفاصل حزب الله)..وهذه بعض اللقطات من اللقاء المذكور..
سأل الشباب الشيخ عن "العلاقة أو الود الذي يبدو من خلال زياراته المتكررة أحياناً إلى الكويت ومصر وغيرها"، وقالوا له "إن كان ليس من المصلحة التصعيد ضد الانظمة وانما معالجة العلاقة مع الأنظمة بالتي هي أحسن، الا اننا كلنا نعرف بخلفيتنا الإسلامية عمق تبعية هذه الأنظمة وعمق ارتباطاتها وطبيعة حكمها لشعوبها وعمق الأزمة التي تعيشها هذه الشعوب أولاً بسبب هذه الأنظمة، ووضع الشيعة بشكل خاص في هذه الدول، فتبدو الزيارات التي تقومون بها لعدد من هذه الدول وكأنه هناك ود وتحاب شديد مما ينعكس أحياناً بصورة تُفهم بشكل سلبي من قبل الاسلاميين"..
رد الشيخ : "الحكاية عن الود، أولاً هؤلاء يودوني فعلاً، وأنا استاهل واستحق الود، وهم يستحقونه، ناس مسلمين طيبين يودوني لماذا لا يودوني. أهل مصر وأهل السعودية واهل الكويت وأهل الخليج.. نحن نزور الناس، نزور الكل، نزور الأنظمة ونزور الشعوب، أنا في مصر ما كنت محصوراً بزيارة النظام ولا في السعودية ولا في الخليج. في مصر أنا ألتقيت مع المعارضة ومع الموالاة ومع حزب الوسط الذي هو ضد الدولة.. علناً إلتقينا وكنت عندهم وخطبت فيهم وحاورتهم وكتبوا عني، التيار الإسلامي جلست معه وحاورته وحاورني وأحبني، حكاية ود أولاً ليس أمراً مستنكراً أن يكون هناك ود.. ثانياً حكاية الود هي مش حب وغرام.. توجد قضايا جامعة هي القضية الإسلامية العامة وقضية المشروع الصهيوني، هاتان القضيتان كبيرتان تستحقان أن نعمل للتضامن العربي والاسلامي حولهما.... أنا عندي منذ أكثر من 20 سنة خطاب معروف في الشأن الإسلامي الحركي وفي الشأن الإسلامي العام وفي الشأن العربي وفي الشأن الفلسطيني، في شأن الإنتماء وقضايا الإنتماء، في الفقه السياسي هذا معروف خصوصا بعد نشر نصوصي المنقحة الأخيرة..... فأنا أدعو الى التضامن والى المصالحة الشاملة..يعني الآن هذا الكلام الذي تقولونه عن خوف الاسلاميين من الود ومن العلاقات الايجابية مع مصر والخليج، هذا يعكس القلق الشيعي العام الذي هو نتيجة سوء تربية، هو سوء تنشئة..الشيعي اليوم ينشأ ويتربى على أن العالم ضدنا... هو العالم ليس ضدنا.. نحن ضد العالم! يعني أنا إحدى مهمات رسالتي هي إخراج الشيعة عن أن يكونوا ضد العالم، العالم بمقدار ما هو ضدهم كما أنه ضد بعضه البعض. الآن الجزائر ليس فيها شيعة وهي تتذابح.. الآن السودانيون يتقاتلون وما فيهم شيعة وسنة، كلهم يتذابحون.ونفس الشيء في أفغانستان.. يعني أن وجود حالة نبذ، حالة دفع، ضد الشيعة، هذا موجود.. ولكن العلة الأساسية هي أن الشيعة هم في موقفهم التاريخي (وهو موقف في جذوره مبرر ولكن في امتداداته الآن غير مبرر)يطرحون الحذر والتوجس..وهذا الوضع هو يجعلهم دائماً في حالة مؤامرة، في جو مؤامرة، أن العالم يريد ذبحنا، يريد أن يأخذ حقوقنا، أو أن العالم يريد أن يغير عقيدتنا. وهذا الوضع طبعاً يخلق حالات استهداف عند الآخرين.. بعض القيادات الشيعية خاصة بعد نشوء الحالة الحركية الإسلامية داخل الشيعة صارت تستغل هذا الوضع استغلالا خاليا من أي ورع وخاليا من أي أخلاق.. وصارت تغذي هذا لأجل أن تمحور حولها ولأجل أن تستقطب.. ووجدت هذه الحالة عندنا.. وإلا فالدنيا بخير.. يعني حينما أنت لا تحمل مشروعا يخيف الآخرين، حينما لا تهدد نظام مصالح الآخرين بنظام مصالحك الخاص، فلن يقف في وجهك غير القليل من القوى... فكما أنه داخل التسنن توجد مضادات داخل التشيع توجد مضادات. الآن أذكر النموذج العراقي الذي يكاد أن يصل الى حد المذبحة، ووصل..ففي داخل العراق، في الجنوب، تذابحوا: حزب الدعوة مع غيرهم.. وصل الصراع إلى حد التذابح.. طبعاً ما صاروا شاطرين مثلكم، مثل اللبنانيين: بين أمل وحزب الله، ولكن وصلوا إلى هذه الحالة.. هؤلاء شيعة بشيعة، مثل الأفغانيين أو السودانيين أو الجزائريين الذين هم سنة بسنة.
أنا عندي قضية يا أولاد، أنا عندي دماءكم وأعراضكم وحريتكم وكرامتكم، أنا يهمني أن الشيعي عندما يكون ساكن في وطن أن لا يمثل هو نظام غلبة.. وانما أن يكون مقبولا .. أو حيثما يروح ويذهب أن لا يكون مثل الوباء الذي يُتوقى منه. أنا أريد أن أخلق حالة ثقة.. حالة نقية..علاقة نقية بين الناس وبين الشيعة، وما عندي شي أتكلم فيه سراً، أنا كل كلامي الذي أقوله وراء الأبواب المغلقة هو الذي تعرفونه في الميكروفون، أنا أقول اندمجوا في دولكم واندمجوا في شعوبكم واندمجوا في أنظمة مصالحكم لكن لا تنشئوا نظام مصالح خاص، لا تثيروا غيلة الآخرين، احترموا قوانينكم! هذا ما أقوله، أقوله عن قناعة فقهية فأنا أحرم الغيلة وأحرم الغلول.. يعني يقال أن أموال هذه الدولة أو تلك حلال.. ما أظن أن أموال الدولة حلال، دولة سنية أو دولة شيعية، كلها عندي مثل بعضها.
يعني أرجو أن يُفهم أن كلمة الود ، هذه كلمة مزروعة.. هذه عملية مزروعة يُبنى عليها تعبئة وتحريض ضدي...أنني ضد الشيعة ومع الأنظمة السنية..أنا لا اخاف غير الحق.. أنا هذه رسالتي، رسالتي أن أجعل الشيعة مقبولين داخل مجتمعاتهم وداخل الأمة وأريدهم أن يكونوا مقبولين لذاتهم لا لأنهم يمثلون شيئاً خاصاً أو أنهم محميين من دولة.. يعني كوني مقبولاً لأن إيران حاميتني! لا لا أريد هذا! لأني أنا مش ضامن إيران، أنا صيرورة تاريخية موجودة من عهد الرسول (ص) وسأبقى إلى عهد ظهور الإمام المهدي.. أنا مش ضامن شي، أنا ضامن أعرف أمة موجودة تمزقها التناقضات، أنا أريد أكون أحمل جنسية البلد الفلاني، أريد أكون مقبولا لذاتي لأني أنا مقبول في محيطي وفي مجتمعي لا لأني أمثل حالة سياسية تنشر الرعب والآخرين يجاملونها كما هو الآن وكما تحاول بعض الجهات أن تخلق هذه الحالة، انو نحنا نخوّف! يقولون لي عن بعض الحالات أنه انتبهوا نحنا ترى حزب الله إذا تعملوا معنا شي في أمكنة أخرى منطالكم!! لكن هذا النوع من الكلام، وأنا أعلم أنه قيل وليس أنه يمكن أن يقال، أعلمه، وأخبركم أنه قيل في أوروبا وقيل في الشرق العربي وقيل في آسيا..هذا الكلام قيل.. والله واحد مهرب تهريبة أو مزور وثيقة يهدد أنه من حزب الله وأنه إذا تعاقبوه مدري شو بيصير فيكم. لكن هذه من يتحملها، يتحملها هذا الجسم المبارك، هذه الصفوة التي هي صفوة الإسلام، يتحملها عموم الشيعة وانتم الشباب الطاهر..يمكن أن الذين يخافون هذا الترهيب يمشولو شغله.. لكن يُبنى على هذا ما يبنى.. لأنه أنظمة المصالح أيضاً تدافع عن نفسها.. ما في أحد يستسلم. أنا هدفي بكل علنية وكل وضوح، أنا أرى أن تكليفي الشرعي هو أن أجعل الشيعة مقبولين في العالم الإسلامي، مقبولين كما هم بتربيتهم وسجيتهم وأساليبهم وبطريقة موالاتهم لأهل البيت. موالاة أهل البيت أمر شائع عند المسلمين جميعاً..أنا أريد أن يقبل الآخرون طريقة موالاة الشيعة لأهل البيت، يعني تمذهبهم الخاص، يعني هم كما هم، أنا وظيفتي أن أجعلهم مقبولين مكرمين مثل غيرهم.
أما موضوع جعلهم حالة متمايزة كما يحاولون هم والذين يستغلونهم بحسن نية أو بسوء نية فهذا مرفوض.. ولا تنسوا أن الإستشراق الأجنبي هو الذي بدأ القول بأن الشيعة شيء خاص، الشيعة شيء خاص داخل الإسلام...وصارت تعقد مؤتمرات إسلامية عامة، وتعقد مؤتمرات لخصوص الشيعة بعينهم، كأنه مخلوق فيه شذوذ معين.. أنا هذه الحالة أرى أن تكليفي الشرعي وهذا موجب فقهي وعلمي أن أُخرج الشيعة منها.. والحمد لله أفلحت بنسبة كبيرة، عندي مضادات كثيرة من نوع ما يستبطنه كلامكم.. لكن الله غالب على أمره. وأسأل الله التوفيق.
الشباب: هنا نصل إلى العلاقة مع إيران، الأسئلة مترابطة مع بعضها إذا كنا نتكلم عن أخطاء الحركات الإسلامية وهي تخطئ وبعضها له أخطاء شنيعة لكن من يتصدى لأخطاء الأنظمة وهي بالتأكيد أخطاء وكبيرة وهي الأولى.
الشيخ: أنا وأمثالي نتصدى لها، أولاً أنا غير متصد لأخطاء الحركة الإسلامية، أنا من غُزية الرشيدة ، ولكن غُزيّة الغوية أنا أيضاً محسوب عليها..(يشير الشيخ هنا الى البيت المشهور لدريد ابن الصمة: وما أنا إلا من غزيه أن غَوَت **** غَوَيت وإن تَرشد غزيه أَرشد ) . الحركة الإسلامية هي ليست حركة واحدة.. أنا عندي تعبير الحركة الإسلامية العالمية.. لكن نقول هذا الكلام من أجل كرامتنا، من أجل أن نحفظ كرامتنا، وإلا فالحركة الإسلامية العالمية بمعنى الكلمة هي شيء غير موجود .. توجد حركات إقليمية وتوجد حركات داخل الإسلام السني إذا صح التعبير وتوجد حركات داخل الإسلام الشيعي إذا صح التعبير. توجد أخطاء عادية وأخطاء موجعة.. وهذه الأخطاء أثرت على الشيعة.... يجوز بعض جيوب المخابرات الأجنبية هي التي تقوم بهذه الجرائم في الجزائر مثلاً... لكن لا ريب بوجود عقلية دم عند الاسلاميين، عقلية قتل، يعني عقلية الشراة (هي فرقة من الخوارج قالوا إنهم يشترون الجنة بأرواحهم وأسسوا في الاسلام-بعد اليهودية والمسيحية- لتراث العمليات الانتحارية المسماة استشهادية)، عقلية الخوارج موجودة، وهي عند الشيعة أيضاً موجودة.. وأنتم عملتوا اللازم بين بعضكم، قتلتم بعضكم البعض وأنتم كنتم صائمين.(يشير الشيخ الى حرب الضاحية الجنوبية وحرب اقليم التفاح).. أنا في هذا الموضوع لا أجامل: شوفوا حزب الله حاربنا لأن ما ناصرناه، وأمل حاربتنا لأن ما ناصرناها، المسألة يا أعزائي لا تدخل في باب المفاكهة...هي شيء حقيقي وعميق، أنا الحمد لله ألقى الله سبحانه وتعالى وليس في ذمتي وفي سجلي قطرة دم من الدماء التي سقطت... أرادونا على شيء ووقانا الله منه من طرفه... قصدي أنكم وقعتم في ما وقع فيه غيركم... وهذا في العراق صار، الآن في أفغانستان مذابح مركبة شيعة وشيعة، سنة وشيعة، سنة وسنة.. يعني شي فايت ببعضه.
المقولة الاسلامية في التولي والتبري (الولاء لله وحزبه والبراءة من الشيطان وحزبه: هي احدى أهم مفاهيم السلفية الجهادية السنية والشيعية على السواء) ممكنة في علاقات الأفراد.. يعني زيد ابن أرقم فاسد أنا أرتب عليه حكم الفساد، عادل أرتب عليه حكم العدالة.. وحتى هذه نحن مأمورين فيها بالمداراة.. في أخبار صحيحة واردة عن أئمتنا (س) تقول: نصف الدين أو ثلث الدين هو المداراة، عاشروا الناس أو عايشوا الناس معايشة إذا غبتم فيها حنوا إليكم وإذا متم فيها بكوا عليكم.
ومش كل الناس حدود، حالة الحدية هذه ليست من الشرع، هذه خلقتها الحالة الحزبية، الحالة التي فيها قطب معين (زعيم أو قائد) بيعرف إنه إذا تعددت الخيارات أمام الإنسان بيصير هناك أكثر من قطب وليس قطباً واحداً يستمع اليه او يثق به، بيصير هذا الإنسان الكادر أو العامل البسيط يعرف اثنين وبيعرف ثلاثة من الاقطاب،وبيصير يصلي جماعة في مكانين او ثلاثة، ويسمع موعظتين او ثلاث، ويوزع فلوسه (الخمس والصدقات) بين شخصين او ثلاثة.. أما أن نمسك رسنه مسكا كاملا فهذا يوجب أن نحطم الجميع وأن لا يبق شريفاً وعفيفاً ومقدساً سوى قطب واحد. فتنشأ هذه الحالة (الحزبية والصنمية) التي أنتم عايشينها وتطرحون أسئلتكم من خلالها (بما هم أعضاء في حزب الله). هذه ليست من الشرع في شيء وليست من الإسلام في شيء.. أنا لما أعيش حالة أن الرسول (س) وأن الإسلام استوعب المنافقين... عُوملوا معاملة المسلمين، عايشوا المسلمين وتزاوجوا معهم ودفنوا في مقابرهم.. ولكن لاحظوا في القرآن التحذير فقط للرسول لا تصلي أنت على أحدهم، إذا مات أحد منهم يصلون عليه ويغسلونه. لما المنافقين يعتبرون حالة مقبولة داخل المجتمع، طيب أنا واحد شوي أموره مذبذبة لا أقبله على أيش!! (إذا كان الاسلام قبل المنافقين داخله فأنا لماذا لا أقبل انساناً أو جماعة ليس/ليست ملتزمة التزاماً كاملاً بمواقفي وبفهمي للاسلام مثلاً)..حالة النقاوة الداخلية هي إحدى النقاط التي هي خطأ من الأخطاء الموجودة في فكر الشيعة، خطأ حالة النقاوة الكاملة.
حتى في علاقات الأفراد: هذا الأمر غير مطلوب.. ولكن لو جاء واحد يقول أنا هالشكل أنا إما أبيض إما أسود، طيب عال..(يمكن أن نقبل ذلك بين الأفراد والأمزجة).. أما في العمل المجتمعي العام فلا... في العمل المجتمعي العام يوجد مشروع حوار وجوار.. كل من يخدم هذا المشروع يدخل فيه.. إذا قدرت أعمل حالة تولي وتبري في الدول لا يبقى عندي أحد.. أنا ساعتها أقول للشيعة أنتم جحروا في جحوركم، حاربوا العالم كله وخليه يحاربكم العالم كله ومنعمل مذابح. هذا الأمر أنا لا أراه مناسباً..
هذا الأمر أنا أنظر له فقهياً وأنا أرى أن كل شيء يتنافى مع هذا هو مخالف للفقه يعني مخالف للتكليف الشرعي.. سيوجد واحد يحرض ضدي.. أنا أقول إذاً هو جاهل معذور... لكن في القضايا العامة الجهل لا يعذر. أنا معذور حينما أغامر بوضعي الخاص.. أما أنا أشيط بدماء أمة بكاملها والله أنا جاهل، الجاهل يقعد في بيته ما يشتغل. واقع الحال هو هذا ! هل يوجد مشروع لي خاص أنا حتى أصير شيخ على مزبلة أو أنه يوجد مشروع للمجتمع، مشروع للأمة، أنا أدير مشروع للأمة، أنا لا أدير مشروع أن أنا عندي خمسة بني آدم بدي أجمعهم وصلي فيهم جماعة ويعطوني حقوقهم (الخمس)! لا! أنا ما عندي هذا الشيء.. أنا أحمل هم الشيعة العام وخاصة في أضعف مواقعهم، أنا دائماً أتحدث عن الشيعة خارج إيران، شيعة إيران الله يعزهم حاميين نفسهم دولتهم كثرتهم حدودهم ثروتهم، أحكي عن الأقليات الموجودة.. أنا دائماً أقول الشيعة يمثلون خمس المسلمين، خمس المسلمين مقابل أربع أخماس المسلمين.. يعني شغلي أعمل جبهة داخل الإسلام، فضلاً عن أن الشيعة داخل كل وطن وداخل كل مجتمع قد لا يمثلون عشر شعبهم، ما يمثلون نصف عشر شعبهم.. أنا وظيفتي أن أحفظ هؤلاء، أن أخلق حالة صداقة بينهم وبين مجتمعاتهم بعيداً عن أية مذهبية سياسية. المذهبية السياسية معروفة تقرؤنها في كتابي نظام الحكم وغير نظام الحكم، الفقه السياسي دُوِّن وأكثره مطبوع انشاء الله الباقي يطبع. في إدارتي للعملية الشيعية على مستوى الأمة: فكري هذا هو، لما أنا أقول كلمة نُصح، كلمة صفاء، ما يسمى شيعة مصر ما أعرف أديش هم أنا أحميهم، أنا أحفظ كراماتهم أنا حقي واصلني، أما أنه هناك حزب في لبنان أو إيران يفتعل وجود حزب داخل مصر ويريد أن يمشي عليه شغل، هيدا مو شغل، هذه أنا أبتر هذه القضية عن هذه القضية، هذه قضيتي العامة وهذه قضية إيران تدبر أمرها، هي دولة تدبر أمرها.. عندها خمسة بني آدم أو عشرة بني آدم، عشرين، مجموعة داخلية، بدن يعملوا حزب هنا او هناك، هذا شغل الدولة، إيران تجي تتفاهم معي اتفاهم معها.. بجوز أفهم عليها ويجوز تفهم علي، أما إني أغامر بمصير مجموعة كاملة (الشيعة العرب) لأنه شحادة (متشيع مصري اعتقل مرارا في مصر وتوسط الشيخ مرارا لاطلاقه هو وتنظيمه الايراني) افتض عشر بنات أو خمسة عشر بنت تحت ستار المتعة وتساوم على فلوس ومسوي مشروع شيعي... لا والله أنا هذا مو شغلي.
الشباب: إيران الدولة الشيعية الوحيدة والإسلامية بالمعنى الشرعي وفقاً لبعض الآراء، صار في زياراتكم المتكررة وطروحاتكم المتكررة أن الشيعة في العالم العربي عامة ليس لهم علاقة تبعية بايران، ليسوا عملاء لإيران، وهذا شيء صحيح، وأنهم متمسكين بأوطانهم وهم جزء من هذه الأوطان.. ولكن الجو العام وتكرار هذه الأجواء بدا وكأنه هناك إدارة لفصل الشيعة في هذا العالم عن إيران وأنه ليس هناك علاقة خاصة ومميزة أيضاً ينبغي الحفاظ عليها مع هذه الدولة بشكل من الأشكال؟
الشيخ: أولاً إيران هي مجتمع شيعي كبير داخل الأمة الإسلامية.. يعني أكبر تجمع شيعي في العالم هو الآن موجود في إيران، أكبر تجمع شيعي قومي تركي وفارسي وفيه بعض العروق الأخرى هو موجود في إيران. الشاه كان يقول أنه حامي الشيعة وفي لبنان يقولون كان هناك شغل على هذا الأساس.. وفي الخليج كان عمل يعني بيجي الشاه بيفرشوا له السجادة الحمرا، شيعة الكويت أو شيعة البحرين يفرشوا له سجاد أحمر من القصر للطيارة أو من الطيارة للقصر، انه ملكهم أو رئيسهم.. بعد الثورة وتكوين الحكم الإسلامي في إيران، أدعيت هذه الدعوة أن الشاه لم يكن يمثل الشيعة في العالم وانما كان ينطلق من رؤية امبراطورية لأن الشاه الذي يدعي أنه يمثل الشيعة هو بنفس الوقت وريث الأخمينيين، هو الذي عمل ذكرى 2500 سنة لعرش الطاووس وهذا شيء تعرفونه وهو كتب رسالة للمجوس الإيرانيين يتحدث عن أمجاد إيران وهو الذي حاول تغيير التقويم الهجري.
الشيعة كائناً من كانوا، وأنا لا أحكي فقط عن الشيعة العرب،بل الشيعة الأتراك في تركيا أو في أذربيجان: أقول أنهم ينتمون إلى تركيا وأذربيجان وليس لإيران، الشيعة الهنود في شبه القارة الهندية، باكستان وبنغلادش والهند أو الآسيويين في أندونيسيا أو في أي مكان هم ينتمون إلى أوطانهم وقومياتهم وشعوبهم ودولهم ولا ينتمون لإيران. إيران لا تمثل لهم لا مرجعية سياسية ولا مرجعية دينية. ما أقوله هنا عن هذا الموضوع أقوله في العالم العربي أو في لبنان أو في سوريا أو الكويت أو مصر أو السعودية.. أقول هذا الكلام علناً. فلو فرضنا اننا نتحدث عن تركيا، أقول نفس هذا الكلام.. توجد قوميات داخل الأمة الإسلامية، هذه القوميات فيها انتماءات، انتماءات مذهبية وانتماءات سياسية تنظيمية، الشيعة ليسوا إيران، إيران ليست الشيعة، إيران جزء من عالم التشيع.. أيضاً السعودية هي ليست السنة، مثلما يوجد أقلية شيعية في السعودية يوجد أقلية سنية في إيران.. ولهم ظلامات وهم يروحون ويشتكون ويبكون ويحكون كلاما كبيرا، سنة إيران أنا مضطر شوفهم مثل ما أشوف شيعة السعودية. ويوجد هنا ما يقال...يعني مش أنه حكي.. فمن هذه الجهة أنا أقول أنت يا شيعي يا لبناني أو يا كويتي أو يا مصري مثلاً أو يا سعودي أنت تنتمي إلى مجتمعك لا الى ايران. نقطة على السطر.........................